كيف أثر شراء الديون الحكومية على خفض تصنيف 5 بنوك مصرية؟
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
تلقت أكبر خمس بنوك مصرية ضربة جديدة بعد خفض وكالة "موديز" التصنيف الائتماني لها بدرجة واحدة، مع نظرة إيجابية مستقرة، وذلك بعد أيام من خفض تصنيف مصر من "B3" إلى "Caa1"، التي تعني: درجة تعكس المخاطر العالية في استثمار أدوات وسندات الديون المصرية.
واعتبرت وكالات التصنيف العالمية المختلفة التي دأبت على خفض تصنيف مصر تارة ووضعها على قوائم المراجعة أو الشطب تارة أخرى، أن هذه القرارات تعكس تدهور قدرة البلاد على سداد ديونها، نتيجة شح العملة الأجنبية، والزيادة المستمرة في مدفوعات خدمة الديون الخارجية.
وخفضت وكالة "موديز" تصنيف الودائع طويلة الأجل لثلاثة بنوك حكومية، وهي "البنك الأهلي المصري" و"بنك مصر" و"بنك القاهرة"، بجانب أكبر بنوك القطاع الخاص وهو "البنك التجاري الدولي" إلى "Caa1" من "B3"، فيما خفضت تصنيف بنك الإسكندرية من "B3" إلى "B2.
تخفيض تصنيفات البنوك المصرية يعكس بحسب "بلومبيرغ" ضعف بيئة التشغيل، وحجم الحيازات الكبير لهذه البنوك من السندات الحكومية، أحد أهم أدوات الدين لتمويل عجز الموازنة.
أزمة ديون طاحنة
وتتوقع مصر أن تستحوذ مدفوعات خدمة الدين، الداخلي والخارجي، على حوالي 52.3% من الإيرادات، وتمثل 37.4% من إجمالي المصروفات، في السنة المالية 2024/ 2023 على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة، وتكلفة الاقتراض، وتغير سعر الصرف.
وارتفعت فوائد الديون بنسبة 44.5% في الموازنة المصرية وبلغت 1.12 تريليون جنيه، مقابل 775 مليار جنيه للسنة المالية الفائتة، متجاوزة بذلك أسوأ التوقعات الحكومية، وتقديراتها لحجم زيادة الديون؛ بسبب انهيار العملة المحلية.
خفض تصنيف البنوك كان متوقعا وليس مفاجئا، بحسب رئيس شركة الاستشارات الاستثمارية "بويز إنفستمنت"، مقرها واشنطن، شريف عثمان، مشيرا إلى أنه "كان من المعروف أنه سوف يحدث تخفيض جديد للبنوك المحلية؛ لأنها تملك نسبة لا تقل عن 40% إلى 50% من أصولها مستثمرة لدى الحكومة سواء في صورة أذون أو سندات خزانة أو في حسابات لدى البنك المركزي".
وأضاف عثمان، في حديثه لـ"عربي21": "وبالتالي عندما تنكشف مؤسسة على مؤسسة أخرى تم خفض تصنيفها ينخفض تصنيفها هي الأخرى، بالإضافة إلى أن هذه البنوك تعاني من نفس مشكلة البنك المركزي وهي نقص العملة الأجنبية ومن هنا توجد نقطة مشتركة من المخاطر لأن البنوك جزء من أصولها بالعملة الأجنبية، إذ يبلغ إجمالي عجز صافي الأصول الأجنبية في الجهاز المصرفي نحو 25.9 مليار دولار بحسب تقرير البنك المركزي، والأصول الأجنبية هي ما تمتلكه من ودائع ومدخرات بالعملة الأجنبية".
أما فيما يتعلق بتأثير ذلك على قدرة مصر على سداد الديون، أشار عثمان إلى أن "كل الحلول التي اتخذتها الحكومة هي تأجيل وترحيل المشكلة مثل مد سداد الودائع وبيع الأصول التي كانت تدر دخلا، وبالتالي تقليل الإيرادات بالعملة المحلية والأجنبية خلال الفترات الحالية والمقبلة، وكلها حلول آنية، وتزيد من عمق المشكلة في المستقبل".
وتابع بأن الأمر "يعكس تراجع كبير في القدرة على سداد ديوننا التزامتنا بالعملة الأجنبية، ويضاف إلى ذلك التأثير السلبي للعدوان على غزة مع إلغاء نسبة من الحجوزات السياحية في مصر وتضرر هذا القطاع الاستراتيجي".
