دبي – الوطن

نجح “مستشفى ميدكير للنساء والأطفال” في دبي في علاج 71 طفلاً يعانون من الضمور العضلي الشوكي المُهدد للحياة، وهو اضطراب يؤثر في خلايا العصبون الحركي داخل الحبل الشوكي ، وهي الخلايا العصبية التي تتحكم في حركة العضلات الإرادية. وقد بات «مستشفى ميدكير للنساء والأطفال» مؤسسة الرعاية الصحية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في مجال توفير هذا العلاج الجيني المُنقذ للحياة من خلال برنامج عالمي للوصول المُدار للعلاجات الجينية.

وكان أطفال من عدة بلدان بما في ذلك تركيا ورومانيا وروسيا وبيلاروسيا ونيبال وإيران قد توجهوا إلى دبي للحصول على هذا العلاج الجيني المُغير للحياة وكذلك خدمات العلاج الشامل لهذا الاضطراب والتي يوفرها “مستشفى ميدكير للنساء والأطفال”. وقد قدم المستشفى أيضاً هذا العلاج المُغير للحياة لـ 10 أطفال مؤهلين من دون مقابل.

 

ويُعد ضمور العضلات الشوكي اضطراباً جينياً نادراً ذا تأثير عميق على الأفراد الذي يصيبهم. ويسبب هذا الداء فقدان خلايا العصبون الحركي داخل الحبل الشوكي، الأمر الذي ينتُج عنه ضعفٌ وضمورٌ مستمرين في العضلات. وتُصنّف هذه الحالة الموهنة إلى أربعة أنماط رئيسية تتميز فيما بينها بحسب العُمر الذي تبدأ فيه أعراض كل نمط في الظهور، وكذلك مدى حدة الأعراض. وغالبا ما يظهر «النمط 1»، وهو النمط الأكثر حدة في أعراضه، لدى الأطفال دون الستة أشهر من العمر، ويؤدي إلى محدودية فرص الحياة على نحو مأساوي. وعلى النقيض منه، فإن «النمط 4» يصيب البالغين، وغالباً ما تكون أعراضه أخف. وفي حال تُرك ضمور العضلات الشوكي من دون علاج، فإنه يؤدي إلى إعاقات عميقة وصعوبات في التنفس، مما يؤدي إلى تضاؤل جودة حياة المريض إلى حد هائل.

وقال د. فيفيك موندادا، استشاري طب أعصاب الأطفال، لدى «مستشفى ميدكير للنساء والأطفال»: «نفخر بالعمل الرائد الذي قُمنا به في «مستشفى ميدكير» في تطوير الأبحاث المتعلقة بداء ضمور العضلات الشوكي وفي علاجه.  لقد أتاح لنا فريقنا المتخصص، ومنشآتنا الفائقة في تقدمها، والتزامنا الثابت تحقيق إنجازات تُعد بمثابة علامات فارقة هامة في معركتنا ضد هذا الداء. وتتمثل مهمتنا في نقل علاج هذا الداء إلى حدود أبعد، وتوفير دعم متخصص، ومنح الأمل للأطفال المصابين به. وبينما نستمر في أداء مهمتنا، نبقى ملتزمين بتحسين نتائج العلاج والعمل من أجل مستقبل أفضل للمصابين بضمور العضلات الشوكي».

 

وأضاف: “بفضل جهودنا المستمرة في تطوير علاجات متعددة التخصصات لضمور العضلات الشوكي، فقد بات المستشفى مركزاً عالمياً لعلاج المرضى الباحثين عمن يخفف آلامهم الناجمة عن هذه الحالة المرضية المدمرة. وعلاوة على ذلك، فإن المنهج الذي نتبعه في علاج ضمور العضلات الشوكي يجسد استراتيجية شاملة ومتعددة الاختصاصات تتخطى حدود توفير العلاج الجيني. وبينما يمثل العلاج الجيني علامة فارقة ومتميزة في التعامل مع داء ضمور العضلات الشوكي، إلا أنه مجرد جانب واحد ضمن جوانب منهج شامل يستهدف تحسين حياة الأطفال المُصابين بهذا الداء”.

 

ويشدد د. موندادا على الحاجة إلى عناية ودعم من جانب متخصصين لمرضى ضمور العضلات الشوكي. وقال: “نعمل على ضمان تلقي والدي الطفل المُصاب بالداء التعليم الصحي المناسب، واستفادتهما من خطط الرعاية الصحية المصممة خصيصاً حسب الاحتياجات الفردية لكل طفل، والتي يقدمها المستشفى لهما بعد إقامة ابنهما في دبي، مما يضمن استمرارية الرعاية وإدارة التعامل مع الحالة بواسطة خبراء طب أعصاب الأطفال المحليين في الموطن الأصلي للطفل المُصاب بعد عودته إليه”.

