لجريدة عمان:
2025-12-14@06:51:48 GMT

نخب هابيل أم نهب هدوء الريح

تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT

نخب هابيل أم نهب هدوء الريح

ما الذي كان يفعله الشاعر الأردني ماهر القيسي (مواليد مأدبا عام ١٩٨٧) بين عامي 2012 و2021؟ بالتأكيد كان يكتب الشعر دون نشر، وبالتأكيد أيضًا كان "يطير" ليس بالمعنى المجازي بل بالحقيقي، فهو طيار مدني في الخطوط الجوية الملكية الأردنية.

لماذا يسكت الشعراء عن النشر؟ تلك مسألة جديرة بالنقاش، ولكن مهلاً، هل هذا موضوع منفصل أم مدخل مفيد لمناقشة شعر الشاعر وحياته؟ حين ننتهي من قراءة "نخب هابيل" - الكتاب الذي أمامنا الآن - نعرف فورًا أن هذه السنوات الطويلة من الصمت كانت كافية تمامًا لأن يتدرب الشاعر على كتابة فاتنة قادمة، يجمع فيها كل هذا الجمال، وكل هذا العمق، وكل هذه المعرفة.

هكذا، يمكننا قراءة هذا الصمت كتدريبات ذكية على الكتابة الجميلة القادمة، وهو واحد من استراتيجيات قراءة الكتب ومدخل لفهمها والاستمتاع بها وتحليل صورها وربطها بالماضي الشعري للشاعر. لم أقرأ ديوان "كاهن الطين" - ديوان ماهر الأول - لكن يمكنني تخيله، وتكهن عباراته وصوره ولغته، مثل دواويننا الأولى جميعًا، لا بد أنه مليء بالفوضى وعدم الترابط والاندفاعية واللغة الدرامية والصور الجامحة، وهذا ليس عيبًا، بل جزء من البدايات.

لكنه مليء أيضًا بالوعود والبروق التي تسبق الانفجار الشعري القادم المتماسك، وهذا ما وجدته عندما قرأت بعمق ديوان ماهر القيسي الأخير "نخب هابيل" - الصادر عن مؤسسة "ناشرون موزعون" في عمان عام 2021، بحجم متوسط (150 صفحة) وغلاف من تصميم بسام حمدان. هذا الديوان، للأسف، لم يُوزّع جيدًا، ولم يكن العالم - ولا الأردن - مهيّئين لتتبع الدواوين الشعرية في ظل كارثة اسمها كورونا، وهكذا ظلم هذا الديوان الجميل.

النصوص الشعرية في هذا الكتاب متدفقة ومتنوعة، بعناوين لذيذة وطريفة مثل: "ما قاله النهر"، "بكاء سري"، "جنازة ومشيع واحد"، "عتمة القصائد"، "عابث سبيل"، "إحداثيات خرائط الوادي"، و"هشاشة"، وغيرها من العناوين الجميلة التي تحفزك على فتح الصفحات، مدفوعًا بفخامة وغموض هذه العناوين.

منذ أولى صفحات الكتاب تواجهنا عبارة لافتة، مفجّرة، ساخنة، وعميقة جدًا: "مرةً حين قرر الرحيل نظرنا إلى البيوت وبكينا. مرةً حين قررنا المكوث نظرنا إلى البيوت وبكينا." هل يمكن أن أدخل هذا الكتاب من هذا المدخل الساحق؟ نعم، بالتأكيد! فالتنوع في القصائد والموضوعات المختلفة لا يحجب عنا خيطًا واضحًا يجمعها جميعًا: خيط الحنين المحروق والملل من كل شيء. من أين يأتي سحر هذا الكتاب؟ هل من رومانسيته الخادعة، حيث يوهمنا الشاعر بوجود حب وحنين وانتظار وامرأة فاخرة... ثم يكسر ذلك فجأة بسخرية طريفة أو عبارة فظة، فيذهب الشعور الأول، لكننا ننتقل معه إلى جمال آخر في مساحة أخرى.

كأن ماهر يقول لنا: "ماذا سأقول لكم عن مشهد امرأة تنتظر؟ عن حب رجل خارق يتعذب؟ لقد قيل كل ذلك... فسامحوا واقعيتي!" لكنها ليست واقعية طبيعية، والمسامحة التي يطلبها ليست مسامحة عادية، فهو لم يُخطئ، بل خيّب ظن القارئ الذي اعتاد لغةً محددة وصورًا ثابتة. هنا، يكسر ماهر اللغة التي بدأ بها ويغرقنا في صور فكاهية تحطم جدية الشعر الجامدة. من أين يأتي سحر هذا الكتاب أيضًا؟ من ذلك التفلسف الخفيف والأسئلة الكونية المخففة النبرة في القصائد. في أكثر من نص، يأخذنا ماهر القيسي إلى داخلنا - إلى مفارقاتنا، ضعفنا، سطحيتنا، أمراضنا - دون أن يمنح أي جواب، فهو نفسه لا يملك الجواب. أليس هذا هو الشعر؟ نعم، الشعر: السؤال... لا الجواب.

