لبنان ٢٤:
2025-05-17@23:26:01 GMT

عودة: لن تستقيم الأمور في غياب رئيس وسلطة قوية

تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT

عودة: لن تستقيم الأمور في غياب رئيس وسلطة قوية

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.

بعد الإنجيل ألقى عظة قال فيها: "في البداية لنرفع الصلاة كي يلهم الرب الاله قادة شعوب هذه المنطقة وحكامها، وحكام الأرض، كي يكونوا أمناء لمشيئته، حافظين لكلمته، عاملين من أجل مصلحة شعوبهم وخير الإنسان.

حمى الله هذه المنطقة وحمى لبنان".

 

أضاف: "أحبائي، يخبرنا إنجيل اليوم عن معجزة إقامة ابن أرملة نايين التي فقدت وحيدها وكانت تسير في جنازته باكية منتحبة، ككل الأمهات اللواتي يفقدن فلذات أكبادهن. يأتي مقطع إنجيل اليوم بعد تحول قائد المئة من الوثنية إلى الإيمان بالمسيح يسوع، أي من موت الخطيئة إلى الحياة مع الرب، أما هنا فنحن أمام معجزة قيامية باهرة. فإن البشر يرون في الموت ذاك الوحش الآتي ليختطف الإنسان المفعم حياة، ويجعل منه جثة هامدة. أما التجربة الأصعب لدى البشر فهي موت طفل أو شاب. هذا ما نحن أمامه في إنجيل اليوم. لقد كان الرب يسوع في كفرناحوم، فقصد وتلاميذه نايين. وصلوا عند المساء، وكانت عادات الشعب في ذلك الحين أن يدفن الميت مساء. في ظلام هذا العالم تقابل شمس العدل، النور الذي لا يغرب، مع ظلمة الموت المدلهمة، فزهق الموت وقام الشاب باعثا الفرح في قلب والدته الأرملة. كانت لليهود عادات وطقوس خاصة بالدفن مؤلمة للنفس، وخالية من أي رجاء بقيامة عتيدة أو حياة أبدية. أفكارهم عن الموت كانت مخيفة، إذ كيف لشعب فاقد الرجاء ولا يعرف كيف يعزي نفسه، أن يعزي أما ثكلى بسبب موت وحيدها، بعدما فقدت رجلها أولا؟"

 

وتابع: "إذا، تقابل حياة الكل مع موكب أحياء بلا رجاء، أحياء-أموات بسبب الحزن والأسى، فقلب حياتهم السوداوية إلى حياة مليئة بالغبطة السماوية. لقد تجسد المسيح ليخلصنا من آلامنا وأحزاننا ومآسينا التي جلبتها علينا الخطيئة. هذا ما يذكرنا به الرسول يوحنا في نهاية العهد الجديد، في سفر الرؤيا قائلا: «وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون فيما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد، لأن الأمور الأولى قد مضت» (21: 4). لمس الرب يسوع نعش الميت، فوقف موكب الجنازة في انذهال، لأن الرب قام بعكس ما يعلمه الكهنة والفريسيون القائلون بأن عواقب وخيمة ومرعبة تصيب كل من ينجس نفسه بلمسه نعش ميت، طبعا باستثناء حامليه. إنتظر الناس المحزونون أن يصاب الرب يسوع بلعنة ما، كونهم لم يكونوا يدركون هويته الحقيقية بعد، إلا أنه أدهشهم عندما قال: «أيها الشاب لك أقول قم»، فرأوا ماذا يمكن للمسة المحبة أن تفعل: إنها تقيم الموتى، ولا تصيبها نجاسة البتة. قبل أن يلمس الرب نعش الفتى، طلب من أمه الأرملة ألا تبكي. لمس قلب الوالدة قبل نعش ابنها بعبارة: «لا تبكي» التي لو قالها لها أي إنسان، مهما كان قريبا منها، لما تعزى قلبها. نقرأ في سفر أيوب الصديق: «معزون متعبون كلكم» (16: 2).  البشر لا يستطيعون تعزية أحد. الله وحده قادر أن يحول لهيب الحزن وسيفه الذي يخترق قلب الأم إلى راحة وغبطة قيامية".

