ليست عسكرية أو سياسية.. ضربة جديدة قاصمة لإسرائيل بسبب عملية طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
خسائر عملية طوفان الأقصى التي تنفذها حركة المقاومة الإسلامية حماس والفصائل الفلسطينية المختلفة داخل إسرائيل لليوم الرابع على التوالي، لم تتوقف عند القتلى والجرحى والأسرى في صفوف المحتل، بل كان لها أضرار اقتصادية كارثية على دولة الاحتلال الإسرائيلي، التي تعيش هذه الأيام أسوأ فترة في تاريخها منذ حرب أكتوبر عام 1973.
وفقدت الأسهم الإسرائيلية، أكثر من 16 مليار دولار من قيمتها السوقية، وذلك بعد أن تكبد مؤشر البورصة أكبر خسارة يومية.
ووفقا لشبكة "سي إن بي سي عربية"، فقدت عملة الشيكل أكثر من 1% من قيمتها لتهبط إلى أدنى مستوياتها في 7 سنوات في جلسة 9 أكتوبر مع عودة سوق الصرف للعمل.
وهبط الشيكل الإسرائيلي إلى أدنى مستوى له منذ 8 أعوام تقريباً مقابل الدولار الأمريكي، مع تصاعد حدة الصراع بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وانخفض الشيكل في أحدث التعاملات الآسيوية أكثر من 3 بالمائة مقابل الدولار إلى 3.9581، فيما أعلن البنك المركزي الإسرائيلي برنامجاً لبيع ما يصل إلى 30 مليار دولار في سوق النقد الأجنبي بهدف تقليل تقلبات العملة المحلية الشيكل.
وقال البنك على موقعه الإلكتروني، إنه سيتدخل في سوق النقد خلال الفترة المقبلة لتخفيف التقلبات في سعر صرف الشيكل، وتوفير السيولة اللازمة لاستمرار عمل الأسواق بكفاءة.
وانخفضت أسعار الأسهم والسندات الإسرائيلية، فيما أغلقت العديد من الشركات الأحد، بالتزامن مع إطلاق عملية طوفان الأقصى، وتراجعت الأسهم الرئيسية في تل أبيب بشكل حاد وهوت مؤشرات بورصة تل أبيب بانخفاض بنسبة 7% تقريبا، بقيادة انخفاض بنسبة 9% في أسهم البنوك، كما انخفضت أسعار السندات الحكومية بنسبة تصل إلى 3%.
وتراجع الشيكل مقابل الدولار بأكثر من 3% إلى 3.95 لكل دولار أمريكي؛ وهو أقل مستوى للشيكل منذ عام 2016.
ومن المتوقع أن يكون لتداعيات عملية طوفان الأقصى تأثير سلبي وخسائر فادحة على الاقتصاد في إسرائيل، بينما قال بنك إسرائيل، إنه من السابق لأوانه تقييم الأضرار الاقتصادية الناجمة عقب العملية.
ويراقب مستثمرون عن كثب تطورات الأحداث في إسرائيل وما قد تشكله من مخاطر على الأسواق.
ويتوقع البعض أن تدفع تلك الاضطرابات إلى التحرك صوب الأصول الآمنة.
وذكر محللون اقتصاديون في تقرير لوكالة أنباء "بلومبرج" أن جولات التصعيد العسكرية غالباً ما يكون لها تأثير مؤقت على أداء البورصة الإسرائيلية، نظراً لاعتماد أكبر قطاعين في السوق، وهما البنوك وتكنولوجيا المعلومات، في إيراداتهما على الأسواق الخارجية، وليس على السوق المحلية.
من ناحية أخرى، تنقسم الخسائر التي من المتوقع أن تنتج عن هذه العملية إلى خسائر اقتصادية مباشرة وخسائر غير مباشرة، كما سيتم توضيح ذلك على النحو التالي:
أولاً: الخسائر المباشرة: تعتبر الخسائر المباشرة هي الخسائر التي تأتي نتيجة الأضرار المادية المترتبة على العملية العسكرية، إذ دمرت عملية "طوفان الأقصى" العديد من المباني الإسرائيلية والمدن، كما دمر الاحتلال الإسرائيلي العديد من المباني داخل الأراضي الفلسطينية.
