رئيس قناة «الوثائقية»: «بطولات أكتوبر» تساهم في حماية وعي الأجيال المقبلة

فى زخم الأحداث وتعدد الروايات ومحاولات طمس الحقائق، يبرز دور الفيلم الوثائقى كأداة لتوثيق الواقع، والبحث عن زوايا غير معتادة، وتقديم معلومات واقعية بشأن أناس وأماكن وأحداث حقيقية، برؤية إخراجية معينة، تساعد فى وصول المعلومات للمتلقى، الأهداف التى فطنت لها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بإطلاق قناة «الوثائقية المصرية»، الأولى من نوعها فى مصر، والتى نجحت بالفعل فى وقت وجيز، فى إنتاج أفلام وثائقية مهمة، تحدث عنها شريف سعيد، رئيس القناة، فى السطور التالية.

ما أهمية الفيلم الوثائقى فى الوقت الراهن؟

- يشهد العصر الإعلامى الراهن ووسائله المختلفة، سواء الإعلام التقليدى والإعلام الجديد، إضافة للمحتوى المقدم عبر المنصات، محاولات متتالية للتشكيك بالهوية وللرواية الوطنية، سواء كانت نصراً عسكرياً أو نصراً سياسياً، وهو ما يستلزم ضرورة مواجهة هذه الحملات بطرق مباشرة وغير مباشرة.

كيف يمكن التصدى لمحاولات ترويج الشائعات وطمس الحقائق؟

- يوجد طرق مباشرة وغير مباشرة للتصدى للادعاءات الكاذبة، غير أن الأعمال الفنية تعد إحدى أبرز أذرع القوة الناعمة لمواجهة حملات التشويه والتشكيك، سواء من خلال أعمال روائية طويلة كفيلم الممر، أو من خلال أفلام وثائقية مثل «أيام النصر»، إضافة للمحتوى المقدم عبر البرامج التليفزيونية، والرسائل الموجهة عبر الصحف الإلكترونية.

يجب التسلح دائماً بالمهنية والموضوعية فى الطرح الموثق لمواجهة الحروب الدعائية

وما سبل التصدى لحروب الأفكار؟

- هناك مقولة شهيرة لجوبلز، وزير الإعلام النازى فى عهد هتلر، عندما قال اكذب ثم اكذب ثم اكذب، فى النهاية ستجد من سيصدقك، تعكس الأسلوب المتبع من التشكيك والتشويه، سواء من الأعداء المعروفين التقليديين بالخارج، أو من أعداء الداخل، وهو ما يستلزم ضرورة امتلاك القدرات اللازمة للمواجهة، مع بذل أقصى مجهود وبصورة مستمرة، لأن الحرب الدعائية أو حرب الأفكار أو معركة الوعى تعد حرباً مفتوحة طول الوقت، فالهجوم والروايات الكاذبة ستستمر باستمرار الغاية منها فى التشكيك والتضليل، لذا يجب التسلح بصفة دائمة بالمهنية والتمسك بالموضوعية فى الطرح الموثق، كونها من أبرز الأدوات التى تضمن الانتصار فى هذه الحرب.

ما الدور الذى لعبته القناة منذ انطلاقها؟

- دائماً ما يكتسب كل عمل أهميته بكونه أداة للرد على ادعاء أو تشكيك معين، لذا تعد كل الأعمال الوثائقية مهمة، خاصة أن كل عمل على حدة يتضمن شيئاً جديداً يتم الإفصاح عنه من خلاله، فمنذ الانطلاقة الأولى للأعمال الوثائقية عام 2018 وحتى الآن يتضمن كل عمل وثائقى وثيقة أو صورة أو تسجيلاً صوتياً أو شيئاً معيناً يتم الإعلان عنه لأول مرة، ولم يكن يعلم عنه الكثيرون قبل عرض الفيلم الوثائقى.

وهل له دور فى التصدى للدعاية المضادة؟

- بالتأكيد، فالأفلام الوثائقية التى تروى النصر والبطولات العسكرية بحرب أكتوبر المجيدة، تقوم بدور مهم وحقيقى فى التعريف بالعدو، حفاظاً على الأمن القومى المصرى وحماية عقول الأجيال المقبلة، خاصة مع وجود روايات محرفة بعديد من المنصات الإعلامية، التى لديها أجندات تروج لها، وتتضمن مواد خطيرة تحاول من خلالها صهر القضية الفلسطينية والانتصار العسكرى المصرى، والترويج لدعاية مضادة أن النصر كان للعدو الصهيونى.

القناة تسير بخطوات جيدة لاقت إشادة الجمهور والخبراء.. ونسعى لتقديم الأفضل

كيف ترى استقبال الجمهور لـ«الوثائقية المصرية»؟

- القناة الوثائقية المصرية ما زالت فى البداية، وما تحقق من إنجاز لاقى إشادات واسعة من الجمهور والخبراء هو نتاج فريق يؤمن بالعمل الجاد ويضع الإتقان دستوراً له، وهو ما جعل القناة تسير بخطوات جيدة وما زلنا نسعى لتقديم الأفضل.

توثيق النصر

بحلول الذكرى الـ50 لحرب أكتوبر المجيدة، يكون قد مر على ذكرى النصر 50 عاماً، أى إن من ولد بهذا اليوم أصبح من كبار السن، وهو يعنى أنه على مدار هذه السنوات الطويلة يوجد كثير من الأجيال لم تكن شاهدة على الحدث الأهم والأبرز بتاريخ مصر المعاصر، وهو ما يبرز أهمية التذكير بالنصر العسكرى.

 

المصدر: الوطن