رامى الصواريخ حقق المستحيل كجندى.. وأسقط طائرتين للعدو فى الاستنزاف و6 أكتوبر
تاريخ النشر: 6th, October 2023 GMT
واحد من الجنود الذين كانوا أحد مفاتيح النصر العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة.. إنه البطل المقاتل زغلول وهبة سليمان رامى صواريخ «الاستريلا» أو سام 7.. حقق هذا المقاتل بطولات تتجاوز موقعه كجندى.. لكنهم المصريون إذا وضعوا فى محل اختبار.. تجدهم أصحاب حضارة تجرى فى دمائهم.. تجدهم أصحاب عزيمة تحارب المستحيل وتقهر عدواً أطلق على نفسه «الجيش الذى لا يقهر».
يستهل المقاتل زغلول حديثه عن ذكريات حرب أكتوبر بعد مرور 50 عاماً عليها بقوله: إن الجيش المصرى هو خير أجناد الأرض، وقد رأيت التطبيق العملى لهذا الأمر أمام عينى فى حرب أكتوبر، حيث شهدت هذه الحرب عشرات آلاف البطولات على أيدى أبطال القوات المسلحة، فقد كان التفاوت العسكرى فى التسليح واضحا للجميع، واستطاع الجيش المصرى بأبطاله أن يعوض هذا الفارق بالتدريب والعزيمة والإرادة والرغبة اللامتناهية فى تحقيق النصر واسترداد أرض سيناء الغالية.
ويستطرد كلامه بأن ذكريات الهزيمة والانتصار وعودة سيناء الحبيبة ستظل محفورة بذاكرته، حيث كسرت النكسة أشياء كثيرة فى نفوس المصريين، ولم يكن أحد يتوقع الهزيمة بهذه الدرجة واحتلال سيناء.
يبدأ المقاتل زغلول حديثه عن ذكريات الحرب معرفاً نفسه « أنا المقاتل زغلول وهبه سليمان - رامى صواريخ الكتف «الاستريلا أو سام 7 أو الحية أو الضبع الأسود»، تم تجنيده بتاريخ 26 نوفمبر 1969، ثم التحق بمعسكر التدريب بالكيلو أربعة ونصف بطريق القاهرة السويس، وبعد انتهاء فتره التدريب الأساسى تم اختياره ضمن قوات الدفاع الجوى كرامى «رشاش ثقيل»، ونجح واجتاز الكشف الطبى، ثم التحق بمعسكر أبو قير للحصول على الفرقة الخاصة بالسلاح الجديد فى مدرسه المدفعية المضادة للطائرات بالمعمورة بالإسكندرية.
ويضيف ان حرب الاستنزاف كانت بمثابة مرحلة «استعادة الثقة» التى اهتزت عقب النكسة سواء بالنسبة للفكر الاستراتيجى أو لعقيدة القتال وروح المقاتل والعسكرية المصرية بوجه عام.
واستطاعت القوات المسلحة من خلال هذه الحرب أن تخطط لمعركة التحرير وتعدل الخطط، كما أنها أتاحت فرصة امام العقول المصرية للابتكار والتغلب على العقبات بإمكانات محدودة، يضاف الى هذا انها كبدت العدو خسائر فادحة فى العتاد والأرواح، ومنحت المقاتلين ثقة بأن النصر قادم لامحالة بأى ثمن.
وأضاف أنه خلال 6 أشهر أنهى الدورة التدريبية، وفى يونيو 1970، تم ترحيلهم للقاهرة ضمن تشكيل الكتيبة 523 دفاع جوى، وتم تكليفه كحكمدار دفاع جوى، حيث تمكن من إسقاط طائرة اسرائيلية من طراز «سكاى هوك»، بمنطقة الجفرة بالسويس يوم 30 يونيو 1970، وأسقط الثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقة أبو حماد بجوار مطار أبو حماد بقرية الأسدية، موضحاً أنه انتقل لموقعه بمنطقة الجفرة بالسويس، وتم تجهيز الموقع فى 30 يونيو 1970، وفى نفس اليوم شاهدت السرية مجموعة من طائرات العدو من طراز «فانتوم وسكاى هوك»، فجرت مستودعات الجيش الثالث الميدانى ومخازن الذخيرة، وعند عوتها مرت من أعلاهم وعلى ارتفاع منخفض، فجهز نفسه للتعامل معها، وبالفعل أخذ موقعه وسدد لأحدها صاروخا وتمكن من إسقاطها، ليتمكن زميل آخر بفصيلة مجاورة من إسقاط طائرة أخرى من طراز «فانتوم»، قائلا: «كانت فرحة كبيرة لكل الناس لأننا كبدنا العدو خسائر كبيرة فى أول هجمة للعدو بعد دخولنا الجبهة.