الخسائر الاقتصادية لإسرائيلثانيًا: الخسائر غير المباشرة: بالإضافة إلى الخسائر المادية المباشرة التي تُخلفها الحرب الدائرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، توجد مجموعة من الخسائر غير المباشرة على اقتصاد كلا الجانبين، سيتم توضيحها على النحو التالي:
انخفاض معدل السياحة: ترتب على حالة عدم الاستقرار الأمني، التي سبّبتها عملية "طوفان الأقصى" وعملية جيش الاحتلال "السيوف الحديدية"، إلغاء العديد من شركات الطيران الأجنبية رحلاتها الجوية من وإلى الأراضي المحتلة، وهو ما سيترتب عليه انخفاض عدد السياح الوافدين إلى إسرائيل بشكل كبير، ما سيجعلها تتحمل خسائر كبيرة من انخفاض تدفق الأموال الأجنبية إليها، فالسياحة الوافدة توفر لإسرائيل 13.5 مليار شيكل، وانخفاض إيرادات السياحة سيُحمّل الاقتصاد الإسرائيلي العديد من الأضرار المادية على مستوى العديد من المؤشرات الاقتصادية الكلية.ارتفاع عجز الموازنة: إن ارتفاع حجم الخسائر المادية عند الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، التي سيتم تعويضها من خلال زيادة الإنفاق على إعادة تأهيل البنى التحتية وتعويض الأهالي عن الأضرار التي نتجت عن الحرب، سيعمل على زيادة عجز الموازنة في كلا الجانبين، فعلى الجانب الفلسطيني تُعاني الموازنة العامة من عجز يُقدر بـ536 مليون دولار، ارتفع بنسبة 29% خلال العام الحالي، ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة بشكل كبير بعد عملية "طوفان الأقصى".وقال محمد محمود عبد الرحيم، الخبير الاقتصادي، إن ما حدث بعملية طوفان الأقصى ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي غير مسبوق، مؤكدًا أن كل ذلك أثّر بشكل سلبي على الاقتصاد الإسرائيلي منذ اليوم الأول للأحداث، والذي يزيد في الخسارة كلما امتدت الفترة الزمنية للعمليات العسكرية.
وأضاف عبد الرحيم - في تصريحات له، أن "حساب تكلفة الصاروخ الإسرائيلي الواحد ضمن منظومة القبة الحديدية لاعتراض الصاروخ الموجه من غزة قد تتراوح تكلفتة من 50 ألف دولار، وبعض التقديرات تشير إلى وصول تكلفة الصاروخ إلى 100 ألف دولار أو أكثر من ذلك في بعض الظروف للصاروخ الواحد، بما يعني أن تكلفة إطلاق 100 صاروخ يوميًا يكلف إسرائيل ما بين خمسة إلى عشرة ملايين دولار أمريكي تقريباً في اليوم، في المقابل فإن تكلفة الصاروخ الفلسطيني محلي الصنع قد تبلغ 400 دولار وحتى 1000 دولار تقريبًا".
وتابع: "توجد أضرار اقتصادية كبيرة وتكاليف أخرى ستؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي، إذ سيكون هناك ضرر مباشر وكبير على مؤشرات سوق المال"، موضحاً أن هناك هبوطا كبيرا حدث بالفعل في بورصة تل أبيب في افتتاح جلسة يوم 8 أكتوبر 2023 وصل إلى 5%.
وأوضح: “كما سيكون هناك تأثير كبير على حركة السياحة، هذا بخلاف تكلفة توقف صور الحياة اليومية وتعطيل حركة الطيران في بعض الأوقات وتوقف الدراسة وحركة البيع والشراء واستدعاء الاحتياط”، مؤكدا أن كل ذلك يستنزف الاقتصاد الإسرائيلي.