في مستشفى ميدكير للنساء والأطفال، يتعاون فريق متعدد التخصصات يضم أخصائيين في طب أعصاب الأطفال وطب الرئة والقلب والعظام ومعالجين فيزيائيين وطب الجهاز الهضمي، من أجل توفير رعاية شاملة لكل مريض على حدة. وهذا النهج الشامل لا يضمن حصول المرضى على تدخلات علاجية مبتكرة فحسب بل والدعم والعلاج اللازمين لتعزيز جودة الحياة أيضاً.

وبحسب د. موندادا، فإن نتائج العلاج تختلف باختلاف الأفراد المصابين، وذلك نتيجة الطابع المستمر لداء ضمور العضلات الشوكي. ويستهدف العلاج الجيني بصفة رئيسية المجموعة القائمة للخلايا الحية داخل جسم الطفل المصاب، حيث يبدأ العلاج بالعمل وإحداث التأثير. وللأسف، فإن العلاج الجيني لا يمكنه إعادة إحياء الخلايا التي هلكت بالفعل. ولذا، فإن التشخيص والعلاج المبكرين يُعدان من الأهمية القصوى بمكان، إذ يتيحان فرصاً أفضل لتحقيق نتائج ناجحة.

وفي بعض الحالات، يتلقى الأطفال المصابون بالداء علاجاً جينياً كجزء من برنامج لفحص الأطفال حديثي الولادة في بلدانهم الأصلية، مما يمكنهم من عيش حياتهم مثل الأطفال الأصحاء. وعلى النقيض من ذلك، فإن الأفراد الذين يعانون حالات صحية أكثر تعقيداً، كتركيب أجهزة تنفس اصطناعي تحتاج إلى فتح جراحي في الجسم، وفغر المعدة، أو يعانون من ضعف أو تقلص دائم في العضلات، قد لا يتمكنون من تحقيق التعافي الكامل. ولكن على الرغم من ذلك، فإنه من الممكن أن تمتد حياتهم لفترة طويلة، وكذلك أن تتحسن مستويات جودة معيشتهم بتقليل المضاعفات، وتقليل الحاجة إلى بقائهم داخل المشافي وتجنب المزيد من التدهور.

ومع استمرار المعركة ضد الضمور العضلي الشوكي، يحافظ “مستشفى ميدكير للنساء والأطفال” على التزامه الراسخ بدفع حدود الابتكار الطبي مع توفير نهج شامل للرعاية. ويواصل المستشفى جهوده الدؤوبة لتوفير الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً للأطفال الذين يعانون من تحديات الضمور العضلي الشوكي في دولة الإمارات وخارجها.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

إدمان التكنولوجيا .. 7 طرق لحماية الأطفال من مخاطر الهواتف الذكية

رغم فوائد الهاتف المحمول المهمة في التواصل الاجتماعي، بما في ذلك الوصول الفوري إلى المعلومات الأساسية أو موقع الشخص، إلا أن الهواتف الذكية لا تخلو من المشاكل في حال إساءة استخدامها.

الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى قلة النوم، وارتفاع مستويات التوتر أو القلق، وحتى الاكتئاب، كما أن سهولة الوصول إلى المحتوى الرقمي على مدار الساعة قد تدفع الأطفال و المراهقين إلى التساؤل عن أنماط حياتهم أو مظهرهم أو خياراتهم، مما قد يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية ورفاهيتهم.

كل ما تحتاجه الحامل لحماية طفلها من الأمراضطرق التخلص من رائحة الأضاحي في المنزل
كيف تحمي طفلك من إدمان الهواتف الذكية

- ضع قواعد واضحة لوقت استخدام الشاشة، وذلك بتحديد الفترة الزمنية المخصصة لاستخدام الأجهزة الذكية، والتأكيد لهم على استخدامها فقط بحضور شخص ما وفي المساحة المشتركة لمراقبة نشاطهم الافتراضي.

