سامي عبد الرؤوف (دبي) 
قال خبراء مختصون في الموارد البشرية، إن نحو 44% من مهارات القوى العاملة الموجودة حالياً في العالم ستتطلب تطويراً خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث سيحتاج 6 من كل 10 من العاملين إلى تدريب على المهارات الجديدة قبل حلول عام 2027. 
وأظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، أنه سيتم أتمتة 42% من مهام العمل بحلول عام 2027، مشيرة إلى أن التوجه العالمي حالياً يركز على التوجه للاستدامة والتحول الأخضر، ما يؤدي إلى توفير 24 مليون وظيفة خضراء في العالم بحلول 2030.

 
وأوضحت الدراسة التي عرضت خلال ملتقى الموارد البشرية 2023 الذي نظمته دائرة الموارد البشرية لحكومة دبي مؤخراً، أن دولة الإمارات تقدم نموذجاً متفرداً وريادياً عالمياً في مجال القيادة الحكومية، حيث يتميز هذا النموذج بالإنجاز والتأثير من جهة والروح القيادية من جهة ثانية، ويندرج تحتهما 10 مميزات. 
وأشارت إلى أن نموذج الإمارات في مجال الإنجار والتأثير، يتسم بالمرونة والسرعة، وصنع قرارات ذكية وفعالة وكفؤة، ثم التركيز على الغايات العليا للحكومة وتحقيق النتائج، وكذلك التعلم المستمر ومدى الحياة، بالإضافة إلى الإلمام بتكنولوجيا المستقبل المتقدمة. 
وفي مجال الروحية القيادية، يوصف النموذج الإماراتي، بأنه ممكن للإنسان، ويوفر القدوة الحسنة، ومنفتح على العالم، فضلاً عن أنه مستشرف للمستقبل ومبتكر ومحفز للتغير الجذري. 
فيما أكد خبراء الموارد البشرية المشاركين بالملتقى، أهمية التفكير الإبداعي الذي يعد أهم مهارة في حياتنا، وأن الذكاء الاصطناعي سوف يسيطر على العديد من المهام في المستقبل، لذا يجب على جميع القوى العاملة التركيز على الإبداع والابتكار حتى لا يفقدوا وظائفهم، وسيتمكن الأفراد والمؤسسات الذين يركزون على هذا النوع من التفكير والابتكار من الصمود خلال السنوات المقبلة.
وطالبوا بضرورة العمل على صقل مهارات الإبداع من خلال اعتناق الفضول، وممارسة التفكير، والعصف الذهني، والتفكير خارج الصندوق، والنظر إلى الأمور بحيادية بعيداً عن الانطباعات السابقة، والتحلي بالمشاركة والمخاطرة.
وحول كيفية اكتساب المهارات المطلوبة لسوق العمل، أكد الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز الدراسات المستقبلية بجامعة دبي، أن الأسرة والمدرسة والجامعة لها دور رئيس في تحقيق هذه المهمة، يأتي بعدها الحرص على عمليات التدريب والتأهيل في العمل، والاهتمام بالتعلم الشخصي، واعتناق مبدأ التعلم مدى الحياة، والتحلي بالمرونة وسرعة التعلم، والحرص على الحصول على البرامج والدورات التنفيذية في الإبداع والابتكار والتحول الرقمي، واستشراف المستقبل.

أخبار ذات صلة محمد بن حمد الشرقي: الفجيرة شريك فاعل في تطوير حلول مبتكرة لنحل العسل «محمد بن راشد للفضاء» يستعرض إنجازاته في مؤتمر دولي بأذربيجان

وأشار إلى أنه بالنظر إلى بعض أهم الوظائف المطلوبة في المستقبل، فإن وظائف البيانات التي تتضمن علم البيانات ومحللي البيانات، من الوظائف الواعدة، كذلك وظائف الذكاء الاصطناعي التي تتضمن مهندسي تعلم الآلة، ومدربي الذكاء الاصطناعي، والمختصين في مخاطر الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى وظائف الروبوتات التي تتضمن مهندسي الروبوتات، وفني تركيب الروبوت، ومبرمجيها، ومشغليها، والمختصين في السيارات ذاتية القيادة.
وذكر أن من وظائف المستقبل أيضاً الواعدة وظائف القطاع الصحي، خصوصاً المختصين في الصحة العقلية، ومكافحة الشيخوخة، ومهندسي التكنولوجيا الحيوية، إضافة إلى الوظائف الخضراء التي تتضمن خبراء الاستدامة، ومهندسي البيئة، وخبراء علوم الزراعة، والمختصين في التغير المناخي، وفني جودة الحياة، والمختصين في إعادة التدوير ومهندسي السيارات النظيفة.
وشدد على ضرورة الإقبال على تبني التكنولوجيا والتحول الرقمي، والتحول للاستدامة والتحول الأخضر، وضرورة اكتساب المهارات والأدوات التي يتطلبها سوق العمل خلال السنوات المقبلة.
وأشار الظاهري، إلى أن هناك 3 متطلبات رئيسة يحتاج إليها الأشخاص لمواجهة التحديات الوظيفية المستقبلية، أولها العقلية التي تقوم على النمو، والصمود، والتعلم، والأداء العالي. 
وثانيها: امتلاك المهارات الفنية والمتخصصة مثل الاستشراف، البرمجة، علم البيانات، تعلم الآلة، والمهارات الناعمة، مثل التفكير النقدي والإبداعي، حل المشكلات المعقدة، التواصل الفعال، القيادة، العمل ضمن الفريق، الذكاء العاطفي والاجتماعي، والتعلم مدى الحياة لاكتساب مهارات أخرى حسب متطلبات العصر، ورشاقة التعلم. 
وثالثها، امتلاك الأدوات اللازمة كالذكاء الاصطناعي التوليدي، وتحليل البيانات، والمنهجيات.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الموارد البشرية الإمارات ملتقى الموارد البشرية دبي الذکاء الاصطناعی الموارد البشریة التی تتضمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي

