رغم الجريمة البشعة التي ارتكبتها سيدة فاقوس آكلة طفلها، إلا أن القضاء براءها من قتلها صغيرها، لثبوت إصابتها بضلالات العقل والاضطهاد، وهو مرض يدفع المصاب به لارتكاب جرائم دون إدراك لا يعاقبهم عليها القانون ولا يعاملهم مثل باقي الأشخاص العاديين . 

 

معنى ضلالات مرض العقل

في الطب النفسي، يُعرَّف مرض ضلالات العقل على أنه اضطراب عقلي يتميز بوجود معتقدات خاطئة أو غير واقعية، لا يمكن تغييرها حتى لو قدمت لها أدلة على خطئها، تُعرف هذه المعتقدات أيضًا باسم الأوهام، ويمكن أن تكون حول أي شيء، مثل الهوية أو القدرات أو الأحداث.

 

أعراض مرض ضلالات العقل ما يلي:

وجود معتقدات خاطئة أو غير واقعية لا يمكن تغييرها.

عدم القدرة على تقبل الأدلة على خطأ هذه المعتقدات.

تأثير هذه المعتقدات على حياة الشخص، مما قد يؤدي إلى صعوبات في العمل أو العلاقات أو الأداء اليومي.

يمكن أن يكون مرض ضلالات العقل اضطرابًا مُرهقًا للفرد وللأشخاص من حوله، يمكن أن يؤدي إلى العزلة الاجتماعية والمشاكل المالية والمشاكل القانونية.

 هناك العديد من أنواع ضلالات العقل، بما في ذلك:

ضلالات الاضطهاد: الاعتقاد بأن الشخص مطارد أو مضطهد من قبل الآخرين.

ضلالات العظمة: الاعتقاد بأن الشخص شخص مهم أو استثنائي.

ضلالات التحكم: الاعتقاد بأن الآخرين أو القوى الخارجية يمكنها التحكم في أفكار الشخص أو مشاعره أو أفعاله.

ضلالات الهوية: الاعتقاد بأن الشخص شخص مختلف عن هويته الحقيقية.

يمكن أن يكون سبب مرض ضلالات العقل غير معروف، ولكن يُعتقد أنه ينتج عن مزيج من العوامل الوراثية والبيئية، يمكن أن يكون أيضًا أحد أعراض اضطرابات نفسية أخرى، مثل الفصام أو اضطراب ثنائي القطب.

 

يمكن علاج مرض ضلالات العقل بالأدوية أو العلاج النفسي أو مزيج من الاثنين، وتساعد الأدوية عادةً في تقليل شدة الأعراض، بينما يساعد العلاج النفسي الشخص على فهم وإدارة ضلالاته.

 

براءة سيدة فاقوس آكلة طفلها بسبب اضطراب عقلي

أصدرت محكمة جنايات الزقازيق في محافظة الشرقية، اليوم السبت، حكما ببراءة هناء محمد حسن حتروش، البالغة من العمر 37 سنة، من تهمة قتل ابنها وأكل أجزاء من جثته بعد طهيها.

جاء الحكم بعد تقرير اللجنة الخماسية التي شكلتها المحكمة لفحص الحالة الصحية والعقلية للمتهمة، والذي أكد أنها تعاني من اضطراب عقلي يتمثل في ضلالات الاضطهاد وانخفاض الذكاء.

وبحسب التقرير، فإن المتهمة كانت تعتقد أن زوجة أخيها وزوجة عمها تتعمدان إيذاءها وابنها بأعمال سحر، كما كانت تعاني من ضعف في الاستبصار وعدم تقدير لفداحة موقفها.

وأكد التقرير أن المتهمة كانت تعاني من اضطراب في التفكير، خاصة في الفترة التي تلت طلاقها من زوجها، وكان سلوكها غريبا ومدفوعا بمخاوف مرضية على طفلها.

وأوضح التقرير أن المتهمة طلبت من جارة لها تدعى زينب إعداد حفرة ودفنها وابنها فيها، وبررت ذلك بمحاولة الاختفاء عن أعين من يحاولون إيذاءها.

وأضاف التقرير أن الفحص الطبي للمتهمة أكد إصابتها بمرض التصلب المتعدد، والذي من أعراضه ظهور اختلالات عقلية ونفسية وضلالات وهلاوس وتبلد مشاعر.

وشدد التقرير على أن العقل المريض بالضلالات في ظل محدودية الذكاء دفع المتهمة إلى ارتكاب الجريمة البشعة.

