اختفاء أنهار الألب الجليدية وظهور مناظر طبيعية جديدة.. ما القصة؟ (صور)
تاريخ النشر: 2nd, October 2023 GMT
في جبال الألب بأوروبا، تكثر الأنهار الجليدية بشكل مدهش للغاية، إذ تنتشر مصاعد التزلج والمنتجعات والأكواخ في المناظر الطبيعية التي تشكلت منذ عقود، لكن الأنهار الجليدية التي تتميز بها بعض الدول الأوروبية، تعد واحدة من الضحايا الأكثر وضوحا لتغير المناخ.
عاما وراء عام، بدأت الأنهار الجليدية في التقلص حتى قاربت على الاختفاء تماماً، إذ فقدت الأنهار الجليدية السويسرية 10% من حجمها منذ عام 2021، ومن المتوقع أن تختفي بعض الأنهار الجليدية بالكامل في السنوات القليلة المقبلة، وفق ما نشره موقع «سكاي نيوز».
بينما في نهر «فريجيرفيرنر» الجليدي المتواجد في النمسا، يعني الذوبان أن النهر الجليدي انقسم إلى قسمين وتجوف، مع تدفق الهواء الدافئ عبر قاعدة النهر الجليدي، مما أدى إلى تفاقم ذوبان الجليد، أما «جايسكارفيرنر» هو نهر جليدي أخر يشكل جزءًا من منتجع للتزلج، لكنه لا يرتبط ببقية الثلوج والجليد، إلا عن طريق أجزاء من النهر الجليدي التي تم حفظها خلال الصيف بأغطية واقية لحمايتها من أشعة الشمس.
معدل فقدان الأنهار الجليدية يمكن أن يخبر العالم بالمزيد عن حالة المناخ على مستوى العالم، ومدى حتمية وضرورة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان، وفق تعبير أندريا فيشر، عالمة الجليد في الأكاديمية النمساوية للعلوم، مشيرة إلى أن فقدان الأنهار الجليدية ليس هو الشيء الأكثر خطورة فيما يتعلق بتغير المناخ، إنما يعد أخطر شيء في تغير المناخ هو تأثيره على النظم البيئية، وعلى المخاطر الطبيعية، وهذه العمليات أصعب بكثير في رؤيتها، فالأنهار الجليدية تعلمنا فقط كيف نرى تغير المناخ.
مراقبة تقلص الأنهار الجليديةومن نقطة مراقبة فوق الجبال من إحدى الطائرات، يبدو المشهد المتغير واضحًا، إذ أصبحت الأنهار الجليدية أصغر حجمًا بشكل ملحوظ، وتقع الصخور العارية في مكانها، وإن قدراً كبيراً من ذوبان الجليد توقف بالفعل، لذا فإن حتى التخفيضات الفورية والجذرية للانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري لن تتمكن من إنقاذ الأنهار الجليدية من الاختفاء أو الانكماش في الأمد القريب، حسب «فيشر».
في هذا السياق، قالت عالمة الجليد، إنه في حين أن حجم ذوبان الأنهار الجليدية يمكن أن يخلق الوعي والقلق بشأن المناخ، فإن «الاهتمام فقط لا يغير أي شيء»، موضحة أن بدلاً من ذلك على توجيه القلق إلى «موقف إيجابي تجاه تصميم مستقبل جديد»، حيث يمكن كبح ظاهرة الاحتباس الحراري بنجاح لوقف التأثيرات الأكثر ضرراً لتغير المناخ.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أنهار الجليد الأنهار الجليدية مناظر طبيعية الأنهار الجلیدیة
إقرأ أيضاً:
اختفاء بلدة في سويسرا من الخريطة بسبب حادث غير مسبوق
اختفت قرية بلاتن في جنوب سويسرا من الخريطة قبل يومين، وذلك بعد حادث بيئي غير مسبوق عاشته المنطقة، والذي حذر عدد من الخبراء من احتمال حدوثه في دول أخرى بينها فرنسا.
