بعد اعتقال قيادات من حماس بالضفة.. هل يبدأ الاحتلال موجة اغتيالات؟
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
الضفة الغربية- بالتزامن مع تواصل قصف قوات الاحتلال لقطاع غزة، وفي حين تواصل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى"، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية، طالت نحو 40 فلسطينيا معظمهم من قيادات وكوادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فضلا عن أسرى محررين.
وقالت مصادر محلية مطلعة إن من بين المعتقلين الشيخ عمر دراغمة ونجله المطارد حمزة من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية، والقيادي الشيخ حسام حرب من قرية "اسكاكا" قرب مدينة سلفيت، والقاضي الشيخ مهند أبو رومي من بلدة العيزرية، والشيخ مجدي سعادة من بلدة عقربا جنوب نابلس.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل قيادات أخرى ولم تجدهم بداخلها، في حين دارت مواجهات واسعة بين المواطنين وقوات الاحتلال في معظم المواقع التي اقتحمتها.
ورغم أن هذه الحملة ليست جديدة بل تشابه عمليات كثيرة كان آخرها قبل أشهر خلال الحرب على غزة، فإن تحذيرات أطلقتها قيادات في الحركة من أن تتوسع هذه الملاحقة وتصل إلى الاغتيال والتصفية.
اعتقال الشيوخ
في هذا السياق، قالت أم حسان زوجة الشيخ حسام حرب (66 عاما)، إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت منزلهم في قرية "اسكاكا" شرق مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية بعد الرابعة فجرا، وطوَّقت المنزل قبل أن تقتحمه.
وأضافت أم حسان في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت، أن جنود الاحتلال بدوا في حالة عنف شديد وشراسة خلال الاعتقال، وأخبروا العائلة أن الشيخ رهن الاعتقال منذ اللحظة الأولى، نافية أن يكونوا قد أجروا معه أي تحقيق ميداني.
وأكدت أن زوجها يعاني منذ عام 1991 الاعتقال بسجون الاحتلال، حيث اعتقل أكثر من 20 مرة بما معدله 13 عاما، وأن آخر إفراج عنه كان مطلع مايو/أيار الماضي.
وتعليقا على هذه الاعتقالات، قال القيادي بالحركة الشيخ فتحي قرعاوي إن الاحتلال ومنذ وجوده لم يوقف اعتقالاته ضد الفلسطينيين، لكن هذه الاعتقالات اليوم هي احترازية، في ظل تخوفات الاحتلال من الأحداث الجارية ومن التصعيد في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح قرعاوي في حديثه للجزيرة نت، أن الاحتلال سبق أن اغتال فعلا، وأن المعركة مفتوحة ولا أحد يستطيع أن يتكهن بما يخطط لها المستوى السياسي الإسرائيلي، وأن أي قرار مرهون بمدى ما يمارس على الاحتلال من ضغط، وبالتالي سيعمل على الخروج من عنق الزجاجة، مضيفا أن "الاحتلال لا يستطيع أن يستمر إلى ما لا نهاية بحرب مثل هذه الحرب، ومن الممكن أن يقوم بعمليات ضغط كالقتل بشكل واسع، وتصفيات ضد قيادات معينة، والمجال مفتوح والاحتلال هدد بأكثر من مناسبة".
ولا يستبعد الشيخ مصطفى أبو عرة القيادي بحماس في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، أن يصل الأمر إلى ما هو أبعد من الاعتقال وحتى الاغتيال وهدم المنازل وتشريد الأسر واعتقال أبناء القيادات وغير ذلك، مضيفا أن ما يقوم به الاحتلال هو "تصرف العاجز أمام الطوفان الهادر، وبالتالي يبحث عما يعوض فشله وهزيمته، ويظهر بمظهر المنتصر المحقق بعض الإنجازات، باعتقاله أناسا لا علاقة لهم بالفعل المباشر إلا أنهم ينتمون لهذا التيار".
وتوقع الشيخ أبو عرة أن الاحتلال سيكون مؤذيا أكثر في مواجهة الفلسطينيين، وأن كل الاحتمالات واردة في ظل ردة الفعل على ما أصاب الاحتلال من خيبة أمل أمام العالم كله، وأن المعركة مفتوحة وقد تطور إلى ما أبعد من ذلك.