 

وتابع: "نقف أمام هذا المشهد وكأننا أمام سمعان الشيخ الذي قال للعذراء مريم: «وأنت أيضا يجوز سيف في نفسك، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة» (لو 2: 35). أو أمام مشهد الصلب حيث جاز هذا السيف في قلب العذراء، التي لا رجل لها، مثل أرملة نايين، سوى ابنها الوحيد الشاب. نتذكر هنا أيضا ما نسمعه في خدمة جناز المسيح، مساء يوم الجمعة العظيم، على لسان الرب القائل: «لا تنوحي علي يا أمي إذا شاهدتني في قبر... لأني سأقوم وأتمجد»، وهذه تشبه عبارة: «لا تبكي» مع كل ما تحمله من معان كمثل: لا تبكي، فأنا القيامة والحياة... لا تبكي فأنا أيضا سأكون مضجعا في قبر مثل وحيدك، وستنوح والدتي لموتي، لكنني سأقوم وأقيم جميع المائتين منذ الدهر. تختلف هذه المعجزة عن إقامة ابنة يايرس أو لعازر، إذ نجد المسيح هنا مبادرا من دون أن يسأله أحد، ليعلن للجميع أنه جاء إلى هذه الأرض ليمنح الحياة والقيامة للبشر، ليس جسديا فقط، بل روحيا أيضا، ماحيا الخطيئة ومانحا إيانا قدرة على مكافحتها بدموع التوبة، لا بدموع حزن ويأس وانعدام رجاء. القيامة من موت الخطيئة أهم بكثير من قيامة جسد سيموت مجددا، لهذا فإن الحياة الأبدية تحظى بها النفوس التائبة والمحبة، لا الأجساد الترابية والقلوب الحجرية. لمسة من جسد الرب تحيي الملموس، أما جسد المسيح ودمه الكريمان اللذان نتناولهما في كل قداس إلهي، فهما «لمغفرة الخطايا والحياة الأبدية»، لذلك قال القديس يوحنا الذهبي الفم إنهما جمرة تحرق غير المستحقين. إذا، معجزة إقامة ابن الأرملة هي دعوة لكل منا، كي نستجيب للمسة الرب المحيية، فنقوم من موت خطايانا، ونحيا مع المسيح، حسب كلمته ووصاياه".

 

وقال: "شباب هذا البلد يموتون الواحد تلو الآخر. منهم من ينتحر، ومنهم من ينجر وراء ألاعيب الشيطان المميتة، ومنهم من ييأس وينزوي ويفقد حماسة العيش، ومنهم من يموت فيه الأمل بنهضة هذا البلد فيتخلى عن ذكرياته وما يربطه به ويرحل إلى بلاد جديدة ليبدأ حياة من الصفر، هذا عدا عمن يموتون إما برصاص ابتهاج طائش، أو بسبب طرقات لا إنارة فيها ولا أيا من مقومات السلامة العامة. فمن ينظر من المسؤولين إلى هؤلاء، وسواهم؟ وفي حديثنا عن الطرقات، ومع اعتراف الجميع بتقصير المسؤولين المزمن، لا بد من لفت النظر إلى مسؤولية المواطنين في بعض ما نعيشه. فالسيول التي تغرق الطرقات عند هطول الأمطار المفروض أنها نعمة، هي نتيجة إهمال المواطنين ورميهم القذارات في الشوارع، ولامبالاتهم بنظافة طرقاتهم ومجاري الأنهر وشواطئ البحار. أما ازدحام السير وما ينتج عنه من حوادث فهو أيضا بسبب اللامسؤولية وانعدام الأخلاق، وتخطي قوانين السير، وتجاهل الإشارات الضوئية، والقيادة بعكس السير والتوقف في الأماكن الممنوعة، وغيرها من التجاوزات، بالإضافة إلى ما يسببه سائقو الدراجات من خطر على السلامة العامة بسبب قلة المسؤولية والتهور وقلة الأخلاق".