- أنشئ مناطق خالية من التكنولوجيا في المنزل.
تشير الأبحاث إلى أن معظم وقت استخدام الشاشة يكون عادةً خلال الأنشطة غير المخصصة للشاشة، مثل الأعمال المنزلية أو المكتبية، وتناول الطعام، والتواصل الاجتماعي، والطبخ، وما إلى ذلك.
لذلك، من المهم تخصيص مناطق خالية من الهواتف في المنزل، مثل غرفة النوم، وغرفة الطعام، وحتى في الأماكن العامة، للسماح لطفلك بمراقبة العالم الحقيقي واستكشافه والتعرف عليه.
حاول التواصل معه حول يومه، وانتبه دائمًا لردود أفعالك، تذكر أنهم مجرد أطفال.

- أبعد الهواتف ليلًا
هذه إحدى أهم النصائح للتخلص من إدمان الهواتف الذكية لدى الأطفال وإنقاذ حياتهم.
يُقلل الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية من مستويات الميلاتونين في الجسم، مما يُؤثر على دورة النوم.
يؤدي النوم غير المنتظم إلى إعاقة أدائهم الأكاديمي من خلال تقليل مستويات تركيزهم، مما يؤدي إلى القلق والاكتئاب والسلوكيات المعادية للمجتمع وتقلب المزاج.

- التزم بجدول زمني صارم لاستخدام الهواتف الذكية
أفضل طريقة لجعل الأطفال يستمعون هي جعل الأمر ممتعًا.
أخبرهم عن قاعدة ٢:٢:١، أي ساعتين من الدراسة، تليها ساعتان من الرياضة، ثم ساعة من استخدام الشاشة، تأكد من الالتزام بها.


- شجعوا الأطفال على اللعب في الهواء الطلق والأنشطة البدنية، مثل لعب تنس الريشة، وكرات الطلاء، واليوغا، والسباحة، أو الخروج في نزهات.

- شجعوهم على ممارسة هوايات داخلية شيقة، مثل الخبز، ومشاريع "اصنعها بنفسك"، وجلسات سرد القصص، والقراءة، والرسم، والتلوين، وحل الألغاز، وغيرها.
اجعلوا الأمر ممتعًا ومثيرًا للاهتمام من خلال توفير غرفة خالية من الهواتف أو ركن في منزلك مع جدار للإبداع لاستكشاف جانبهم الإبداعي.

- شجعوهم على المشاركة في أنشطة عائلية بعد العشاء، مثل التحدث عن الأحداث المهمة في العالم وسؤالهم عن آرائهم، ولعب الورق وألعاب الطاولة، وغيرها.

- تحدث مع طفلك عن مخاطر الإدمان من خلال عرض مقاطع فيديو عليه توضح أمثلة على مخاطر الإدمان لدى الأطفال.

- شجع التواصل المباشر معه لمنعه من العزلة والضياع في العالم الافتراضي.

- ساعده على إيجاد أنشطة أخرى ليفعلها عند الشعور بالملل، مثل ركوب الدراجات، والرقص، والطبخ، والعزف على الآلات الموسيقية، والغناء، أو الانضمام إلى أي نشاط لامنهجي من اختياره.

- تواصل مع طفلك من خلال محادثات هادفة، تحدث معه عن تجاربك الحياتية، واسأله عما يتمنى أن يصبح عليه في المستقبل، وما هي خططه لعطلة نهاية الأسبوع، أو أين يرغب في الذهاب لمغامرة صيد صغيرة.

المصدر: rforrabbit
 

طباعة شارك فوائد الهاتف المحمول ارتفاع مستويات التوتر قلة النوم إدمان الهواتف الذكية

مقالات مشابهة

  • 3 فرق عُمانية تفوز بجوائز "المعرض الدولي للاختراع والابتكار" في ماليزيا
  • إدمان التكنولوجيا .. 7 طرق لحماية الأطفال من مخاطر الهواتف الذكية
  • بالصور: الهلال الأحمر: نواصل الجهود الإنسانية والطبية في مختلف أنحاء قطاع غزة
  • عمان الأهلية تنظم زيارة الى مستشفى البشير
  • الدكتور المصطفى: وزارة الخارجية مستمرة بالعمل لإعادة تفعيل البعثات الدبلوماسية وافتتاح قنصليات جديدة في مختلف دول العالم.
  • كوثر محمود: أداء التمريض في مستشفى 57357 يضاهي المستويات العالمية
  • كوثر محمود تشارك في المؤتمر الدولي للتمريض حول الذكاء الاصطناعي والابتكار
  • «أبوظبي العالمي» يستقطب 10 آلاف مشارك بمعرض التوظيف الافتراضي
  • هيئة الإذاعة والتلفزيون تباشر تغطية موسم حج 1446هـ بخطة إعلامية متكاملة
  • زيكو: المدربون البرازيليون لا يتمتعون بشعبية كبيرة