وتعليقا على الحكم، قال عبد الحميد رحيم المحامي بالنقض إن التقرير ومنطوق حكم المحكمة أصابا صحيح القانون.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: آكلة طفلها سيدة فاقوس المصاب یمکن أن

إقرأ أيضاً:

السودان: حرب بلا معنى (2)

خالد بن عبد الرحمن العوض

اشتهر أشقاؤنا السودانيون بروح الأخوّة والجماعة والتعاطف بينهم إلى الدرجة التي يُصاب فيها المرء بالحيرة عندما يحاول فهم هذه الحرب البغيضة بينهم داخل السودان. ولهذا يجد المرء مرارة في قراءة هذا الصراع بين السودانيين، وخاصة الطريقة الغامضة التي نشأت فيها وبرزت بها ميليشيا الدعم السريع، والتي تضم مقاتلين من خارج السودان، بعضهم في سن المراهقة، والتي تتلقّى الدعم من قوى أجنبية لا تهمها مصلحة السودان. لقد ارتكبت هذه الميليشيا الكثير من الجرائم في هذه الحرب العبثية.

من الصحفيين القلائل الذين حاولوا نقل الصورة البشعة لهذه الحرب وعواقبها الوخيمة على الشعب السوداني، الصحفي البريطاني أنتوني لويد، الذي تمكّن من الدخول إلى الخرطوم وأم درمان وكشف عن جانب مظلم تستخدمه ميليشيا الدعم السريع كسلاح في هذه الحرب.

يسرد الكاتب البريطاني هذه القصة بعد أن أجرى مقابلة مع والدة إحدى الفتيات التي تعرّضت للاغتصاب. اختارت الفتاة المراهقة أن تنام في غرفتها بدلاً من النوم مع أمها وبقية الأطفال في الرواق، حيث النسيم العليل القادم من النيل، في أحد أحياء الخرطوم الذي كانت تسكن فيه هذه الأسرة، والذي يخضع لاحتلال ميليشيا الدعم السريع. لم يخطر ببالها أنه في الهزيع الأخير من الليل سيدخل ثلاثة جنود يحملون السلاح من نافذة المنزل ذي الدور الواحد، ثم إلى غرفتها، دون أن تلاحظ ذلك الأم التي كانت تغط في نوم عميق. لم يكن والدها موجودًا في المنزل ذلك اليوم. كان هؤلاء يبحثون عن أي شيء يسرقونه، وإذا لم يجدوا شيئًا أمعنوا في إهانة أهل هذا الحي بارتكاب جرائم الاغتصاب التي يحجم الكثير من الضحايا عن التصريح بها مخافة العار والفضيحة في مجتمع ديني محافظ. لم يجد هؤلاء الجنود الثلاثة أي ذهب أو مال أو هاتف محمول، فأقدموا تحت تهديد السلاح على ارتكاب هذه الجريمة التي أصبحت، بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، “منتشرة” في هذه الحرب، رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب، وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها.

عندما وجدت الأم ابنتها ترتجف خوفًا بجانبها في الظلام، أدركت أنها أمام وقت عصيب. لم تُجدِ الصرخات التي أطلقتها في الشارع وأيقظت الجيران الذين ملأوا ساحة بيتها، ولم تنفعها الشكوى لدى نقطة التفتيش التابعة للدعم السريع في نفس الشارع. تكرر السيناريو ذاته بعد ثلاثة أشهر، عندما هجم ثلاثة أفراد من الميليشيا على المنزل وأخذوا الفتاة من يدها، لكن الجيران أنقذوا الموقف بعد سماع صيحات الأم. لم تُخبر الأم والد الفتاة الغائب بما حلّ بابنته، ولا تدري كيف ستكون ردّة فعله لو أخبرته بالأمر. غادرت الأسرة هذه المنطقة التي تسيطر عليها الميليشيا، متوجهة إلى أم درمان، دون التفكير في العودة إلى المنزل الذي أصبح مكانًا للذكريات المؤلمة.

لم تنتهِ قصة الأم المكلومة، فأمامها الكثير من الجهد لتساعد ابنتها على تجاوز هذه المعضلة.

هذا جانب واحد فقط من الأعراض الجانبية للحرب. فما بالكم بالحرب نفسها؟

مقالات مشابهة

  • النيابة العامة: براءة أحمد وعمرو الدجوي من سرقة أموال جدتهما
  • ماذا بقي من معنى «حوار الحضارات»؟!
  • السودان: حرب بلا معنى (2)
  • الطبيبة آلاء النجار تغادر مع طفلها الجريح إلى إيطاليا
  • الطبيبة آلاء النجار تغادر غزة إلى إيطاليا مع طفلها الجريح آدم لتلقي العلاج / فيديو
  • فضل دعاء واستغفار الحاج لأقاربه قبل دخول بيته.. علي جمعة يوضح
  • ما هو اضطراب الهستيريا وكيف نتعامل معه؟
  • لابوبو: بين الهوس العاطفي ومخاطر الإدمان النفسي
  • منسى زار شيخ العقل: نسعى للتمديد لليونيفيل خلال شهر آب
  • المهنة مسجل خطر.. اعرف معنى المصطلح ودرجاته