جدير بالذكر أن عملية "طوفان الأقصى" التي باغتت إسرائيل، وعملية "السيوف الحديدية" التي يقوم بها الجانب الإسرائيلي ضد قطاع غزة، سيكون لهما العديد من الآثار الاقتصادية السلبية على الطرفين، إذ إن لكل حرب تكلفتها الاقتصادية التي يتحملها كلا الطرفين في هذه الحرب، وهو ما يدفع لضرورة السعي نحو التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني؛ الأمر الذي سيُحقق منفعة الفلسطينيين المُتمثلة في حماية اقتصادهم من أن يتكبد خسائر أخرى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فلسطين غزة الدولار الأمريكى إسرائيل حماس طوفان الأقصى الاحتلال الإسرائیلی الاقتصاد الإسرائیلی عملیة طوفان الأقصى العدید من أکثر من
إقرأ أيضاً:
مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يعلن قرية بالخليل منطقة عسكرية
أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس باقتحام عشرات المستوطنين صباح اليوم الأحد المسجد الأقصى المبارك، في حين أعلن جيش الاحتلال قرية خِلة الضبع بمَسَافر يَطّا جنوبي الخليل بالضفة الغربية منطقة عسكرية مغلقة.
وقالت أوقاف القدس إن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك جرت من باب المغاربة، بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي
وأوضحت دائرة الأوقاف -في بيان نقلت منصات فلسطينية- أن المستوطنين نظموا جولات استفزازية في باحاته وأدوا طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية من المسجد".
وأضافت أن شرطة الاحتلال فرضت قيودا مشددة على وصول المصلين الفلسطينيين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بواباته الخارجية.
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك منذ ساعات الصباح بحماية شرطة الاحتلال pic.twitter.com/mgMrhsw3PE
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) June 1, 2025
وأشارت إلى الدعوات الفلسطينية "للحشد والرباط والتصدي لمخططات الاحتلال وجماعات المستوطنين في المسجد الأقصى، الرامية لهدم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم".
ولفت البيان إلى أن المسجد الأقصى يشهد تصاعدا خطيرا في اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه، من خلال زيادة وتيرة الاقتحامات وأعداد المقتحمين، وأداء الطقوس والصلوات التلمودية في المسجد.
إعلانمن جانب آخر، أفادت مصادر للجزيرة أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سلم سكان قرية خِلة الضبع بمَسَافر يَطّا جنوب الخليل بالضفة الغربية قرارا يعلن فيه القرية منطقة عسكرية مغلقة.
وأوضحت المصادر أن الاحتلال يمنع سكان القرية والمتضامنين العرب والأجانب من الوجود فيها، إذ اقتحمت شرطة وجيش الاحتلال القرية وأجبرت المتضامنين الأجانب على مغادرتها.
ويذكر أن مستوطنين يسيطرون على كهف في القرية لليوم الرابع على التوالي بعد أيام من هدم قوات الاحتلال مبانيَ القرية وتسوية جميع منشآتها بالأرض.
وفي نابلس، قالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين أغلقوا شارعا على مدخل قرية اللبن الشرقية جنوب المدينة صباح اليوم الأحد.
وفي رام الله هاجم مستوطنون عائلات فلسطينية على أطراف بلدة سنجل شمال المدينة تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة على منازل الفلسطينيين وحاولوا تخريب أراض زراعية، في حين أفادت مصادر محلية، للجزيرة أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبان الذين حاولوا التصدي للمستوطنين، وأغلقت مداخل بلدة سنجل.
كما قالت مصادر فلسطينية اليوم إن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم الجلزون شمالي مدينة رام الله، في حين قالت منصات إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة تقوع جنوب شرق بيت لحم.
ومنذ مساء أمس وفجر اليوم واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شن حملة اقتحامات في مناطق وبلدات عدة بالضفة من بينها جنوب جنين وقرية يتما جنوب نابلس.
وبالتوازي مع حرب الإبادة الجماعية في غزة؛ صعّد جيش الاحتلال والمستوطنون عدوانهم بالضفة الغربية، مما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا وإصابة قرابة 7 آلاف آخرين واعتقال أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفق معطيات فلسطينية.