عمّان- أثار إعلان مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع والجوار أوليفير فارهيلي بشأن تعليق الاتحاد الأوروبي كافة مساعداته التنموية للفلسطينيين على خلفية عملية "طوفان الأقصى" موجة من الارتباك والانقسام في المواقف الأوروبية.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية بيتر ستانو للجزيرة نت إن فارهيلي "قدم إعلانا غير صحيح ولم يتم الاتفاق عليه من قبل أعضاء الاتحاد الأوروبي، وإنه نظرا لعدم وجود مدفوعات متوقعة فلن يكون هناك تعليق للمدفوعات".

تصريحات فارهيلي بشأن وقف المساعدات للفلسطينيين أثارت انقساما حادا داخل الاتحاد الأوروبي (الجزيرة)

وأضاف ستانو أنه سيتم إجراء استعراض ومراجعة للتأكد من عدم وصول الأموال إلى "أيدٍ خاطئة"، وفق تعبيره.

وتبلغ قيمة المساعدات التنموية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين 691 مليون يورو (نحو 729 مليون دولار).

وكانت حكومات أوروبية عدة قد عبرت عن معارضتها القرار الذي أعلنته المفوضية الأوروبية، وهو ما سبّب الإرباك، وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس إن هذا الإعلان "تسبب باستياء داخل الحكومة الإسبانية"، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

من جانبه، صرح الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد بأن "الأغلبية الساحقة من دول الاتحاد رفضت وقف المساعدات التنموية للسلطة الفلسطينية".


الوضع الإنساني

وبشأن الوضع الإنساني في قطاع غزة والحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي عليه قال بوريل "إن قطع المياه والكهرباء والطعام عن الكثير من المدنيين في غزة مخالف للقانون الدولي، وإنه يجب الامتثال للقانون الإنساني الدولي".

وفي رده على سؤال الصحفيين بشأن موعد إرسال الدفعة التالية من المساعدات للفلسطينيين، أوضح بوريل "لا أعرف بالضبط متى ستتم الدفعة التالية، ولكن لن يكون هناك أي تأخير هيكلي في التعاون والمدفوعات، سنقوم بمراجعة ولكن لن يكون هناك تعليق".

ويشهد قطاع غزة -الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص- ظروفا إنسانية صعبة بعد إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت فرض حصار عليه ومنع أي خطوط إمداد أو قوافل مساعدات، مع استمرار القصف العنيف الذي تشنه قوات الاحتلال، مما دفع مكتب الإعلام الحكومي إلى إطلاق نداء إغاثة عاجل للمجتمع الدولي.

وكانت القناة الـ12 الإسرائيلية قد نقلت عن مسؤول كبير لدى الاحتلال أنه "تم تهديد مصر بقصف أي شاحنات للمساعدات تمر عبر معبر رفح الذي يفصل بين قطاع غزة ومصر، وشهد المعبر قصفا إسرائيليا متكررا منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" السبت الماضي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

البرش يكشف للجزيرة أوضاعا صحية مروعة لسكان غزة

قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة الدكتور منير البرش، إن الإحصائيات الأخيرة تشير إلى استشهاد 16 ألف طفل منذ بداية الحرب، مؤكدا أن هذا الرقم ليس مجرد إحصائية، بل شهادة على العالم الذي ينظر إلى أطفال غزة وهم يموتون.

وكشف البرش -في حديثه للجزيرة- عن رقم يفوق كل التوقعات في بشاعته، إذ أكد أن 346 طفلا ولدوا واستشهدوا أثناء الحرب، وهو رقم يعكس عمق المأساة الإنسانية التي يعيشها القطاع.

وأوضح أن هؤلاء الرُضّع لم يروا من الحياة سوى الدمار والموت، ويمثلون رمزاً مؤلماً لجيل كامل يُباد تحت أنظار العالم.

وقال البرش، إن قوات الاحتلال تدمر بشكل ممنهج البنية التحتية الصحية في غزة، مما حوّل العلاج من حق أساسي إلى حلم بعيد المنال.

