نتنياهو يصالح بن غفير عقب استبعاده من مناقشات حساسة
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
مع مرور الوقت يتكشف حجم الهشاشة التي تحيط بالائتلاف اليميني الحاكم في دولة الاحتلال، ودرجة العبء التي يشكلها أقطابه على رئيسه بنيامين نتنياهو، فضلا عن المستويين الأمني والعسكري، اللذين لا يخفيان انزعاجهما من هذه التركيبة الفاشية، لأنها تربك المخططات الاحتلالية، وقد تمثلت آخر مظاهر الانزعاج في تغييب عدد من الوزراء عن الاجتماعات الاستخبارية والعسكرية الخاصة، بسبب خشية أقطاب الدولة من تسريباتهم و"ثرثراتهم"، أو دخولهم في مواجهات مع كبار الجنرالات المحيطين برئيس الحكومة.
يوفال كارني مراسل صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكد أن "مصالحة جرت بين بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة ووزيره للأمن القومي إيتمار بن غفير بعد ساعات قليلة من إعلان استبعاده من جلسة أمنية، حيث أدرك نتنياهو حجم الأزمة بينهما، ولذلك حصلت محاولات لنزع فتيل التوتر من خلال دعوة بن غفير لاجتماع شخصي على انفراد مع نتنياهو في فندق بقيسارية المجاور لمنزله، وانضمام كبار في الليكود لاسترضاء بن غفير، وزعموا أنه بدونه لن يكون لنتنياهو حكومة، واستمر اللقاء بين الاثنين عدة ساعات، بهدف إنهاء الأزمة بينهما".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "الأزمة بدأت على خلفية مطالب الوزير بشأن أحكام سجن الأسرى الفلسطينيين، حيث تم استبعاده من المناقشات الأمنية، وقد أجرى نتنياهو مشاورات على خلفية الوضع الأمني دون بن غفير، وسُمعت انتقادات حادة تجاهه في الغرف المغلقة، وهاجمه وزراء ومسؤولون كبار من حزب الليكود، ووصفوه بأنه يمثل عبئاً على الحكومة، لكن نتنياهو يريد إنهاء المواجهة معه، قبل افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، لتجنب سيناريو يؤدي فيه لعدم المشاركة في التصويت ما سيؤدي إلى تعطيل أنشطة الائتلاف الحكومي، والإضرار به".
موران أزولاي ومائير ترجمان مراسلا صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أكدا "المعلومات التي تحدثت عن تغييب متعمد لبعض الوزراء، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، المتهم بانتهاك خصوصيات المداولات الأمنية الحساسة، وبالتالي فإنه لم تتم دعوته لمناقشة أمنية مرة أخرى، وهي ليست المرة الأولى التي يتجاهله فيها نتنياهو بشكل مباشر، فقد تم استبعاده من قرارات العدوان الأخير على غزة، والعملية العسكرية في جنين، اللتين قادهما نتنياهو مع كبار أعضاء المؤسسة الأمنية، بمن فيهم وزير الحرب يوآف غالانت، الذي دخل في مواجهة مع بن غفير أكثر من مرة في مثل هذه المناقشات".
وأضافا في تقرير ترجمته "عربي21" أن "البيئة المحيطة بنتنياهو فسّرت سبب عدم دعوة بن غفير بأنه يتدخل في قرارات رئيس الوزراء، خاصة في النقاشات التي تتناول الساحات المختلفة المحيطة بإسرائيل، وتركيز حديثها على إيران، الأمر الذي يتسبب بخلق صراع بين رئيس الوزراء والوزير، ما يشير إلى أزمة بينهما، رغم أنه إجراء حقيقي يدلّ على انعدام الثقة الحقيقي بينهما، ولذلك فإنه لم تتم دعوته في العديد من الاجتماعات، لأنه تم اتهامه أكثر من مرة بتقديم مقترحات "شعبوية"، ودخل في مواجهة مع غالانت على خلفية ردود الجيش على العمليات الفدائية في الضفة الغربية".
وضربا على ذلك مثالا أن "بن غفير مستبعد تماما من القرارات التي اتخذت قبل الضربة الافتتاحية لعملية "الدرع والسهم" ضد الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وفي الأيام التي سبقت العملية، لم يجتمع مجلس الوزراء، بل تم اتخاذ قرار بشنّ عملية عسكرية كبيرة نسبياً بموافقة رئيس الحكومة الذي قوبل بهجوم من بعض وزرائه لضعف الاستجابة لمطالبهم، وعند اتخاذ قراره بشنّ ذلك العدوان سارعوا لتهنئته، رغم عدم مشاركتهم المعلومات الخاصة".