عقاب الأسرى
في الإطار ذاته، ذكر بيان لنادي الأسير الفلسطيني أن عددا كبيرا من المعتقلين خلال الحملة الأخيرة لقوات الاحتلال هم أسرى محررين، وأن بعضهم خاض إضرابا مفتوحا خلال أسره سابقا لأكثر من 110 أيام. ولفت نادي الأسير، إلى أنّ الاحتلال اعتقل من الضفة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نحو 80 مواطنا من الضفة.
وأشار النادي -في بيان له وصلت نسخة منه للجزيرة نت- إلى أنّ الاحتلال منذ أمس، أعلن بموجب أمر عسكري، زيادة مدة التوقيف الأولى بحقّ المعتقلين الجدد من 96 ساعة إلى 8 أيام، ومنع المعتقلين من لقاء المحامي لمدة 4 أيام، وذكر أنّ الاحتلال منذ مطلع العام الجاري، اعتقل أكثر من 5400 مواطن.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة قوات الاحتلال الاحتلال من
إقرأ أيضاً:
كاتس يوجه رسالة إلى ماكرون من مستوطنة بالضفة ومصابون برصاص الاحتلال
أصيب فلسطينيون برصاص قوات الاحتلال في الضفة الغربية، كما أصيبت سيدة في اعتداء مستوطنين، بينما قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن توسيع الاستيطان رسالة إلى الرئيس الفرنسي "وأصدقائه"، مؤكدا أن إسرائيل ستعمل على بناء "الدولة اليهودية" في الضفة.
جاء ذلك خلال زيارة كاتس مستوطنة صانور المقامة على أراضي قرية صانور الفلسطينية قرب جنين شمالي الضفة الغربية، اليوم الجمعة، بعد مصادقة سلطات الاحتلال على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة.
وقال الوزير الإسرائيلي "هذه لحظة تاريخية للاستيطان، ورسالة واضحة لماكرون (الرئيس الفرنسي) وأصدقائه بأنهم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، وهذا الورق سنلقي به في مزبلة التاريخ". وأضاف "سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية".
يسرائيل كاتس خلال زيارته لمستوطنة صانور بعد الموافقة على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية:
"هذه لحظة تاريخية للاستيطان، رد ساحق على منظمات الإرهاب، ورسالة واضحة لماكرون وأصدقائه: أنتم ستعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ولكن هذا الورق سينتهي في سلة مهملات التاريخ، الاستيطان… pic.twitter.com/Pu6Le7FR7s
— مؤمن مقداد (@MumenMeqdad) May 30, 2025
إعلانوقد صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق اليوم، أن الاعتراف بدولة فلسطينية ليس "مجرد واجب أخلاقي، بل هو مطلب سياسي"، وقال إن على الأوروبيين تشديد الموقف الجماعي ضد إسرائيلي إذا لم تعالج الوضع الإنساني في غزة خلال الساعات والأيام المقبلة.
وأثناء زيارة كاتس للمستوطنة، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة 3 أشخاص برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحامها قرية صانور.
اعتداءات المستوطنينفي الوقت نفسه، قالت مصادر للجزيرة، إن فلسطينية أصيبت بجروح إثر اعتداء مستوطنين عليها في خلة الضبع بمنطقة مسافر يطا جنوبي الخليل في جنوب الضفة.
وكذلك، شارك عشرات المستوطنين في مسيرة استفزازية انطلقت من مستوطنة عطيرت حتى مستوطنة حلميش شمال غربي مدينة رام الله.
لحظة نقل سيدة حامل إلى المشفى بعد إصابتها جراء اعتداء من مليشيات المستوطنين في مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية. pic.twitter.com/DdKDm3ruNT
— الساهرة (@alsahera_ar) May 30, 2025
وقالت مصادر محلية للجزيرة، إن المستوطنين حملوا الأعلام الإسرائيلية، ومروا بالشارع الرئيسي المحاذي لقرية أم صفا شمال غربي رام الله بحماية الجيش الإسرائيلي، وطالبوا بمصادرة مزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح الاستيطان.
في السياق نفسه، قام مستوطنون بتسييج مزيد من أراضي الفسطينيين في عين الحلوة بالأغوار الشمالية في الضفة الغربية.
وتوازيا مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 980 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال آلاف آخرين، وفق تقارير هيئات فلسطينية.