رأي الوطن : الاحتلال يهرب من المقاومة باستهداف المدنيين
تاريخ النشر: 8th, October 2023 GMT
رغم مشروعيَّة ما قامت به المقاومة الفلسطينيَّة، وفق الأعراف والمواثيق والقوانين الدوليَّة، إلَّا أنَّ ازدواج المعايير أدَّى بذهاب بعض الدوَل الدَّاعمة للكيان الصهيونيِّ، لتحميلِ الجانب الفلسطينيِّ نتائجَ ما يَحدُث على أرض الواقع، متحدِّثين بوقاحة منقطعة النظير عن حقِّ كيان الاحتلال الإسرائيليِّ في الدِّفاع عن نَفْسِه، رغم أنَّ بواسل المقاومة كانوا أكثر شرَفًا من قوَّات الكيان الغاصب، حيث استهدفوا قوَّات الاحتلال بشكلٍ رئيسٍ واستطاعوا أسْرَ العديد من جنوده، على النقيض من هذا الكيان الإرهابيِّ، الذي وجَّه آلتَه الحربيَّة الجهنميَّة مستهدِفًا المَدنيِّين العُزَّل في قِطاع غزَّة، وأسقط ما يفوق الـ200 شهيد وآلاف المُصابِين، ولَمْ تسْلَم من عدوانه الغاشم المدارس والمستشفيات، كما أطلق قطعان مستوطنيه المُدجَّجين بالسِّلاح نَحْوَ القُرى والمُدُن الفلسطينيَّة في الضفَّة لترويعِهم.
إنَّ الاستهداف الواضح للمَدنيِّين يؤكِّد أنَّ كيان الاحتلال كيان إرهابيٌّ، يعتمد على ترويع الآمنين، وهي سياسة صهيونيَّة نشأت منذُ إعلان قيام هذا الكيان الغاصب، وتشهد عشرات المذابح التي ارتكبتها العصابات الصهيونيَّة على تاريخهم الأسود المُلطَّخ بالدِّماء البريئة. لكن مع غياب الحساب، يتمادى الكيان الصهيونيُّ فيما يرتكبه من جرائم، ويصرُّ على تغييب أيِّ حلٍّ للقضيَّة الفلسطينيَّة، ويواصل عدوانه الممتدَّ لأكثر من خمسة وسبعين عامًا ضدَّ أبناء فلسطين، الذين ذاقوا من المعاناة والتشرُّد، مع استمرار سياسة ازدواجيَّة المعايير، وصَمْتِ المُجتمع الدوليِّ على الممارسات الإجراميَّة والعنصريَّة لقوَّات الاحتلال الإسرائيليِّ، وسيظلُّ هذا العدوان الإسرائيليُّ المستمرُّ بشكلٍ يوميٍّ وصْمةَ عارٍ في جبين الإنسانيَّة العاجزة عن اتِّخاذ موقف حازم، يُنهي هذا العدوان والإرهاب والقمع.
فعلى العالَم أجمع، خصوصًا الدوَل الدَّاعمة لكيان الاحتلال الإسرائيليِّ، أنْ يدركوا أنَّ استمرار الظلم والقهر اللذَيْنِ يتعرض لهما الشَّعب الفلسطينيُّ، هما السَّبب الأوحد وراء تفجُّر الأوضاع بالشكل الذي نراه الآن، وأنَّ استمرار هذا الصَّمْت سيؤدِّي لمزيدٍ من غياب السَّلام والأمن في المنطقة والعالَم أجمع، خصوصًا وأنَّ قادة الكيان الصهيونيِّ الحاليِّين يذهبون بالصراع نَحْوَ حربٍ دينيَّة شاملة. فتجاهُل حكومة نتنياهو لتحذيرات العقلاء في المنطقة والعالَم من عواقب انسداد الأُفق السِّياسيِّ، وعدم تمكين الشَّعب الفلسطينيِّ من حقِّه المشروع في تقرير مصيره ودَولته المستقلَّة، ومن عواقب الاستفزازات والاعتداءات اليوميَّة، واستمرار إرهاب المستوطنين وقوَّات الاحتلال، والاقتحامات للمسجد الأقصى، والأماكن المقدَّسة المسيحية والإسلامية، هو البوَّابة التي أوصلتنا لِمَا نحن فيه، وكذلك ترْكُ الكيان الصهيونيِّ يرتع ويتحلَّل من الاتفاقيَّات الموَقَّعة، وعدم الالتزام بقرارات الشرعيَّة الدوليَّة، الأمْرُ الذي أدَّى إلى تدمير عمليَّة السَّلام. لذا فإنَّ أيَّ جهود لإعادة الأمن والاستقرار والسَّلام في منطقتنا يبدأ أوَّلًا بإنهاء الاحتلال الإسرائيليِّ عن أرض دَولة فلسطين بعاصمتها القدس، والاعتراف بحقِّ الشَّعب في الاستقلال والسِّيادة، والاعتراف بالحقِّ الفلسطينيِّ في الدِّفاع عن النَّفْس والأرض والمقدَّسات، فالمقاومة حقٌّ مشروع لجميع الشعوب التي تخضع للاحتلال والاضطهاد، وعلى المُجتمع الدوليِّ التدخل السريع لحماية الشَّعب الفلسطينيِّ، وإلزام الكيان المحتلِّ باحترام القرارات والمواثيق الدوليَّة التي تحمي المَدنيِّين وقت الحروب والنزاعات.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی
إقرأ أيضاً:
“لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
الثورة نت/وكالات أشادت لجان المقاومة في فلسطين بالدور الوطني والوحدوي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والعلاقة المتينة التي تربطها بلجان المقاومة في فلسطين وذراعها العسكري ألوية الناصر صلاح الدين خاصة على مستوى التنسيق في الميدان والتعاون بين المقاتلين، الأمر الذي يعكس عمق الروابط بين الجبهة ولجان المقاومة. وقالت اللجان في بيان ، اليوم الخميس ، بمناسبة الذكرى ال”58″ لانطلاق الجبهة الشعبية : “تتقدم لجان المقاومة في فلسطين بخالص التهاني وأصدق التبريكات إلى كافة الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفي مقدمتهم الأمين العام الرفيق القائد الأسير أحمد سعدات، ونائبه الرفيق القائد جميل مزهر وأعضاء المكتب السياسي وكافة أعضائها في الوطن والشتات بمناسبة حلول الذكرى ال”58″ لانطلاقة الجبهة، التي شكّلت وما زالت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح والنضال الوطني الفلسطيني”. وأضاف البيان “نستحضر في هذه المناسبة بكل فخر مناقب شهداء الجبهة الأبطال، وعلى رأسهم القادة الذين تركوا بصمات لا تنسى في تاريخ المقاومة الفلسطينية، الدكتور جورج حبش والقائد الكبير أبوعلي مصطفى ووديع حداد وغسان كنفاني، وكوكبة طويلة من الشهداء الذين قَدموا أرواحهم على طريق تحرير القدس وفلسطين”. وأوضحت أن ” ذكرى انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وكافة حركات وفصائل المقاومة تُمّثل فرصة لتجديد العهد على مواصلة المقاومة حتى تحقيق أهداف شعبنا المشروعة، في تحرير كل شبر من أرضنا، والتصدي للجرائم الصهيونية المستمرة والمخططات التصفوية التي تستهدف شعبنا، كما أنها تُشكّل دافع لمواصلة طريق المقاومة والجهاد على كافة المستويات من أجل إنهاء معاناة شعبنا وتعزيز صموده”.