ناجيات من سرطان الثدي: بين العلاج والشفاء رحلة عنوانها التحدي
تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT
حمص-سانا
“رغم أن رحلة علاجي قصيرة مقارنة مع بعض مرضى السرطان فهي لم تتعد الستة أشهر لكني كنت أحتاج في كل لحظة إلى إرادة قوية ودعم من أسرتي والمحيطين بي وصبر وقوة لتحمل العلاج وصولاً إلى الشفاء الذي كان للكشف المبكر للإصابة دور كبير في تحقيقه” تقول الشابة بتول سعدة 20 عاماً.
وفي التفاصيل بينت بتول الطالبة بكلية الصيدلة بجامعة البعث بحمص في حديث لمراسلة سانا دفعني شغفي بالعمل الإنساني ودراستي في كلية طبية للتطوع بفرع الجمعية السورية لمكافحة السرطان بحمص وشاركت بتقديم الدعم النفسي لعدد من مرضى السرطان من مختلف الأعمار لكن يشاء القدر أن اكتشف إصابتي بالمرض خلال إجراء بعض الفحوصات.
وتتابع بتول: “كان الخبر صدمة كبيرة لي لكن استجمعت قوتي وبكل إيمان وإرادة استطعت مواجهة المرض والتزمت بمراحل العلاج التي تكللت بالشفاء،” مؤكدة أن الكشف المبكر والدعم النفسي له دور في رفع نسبة الشفاء، داعية النساء إلى التزام بالفحص الدوري والاستفادة من الخدمات الصحية التي تقدمها المراكز الصحية والجمعيات الأهلية على مدار العام والتي تكثف خلال شهر تشرين الأول شهر التوعية العالمي بالكشف المبكر عن سرطان الثدي.
وبهدف مشاركة تجربتها مع مرض السرطان الذي شفيت منه منذ ست سنوات تراجع السيدة أمل ناصر 72 عاماً حالياً فرع الجمعية، موضحة أنه لم يكن الأمر في بداية اكتشاف المرض سهلاً، حيث أجرت عملية استئصال للثدي وانتقال المرض إلى العظام والعين جعل رحلة العلاج طويلة وصعبة، إلا أنها تجاوزتها بفضل الالتزام بالعلاج ودعم أبنائها الذين استمدت منهم الأمل بالحياة لتكلل صبرها بالشفاء.
وأكدت السيدة أمل أنها تواصل إجراء الفحوصات كل شهرين وفق توصية الأطباء لضمان عدم عودة المرض، مبينة أن تأخر اكتشاف المرض يقلل فرص الشفاء ويطيل فترة العلاج ولابد من التحلي بالجرأة والصبر لتجاوز كل شعور بالحزن أو الضعف أو ربما الاكتئاب، ويجب تحدي المرض والانتصار عليه.
وحول الخدمات التي يقدمها فرع الجمعية السورية لمكافحة السرطان بحمص ضمن أنشطة حملة التوعية الوطنية حول سرطان الثدي التي أطلقتها وزارة الصحة بداية الشهر الجاري تحت شعار “الفحص المبكر.. أمان واطمئنان” أوضح رئيس مجلس إدارة الفرع الدكتور أحمد زاهي الشواف أنها تتضمن جلسات توعية تقدمها الكوادر الطبية، ودعم نفسي يقدم من قبل فريق الشباب التطوعي أو من المرضى الناجين من المرض، كما يسهم الفرع بتقديم جزء من تكاليف العلاج للمرضى.
ولفت الشواف إلى أن عدد المرضى المسجلين بفرع الجمعية 1037 مريض سرطان، منهم 259 سيدة مصابة بسرطان الثدي و3 ذكور مصابين به أيضاً، موضحاً أن الجمعية تقدم مختلف الخدمات منذ ثلاث سنوات، ولكن تكثف عملها خلال الشهر الحالي بوصفه الشهر العالمي للتوعية بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي والذي يعرف بـ الشهر الوردي.
