ما هي نقاط قوة أردوغان في ولايته الثالثة؟
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
منذ انتهاء الانتخابات الرئاسية التركية في مايو (أيار) الماضي، انكب محللون على التحذير من الآثار المترتبة على الولاية الثالثة للرئيس رجب طيب أردوغان، من منظوري السياسة الداخلية والخارجية.
ربما أمكن التعاون معه على أساس الصفقات المتبادلة
وفي الداوئر الأمريكية والأوروبية، ينصب الاهتمام على ما إذا كان أردوغان سيستغل فرصة إعادة انتخابه لإصلاح علاقته بالغرب، التي تشهد تدهوراً منذ عام 2016.
وداخل تركيا، كان نحو نصف الأتراك الذين لم يصوتوا له محبطين من خمس سنوات إضافية لأردوغان، في حين تساءل النصف الآخر عما إذا كان السياسي المخضرم سيكون قادراً على إصلاح المشكلات الاقتصادية الجسيمة والمتفاقمة.
وقال الباحث سنان سيدي، باحث أول غير مقيم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، في مقاله بموقع "ناشونال إنترست"، إنه ليس ثمة سياسي تركي يُعتبر بديلاً موثوقاً لأردوغان.. وينقسم المراقبون عن كثب للسياسة الانتخابية التركية بين من يعتقد أن الأحزاب المعارضة تفتقر للكفاءة ببساطة، وآخرين يرون أنها متواطئة مع أردوغان.
Erdogan is Here to Stay
The Turkish president has adopted a transactional policy with the West. Washington should respond in kind. @SinanCiddi in @TheNatlInterest: https://t.co/TtlZxMqai9
وأضاف الباحث أن للسيناريوهين مزاياهما.. فقد أدارَ المرشح الرئاسي لحزب الشعب الجمهوري، كمال كليجدار أوغلو، حملة انتخابية بشعة.. وإذا أراد أحد أن يخسر الانتخابات أمام أردوغان، فليستلهم إستراتيجية كليجدار أوغلو.
ولذلك فإن قسماً كبيراً من الناخبين الأتراك أصابه الإحباط حتى أنهم نأوا بنفسهم عن السياسة.. ببساطة شديدة، لا ضغط شعبياً لتقييد أردوغان، وبلا شك لا احتجاجات كتلك التي اندلعت في منتزه جيزي وأثارت خوف أردوغان للمرة الأولى من الاضطرابات الشعبية.
من ناحية أخرى، يتهم البعض حملة كليجدار أوغلو بالعمل سراً على ضمان فوز أردوغان، وأن المعارضة شاركت وحسب في مسرحية انتخابات هزلية.. والسبب وراء ذلك هو أن أردوغان دفع أموالاً لبعض قادة المعارضة.. فميرال أكشينار، زعيمة الحزب الجيد، متهمة بتلقى رشوة قدرها 100 مليون دولار، وإذا صحَّ هذا الاتهام، فسيكون أهم دليل على قدرة أردوغان على شراء المعارضة السياسية.
وتابع الباحث: "هذا لا يعني أن كل الجهات السياسية المعارضة يمكن أن تُشترى.. في سيناريو يواجه فيه أردوغان تحدياً قوياً من مرشح موثوق به ولا سبيل لإفساده، يمكن أن يستغل الرئيس آليات قانونية محتملة للإطاحة به".
ومثال على ذلك أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول، فبعد أن منعه كليجدار أوغلو من الترشح عن حزب الشعب الجمهوري، وضع أنظاره على حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2028، وهو السياسي الذي يرجح أن يفوز على أردوغان.
The kemalist and his allies won't pleased to hear that Erdogan is here to stay.#erdogan #TurkishElections #Turkiye pic.twitter.com/Ko6rGE0GKT
— Abdirahman taqal (@AbdirahmanTaqal) May 28, 2023وأشار الباحث إلى أنه في ربيع العام المقبل، سيبذل إمام أوغلو قصارى جهده ليُعاد انتخابه عمدة لإسطنبول، وسيبذل أردوغان كل ما في وسعه للإطاحة به.. وسيستغل أردوغان مكتب الرئاسة والصحافة لتشويه سمعة إمام أوغلو.
وإذا تحركت مشاعر الناخبين تأييداً لمرشح أردوغان، فسيخسر إمام أوغلو اسطنبول، يقول الباحث، أما إذا ظل الناخبون على موقفهم وأيدوا إمام أوغلو على الرغم من ذلك، فسيدعو أردوغان المحكمة العليا إلى تأييد حكم محكمة أدنى صدر عام 2022 يحظر على إمام أوغلو ممارسة السياسة أصلاً.
وفي هذه الظروف، يواصل الكاتب، "إذا بقي أردوغان في السلطة إلى أجل غير مسمى، فعلى الغرب أن يتعلم التعايش معه.. ربما أمكن التعاون معه على أساس الصفقات المتبادلة لأن الولايات المتحدة والتحالف عبر الأطلسي يشتركان في المصالح الأمنية".