أن تتمنى لو يتفق مرة موعد طائرته مع موعد طائرتك. و يقودك إلى حيث تسافر, يا لها من فكرة شعرية! أن يقودك في الجو طيار شاعر، كلما شعرتُ بمطب هوائي أقول: ها هو صديقي الطيار يخترق ضباب صورة ؛, يتحرك جناح الطائرة بفعل ريح فأقول ها هو يهز مجازا مستعصيا، ترتفع الطائرة فجأة فأقول ها هو يحاول في قصيدته لمس المطلق.

تحية الى صديقي الشاعر الاردني في الملكية الأردنية ابن ريف مأدبا الطيار ماهر القيسي. وهو يطير الآن بركاب آخرين محظوظين الى حيث يسافرون.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا الکتاب

إقرأ أيضاً:

شيرين عبدالوهاب تخسر قضية تتعلق بحساباتها على منصات التواصل

#سواليف

شهدت #قضية #الفنانة_المصرية #شيرين_عبدالوهاب مع شركة “The Basement Records” التي اتهمتها الأولى بتزوير عقد إدارة حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، تطوراً جديداً لصالح الأخيرة.
وخسرت شيرين، دعوى الاستئناف التي أقامتها ضد المنتج محمد الشاعر، المدير التنفيذي للشركة بشأن عقد التعاون الرقمي الموقّع بينهما عام 2018، بعد أن أكدت المحكمة صحة العقد ونفت وجود أي شبهة تزوير فيه، وفقاً لـbillboardarabia.
وجاء الحكم استناداً إلى تقرير الطب الشرعي الذي فحص المستندات، وأثبت أن العقد سليم ومؤرخ في تاريخه الصحيح، خلافاً لما ذكرته شيرين في بلاغها الذي اتهمت فيه الشاعر وشقيقها بتزوير التعاقد وإنكار حصولها على أي مستحقات مالية مرتبطة به.

وحددت المحكمة جلسة الثامن من يناير (كانون الثاني) 2026 لمتابعة نظر الدعوى بين الطرفين بعد تأكيد سلامة المستندات.

خلفية النزاع
بدأ الخلاف في عام 2023 حين تقدّم المستشار القانوني ياسر قنطوش ببلاغ رسمي نيابة عن شيرين يتهم فيه محمد الشاعر بتسريب أغنيتي “وبحلفلك” و”القماص” دون الحصول على موافقتها، إضافة إلى الاستيلاء على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وفق البلاغ المسجل برقم 50638.

مقالات ذات صلة سلاف فواخرجي توضح موقفها من الهجوم المتواصل عليها 2025/12/13

وفي مارس (آذار) 2024، كانت محكمة جنح الشيخ زايد قد أدانت شيرين في واقعة السب والقذف والتشهير، وألزمتها بدفع غرامة قدرها خمسة آلاف جنيه، بحسب تصريحات محامي الشاعر المستشار صبحي جمال.

كما سبق للشركة أن أصدرت بياناً قانونياً في يونيو (حزيران) 2024 ردّت فيه على اتهامات شيرين بالاستيلاء على حساباتها، موضحة أن إدارة حساباتها الرقمية تمت بموافقتها، وأن شقيقها محمد عبدالوهاب، كان موكَّلًا عنها في إتمام التعاقد، وفق ما ورد في البيان.

مقالات مشابهة

  • شيرين عبدالوهاب تخسر قضية تتعلق بحساباتها على منصات التواصل
  • د.نزار قبيلات يكتب: العربية والموسيقى والشعر
  • زيت جوز الهند: فوائد مذهلة للجسم والشعر والبشرة
  • بدون أدوية.. مشروبات تساعد على نمو الشعر
  • هدوء نسبي في معبر باكارايما الحدودي بين فنزويلا والبرازيل
  • حكم نهائي يُفجّر أزمة شيرين عبدالوهاب مع شركة The Basement
  • أحمد القيسي وإيوان يُقدّمان ديو مختلفًا في "قولو ماشالله" ورندلى قديح تبرز بصمتها الإخراجية
  • هدوء في معظم لجان الوادي الجديد قبل غلق اللجان الانتخابية
  • «دويتو ناري يجمع إيـوان والنجم العراقي أحمد القيسي.. والجمهور يشعل المنصّات بإشادات غير مسبوقة»
  • النائب نصار القيسي يدعو الحكومة للانتباه للوجدان الأردني