يحتاج العالم بشكل عاجل إلى مقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي للحؤول دون أن يؤدي أي تفلت في هذا المجال إلى تفاقم المخاطر وعدم المساواة، على ما تؤكد الأمينة العامة للاتحاد الدولي للاتصالات، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، في مقابلة صحفية.
تأمل الأميركية دورين بوغدان-مارتن، التي تترأس الاتحاد الدولي للاتصالات منذ عام 2023، أن "يُفيد الذكاء الاصطناعي البشرية جمعاء حقا"، على ما قالت خلال المقابلة التي أجريت معها هذا الأسبوع في جنيف.
وأكدت أن تنظيم الذكاء الاصطناعي أمر أساسي في ظل تزايد المخاوف بشأن مخاطر هذه التقنية، بينها القلق من فقدان الوظائف ومن المعلومات المضللة وانتشار "التزييف العميق" (محتوى مُتلاعب به باستخدام الذكاء الاصطناعي)، وزعزعة النسيج الاجتماعي.
وأضافت "من المُلحّ السعي لوضع الإطار المناسب"، على أن يتم ذلك من خلال "مقاربة شاملة".
تأتي تعليقاتها بعد أن كشف البيت الأبيض أخيرا عن خطة عمل لتعزيز التطوير الحر لنماذج الذكاء الاصطناعي الأميركية في الولايات المتحدة وخارجها، رافضا أي مخاوف بشأن إساءة استخدامها المحتملة.
وقد رفضت بوغدان-مارتن التعليق على هذا التطور الأخير، موضحة أنها "لا تزال تحاول استيعابه".
وقالت "أعتقد أن هناك مقاربات مختلفة" في المسألة، مضيفة "هناك مقاربة الاتحاد الأوروبي، وثمة المقاربة الصينية. واليوم، نشهد على المقاربة الأميركية. أعتقد أن ما نحتاجه هو تفاعل هذه المقاربات".
وأشارت أيضا إلى أن "85% من الدول لا تزال تفتقر إلى سياسات أو استراتيجيات للذكاء الاصطناعي".
ولفتت بوغدان-مارتن إلى أن قضايا الابتكار وبناء القدرات والاستثمار في البنية التحتية ترتدي أهمية محورية بشكل خاص في المناقشات المتعلقة بالتنظيم.
لكنها أبدت اعتقادا بأن "النقاش لا يزال بحاجة إلى أن يُجرى على المستوى العالمي لتحديد مقدار التنظيم اللازم".
أمضت المسؤولة الرفيعة المستوى معظم مسيرتها المهنية في الاتحاد الدولي للاتصالات، وتعتقد أن هذه الوكالة الأممية المسؤولة عن تطوير خدمات وشبكات وتقنيات الاتصالات في جميع أنحاء العالم، تتمتع بمكانة جيدة للمساعدة في تسهيل الحوار بين الدول حول تنظيم الذكاء الاصطناعي.
وأكدت أن "الحاجة إلى نهج عالمي تبدو أساسية بالنسبة لي"، محذرة من أن "المقاربات المجزأة لن تخدم الجميع ولن تصل إليهم".

أخبار ذات صلة "جوجل" تطلق خاصية جديدة لتنظيم نتائج البحث باستخدام الذكاء الاصطناعي «الإمارات الصحية»: برامج وخدمات متكاملة للكشف المبكر عن السرطان المصدر: آ ف ب

مقالات مشابهة

  • حوارٌ مثيرٌ مع الذكاء الاصطناعي
  • «الفجيرة للزوارق السريعة» في المجر قبل بطولة العالم لـ «فورمولا المستقبل»
  • هل تنفجر معدلات النمو الاقتصادي في زمن الذكاء الاصطناعي؟
  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • أندية كبرى تستثمر في الذكاء الاصطناعي للوقاية من إصابات اللاعبين
  • أثر الذكاء الاصطناعي على إنتاجية المبرمجين: نتائج متباينة تكشفها دراسة حديثة
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • دراسة حديثة لـ«تريندز»: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات الدولية بشكل عميق
  • الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية