طلب من أردوغان وضربات جوية.. تركيا تمدد تواجد قواتها وتبني قواعد جديدة في العراق
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
بغداد اليوم - دهوك
في العام 2015، أي بعد حوالى عام على اجتياح تنظيم "داعش" الإرهابي بعض مدن العراق، استحدثت تركيا، معسكرات إضافية جديدة في مدن بعشيقة وصوران وقلعة جولان وزمار، وحوّلت معسكرها في منطقة حرير جنوب أربيل إلى قاعدة عسكرية، وقامت ببناء قاعدة سيدكان، وفتحت بضعة مقرات في مدينتي ديانا وجومان القريبتين من جبال قنديل، من أجل إحكام السيطرة على مناطق خنير وخاوكورك وكيلاشين، وبالتالي الاقتراب من مواقع تمركز تشكيلات حزب العمال الكردستاني.
وعلى إثر طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من البرلمان التركي تمديد تواجد قواته في العراق وسوريا عامين إضافيين يكشف كشف مصدر أمني في إقليم كردستان، اليوم السبت (7 تشرين الأوّل 2023)، عن قيام الجيش التركي بإنشاء قواعد عسكرية جديدة في قضاء العمادية وناحية باطوفا في محافظة دهوك.
ويقول المصدر في حديث لـ "بغداد اليوم" إن" الجيش التركي قام خلال الأيام الماضية بإنشاء ثلاث قواعد عسكرية جديدة في قضاء العمادية وناحية باطوفا في محافظة دهوك".
ويضيف، أن "الجيش التركي قام بإنشاء قواعد عسكرية صغيرة بسبب تحركات حزب العمال الكردستاني على قرى جبل متين والعمادية، والخطوة التي قام بها هي لتعزيز تواجده في المنطقة بالتزامن مع العمليات الجوية التي يقوم بها بشكل يومي".
وطالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من البرلمان التركي، الخميس (5 تشرين الأوّل 2023)، تمديد عمل وبقاء قوات بلاده في كل من سوريا والعراق لمدة عامين إضافيين، حيث قدمت الرئاسة التركية، مذكرة إلى البرلمان، قالت فيها إن "المخاطر والتهديدات للأمن القومي التي تحملها التطورات والصراع المستمر في المناطق المتاخمة للحدود البرية الجنوبية لتركيا، في تصاعد مستمر".
ونصت المذكرة التي قدمتها الرئاسة التركية، على إيلاء تركيا أهمية كبيرة للحفاظ على الاستقرار والوحدة الوطنية ووحدة أراضي الجار العراق، مشيرة إلى أن "استمرار وجود عناصر حزب العمال الكردستاني وداعش في العراق، والمحاولات الانفصالية القائمة على أساس عرقي، تشكل تهديداً مباشراً للسلم الإقليمي والاستقرار ولأمن بلادنا".
وحددت المذكرة الرئاسية "طريقة العمليات العسكرية وحدودها ومداها ومقدارها ووقتها وفق تقديرات الرئيس أردوغان"، وطالبت من البرلمان تمديد فترة التفويض الممنوحة للرئيس بشأن تنفيذ عمليات عسكرية في سوريا والعراق عامين جديدين، اعتباراً من 30 أكتوبر 2023.
وتأتي المذكرة الرئاسية في وقت حذرت فيه تركيا من خلال تصريحات لوزيري الخارجية هاكان فيدان والدفاع يشار غولر "حزب العمال الكردستاني"، و"قوات سوريا الديمقراطية" بأن مواقعها ومنشآتها وبنيتها التحتية أهداف مشروعة للجيش التركي، عقب هجوم أنقرة.
وقالت وزارة الدفاع التركية مساء الخميس (5 تشرين الأوّل 2023) إن ضربات جوية شنها الجيش دمرت 30 هدفاً للمسلحين الأكراد في شمال سوريا، بينها بئر نفط ومنشأة تخزين وملاجئ، و"حيَّدت" العديد من المسلحين.
وأضافت الوزارة في بيان، أن الضربات نفذت في مناطق تل رفعت والجزيرة وديريك في شمال سوريا.
وكانت تركيا أعلنت انها شنت ضربات جوية جديدة ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، الأربعاء (4 تشرين الأوّل 2023)، للمرة الثالثة منذ وقوع التفجير الانتحاري أمام مديرية الأمن في أنقرة الأحد الماضي.
ويقول الجيش التركي إنه استهدف مواقع لمقاتلي "حزب العمال الكردستاني" في شمال العراق منذ الأحد، حيث توجد قواعد خلفية لهم.
يشار إلى أن القوات التركية تلاحق شخصيات كردية تُصنفها أنقرة على قوائمها لـ"الإرهاب" في مناطق سيطرة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا شمال البلاد.
المصدر: بغداد اليوم + الأناضول
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: حزب العمال الکردستانی الجیش الترکی جدیدة فی فی شمال
إقرأ أيضاً:
تحذيرات إسرائيلية من مخاطر الوجود التركي في سوريا خلفا لإيران
حذرت كاتبة إسرائيلية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، من مخاطر الوجود التركي في سوريا على تل أبيب، وذلك في أعقاب خروج إيران منها، بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.
وقالت الكاتبة سمدار بيري: "تستعد تركيا لملء الفراغ الذي تركته القوات الإيرانية في سوريا، ويشير المسؤولون الإسرائيليون إلى أن الواقع الجديد باعتباره خطرا كبيرا".
ولفتت بيري إلى أنّ الاجتماع الافتتاحي بين وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني استمر أربع ساعات، برعاية السفير الأمريكي لدى تركيا توماس باراك، ولم يتم الإعلان فحوى الاجتماع.
وأكدت أنه "لا شك أن هذا كان لقاء مميزا، فقد مرّ 25 عاما على لقاء رئيس الوزراء إيهود باراك بوزير الخارجية السوري فاروق الشرع في مدينة شيبردستاون الأمريكية، ومنذ ذلك الحين لم يُعقد أي لقاء إسرائيلي سوري رفيع المستوى".
وتابعت: "كان السفير الأمريكي الوحيد المخول له لإلقاء بيان مقتضب للصحفيين، وقال فيه إن الاجتماع عُقد في أجواء إيجابية وقررنا مواصلة اللقاءات"، مؤكدة أن الاجتماع بحد ذاته مهم، وتوقيته يأتي بعد أيام فقط من قصف سلاح الجو الإسرائيلي لمبانٍ مرتبطة بمؤسسات أمنية في دمشق وضواحيها.
وأشارت بيري إلى أنه "حتى الآن لم تدخل أي قوات عسكرية تركية إلى سوريا، لكن الجانبين أنقرة ودمشق يتحدثان عن اتفاقية دفاع مشترك تسمح لأردوغان بإضافة مدربين وضباط عسكريين كبار إلى الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي يقدمها للجيش السوري".
وذكرت أنه "ببساطة تستعد تركيا لملء الفراغ الذي تركته قوات الأمن الإيرانية في سوريا"، منوهة إلى أن هناك مخاوف كبيرة في تل أبيب أن ذلك يشكل خطرا أكبر من الوجود العسكري الإيراني.
وبيّنت أنه "إذا تمكنت تركيا من الدخول بكامل قوتها، فسيكون لذلك تأثير سلبي للغاية على الأكراد والعلويين، وبالطبع الدروز"، مستدركة: "في الوقت الحالي تكتفي تركيا بتدريب جنود سوريين على أراضيها، وإرسال معدات عسكرية وإصدار تعليمات لقادة الجيش السوري".
ووفق "يديعوت"، يؤكد السفير الأمريكي توماس باراك أنه "لا ينوي التدخل في قرارات الحكومة السورية، لكنه يوصي بالتريث قبل تعزيز الشراكة بين سوريا وتركيا". ومن خلال تصريحاته الحازمة، يُفهم استياء واشنطن من سرعة تحرك أنقرة داخل سوريا، ومن التهديدات التحذيرية التي يطلقها الرئيس أردوغان ووزير خارجيته تجاه إسرائيل.
وختمت الصحيفة بقولها: "يبدو أن تركيا تُلمّح إلى خططها لإرسال قوات إلى مطار مدينة الحمة. ويجب أن يُذكّر هذا الطلب الرئيس السوري ببداية السيطرة الإيرانية. لا تُخطط تركيا لمهاجمة إسرائيل الآن. لكن يجب أن نأخذ جميع الاحتمالات في الاعتبار، ونستعد، ونتذكر أن أردوغان قد يُشكّل تهديدًا أخطر (ووشيكًا) من خامنئي. وألا نتجاهل السيطرة التركية على سوريا".