 

وختم: "لو كانت الأخلاق والفضائل مغروسة في النفوس لما وصل بلدنا إلى الحضيض الذي نرزح فيه. عماد المجتمع الأخلاق. زينة البشر الأخلاق. ركيزة المواطنة الأخلاق. بدون أخلاق تنهار المجتمعات ويفتش كل فرد على مصلحته ولو على حساب الآخرين. وهذا ما نعيشه في هذا البلد الذي تخلى معظم المسؤولين والمواطنين فيه عن واجباتهم وعن أخلاقهم. ولن تستقيم الأمور في غياب رئيس وسلطة قوية تفرض القانون على الجميع، وتعاقب كل مخل بالأمن أو معتد على القانون أو على السلامة العامة. دعوتنا اليوم أن نقوم مع المسيح الحياة، ونعيش بحسب لمسته المحيية، ولا ندع الشرير يغلبنا بمصائده التي تتكاثر يوما بعد يوم".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

جدعون في خدمة الحرب: كيف تستخدم إسرائيل رمزا توراتيا لتبرير الإبادة؟

أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي اسم "عربات (مركبات) جدعون" على تصعيد حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، وهو اسم له دلالات توراتية وسياسية عديدة، وسبق استخدامه في أكثر من جريمة تاريخية ضد الشعب الفلسطيني.

وتهدف الخطة بشكل صريح إلى احتلال كامل قطاع غزة وإنشاء معسكر اعتقال لسكانه جنوبا، تمهيدًا لتهجير جماعي، وقد تتحول لعملية إبادة أوسع.

ويعكس اختيار اسم "جدعون" في العديد من الخطط والعمليات والوحدات العسكرية رغبة "إسرائيل" في استحضار رموز دينية وتاريخية تعزز من "شرعية" عملياتها العسكرية، وتُضفي عليها طابعا "بطوليًا" مستمدًا من القصص التوراتية.

ويأتي استخدام الاسم للتأكيد على فكرة "الانتصار بالقلة المؤمنة" و"التفوق بالتكتيك والإيمان" في مواجهة أعداء أكثر "عددًا وقوة ووحشية".

من هو جدعون؟
تعود قصة جدعون إلى العهد القديم أو التناخ اليهودي، وهي ليست مرتبطة مباشرة بـ"عربات" بالمعنى الحرفي، بل ترمز إلى "القوة والتكتيك والقيادة المُلهمة" التي جسدها هذا القاضي اليهودي، وارتبط اسمه بالقصة اليهودية التي تجسد فكرة "النصر بالإيمان والخداع التكتيكي وليس بالعدد أو العتاد".

وبحسب الرواية اليهودية، كان بنو إسرائيل في زمن جدعون تحت قهر المديانيين الذين كانوا يهاجمونهم ويدمرون محاصيلهم، فاحتموا بالكهوف والمغارات، وصرخوا إلى الرب، الذي أرسل لهم ملاكًا ليُكلف جدعون بمهمة إنقاذهم.

وجاء في الرواية اليهودية أيضًا أن "ملاك الرب يظهر لجدعون بينما كان يدرس القمح خفية، ويقول له: الرب معك يا جبار البأس"، ويشك جدعون في دعوته، ويطلب علامات من الله ليتأكد أنه المختار، ويقدّم ذبيحة، وتُقبل بشكل خارق، مما يؤكد الدعوة الإلهية، بحسب ما جاء في "سفر القضاة".

ويُكلَّف جدعون بتحطيم مذبح البعل الذي كان لأبيه، وبناء مذبح للرب بدلًا منه، حيث ينفّذ المهمة ليلًا خوفًا من القوم، ويكسب لقب "يربّعل" أي "ليحاكمه البعل".


ومذبح البعل هو بناء أو مكان مقدس يُستخدم لتقديم القرابين والعبادات للإله الوثني بعل، وهو أحد أبرز الآلهة في الديانات الكنعانية والفينيقية القديمة، ويُذكر المذبح بكثرة في النصوص التوراتية بوصفه رمزًا للوثنية والانحراف الديني الذي وقع فيه بنو إسرائيل.

وجاء في الرواية اليهودية أيضًا أن "جدعون يجمع جيشًا قوامه 32 ألف رجل لمحاربة المديانيين، بينما الرب يرى أن العدد كبير جدًا، ويأمره بتقليصه حتى لا يفتخر الشعب بقوّتهم، ويطلب من جدعون أن يراقب كيف يشرب الجنود من النهر؛ فمن يلعق الماء بلسانه ككلب، يتم اختياره، ومن يركع ليشرب، يتم استبعاده، ليتم اختيار 300 رجل فقط".

ويُقسّم جدعون رجاله الـ300 إلى ثلاث فرق، و"يُعطى كل جندي بوقًا وجرة فخارية بداخلها مشعل نار، وفي الهجوم الليلي، يقومون بتحطيم الجرار، وإشعال المشاعل، والنفخ في الأبواق، والصراخ: سيف للرب ولجدعون"، ويسبب الهجوم المفاجئ ارتباكًا في معسكر المديانيين، ويبدأ الجنود في قتل بعضهم البعض، ويُقتل زعماؤهم وينتهي التهديد المدياني وتُحرر إسرائيل.