وبحسب مسؤولة اللجنة الإجتماعية بفرع الجمعية نورا الرفاعي يقدم فريق الشباب التطوعي إلى جانب جلسات الدعم النفسي دورات تأهيل لمرافقي المرضى، معتبرة أن قصص الشفاء من المرض تسهم بدعم المرضى فالكثير من الناجيات من السرطان شاركن في جلسات التوعية لدعم المصابين وزرع الأمل في نفوسهم.
تمام الحسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: سرطان الثدی
إقرأ أيضاً:
الصحة تنظم حملة لفحص الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي للعاملين بالوزارة والحي الحكومي
نظّمت وزارة الصحة والسكان، اليوم الخميس، حملة لفحص الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، للعاملين بالوزارة والحي الحكومي في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للأمراض المزمنة، وتأتي هذه الحملة ضمن أنشطة مبادرة رئيس الجمهورية لفحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، التي تُنفذها الوزارة في مختلف المحافظات، بهدف تعزيز الوعي الصحي وتشجيع المواطنين على إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر، مما يُسهم في تحسين فرص العلاج والوقاية من المضاعفات الخطيرة المرتبطة بالأمراض المزمنة.
أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن مبادرة فحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي تم إطلاقها بتوجيه من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي في سبتمبر 2021 ، وتتضمن فحوصات نسبة السكر (عشوائي وتراكمي)، وتحليل الدهون (كولسترول/دهون ثلاثية)، وفحص وظائف الكلى للكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، وذلك في إطار حرص الدولة على تعزيز الوقاية الصحية والكشف المبكر عن الأمراض، وقد نجحت المبادرة منذ انطلاقها في فحص أكثر من 18 مليون مواطن على مستوى الجمهورية، ما يعكس حجم الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الرعاية الصحية والوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين.
وأشار "عبدالغفار" إلى أن المبادرة تستهدف المواطنين فوق سن 40 عامًا، بالإضافة إلى الفئة العمرية من 18 عامًا ممن لديهم تاريخ مرضي مرتبط بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم، وتُنفذ المبادرة من خلال نحو 3600 وحدة رعاية أولية موزعة في مختلف محافظات الجمهورية، لضمان وصول الخدمة الصحية لجميع المواطنين بسهولة ويسر، مضيفا أن الحالات التي يتم اكتشاف إصابتها خلال الفحوصات، يتم إحالتها لتلقي العلاج إما من خلال هيئة التأمين الصحي أو عبر منظومة العلاج على نفقة الدولة، لضمان تلقي الرعاية الطبية المناسبة مجانًا وبدون أي أعباء مالية على المواطنين.
وأضاف "عبدالغفار" أن المبادرة تشمل فرقًا طبية خارجية تنتشر في أماكن التجمعات الجماهيرية مثل الأسواق والنوادي والكنائس والمساجد، بهدف تسهيل الوصول إلى الفئات المستهدفة وتقديم الخدمات الطبية في مواقع تواجد المواطنين، وتعمل هذه الفرق على إجراء الفحوصات اللازمة وتقديم التوعية الصحية في نفس المكان، بما يضمن تحقيق أعلى معدلات للكشف المبكر والوصول بالخدمة إلى من قد لا يتمكنون من زيارة وحدات الرعاية الأولية.
وتابع "عبدالغفار" أن المبادرة نالت جائزة الأمم المتحدة للأمراض غير السارية لعام 2024، تقديرًا لنجاحها في تقديم نموذج متكامل وشامل للرعاية الصحية، يجمع بين الفحص المبكر والتوعية والعلاج المجاني، ما ساهم في تحسين جودة حياة ملايين المواطنين، مؤكدا أن هذا التكريم الدولي يعكس التزام الدولة بتطبيق أفضل المعايير العالمية في مكافحة الأمراض المزمنة، ويُعد حافزًا لمواصلة التوسع في المبادرات الصحية التي تضع المواطن على رأس أولوياتها.