ومن أصل 38 مستشفى كانت تخدم سكان القطاع، أخرج الاحتلال 22 مستشفى عن الخدمة تماما، تاركاً 16 مستشفى فقط تعمل جزئيا وبمحدودية، منها مستشفيا المعمداني والشفاء، اللذان يعملان في شمال غزة بطاقة محدودة جدا.

ويعني هذا الواقع المرير -وفق البرش- أن أكثر من مليون إنسان محرومون فعلياً من الحصول على الرعاية الصحية الأساسية، مما يحول أي مرض أو إصابة إلى خطر محدق بالحياة.

إعلان

إستراتيجية تدميرية

وأشار مدير عام وزارة الصحة في غزة إلى أن المستشفى الإندونيسي -الذي كان يستقبل أكثر من 10 آلاف مراجع شهرياً- أخرج عن الخدمة بعد أن أحرقت القوات الإسرائيلية مولداته الكهربائية وحاصرته بالكامل.

وعلى نفس المنوال، استهدف الاحتلال مستشفيي كمال عدوان والعودة، مما يعكس إستراتيجية واضحة ومدروسة لحرمان السكان من أبسط حقوقهم الإنسانية، حسب البرش.

وأكد أن آثار النزوح جعلت الواقع المعيشي قاسيا لا يُطاق، إذ قال "لا تستطيع أن تمشي في الشوارع من كثرة ما بها من خيام ينصبها النازحون في كل زاوية ومكان".

ونتيجة مباشرة لهذا الوضع المزري، يؤكد البرش أن هذا الازدحام الشديد في الشوارع أدى إلى ارتفاع نسبة الالتهابات والجروح بشكل كبير، مما يضاعف من معاناة السكان الذين يفتقرون أصلاً للرعاية الطبية الأساسية.

ولفت إلى بُعد مروع آخر من أبعاد هذه المأساة، وهو الاستهداف المباشر للكوادر الطبية.

وفي إحصائية تُظهر تصاعد هذا الاستهداف، أشار إلى أنه في أسبوع واحد فقط من شهر مايو/أيار الجاري، استشهد 12 كادراً صحياً من أكفأ الممرضين لدى وزارة الصحة الفلسطينية، وخاصة الذين يعملون في العناية المركزة.

وأكد أنه حتى اليوم، لم يدخل إلى مستودعات وزارة الصحة أي شيء من المساعدات والمواد الطبية الموعودة.

وأشار إلى أنه رغم وجود تواصل بالمؤسسات الدولية واستعدادات لديها، إلا أن الواقع على الأرض لم يتغير بأي شكل من الأشكال.

وأكد البرش، أن الاحتلال بعمليته الجديدة يعمل بشكل منظم وقاتل لإخراج الناس جميعاً وتهجيرهم من مناطق الشمال إلى الجنوب.

وخلص إلى أن ما تعيشه وزارة الصحة حاليا هو "الأسوأ منذ بداية الحرب"، مشيراً إلى أن الضغط على المستشفيات وصل إلى مستويات غير مسبوقة.

مقالات مشابهة

  • مسؤول إسرائيلي كبير: وقف المساعدات عن غزة كان "خطأً فادحًا"
  • أكسيوس: مسؤول إسرائيلي كبير اعترف بأن وقف المساعدات عن غزة كان خطأ فادحا
  • بالفيديو.. صور حصرية للجزيرة ترصد تدمير الاحتلال أحياء بمحيط مستشفيين بغزة
  • 10 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع المياه في العراق
  • بشكل ممنهج .. تحقيق يكشف استخدام الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين كدروع بشرية
  • مسؤول للجزيرة نت: إسرائيل دمَّرت 85% من مصادر المياه في غزة
  • “حماس”: الاحتلال يرتكب مجزرة وحشية بقتل تسعة أطفال لطبيبة أثناء تأديتها واجبها الإنساني
  • قيادي بـالمؤتمر: جرائم الاحتلال الإسرائيلي انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني
  • تغيّر المناخ يُفقد قطاع الزراعة الأوروبي 31 مليار دولار سنويا
  • البرش يكشف للجزيرة أوضاعا صحية مروعة لسكان غزة