القصة من القرآن الكريم
تأتي قصة جدعون مشابهة إلى حد كبير لقصة طالوت التي وردت في القرآن الكريم، ورغم اختلاف السياقين الدينيين، إلا أن تفاصيل القصتين تُظهر تشابهًا لافتًا في البناء الرمزي والرسالة العقائدية.
ويرد ذكر جدعون بن يوآش في سفر القضاة (الإصحاحات 6–8) ضمن التوراة كقائد اختاره الرب في زمن كان فيه بنو إسرائيل تحت وطأة الاحتلال المدياني، ولم يكن من علية القوم ولا من القيادات العسكرية، بل شابًا عاديًا يشك في نفسه وقدرته.

وجاء وصف طالوت في القرآن الكريم ضمن سورة البقرة كملك اختاره الله لبني إسرائيل في فترة ضعف وشتات، لكن القوم اعترضوا على اختياره بسبب فقره وافتقاره للنسب القيادي.

ولعل أبرز نقاط التلاقي بين القصتين تكمن في اختبار النهر الذي شكّل لحظة غربلة إيمانية حاسمة. ففي الرواية التوراتية، أمر الرب جدعون بتصفية جيشه الذي بلغ 32 ألفًا، عبر مراقبة طريقة شربهم من الماء، فلم يبقَ معه إلا 300 جندي. أما في القرآن الكريم، فقد ابتُلي جيش طالوت بنهر، وقيل لهم: "فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ ۚ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ".

في الحالتين، ينتصر القائد رغم التفوق العددي الساحق للعدو، فجدعون يهزم المديانيين عبر خطة ليلية ذكية، مستعينًا بالأبواق والمشاعل لترويعهم، بينما يُسجل داوود الشاب (قبل أن يُبعث نبيًا) النصر في قصة طالوت.

نتنياهو وجدعون
ترى الباحثة والمحللة السياسية الفلسطينية رهام عودة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يرى نفسه كـ"جدعون جديد بعث لليهود"، وأنه "تمت تسمية العملية باسم جدعون لأن نتنياهو يشبه نفسه بجدعون، حيث يعارضه عدد كبير من الشعب الإسرائيلي ويرفض التجنيد الإجباري".


وأضافت عودة في منشور عبر منصة "فيسبوك" أن "جدعون حسب التوراة فشل في تجنيد كافة أبناء شعب إسرائيل للحرب معه، وكان له معارضون وعدد كبير من المترددين للمشاركة في الحرب".

ورغم أن نتنياهو شخصيًا علماني في أسلوب حياته، إلا أنه يعتمد على التوراة والأحزاب الدينية للحصول على التأييد السياسي، فهو كثيرًا ما يُشير إلى التوراة كمصدر "تاريخي وشرعي" لوجود الشعب اليهودي في أرض فلسطين، ويُكرر عبارة: "الرب أعطى هذه الأرض لآبائنا"، وهو اقتباس من سفر التكوين.

ويعتبر نتنياهو أيضًا الضفة الغربية أنها "يهودا والسامرة"، وهي أرض توراتية وليست محتلة، ويستخدم ذلك لتبرير الاستيطان، كما أنه يُبرّر ضم شرق القدس بأن القدس هي العاصمة الأبدية التي اختارها الله لشعبه، مستندًا إلى المزامير وسفر صموئيل.

وفي خطاب له أمام الأمم المتحدة، قال نتنياهو: "هذا ليس مجرد صراع على الأرض، بل هو صراع على الحقيقة. اليهود كانوا هنا قبل ألفي عام، وكان لنا مملكة، وهي مذكورة في كل الكتب – التوراة والتاريخ على حد سواء".

تكرار استخدام "جدعون"
جاء احتلال وادي بيسان شمال شرق القدس ضمن عملية عُرفت باسم "عملية جدعون"، وكانت واحدة من آخر العمليات التي أطلقتها عصابات الهاغاناه قبل نهاية الانتداب البريطاني، كجزء من حرب النكبة عام 1948.