وأوضحا أن "بن غفير مستبعد من أي معلومات حساسة، خوفا من تسريبها، وتعرض العملية للخطر، مع أن الضربة الأولى جاءت بعد أن قاطع حزبه "العصبة اليهودية" التصويت في الكنيست، وبعد مرور شهر، تم استبعاده من جديد من تقييمات الوضع الأمني قبيل عملية عسكرية في مخيم جنين، حيث عقد نتنياهو جلسة نقاش في القيادة الوسطى للجيش، وأثيرت فيها إمكانية تنفيذ عملية واسعة النطاق في جنين، وهو القرار الذي اعتبر ساخنا جدا في تلك الأيام. وبعد أسبوعين، أطلق الجيش عملية "المنزل والحديقة" في المخيم التي شهدت مطالبات من بن غفير ورفاقه بتنفيذ عملية واسعة النطاق، تتضمن قصفاً للمباني في الضفة الغربية".
ونقلا عن "كبار المسؤولين الحكوميين قولهم إننا لا نتصرف من "القناة الهضمية"، فهناك اعتبارات سياسية دولية، وعنصر المفاجأة مهم أيضاً، ومطالبات بن غفير ورفاقه بعدم جلب العمال من غزة، وإغلاقات مختلفة على جميع أنواع القرى والمدن في الضفة الغربية، سياسة لا يستطيع رئيس الوزراء السفر بها لأي مكان، وبالتأكيد فإنه لن يحظى بحفلات استقبال حول العالم، حتى إن مسؤولا في حزب الليكود اعتبر الاجتماعات الأمنية التي يحضرها بن غفير تبدو كأنها لعبة أطفال".
المسؤولون في مكتب بن غفير ردّوا على استبعاده من الاجتماعات الأمنية بقولهم إن "الوزير سيستمر في التعبير عن آرائه، والسعي لتطبيق السياسة اليمينية الكاملة، حتى لو لم تتم دعوته لحضور تلك اللقاءات، وفي كل لقاء سيدعى إليه سيبدي رأيه المطالب بالعودة للاغتيالات، وإغلاق المدن والقرى، ووقف دخول العمال من غزة، وجعل شروط الأسرى في السجون أسوأ، وسيستمر في العمل لتحقيق هذه الغايات".
ليست المرة الأولى التي تعبر فيها الأوساط الإسرائيلية عن إحباطها من بن غفير ورفاقه في الحكومة، خاصة حين نفى حق الفلسطينيين بالتجول بحرية في الضفة الغربية المحتلة، ما تسبب في صدور ردود فعل دولية غاضبة أحرجت دولة الاحتلال التي سارعت لمحاولة ترميم الأضرار التي ألحقها بها.
كما أنها ليست الحالات وحدها التي لم تتم دعوة بن غفير إليها، ففي حالات أخرى، جاء للمناقشات الوزارية مع مطالب عنصرية لم يتم قبولها في النهاية، بل تم رفضها بشكل قاطع، وآخرها حين دعا لفرض قيود أكثر صرامة على الأسرى الفلسطينيين، لكن طلبه تم تأجيله لحاجته لمزيد من النقاش، الذي لن يعقد إلا بعد الأعياد اليهودية، ولذلك لم يبق صامتا، بل هاجم نتنياهو، وطالبه بالتوقف عن تقديم الأعذار، وبعد يوم واحد، أعلن حزبه أنه لم يعد ملتزما بانضباط الائتلاف، ما يؤكد أنه يشكل للحكومة ورئيسها صداعا مزمنا حقيقيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة بنيامين نتنياهو بن غفير الفلسطينيين فلسطين الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بن غفير صحافة صحافة صحافة تغطيات سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة استبعاده من بن غفیر لم تتم
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يتابع الأحداث الأمنية في غزة.. وأنباء عن إلغاء لقائه ويتكوف بواشنطن | تقرير
في خضم تصاعد التوتر في غزة وتداعياتها الإقليمية، تراقب السلطات الإسرائيلية والأجهزة الأمنية عن كثب الوضع شمال قطاع غزة، وسط أنباء عن إمكانية إلغاء زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
