كيف كان الأردن محطة مهمة أثناء الهجرة الكبرى للبشر قبل 130 ألف سنة؟
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
توصل فريق بحثي دولي بقيادة الدكتور محمود عباس الباحث الأردني بجامعة شانتو الصينية، إلى أن جنوبي أخدود وادي الأردن كان محطة مهمة جدا أثناء السفر الملحمي للبشرية من أفريقيا إلى كل العالم، بينها خط سير دخل إلى الجزيرة العربية وآخر صعد للأعلى إلى أوروبا وآسيا.
نظرية الخروج من أفريقياتشير نظرية "الخروج من أفريقيا"، وهي التفسير الأكثر قبولا في الوسط البحثي عن أصول المجموعات البشرية الحالية كلها، إلى أن جميع البشر الأوائل عاشوا في أفريقيا، وأنهم هاجروا من هناك قبل نحو 70-130 ألف سنة مضت وانتشروا في العالم كله، عبر شبه جزيرة سيناء المصرية بشكل رئيسي.
لكن لم قام البشر بهذه الرحلة الملحمية؟ هناك عدد من الأسباب التي يقترحها العلماء في هذا السياق، منها التغير المناخي الشديد الذي ظهر في تلك الفترة، وضرب العديد من المناطق الأفريقية موجات شديدة من الحرارة والجفاف، وهناك بالفعل بعض الأدلة التي تشير إلى انخفاض جذري في نسب الأمطار بأفريقيا قبل 100 ألف سنة.
وإلى جانب ذلك يقترح فريق من الباحثين أن البشر كائنات تستكشف محيطها، وبخاصة لأنهم في تلك الفترة كانوا ينتشرون بطبيعة الحال بحثا عن الطعام وهربا من المفترسات، وبالتالي فالتنقل إلى أماكن جديدة كان من عاداتهم الأساسية.
وللتوصل إلى تلك النتائج، التي نشرت في دورية "ساينس أدفانسز" درس الفريق البحثي عدة مواقع تقع بين البحر الميت وخليج العقبة، وكان هدفهم إعادة بناء البيئة السابقة للمنطقة عبر عشرات الآلاف من السنوات، باستخدام تقنية التأريخ التلألؤي.
والتاريخ التلألؤي شكل من أشكال علم التأريخ الجيولوجي الذي يقيس طاقة الفوتونات المنطلقة من عناصر مثل اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم والروبيديوم، حيث يتم امتصاص الإشعاعات الصادرة من هذه العناصر وتخزينها بواسطة الرواسب في الشبكة البلورية لأنواع من الصخور.
ولأن ضوء الشمس يقوم بالتأثير في تلك العناصر بدفعها للتلألؤ، فإنه يمكن للعلماء استخدام تلك الفكرة لتحديد آخر ضوء شمس تعرضت له، وبالتبعية حساب العمر.
وقد أظهرت النتائج التي توصل إليها هذا الفريق من المقاطع الرسوبية التي يتراوح سمكها من 5 إلى 12 مترا وجود تقلبات واضحة في النظام المناخي لتلك المنطقة بمرور الوقت، ما بين 125 ألفا و43 ألف سنة مضت.
وحسب الدراسة، فإن تلك المنطقة شهدت فترات رطبة متعددة، وكانت بمثابة ممر للمياه العذبة يبلغ طوله 360 كيلومترا، وبالتالي مثلت محطة توقف للبشر أثناء هجرتهم الكبرى، بحيث كانت نقطة تفرع لفريقين، الأول دخل إلى الجزيرة العربية والثاني صعد شمالا لأوروبا وآسيا.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد وجد هذا الفريق 3 أدوات حجرية مرتبطة ببيئة الأراضي الرطبة في تلك المنطقة، وجنوبا خلال صحراء النفود السعودية كان الباحثون في وقت سابق قد وجدوا أن هذا المكان في الفترة نفسها كان عبارة عن شبكة من الأنهار والبحيرات، مما سمح للبشر بالنفاذ إلى عمق الجزيرة العربية.
وحسب تقرير كتبه 3 من مؤلفي الدراسة لمنصة "ذا كونفرسيشن"، فإن تلك النتائج تتعارض مع نظرية تقول إن البشرية هاجرت على دفعة واحدة سريعة، ويقول الباحثون إن وجود فترات رطبة متعددة فتح الباب لهجرات صغيرة متعددة، وليس هجرة واحدة كبرى.
وتختلف هذه الدراسة كذلك مع النظرية التي تقول إن البشر هاجروا على السواحل، قائلة إن الهجرة كانت على ضفاف الأنهار القديمة ومسطحات المياه العذبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من أفریقیا ألف سنة فی تلک
إقرأ أيضاً:
عادل حقي: موسيقى "المنبر" كانت تحديًا كبيرًا
أكد الفنان والموسيقي الكبير عادل حقي أن مشاركته في فيلم "المنبر" تعد خطوة مهمة في تاريخه الفني، مشيرًا إلى أن التجربة كانت مختلفة ومليئة بالتحديات الإبداعية، خاصة في صياغة الموسيقى التصويرية التي صاحبت العمل.
وقال حقي خلال حلقة فنية خاصة من برنامج "واحد من الناس" على شاشة الحياة، مع الإعلامي د. عمرو الليثي، والتي استضافت صناع الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم في مهرجان الإسكندرية السينمائي، إنه لا يعتمد على قراءة السيناريوهات عادة، بل يفضل الجلوس مع المخرج ومناقشة رؤيته الفنية ليستلهم منها الإحساس الموسيقي المناسب.
وأوضح أنه تأثر كثيرًا بسرد قصة الفيلم وما تحمله من رسالة وطنية ودينية عن دور الأزهر الشريف في مواجهة الاحتلال الفرنسي ونشر الوسطية، مضيفًا: "شاهدت النسخة الأولى من الفيلم وأعجبت جدًا بفكرته، وأحببت أن أكون جزءًا من عمل له رسالة وليس بغرض التجارة".
وأضاف حقي أنه سعى إلى تقديم موسيقى غير تقليدية تعبّر عن روح الأزمنة التاريخية التي تناولها الفيلم، موضحًا أنه بحث عن الآلات الموسيقية التي كانت تُستخدم في عصر نابليون لتوظيفها في مشاهد الحملة الفرنسية، مؤكدًا أن مشهد دخول الحملة إلى الأزهر كان الأكثر صعوبة وإبداعًا موسيقيًا في العمل.
وأشار إلى أنه تأثر بعدة مشاهد داخل الفيلم، خاصة تلك التي تجمع بين الصراع والدراما الإنسانية، لافتًا إلى أنه كره شخصية عمر السعيد داخل الفيلم بسبب أدائه القوي لدور الصحفي الأجنبي المعادي لمصر، ما يعكس نجاح التمثيل والموسيقى في نقل إحساس المشهد للجمهور.
واختتم عادل حقي حديثه قائلاً: "فيلم المنبر تجربة فنية مختلفة ومؤثرة في مسيرتي، وأنا فخور بأن أكون جزءًا من عمل يعبر عن مصر والأزهر بطريقة فنية راقية".
يذكر أن فيلم "المنبر" من تأليف فداء الشندويلي وإخراج أحمد عبد العال، ويشارك في بطولته نخبة من النجوم، منهم ميدو عادل، أحمد حاتم، أحمد فهيم، عمر السعيد، أيتن عامر، كمال أبو رية، وسامح الصريطي. وتدور أحداثه في إطار تاريخي حول مشايخ الأزهر الشريف ودورهم في مقاومة الاحتلال الفرنسي والدفاع عن الوطن عبر العصور.