كثيراً ما تفرض إدارة بايدن عقوبات على الكيانات التركية لانتهاكها العقوبات الدولية ضد حرب روسيا غير الشرعية في أوكرانيا، وقد صدرت تحذيرات عدة لأردوغان لإصدار تعليماته للقطاع المصرفي بالكف عن قبول التحويلات المالية الروسية.. وبدلاً من أن يصر البيت الأبيض على أن تنهي تركيا دعمها لروسيا، نراه يتملق أدروغان.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة کلیجدار أوغلو إمام أوغلو
إقرأ أيضاً:
باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدولي
نشرت مجلة ناشونال إنترست مقالا استعرض فيه كاتبه الأسباب التي تحول دون بناء دولة على أسس صحيحة في البوسنة والهرسك، رغم مرور 30 عاما على انتهاء الحرب في تلك المنطقة من أوروبا.
وأنحى كاتب المقال ماكس بريموراك، الذي يعمل باحثا أول في مركز مارغريت تاتشر للحرية التابع لمؤسسة "هيريتيج" الفكرية، باللائمة في ما حدث طوال العقود الثلاثة الماضية على تدخل مجموعة من الدول الغربية في شؤون البوسنة والهرسك، وإخفاقها في مساعدتها نحو تحقيق الديمقراطية والتوافق بين طوائفها المختلفة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربlist 2 of 2موقع إيطالي: الصين تطور سلاحا شبحيا يهدد أكثر دفاعات أميركا تطوراend of list توتر طائفيوكان البوسنيون قد احتفلوا مطلع مارس/آذار الماضي بالذكرى السنوية الثلاثين التي أنهت حرب البوسنة 1992-1995 التي خلفت 100 ألف قتيل. ومع ذلك، فإن بريموراك يرى أنه ليس هناك الكثير مما يدعو للاحتفال بعد فشل مشروع بناء الدولة في وسط أوروبا، رغم إنفاق مليارات الدولارات.
وقال إن الطوائف التي تشكل مجموع سكان الدولة، من مسلمين وكروات وكاثوليك وصرب أرثوذكس، لا تزال منقسمة كما كان حالها في عام 1995. وأضاف أن المناطق ذات الأغلبية الصربية في البلاد تسعى باستمرار إلى الانفصال والانضمام إلى جمهورية صربيا المجاورة.
وللدلالة على تراجع الأوضاع في البوسنة والهرسك، أوضح الباحث الأميركي في مقاله أن الزيجات المختلطة بين الطوائف والتي بلغت قبل الحرب نسبة 13% تراجعت اليوم إلى 4%.
إعلانوقد فشلت الجهود التي بذلتها دول خارجية لفرض هوية مدنية بوسنية لتحل محل الانتماءات العرقية والدينية التي تعود إلى قرون من الزمن.
"أزمة استثنائية"وفي تقرير رفعه في وقت سابق من هذا الشهر، أبلغ مكتب الممثل السامي للمجتمع الدولي في البوسنة والهرسك -الذي يرأسه وزير زراعة ألماني سابق- مجلس الأمن الدولي أن الوضع في البوسنة والهرسك "يرقى بلا شك إلى مستوى أزمة استثنائية في البلاد منذ توقيع اتفاق دايتون".
والمعروف أن اتفاق دايتون هو معاهدة سلام وقعها قادة صربيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك في عام 1995، وأنهت 3 سنوات من الحرب الأهلية في يوغسلافيا السابقة، وقسَّمت البوسنة إلى دولتين هما: فدرالية البوسنة والهرسك وتضم المسلمين وكروات البوسنة، وجمهورية صرب البوسنة.
ووفق المقال الحالي، فإن جوهر الأزمة يكمن تحديدا في البنية الدولية لما بعد معاهدة السلام التي خوّلت زمرة من الدبلوماسيين الغربيين سلطة الحكم النهائي على جميع القرارات في البلاد من دون أن يتمتع البوسنيون بأي سيادة على دولتهم.
والشاهد على ذلك أن الممثلين الساميين المتعاقبين أصدروا أكثر من 900 قرار تباينت بين اختيار رموز الدولة إلى السياسة الاقتصادية إلى الإصلاح القضائي والدستوري. بل إن الممثل السامي عزل بمراسيم رسمية العديد من المسؤولين المنتخبين، ومنهم رؤساء.
"احتلال أوروبي"واعتبر بريموراك المساعي الدولية الرامية إلى حصر السلطات في المركز على نحو لم تنص عليه معاهدة السلام صراحة -وذلك على حساب المناطق الصربية التي تتمتع بالحكم الذاتي في شمال شرقي البوسنة- جهودا غير مجدية سياسيا منحت روسيا فرصة دائمة لزعزعة استقرار المنطقة.
ويزعم الباحث الأميركي أن مكتب الممثل السامي في البوسنة والهرسك تحول إلى سلطة احتلال أوروبية شبيهة بالاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية (وهو ما كان يُعرف باسم الراج البريطاني).
إعلانويرى الكاتب أن كل تدخل دولي يؤدي إلى تفاقم العلاقات العرقية ويؤخر تطور المؤسسات الديمقراطية في البوسنة والهرسك.
لكن بريموراك يعلق الآمال على الرئيس الأميركي دونالد ترامب قائلا إن أمامه فرصة تاريخية لإنهاء هذه "المهزلة"، منبهًا إلى أنه على الرغم من أن الدبلوماسيين الأوروبيين هم واجهة هذا البناء الذي تم تشييده بعد دايتون، فإنهم لا يتصرفون إلا بموافقة صريحة من واشنطن.
وخلص الباحث إلى أن الضرورة تقتضي اليوم التعويل على مواطني الدولة نفسها لإحداث التغيير بعد فشل التدخل الدولي في مساعدتهم على إرساء ديمقراطية سلمية.