شبكة انباء العراق:
2025-07-28@01:42:55 GMT

أين نحن من ثورة الذكاء الاصطناعي ؟

تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT

بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..

في الوقت الذي حرصت فيه بعض الجهات شبه الرسمية على الاهتمام بتطوير لعبة (المحيبس) في العراق، وفي الوقت الذي تحول فيه مصنع مسدسات (طارق) إلى معمل لانتاج الطرشي والمخللات، وفي الوقت الذي صرنا فيه نستورد الفلافل والبورك والكفتة من دولة الإمارات، وفي الوقت الذي تمددت فيه مخالب المحاصصة لاستقطاب الفاشلين وأصحاب الشهادات المزورة.

في هذا الوقت بالذات تصاعدت أهمية قطاع الذكاء الاصطناعي، وتحولت إلى ساحة رئيسية للمنافسة بين الولايات المتحدة والصين. ورسمت الحكومة الصينية مسارها المستقبلي في تفعيل هذه الثورة منذ عام 2021 باعتبارها في طليعة التقنيات الرائدة. فاستضافت معظم المؤتمرات العالمية المعنية بهذا الشأن، ونجحت في اجتذاب 400 شركة فيما كان بمثابة استعراض لطموحاتها. .
وأشار المحللون إلى أن الدولتين توليان أهمية متزايدة لتطوير الذكاء الاصطناعي، الذي سيكون له التأثير العميق على توازن الاقتصاد والقوى، سيما أن التطورات الأخيرة يمكن أن تكون مجرد بداية للتنافس الذي يتصاعد بسرعة. .
عن هذا التنافس المتزايد، قال جاستن شيرمان (Justin Sherman)، وهو زميل غير مقيم في مبادرة إدارة الدولة السيبرانية التابعة للمجلس الأطلسي (Atlantic Council’s Cyber Statecraft Initiative): إن الذكاء الاصطناعي سيصبح أكثر أهمية لسلطة الدولة في العقود المقبلة، خاصة أنه يعمل على تسريع النمو الاقتصادي وتحسين القدرات العسكرية. وقد توسعت رقعة الصراع الآن بين الصين والولايات المتحدة في هذه المجالات، حيث تتمتع كل دولة بميزة تنافسية خاصة بها، ومن السابق لأوانه تحديد كيفية تطور المعارك المتوقعة، لكن بعض الخبراء يقولون إنه يتعين على بكين وواشنطن وضع عقلية المنافسة جانباً، واتخاذ خطوات جادة للتعاون المشترك بينهما، على الأقل في بعض المحاور المتوازية. .
قررت الولايات المتحدة، في أحدث خطوة في هذا الاتجاه، فرض قيود جديدة على الاستثمارات التي يمكن للشركات الأمريكية القيام بها بالتعاون مع الكيانات الصينية، بما في ذلك بعض الأنظمة المتطورة جداً. .
تجدر الاشارة أيضاً ان شركات التكنولوجيا الصينية سارعت لضخ موارد متزايدة في الفضاء بعد ثورة ChatGPT، وبرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. .
وبات من المسلم به أن الدولة ذات الاستخدام المتفوق للذكاء الاصطناعي هي التي ستضع المعايير العالمية التي تمكنها من التحكم بالبلدان المتخلفة حول العالم. .
اما بخصوص الصين فقد توقع تحليل أجرته شركة ماكينزي آند كومباني (McKinsey & Company) أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد في دعم الاقتصاد الصيني من خلال إضافة أكثر من 600 مليار دولار أمريكي من القيمة الاقتصادية سنوياً. .
الأمر المفزع في هذا الموضوع ان وكالة المخابرات المركزية CIA عازمة على إطلاق برنامجها الخاص للدردشة القائم على الذكاء الاصطناعي، والذي سيكون على غرار ChatGPT الخاص بشركة OpenAI. وسيتم استخدام الروبوتات في وكالة المخابرات المكونة من 18 وكالة فرعية من أجل مساعدة عملاءها وجواسيسها في الرصد وجمع الوثائق والأدلة. .
قال راندي نيكسون Randy Nixon، مدير قسم المشاريع في وكالة المخابرات المركزية: (لقد انتقلنا من الأساليب التقليدية إلى توظيف التلفزيونات المنزلية والهواتف الشخصية المرتبطة بالإنترنت من اجل انتهاكات الخصوصيات، الأمر الذي سيفتح لنا نوافذ البحث عن الإبرة المفقودة في كومة القش). .
لا توجد معلومات حتى الآن عن النموذج الأساسي الذي سيعمل على تشغيل برنامج الدردشة الآلي الجديد التابع لوكالة المخابرات المركزية. .
اما نحن في البلدان النائمة فمازلنا منشغلين بصراعاتنا الموروثة منذ عشرات العقود. .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الذکاء الاصطناعی وکالة المخابرات فی الوقت الذی

إقرأ أيضاً:

كشف دليل داعش السري: كيف يستخدم التنظيم الذكاء الاصطناعي؟

تمكنت الجماعات الإرهابية في العالم من استغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مستمر ومتصل لتعزيز عملياتها، بدءا من استخدام العملات الرقمية لنقل الأموال وحتى استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لصناعة الأسلحة، ولكن وفق التقرير الذي نشره موقع "غارديان" فإن الإرهابيين بدأوا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويشير التقرير إلى أن الإرهابيين بدأوا في الوقت الحالي باستغلال الذكاء الاصطناعي للتخطيط لهجماتهم وعملياتهم المختلفة، وفق تصريحات هيئات مكافحة الإرهاب بحكومة الولايات المتحدة، ولكن ما مدى هذا الاستخدام؟

الدعاية بالذكاء الاصطناعي

تعتمد الجهات الإرهابية بشكل كبير على جذب المتطوعين من مختلف بقاع الأرض والترويج لأعمالهم باستعراضها، وبينما كان الأمر يحتاج إلى مجهود كبير لالتقاط الصور والمقاطع وتجهيز الدعاية المباشرة لهذه العمليات، إلا أن الأمر اختلف بعد انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويؤكد تقرير "غارديان" أن الإرهابيين يعتمدون على "شات جي بي تي" لتعزيز نشاطهم الدعائي وجذب المزيد من المتطوعين إلى صفوفهم، إذ يعتمدون على النموذج لتوليد الصور والنصوص التي تستخدم في الدعاية بلغات ولهجات مختلفة.

كما يستطيع النموذج تعديل الرسالة الموجودة في وسائل الدعاية المختلفة لتمتلك أثرا مختلفا على كل شخص أو تحقق هدفا مختلفا، وذلك في ثوان معدودة ودون الحاجة إلى وجود صناع إعلانات محترفين.

ولا يقتصر الأمر على "شات جي بي تي" فقط، إذ امتد استخدامهم إلى بعض الأدوات التي تحول النصوص إلى مقاطع صوتية ومقاطع فيديو، وذلك من أجل تحويل رسائل الدعاية النصية التي يقدمونها إلى مقاطع صوتية وفيديو سهلة الانتشار.

ويشير تقرير "غارديان" إلى أن "داعش" تمتلك دليلا خاصا لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي ومخاطره وتوزعه مباشرة على أعضائها والمهتمين بالانضمام إليها.

إعلان التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي

ويذكر التقرير أيضا غرف دردشة تعود ملكيتها لجهات إرهابية، يتحدث فيها المستخدمون عن أدوات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن استغلالها لتعزيز أنشطتهم واختصار الأوقات والجهود المبذولة في الجوانب المختلفة.

وبينما صممت تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين وتسهيل حياتهم، فإن هذا الأمر لم يغب عن أفراد الجهات الإرهابية الذين بدأوا في استخدام روبوتات الدردشة عبر الذكاء الاصطناعي كمساعد شخصي أو مساعد باحث.

دليل استخدام الذكاء الاصطناعي الخاص بداعش يوجه أعضاءها إلى استخدام الذكاء الاصطناعي كمساعد شخصي (شترستوك)

ويظهر هذا الاستخدام بوضوح في دليل داعش لاستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يذكر الدليل بوضوح، أن هذه التقنية يمكنها تحديد النتيجة المستقبلية للحرب وكيف تحولت إلى سلاح محوري في الحروب المستقبلية.

ويذكر التقرير أيضا استخدام الذكاء الاصطناعي في الأبحاث السريعة والمباشرة من أجل وضع المخططات والبحث بدلا من الحاجة إلى جمع المعلومات يدويًا في الميدان، إذ تستطيع التقنية الآن تسريع هذه العملية وإيصالها إلى نتائج غير مسبوقة.

التغلب على القيود

تضع شركات الذكاء الاصطناعي على غرار "أوبن إيه آي" مجموعة من القيود على نماذجها، حتى لا تساعد هذه النماذج في بناء الأسلحة المتفجرة أو الأسلحة البيولوجية وغيرها من الأشياء التي يمكن استخدامها استخداما سيئا.

ولكن وفق تقرير "غارديان"، فقد وجدت الجهات الإرهابية آلية للتغلب على هذا الأمر، وبدلا من سؤال نماذج الذكاء الاصطناعي عن آلية صناعة القنابل والأسلحة مباشرة، يمكن تقديم المخططات للنموذج وطلب التحقق من دقتها وسلامتها.

وفضلا عن ذلك، يمكن خداع الذكاء الاصطناعي بعدة طرق لإيهامه، أن هذه المخططات والمعلومات التي يقدمها لن تستخدم استخداما سيئا، وهي الحالات التي حدثت من عدة نماذج مختلفة في السنوات الماضية.

ومع تسابق الشركات على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر قوة وقدرة على أداء وظائفها بشكل ملائم، تهمل في بعض الأحيان إرشادات السلامة المعمول بها عالميا.

وربما كان ما حدث مع روبوت "غروك" مثالا حيا لذلك، إذ تحول النموذج في ليلة وضحاها إلى أداة لنشر الخطاب المعادي للسامية وخطاب الكراهية عبر تغريدات عامة في منصة "إكس".

مقالات مشابهة

  • دعوة لمقاربة شاملة لتنظيم الذكاء الاصطناعي
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • فيديو.. مباراة تنس بلا نهاية بين روبوتات غوغل لتدريب الذكاء الاصطناعي
  • البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
  • زوكربيرغ يخطف كبير علماء شات جي بي تي ليقود ثورة الذكاء الخارق في ميتا
  • الذكاء الاصطناعي يساعد على توقع الخصائص الكيميائية
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل
  • كشف دليل داعش السري: كيف يستخدم التنظيم الذكاء الاصطناعي؟