وأشار الى أنه فى اليوم التالى من إسقاط الطائرتين وأثناء تواجدهما بموقع الخدمة فوجئوا بتواجد اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث، ومعه مجموعة من قادة الجيش الثالث لمقابلته وتهنئته على اسقاط الطائرة، وكان لهذه الزياة عظيم الأثر فى نفوس كل أفراد الموقع، حيث بدأت اسطورة سلاح الجو الاسرائيلى تهتز أمام أبطال الجيش المصرى، ليتوالى بعد ذلك اسقاط طائرات العدو.
وأضاف أننا كجنود لم يكن لدينا علم بموعد الحرب.. وكانت مفاجأة كبيرة لنا، حيث شاهدنا الطائرات تحلق فى السماء بكثرة وجميعها تحلق على طول الجبهة، والجميع بدأ يعلم أنها ساعة الصفر، وجاء وقت العبور، وكانت لحظة صعبة لا يمكن أن ينساها أى جندى، فالجميع تحمس وبدأ ينادى ويصيح بـ«الله وأكبر»..
إلا أنه فى يوم 8 أكتوبر عام 1973، تم نقله ومجموعته لمطار أبو حماد بمحافظة الشرقية، لحمايته من هجمات العدو نتيجة قربه من مطارات الجبهة، وفى صباح اليوم التالى تم توزيعه ومجموعته على مواقع بدائرة المطار بقرية الأسدية، وفى منتصف يوم 10 أكتوبر، بدأ هجوم من قبل قوات العدو مكون من سرب طائرات فانتوم وسكاى هوك، ليتمكن زغلول من إسقاط طائرة من طراز «سكاى هوك».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجنود حرب أكتوبر المجيدة المعجزة المصريون
إقرأ أيضاً:
يوميات جاري أبو فرح في الحرب(2)
#يوميات جاري أبو فرح في ا#لحرب(2)
من قلم د. #ماجد_توهان_الزبيدي
لم ينم أحد من جيراني في بنايتنا السكنية بحي الشيخ خليل وسط مدينة “إربد” الأردنية وفي البنايات المجاورة لنا من الشرق والغرب والجنوب والشمال،وترى معظم الناس على أسطح بناياتها وفي الشوارع طيلة ليلة اليوم التالي من مواجهة الإيرانيين لعدو الأمة المركزي، الصهاينة ،ولم تهدأ زوامير الإنذارات إلى مطلع فجر اليوم الثاني من الحرب ،مُنذرة بوجبات تتواتر من مُسيّرات وصواريخ تحرث الأحياء الإستراتيجية بمدن العدو الأساسية بفلسطين المحتلة من عام 1948م،ونوم الملايين من المستوطنين الصهاينة في ملاجىء و”مرآيب” السيارات،في نشوة عربية جماهيرية من المحيط للخليج أعادت لنا نشوة قصف المقاومة الفلسطينية واللبنانية الباسلة لتجمعات العدو العسكرية من الجليل للنقب،في تهجير غير مسبوق للمستوطنين الصهاينة وإخلاء تام وكامل لعشرات المدن والبلدات والقرى الزراعية من منطقة غلاف غزة لإصبع الجليل منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر من العام 2023م ،وللآن،وتجدد من جديد في ضوء القصف بالصواريخ الإيرانية اتي شكلت مفاجأة للجميع من اصدقاء واعداء على حد سواء!
ومع فجر اليوم التالي من المواجهة التدميرية مع العدو،ومع زعيق الإنذارات،أحسستُ،ب “دبدبة” أرجل تخبطُ على درج بنايتنا بإتجاه السطح بشكل عشوائي،في ضوء موقع شقتي الأقرب للسطح، كونها الشقة الأخيرة من الطابق الرابع، فرحتُ أصعد مقتفياً أثر خطوات الدبدبة،فإذا بجاري”ابو فرح”مُمسكاً بيمينه فرشته الإسفنجية الرقيقة،وعلى ظهره غطاء الشرشف،وبيساره “ثيرموس “الماء،كعادته في الليلة الأولى من رد الإيرانيين بالصواريخ على تل أبيب وحيفا!
مقالات ذات صلة عشتار ” تنتظر على مفترق طرق 2025/06/27كان جاري كعادته يرتجف ،خوفاً من سقوط بقايا صاروخ أو مُسيّرة على منطقتنا ،وراح يحتمي بجدران إسمنتية مسلّحة،بعد أن بات على يقين أن الصواريخ لن تقف غائرة نحو تجمعات العدو وتأديبه !وأن الحرب قد تطول،الأمر الذي دعاني لسؤاله:
ـ سلامات جارنا أبو فرح ! متى ستوفي بوعدك لي بالغداء بعد أن خسرت أنت الرهان؟
ـ اليوم ياجار!كل شيء تم تحضيره! اليوم على الساعة الثانية بعد الظهر تتفضل عندي على الغداء!
ـ خير إن شاء الله ياجار!
في الموعد المحدد،في تمام الساعة الثانية من بعد الظهر ، طرقتُ باب شقة جاري ،فإذا به قد برّ، بوعده ،واوفى،وأعدّ طنجرة مقلوبة كبيرة الحجم،على دجاج وشرائح الباذنجان العريضة وقطع القرنبيط ،ومن حول السدر عدة صحون من السلطة وزبادي اللبن من ألبان “العدوس” الطازجة،لكن المفاجأة كانت بالنسبة لي دعوته على المائدة، لخمسة من ضيوف آراهم لأول مرة، تبين بعد برهة لي أنهم من انسباءه واصدقاءه في العمل معه سابقاً قبل تقاعده!
كان أحدهم مُعلّم مدرسة إبتدائية متخصص بتدريس الإجتماعيات للصفوف الثلاث الأخيرة من المرحلة الأساسية ،وآخر صاحب كرش لافت متدل للأسفل بشكل واضح هو أحد سائقي قسم الرقابة الصحية بالبلدية على مطاعم شارع المرحوم الوطني والعروبي “شفيق إرشيدات” أو “شارع إيدون”كما هو شائع عند أغلبية أهالي “إربد”،وثالث، تاجر موّاد منزلية قرب كراج باصات بيت رأس قرب “بالة التلّ”،ورابع متقاعد من وظيفة رسمية حكومية هو من أبناء عمومة “ابو فرح”،وخامس مُختار حمولته!
ومن الطبيعي أن يدور الحديث بين الجمع حول الموضوع الراهن المُعاش،وهو الحرب الدائرة بين العدوالصهيوني، وشقيقة العرب “إيران”،إذ إفتتح الحديث ،نسيب “أبو فرح” مُعلّم المدرسة الذى رأى أنه كان على إيران ان تجنح للسلم والصبر والهدوء بعد الضربة الجوية الغادرة وقتل عدد من قيادات الصف الأول من قادة الحرس الثوري وعلماء الطاقة النووية!لأن،لا، أحدَ من العرب والمسلمين، له قدرة مواجهة العدو، وأميركا، معاً!و”إن الهزيمة ثُلثي المراجل” على حد وصفه!بينما أفاض الضيف أبو كرش ـ لا فضّ فوه ـ بقوله:”العدو الحقيقي للأمة من قبل، ومن بعد، هم” الفُرس” الذين هم في تحالف مع دولة اليهود ، والولايات المتحدة ضد العرب”،،ليردَ عليه الضيف المتقاعد بالقول:”من صالحنا كعرب أن يعود ولد الشاه لحكم إيران ،وهو وحده من سينقذ الشعب الإيراني من الفقر،ويوقف العمل ببرنامج تخصيب اليورانيوم”!
توقف الجمع لحظات عن الحديث،قبيل الإقدام على الطعام ،ثم أخذ مختار عشيرة جاري ناصية الحديث،بعد ان عدلّ من تكويعته ووضع مخدة بحجره،ثم مسح على عثنونه ،وشدّه،كما يشدُّ الراعي عثنون تيسه،عند مشاغبته وعدم طاعته له ،ثم أطلق جواهره التحليلية:”هذه حرب مسرحية!طرفاها المُمثلّان :إسرائيل وإيران،ومُخرجها “ترامب”! عليّ الطلاق لو أن أميركا تكره، بجدٍ، إيران لمسحتها من الخارطة”!
ويبدو ان “المعزّب” أبو فرح لاحظ “تبرّمي” وعدم موافقتي على كل ماتم التشدّق به ،من جهابذة التحليل السياسي والعسكري والإستراتيجي،او، كأنّهُ، أراد قطع الطريق ،على صديقه تاجر المواد والأواني المنزلية البلاستيكية،ليدلي هو الآخر بدلوه التحليلي ،فقال :”خلينا نترك التحليلات لما بعد تناول الغداء! هيّا قولوا بإسم الله”!(يتبع)