مصراوي:
2025-05-31@08:45:50 GMT

الجيش المنصور.. شعر العامية صوت انتصار أكتوبر

تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT

الجيش المنصور.. شعر العامية صوت انتصار أكتوبر

كتب- محمد شاكر :

وعيون على كل الناس بتدور

ومنارة ما بتبطلش النور

والشعب مع الجيش المنصور

ع الجسر العالي محاوطينها

عبَّر الشاعر الكبير الراحل فؤاد حداد، عن فخره وفرحته الكبيرة بانتصار أكتوبر المجيد، في قصيدته العامية "ضي جبينها"، التي تعد من القصائد المغمورة التي لم تحظَ بالانتشار الكبير الذي كان يجب أن تناله مثل باقي القصائد التي عبرت كلماتها عن النصر.

ونتعرض، خلال السطور التالية، إلى عدد من قصائد شعر العامية التي شدت بحب مصر، نتنسم عبيرها ونشم شذاها في مثل هذه الأيام المجيدة التي عبر عنها مبدعو مصر بكل قوة في مختلف مجالات الإبداع وفي القلب منها شعر العامية.

نهاية الأسطورة

ونجد الرائع صلاح جاهين -من أهم شعراء العامية في تاريخ مصر الحديث- يسطر ملحمة بديعة، ويسخر من مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، بعدما هزمه الجيش المصري شر هزيمة بأقل الإمكانات، في ساعات معدودة، وجاءت القصيدة بعنوان "نهاية الأسطورة"؛ حيث يقول فيها:

بني إسرائيل العقل منهم تاه

في متاهة الأساطير يا ولداه

والحقد ضيع رشدهم وطفاه

خلطوا ما بين البطش والمعاناة

واحتاروا: همه غلابة ولا عتاه

شعب اتلعن م الرب، واللا حاباه

والرب رب الكون، واللا أداه

مخصوص لهم؟ سبحانه في علياه!

الرد جالهم يعدل الموازين

على إيد جنود من مصر، بني آدمين

لا مختارين م المولى ولا ملاعين

بس الوطن لا بد يحموا حماه

دولا مين ودولا مين

ويعد أشهر أعمال الشاعر أحمد فؤاد نجم، في هذا الصدد، أغنيته ذائعة الصيت "دولا مين ودولا مين"، والتي ينتصر فيها كعادته للجندي المصري البسيط من أولاد الفلاحين الذين ينتمي إليهم، وقامت السندريلا سعاد حسني بغنائها، وتقول كلماتها:

دولا مين ودولا مين

دولا عساكر مصريين

دولا مين ودولا مين

دولا ولاد الفلاحين

دولا الورد الحر البلدي

يصحى يفتح اصحي يا بلدي

دولا خلاصة مصر يا ولدي

دولا عيون المصريين

دولا مين ودولا مين

دولا يا سينا ولاد الشهدا

دولا التار لا ينام ولا يهدا

خلِّي ترابك يسكن يهدا

ويضم الشهدا الجايين

دولا مين ودولا مين

الحرب لسه في أول السكة

وأبدع الشاعر زين العابدين فؤاد، قصيدة بعنوان "الحرب لسه في أول السكة"، جاء نصها كالتالي:

"الحرب لسه في أول السكة

الفلاحين بيغيروا الكتان بالكاكي

ويغيروا الكاكي بتوب الدم

وبيزرعوك يا قطن ويا السناكي

وبيزرعوك يا قمح سارية علم

وبيدخلوكي يا حرب فحم الحريقة

وبيزرعوكي يا مصر شمس الحقيقة

وانتي ميدان الحرب

سينا البداية

وانتي جنينه الصلب

والنصر راية

انتي البكا والغلب

انتي الرحاية

انتي البارود والحب

أكتوبر يا تاريخ محفور

وكتب الشاعر بهاء منيسي، قصيدة بعنوان "أكتوبر يا تاريخ محفور"، يقول مطلعها:

أكتوبر يا تاريخ محفور

جوانا بحروف من نور

راح تفضل جوانا الذكرى

امبارح واليوم دا وبكرة

يوم ستة غيَّرنا الفكرة

وهزمنا الجيش المغرور

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حريق مديرية أمن الإسماعيلية مؤتمر حكاية وطن الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني انتصار أكتوبر شعر العامية

إقرأ أيضاً:

نخب هابيل أم نهب هدوء الريح

ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.

لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.

هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.

لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.

النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.

منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.

كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.

أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.

تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.

مقالات مشابهة

  • البصمة الكربونية لحرب إسرائيل على غزة تتجاوز دولا بأكملها
  • انتصار جديد لترامب في ملف الهجرة ومصير 500 ألف مهاجر من 4 دول على المحك
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة: إيماناً بأن الجندية تمثل رسالةً سامية ومسؤوليةً وطنية كبرى، ولأن تصرفات أي عامل في القوات المسلحة تنعكس بالضرورة على الجيش بأكمله، كان من الضروري إعداد لائحة تتضمن الواجبات والمحظورات التي ترسم قواعد السلوك والانض
  • البرهان يصدر قرار عاجل بشأن إتهامات أمريكية بإستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب
  • ‏موقع "واللا" الإسرائيلي: الجيش يستعد لتوسيع نطاق الحرب لتشمل المدن الكبرى في قطاع غزة
  • بالصور.. فيلم «آخر راجل في العالم» مفاجأة الصيف والبطل مفاجأة
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • مصر أكتوبر: إسرائيل تواصل استفزاز العرب ومخططاتها لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية لن تمر
  • نخب هابيل أم نهب هدوء الريح
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل