اشترته من مزاد فرنسي بـ400 ألف يورو.. باحث يمني: الكويت تعرض تمثالاً من آثار اليمن في أكتوبر الجاري
تاريخ النشر: 7th, October 2023 GMT
كشف باحث آثار يمني، اليوم السبت، عن عرض دولة الكويت تمثالاً من آثار اليمن القديم في أكتوبر الجاري.
وقال الباحث عبدالله محسن، في منشور على "فيسبوك"، إن دار الآثار الإسلامية (مركز الأمريكاني الثقافي) في الكويت، ستعرض تمثالاً برونزياً من آثار اليمن في أكتوبر الجاري، كانت قد اقتنته بمبلغ أربعمائة ألف يورو من مزاد بيير بيرج (باريس).
وأضاف إن التمثال تم شراؤه في 21 مايو 2014م، وذكر المزاد حينها أن ملكية التمثال تعود لمجموعة (ز.ا) في لوس أنجلوس بالولايات المتحدة.
ووفقا للباحث اليمني، فإن التمثال ضمن مجموعة من ثلاثة تماثيل برونزية تعرض للزوار في معرض "العربية السعيدة إلى روما: ممر على ثلاثة بحار"، وهي جزء من مجموعة الصباح المميزة والمتنوعة من التماثيل البرونزية البشرية والحيوانية، والحلي والذهب والمجوهرات والتمائم وغير ذلك من الآثار اليمنية، إضافة إلى عدد غير معروف من الآثار العالمية.
ووصف محسن، التمثال بأنه "استثنائي" برونزي ارتفاعه (80 سم)، يعود للفترة من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن الأول الميلادي" ويمثل الملك المؤدي التحية. واقف وساقاه متوازيتان بقوة مع بعضهما، وقدماه منتفختان بنعال سميكة وأشرطة مرصعة بشكل متقاطع، كان يرتدي سترة تصل إلى منتصف الفخذين، ويرتدي درعاً مع صفين من وشاح مثبتين بحزام مربوط أسفل الصدر.
وأضاف "يُلف رديف (شال) على كتفيه ويلتف حول ساعده الأيسر، ويمد ذراعه اليمنى في لفتة مخاطبة ويفرد ذراعه اليسرى أفقياً، وكفه إلى أعلى، وأصابعه مطوية. الرأس ذو العيون الفارغة الكبيرة والمطعمة سابقاً، موجه نحو اليمين. أما تصفيفة شعره، المكونة من خصلات قصيرة تم إرجاعها إلى خط أمامي مزدوج، محاطة بعصابة رأس مربوطة من الخلف".
ويؤكد المزاد الفرنسي الذي اقتنت دار الآثار الإسلامية التمثال منه، أنّه "لا شك أن هذا التمثال البرونزي الكبير، بزيه العسكري وواقي جبهته، يمثل ملكا مهما، أن قوة الساقين، وأسلوب الوجه الذي تهيمن عليه العيون غير المتناسبة، هي سمة من سمات الفن الشرقي، تتناقض مع الزي الاحتفالي المصمم مباشرة على الطراز الهلنستي".
وتعرضت المدن الأثرية والتاريخية في اليمن للنهب والتنقيب العشوائي طوال الفترات الماضية زادت حدتها خلال سنوات الحرب حيث تعرضت الآثار اليمنية للتهريب والتدمير الممنهج والبيع في مزادات علنية حول العالم وعلى شبكة الإنترنت.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: آثار الیمن
إقرأ أيضاً:
حملة قومية لإعادة كنوز مصر
قبل أيام نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية تقريرًا صحفيًا يكشف سعي مصر لاستعادة حجر رشيد من المتحف البريطاني بعد أكثر من مئتي عام مكث خلالها داخل المتحف بعد أن استولى الأسطول البريطاني عليه عقب حصاره لمصر لطرد الحملة الفرنسية عام 1801.
وجميعنا يعرف حكاية حجر رشيد إذ عثر عليه أحد ضباط الحملة الفرنسية عام 1799 في قلعة قايتباي، وتضمن نصًا كتبه الكهنة لشكر الفرعون بطليموس الخامس بسبب تخفيضه الضرائب المفروضة على الشعب، وسجلت الكتابة بثلاثة لغات هي: الهيروغليفية، والديموطيقية، واليونانية القديمة. وبعد نقل الحجر إلى المتحف البريطاني، خضع لدراسات عديدة حتى توصل العالم الفرنسي شامبليون عام 1822 إلى فك رموز اللغة المصرية القديمة من خلاله.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الحجر خرج من مصر بطريق غير شرعي، وهو ما يتيح للحكومة المصرية المطالبة به رسميًا.
ولا شك أن اهتمام المجلس الأعلى للآثار باستعادة حجر رشيد يؤكد عدة أمور أولها أن هناك حرصًا شديدًا لدى الدولة المصرية على استعادة الآثار المنهوبة بعد تفريط وإهمال تكرر مرارًا عبر مختلف العصور.
كما يؤكد في الوقت ذاته أن هناك مسارات قانونية ممكنة لاستعادة هذا الأثر العظيم، وهو ما يدفع إلى المناداة بتدشين وتبني حملة قومية موسعة لاستعادة كافة آثار مصر التي خرجت منها في مختلف الأزمنة.
لقد زرت كبرى المتاحف في أوروبا وأمريكا ووجدت في كل منها أقساما وأجنحة خاصة بالحضارة المصرية القديمة وآثارها العظيمة، وكانت وما زالت محط اهتمام كبير للزوار من كل مكان.
إن كثيرًا من آثار مصر المعروضة في المتاحف العالمية - للأسف الشديد - تم سلبها خلال حقبة الاستعمار نتيجة ضعف التشريعات وغياب الوعي الأثري، حتى إن عدد القطع الأثرية المعروضة في الخارج يزيد عن 32 ألف قطعة وفقا لبيانات المجلس الأعلى للآثار.
ولا شك أن افتتاح المتحف المصري الكبير في نوفمبر الماضي، وما صاحبه من إقبال واحتفاء على المستويين المحلي والدولي، كشف عن اهتمام عالمي كبير بالحضارة المصرية القديمة ومنجزاتها وروائعها وما تركته للعالم من تحف وعمائر وقطع فنية ساحرة وخالدة. كما أثبت المتحف العظيم بضخامته وعظمته قدرة مصر على الحفاظ على آثارها، وعرضها، وإبرازها للزوار من مختلف أنحاء العالم.
وكل هذا يدفعنا إلى التخطيط بشتى الصور ودراسة استعادة آثار مصر الهامة من خلال تشكيل لجان رسمية عليا لاستعادة هذه الاثار، استنادا إلى القوانين والنظم العالمية التي تسمح بإعادة أي أثر خرج بطرق غير قانونية، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لتتبع هذه الكنوز، وإعادتها إلى حوزة المصريين مرة أخرى. وأرى ضرورة أن تضم هذه اللجان علماء آثار، وقانونيين، ودبلوماسيين، وشخصيات عامة، وإعلاميين عالميين للمساهمة في هذا العمل الوطني العظيم.
وسلامٌ على الأمة المصرية.