وفق تقارير إسرائيلية، فإن نتنياهو يولي أهمية قصوى للأوضاع الأمنية في المنطقة، ويتلقى تحديثات فورية من الجيش ومنسقي العمليات، ويبحث مع طواقم استخباراتية وسياسية الخطوات القادمة، وذلك قبل توجهه المحتمل للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ترامب ريفييرا.. خطة سرية لتهجير الفلسطينيين من غزة برعاية معهد توني بلير
البيت الأبيض: ترامب سيناقش مع نتنياهو وقف إطلاق النار بغزة
المرشد الإيراني يدعو ترامب للاستثمار في طهران
ترامب: سنفرض على اليابان وكوريا الجنوبية رسوما جمركية بنسبة 25%
وتأتي هذه التطورات في ظل مساعي دبلوماسية مكثفة لعقد لقاء قمة في البيت الأبيض بين نتنياهو وترامب، يعد الثالث من نوعه هذا العام، لمناقشة تسوية مقترحة لوقف إطلاق النار في غزة تتضمن هدنة تمتد 60 يومًا، وتبادلًا جزئيًا للأسرى، وتوسيع المساعدات الإنسانية، لكن مصادر إعلامية إسرائيلية نقلت عن مسؤولين مطلعين تأثر جدول اللقاء المحتمل، محذرين من أن تصاعد العمليات العسكرية شمال القطاع قد يدخله في بؤرة الاهتمام ويطرحه كشرط مسبق قبل خوض مشاورات حول قضايا كبرى مثل مستقبل الحرب وأسئلة ما بعد الصراع.
ويشير محللون إلى أن تفجّر الوضع شمال غزة يمكن أن يؤدي إلى تعطيل المحادثات أو إعادة جدولة اللقاء، خصوصًا مع وجود ضغوط داخلية من أحزاب يمينية متشددة ترفض أي شكل من أشكال التراجع أو الاتفاق المؤقت مع حركة حماس . وفي هذا الإطار، أعلن وزير المالية المتشدد بيتساليل سموتريتش رفضه فتح قنوات مماثلة للتفاوض، معتبرًا أن مثل هذه التحركات "خطأ جسيم" يمنح حماس هامش تنفيذ تهديدات وتفهّمًا يفرض قيودًا على قوات الدفاع الإسرائيلية.
من جهته، يسعى ترامب، وفق مصادر أمريكية، إلى استثمار زيارته من أجل الدفع قدما بخطة وقف إطلاق النار التي أعدتها واشنطن بدعم قطري مصري، مؤكداً أن “هناك إمكانية حقيقية لتحقيق اتفاق خلال الأسبوع الجاري”، لكن الفروقات الجوهرية بين الطرفين حول "نهاية الحرب" لا تزال قائمة، فحماس تطالب بانسحاب شامل وجلسة كاملة الأطراف، بينما يتمسك نتنياهو بالشروط التي تفرض تمحيصاً قاتماً منشأه العسكري والسياسي، وفقا لـ سي ان ان
وبينما تحدثت بعض المصادر عن استعداد نتنياهو للقاء سري وخالٍ من وسائل الإعلام، تمهيداً لإصدار بيان مشترك عقب العشاء الرسمي في البيت الأبيض، تبدو هذه الخطوة مدفوعة بما وصفته الأوساط بـ "جلسة تقييم أمنية حقيقية" تتعمق في تفاصيل العمليات شمال قطاع غزة.
إن إلغاء اللقاء أو إعادة ترتيبه وفق متغيرات ساحة المعركة شمالي القطاع قد يشكل مؤشرًا على قدرة الأمن الإسرائيلي على ربط السياسة بالعسكرة في آنٍ واحد، وتحكم رئيس الوزراء في مفاتيح المواجهة الداخلية والخارجية.
ورغم التفاؤل الأمريكي – كما وصفه ترامب – بوجود "فرصة لتحقيق اختراق"، فإن أي اتفاق يبدو رهينًا بضمانات أمنية جوهرية قبل التفاهمات الدبلوماسية، ما يجعل هذا الشهر حاسمًا في رسم خريطة المرحلة القادمة للعلاقات الأميركية‑الإسرائيلية، ولمسار الحرب التي دخلت شهرها الحادي والعشرين، قبل أن تُعلن واشنطن ونتنياهو بشكل نهائي مصير اللقاء المنتظر.