وكانت أهداف العملية هي الاستيلاء على بيسان وتطهير القرى المحيطة والمخيمات البدوية، وإغلاق أحد ممرات الدخول المحتملة لقوات شرق الأردن. وكانت جزءًا من خطة داليت.

ونفذ العملية لواء جولاني في الفترة ما بين 10-15 أيار/ مايو 1948، وقاد أفراهام يوفي الكتيبة التي استولت على بيسان.

ونجحت العملية في احتلال المنطقة، مما أدى إلى تهجير معظم سكانها العرب، وتحويل المدينة لاحقًا إلى مستوطنة يهودية.

وضم لواء جولاني سيئ السمعة ضمن وحدته كتيبة سُميت باسم "جدعون"، وحمل شعارها "شجرة جولاني مع سيف وجرة وبوق"، وهو مستوحى من قصة جدعون الذي استخدم هذه الأدوات في معركته ضد المديانيين.

وشاركت هذه الكتيبة في جميع حروب الاحتلال الإسرائيلي تقريبًا منذ تأسيسه.

وفي عام 2015، أطلق جيش الاحتلال خطة استراتيجية متعددة السنوات تُعرف باسم "خطة جدعون"، بقيادة رئيس الأركان آنذاك غادي آيزنكوت.

وهدفت هذه الخطة إلى إعادة هيكلة الجيش وتعزيز جاهزيته لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية، مستفيدة من دروس الحروب السابقة، مثل حرب لبنان الثانية عام 2006 وحرب غزة عام 2014.

وهدفت الخطة إلى إعادة هيكلة وتنظيم الجيش، من خلال تقليص حجمه النظامي والاحتياطي، مع التركيز على رفع كفاءة الوحدات القتالية، إضافة إلى دمج وحدات العمليات البرية والسايبر واللوجستيات لتعزيز التنسيق والفعالية.

وعملت الخطة أيضًا على تشكيل قيادة موحدة للعمليات الخاصة "JSOC"، وإعادة هيكلة وحدات المهام الخاصة، وإنشاء ذراع للسايبر بقيادة ضابط برتبة لواء، على غرار سلاحي الجو والبحر.

وكان من أهم أهداف الخطة توسيع استخدام التكنولوجيا في العمليات العسكرية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، مع زيادة وتيرة التدريبات العسكرية، خاصة في المناطق الشمالية والجنوبية.


واتجهت الخطة إلى تقليص عدد المناصب الدائمة في الجيش، بما في ذلك تسريح حوالي 2,500 موظف، وإعادة توزيع الميزانية لتعزيز القدرات القتالية والتكنولوجية، وتحقيق توازن بين الردع والدفاع والحسم في العمليات العسكرية.

وواجهت الخطة انتقادات بسبب تقليص بعض الوحدات، مما أثار مخاوف بشأن الجاهزية اللوجستية. وأظهرت استطلاعات داخلية حينها تراجع ثقة الجنود بالقيادة العليا، مما يشير إلى تحديات في الروح المعنوية.

تُعتبر "خطة جدعون" تحولًا استراتيجيًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، حيث سعت إلى بناء جيش أكثر مرونة وتكيفًا مع التحديات الحديثة، مع التركيز على التكنولوجيا والتدريب المتقدم.

مقالات مشابهة

  • مصدر حكومي يوضح أسباب تأخر عودة رئيس الوزراء الى عدن
  • مصدر حكومي: تأخر عودة رئيس الوزراء إلى عدن لضمان دعم اقتصادي عاجل
  • اتفاقية تعاون بين وزارة التربية وسلطة العليا الشفافية والوقاية من الفساد
  • رئيس مجلس السيادة السوداني: نعمل على إلتزام الحكومةبتنفيذ خارطة الطريق التي تم تقديمها للامم المتحدة
  • جدعون في خدمة الحرب: كيف تستخدم إسرائيل رمزا توراتيا لتبرير الإبادة؟
  • رئيس الوفد الروسي: راضون عن النتائج التي حققناها في مفاوضات إسطنبول
  • مذيع “التناصح”: المسيح الدجال لن يحتاج حتى 5 دقائق ليجمع خلفه أغلب الليبيين
  • الأخلاق وواقعنا المعاصر
  • "الأوقاف" تعلن مواعيد سفر حجاج الضفة الغربية المغادرين براً
  • ملتقى التأثير المدني: الأخلاق والدستور ضمانتا المواطنة الفاعلة