الوطن:
2025-05-11@07:46:07 GMT

«رضا» استُدعي للاحتياط: لم أنسَ لحظة إعلان العبور

تاريخ النشر: 11th, October 2023 GMT

«رضا» استُدعي للاحتياط: لم أنسَ لحظة إعلان العبور

تجاعيد وجهه تحمل بين طياتها تاريخاً طويلاً، قضى شبابه فى خدمة وطنه وحمايته بعد استدعائه ضمن قوات الاحتياط قبل حرب أكتوبر، لم يتردد محمد رضا عبدالعظيم، 83 عاماً، الذى يعيش فى واحة الفرافرة، فى تلبية نداء الوطن حينها، سافر على الفور من محافظة الوادى الجديد -محل سكنه- متوجهاً إلى مقر خدمته بالقاهرة، تاركاً خلفه زوجته وثلاثة من الأبناء، واضعاً المصلحة العليا للوطن نصب عينيه.

قضيت عاماً كاملاً لا أعرف شيئاً عن أبنائى وزوجتى.. وفرحة النصر غلبت مرارة الغربة   

لم تكن الرحلة من واحة الفرافرة إلى القاهرة سهلة، وفقاً لتصريحات «محمد» لـ«الوطن»: «كان شيخ الغفر يتابع من تم استدعاؤه من الاحتياط ويتوجه برفقتهم إلى قسم الشرطة لتسليم أنفسهم، وحينها لم تكن هناك وسائل مواصلات بالواحة سوى الجِمال، فتوجهت برفقة زملائى إلى قسم الشرطة عبر قافلة جِمال نقلتنا من واحة الفرافرة إلى الواحات البحرية، قاطعة نحو 300 كيلو، واستغرقت الرحلة 7 أيام».

كانت الواحة البحرية أكثر إعماراً من الفرافرة، وفى كل شهر تمر سيارة محملة بالمواد الغذائية والطعام، يسميها الأهالى «عربية التموين»، التى كانت تقل المجندين أيضاً من وإلى الواحة: «كنا نتحرك من الفرافرة إلى الواحة البحرية بالجِمال، ومن هناك تقلنا سيارة التموين إلى القاهرة ليجرى توزيعنا على أماكن الخدمة»، لافتاً إلى أن مدة الانتظار تتوقف على موعد وصول الجندى إلى الواحة البحرية، فالبعض كان يصل فى نفس يوم وصول الشاحنة، والبعض ينتظر أياماً معدودة قد تصل إلى شهر كامل: «انتظرت 12 يوماً فى الواحة البحرية حتى وصلت الشاحنة وأقلتنى وزملائى إلى القاهرة ليتم توزيعنا على مناطق التجنيد، وحينها أُرسلت إلى أسوان لحراسة السد العالى الذى شهد تأميناً كبيراً من القوات المسلحة أيام الحرب».

التواصل بين المجندين وأسرهم كان من الأمور الصعبة للغاية، وفق تصريح «محمد»: «كانت وسيلة التواصل الوحيدة هى الجوابات، كنت أسلّم جواباتى لأحد أبناء الواحة حال حصوله على إجازة لتوصيلها لأسرتى، ونفس الكلام لو حد من أهلى عايز يبعتلى جواب، وقضيت سنة كاملة ماعرفش أى حاجة عن أبنائى وزوجتى حتى حصلت على إجازة».

ولفت إلى أن الوسيلة الوحيدة لمعرفة آخر تطورات الحرب كانت الراديو، ومع الإعلان عن الضربة الجوية فى الإذاعة وتقدم الجيش المصرى، كانت كلمة «الله أكبر» هى الأعلى فى كل مكان، واصفاً تلك اللحظة بالعظيمة، حيث بدأ الجنود فى التهليل والهتاف بصوت عالٍ مرددين: «الله أكبر، الله أكبر»، وكان صوت الهتافات أعلى من صوت الراديو: «أول ما سمعنا فى الراديو إن مصر عبرت فرحنا فرحة كبيرة جداً، والعساكر كانت تجرى فى كل مكان من الفرحة وتحضن بعض، ويهتفوا الله أكبر، الله أكبر، ووزعنا على بعض حلويات ومشروبات، وفضلنا نحتفل ونغنى ونرقص طول الليل فى الكتيبة، وفرحتنا بالنصر العظيم ده نسيتنى مرار الغربة وإنى قضيت سنة كاملة بعيد عن زوجتى وأبنائى».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حرب أكتوبر حرب الاستنزاف ملحمة العبور خط بارليف الجيش الذي لا يقهر الله أکبر

إقرأ أيضاً:

حريق مهول يلتهم واحة أكلز بإقليم تزنيت ويخلف خسائر بيئية جسيمة

زنقة20ا الرباط

شهدت واحة أكلز الواقعة بجماعة أملن بإقليم تزنيت، أمس، حريقاً مدمراً أتى على مساحات واسعة من الغطاء النباتي، في كارثة بيئية غير مسبوقة استنفرت مختلف السلطات المحلية وأثارت قلق الساكنة.

وبحسب مصادر محلية، فقد اندلعت النيران بشكل مفاجئ وسريع الانتشار، مدفوعةً بالعوامل الجوية ووفرة الغطاء النباتي، ما أدى إلى تدمير العديد من الأشجار المثمرة والنباتات المحلية التي تُعدّ مصدراً أساسياً لعيش السكان ومكوناً حيوياً للتوازن البيئي في المنطقة.

ولا تزال فرق الإطفاء تعمل على السيطرة على ما تبقى من بؤر مشتعلة، في وقت تتواصل فيه التحقيقات لتحديد الأسباب الدقيقة وراء اندلاع الحريق، وسط ترجيحات من السكان بوجود عوامل بشرية أو مناخية وراء الكارثة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الإمارات تشيد بحكمة الهند وباكستان بعد إعلان وقف إطلاق النار
  • محمد شقيق وحزب البام يقودان نقلة نوعية في واحة سيدي ابراهيم.
  • حريق مهول يلتهم واحة أكلز بإقليم تزنيت ويخلف خسائر بيئية جسيمة
  • أحمد عزمي: ردود الأفعال حول ظلم المصطبة أكبر مما كنت أحلم ..والمسلسل يمس المجتمع المصري بشكل مباشرl حوار
  • مصرع ربة منزل سقطت من الطابق الخامس بالعبور
  • يسرا عن أزمة بوسي وأسرة محمود عبد العزيز :لحد آخر نفس كانت معاه زوجة على سنة الله ورسوله
  • اعلان لائحة أهل وعهد في بلدة الدورة - عكار
  • غرفة بورسعيد التجارية تناقش أزمة أصحاب شركات الأشغال البحرية
  • خبير أمني: القوات المسلحة أحبطت أحد أخطر مخططات كانت تستهدف اختراق سيناء
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر كانت تطبيقا عمليا لقوة إيمان المسلمين