ففي يوم الأربعاء، دفنت معظم بلدة بلاتن في قاع الوادي، بعد انهيار كتل هائلة من الجليد والصخور من وادي بيرش الجليدي، بسمك عشرات الأمتار وطول نحو كيلومترين، كما صرحت بذلك السلطات السويسرية التي كانت قد بادرت بإخلاء سكان البلدة منذ يومين قبل الكارثة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سجن وتغريم إمام بفرنسا في منشور عن طوفان الأقصىlist 2 of 2تحقيق لهآرتس: إسرائيل قتلت 20 من أسراها في غزةend of listوقد غطت أطنان من الجليد والصخور البلدة المنكوبة، ونقلت صحيفة لوباريزيان الفرنسية عن الخبير البيئي الفرنسي رافائيل لودوفيك قوله إن حدثا بهذا الحجم الهائل يلاحظ أحيانا في سلسلة جبال الهيمالايا أو الأنديز، لكن ليس في جبال الألب.
Breaking:
A glacier collapse has buried the Swiss village of Blatten under mud. ????
The Lonza River is dammed and large parts of the town have been evacuated.
Tragic — but thanks to early warnings from scientists, lives were likely saved.#Switzerland #Blatten #ClimateCrisis… pic.twitter.com/ryxn8NlALL
— The Curious Quill (@PleasingRj) May 29, 2025
وأضاف لودوفيك أن أنظمة المراقبة لاحظت منتصف الشهر الجاري وجود تشوه في الجانب الصخري وشقوق واسعة في قمة الجبل، وحدوث انهيارات جزئية.
إعلانوذكرت لوباريزيان أنه تم استدعاء الجيش وقوات الدفاع المدني تحسبا لوقوع كارثة ثانية مماثلة، ونقلت عن رافائيل مايوراز، مسؤول إدارة المخاطر الطبيعية في الكانتون السويسري قوله: "هناك انسداد بطول نحو كيلومترين على نهر لونزا، يشبه الجبل، وهذا بطبيعة الحال يشكل بحيرة صغيرة تكبر تدريجيا".
وأضاف متحدث باسم السلطات السويسرية أن "التحدي يتمثل في تراكم المياه والصخور في النهر، والذي قد يؤدي إلى حدوث طوفان طيني".
لهذا يوضح لودوفيك أنه مع ذوبان الثلوج، ستتدفق كميات كبيرة من المياه، وسيتعين على السلطات التحرك بسرعة لتصريف هذه البحيرة باستخدام الأنابيب والمضخات لمنع تدفق الوحل إلى الوادي.
وقالت لوباريزيان إن السلطات بدأت بالفعل تصريف السد الاصطناعي كإجراء وقائي لاحتواء المياه التي احتجزها جدار الجليد والتراب والأنقاض.
ومع ذلك، إذا فاضت المياه، قد يكون من الضروري إخلاء الوادي، علما أن البحيرة التي أوجدها الانهيار الكبير تواصل النمو ساعة بعد ساعة وهو ما يهدد بوقوع فيضانات في المناطق السفلى، توضح لوباريزيان.
أما سبب وقوع هذه الكارثة، فيؤكد الخبراء أنه مرتبط بآثار التغير المناخي على جبال الألب، وتكوّن ما يعرف بـ"تدهور الجليد الدائم" في عمق الجبل.
ولا يستبعد الخبراء وقوع كوارث مماثلة في فرنسا، وقد أكد لودوفيك أنهم لاحظوا حالات من عدم الاستقرار الصخري في جبال الألب، علما أنه قد سجل وقوع انهيار ضخم في جبل بوري في سلسلة فانويز في نوفمبر/تشرين الثاني مما تسبب في انهيار جبلي بحدود 1.5 كيلومتر، وجرف عشرات الأطنان من الصخور.