خفض حتمي للعملة وليس اختياري
تدفع تخفيضات المؤسسات والكيانات الدولية، الدولة المصرية، نحو خفض قيمة عملتها المحلية، ما ينذر باستمرار كابوس الغلاء والتضخم، ورغم ذلك حذرت المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجيفا، من "مغبة تأجيل مصر خفض قيمة عملتها مرة أخرى، وإلا سوف تنزف احتياطاتها الثمينة".
تجدر الإشارة، إلى أن صافي الاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري، يبلغ 34.970 مليار دولار نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، ويبلغ إجمالي الدين الخارجي نحو 165 مليار دولار.
إلى ذلك، يتعين على مصر سداد 55.2 مليار دولار بين ودائع وأقساط ديون، في الفترة من آذار/ مارس 2023 إلى آذار/ مارس 2024، وفقا لبيانات حديثة صادرة عن البنك الدولي.
شكوك حول استقلالية البنوك المحلية
اعتبر خبير الاقتصاد السياسي، مصطفى يوسف، أن "خفض تصنيف الديون يعكس عدم استقلالية البنوك المحلية في مصر التي تذعن لرغبات وطلبات البنك المركزي المصري بشراء أكبر قدر ممكن من أدوات الدين الحكومية لدعم الموازنة التي تعاني من عجز كبير بسبب تفاقم حجم الديون وفوائدها".
وتوقع في تصريحات لـ"عربي21" أن "تتواصل التخفيضات الائتمانية لمصر، وننتظر الأسوأ خلال الفترة المقبلة عندما تُقدِم وكالات مثل "فيتش" و "ستاندرد آند بورز" على خفض تصنيف مصر الائتماني، يستتبعه تخفيض تصنيف البنوك المصرية مجددا".
ورأى يوسف أن "قدرة البلاد على سداد ديونها على المحك وتحتاج إلى تدفق رؤوس أموال أجنبية كبيرة وليس بيع أصول لأنه يعتبر خراب مستعجل للاقتصاد وهي التي تدر عوائد لسداد الديون وخدمات الديون، كما أن الموارد الأساسية ليست عند درجاتها المناسبة مثل السياحة وتحويلات المصريين بالخارج والصادرات".
وأعرب عن اعتقاده أن "أزمة البنوك المحلية في مصر هو توجيه جزء كبير من أموال المودعين لإقراض الحكومة، وزيادة أسعار الفائدة، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم وطباعة المزيد من النقود، ومن الوارد أن ندخل في أزمة ودائع إن ظل الوضع كما هو عليه دون خلق حلول حقيقية لأن الوضع أصبح هشا وينذر بكارثة".
الديون تنافس الناتج المحلي الإجمالي
رصد صندوق النقد الدولي، حجم الفوائد التي تدفعها مصر على ديونها حاليا بنحو 7% من الناتج المحلي الإجمالي، ورجح أن تزيد خلال العامين المقبلين بوتيرة أسرع، وبالتالي زيادة حجم العجز ودفعه إلى مستويات أعلى.
وقفز إجمالي الديون المصرية إلى 93% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يدفع السلطات المصرية إلى حشد الإيرادات لتقليص هذا الدين، وذلك وفق إفادة نائب مدير إدارة شؤون المالية العامة بصندوق النقد الدولي، رود دي مويغ، على هامش فعاليات الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين، المنعقدة في مدينة مراكش بالمغرب.
كما خفضت عدة مؤسسات وبنوك دولية توقعاتها لنمو الاقتصاد المصري بوتيرة أسرع، ورجح صندوق النقد الدولي، للمرة الثانية، تباطؤ الاقتصاد المصري أكثر من المتوقع لعام 2024 إلى 3.6% من توقعاته السابقة البالغة 4.1% في تموز/ يوليو نزولا من 5%؛ بسبب نقص السيولة من النقد الأجنبي وتضاؤل ثقة المستثمرين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي مصرية البنوك المصرية الاقتصاد المصري مصر الاقتصاد العربي الاقتصاد المصري البنوك المصرية اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البنک المرکزی النقد الدولی ملیار دولار خفض تصنیف على سداد إلى أن
إقرأ أيضاً:
زاوية قانونية:متى يتم تصنيف الدول أو الكيانات أو الأشخاص كمعتدين على الجمهورية اليمنية أو أي دولة عربية أو إسلامية
الثورة /
تنص المادة ” 3″ من لائحة العقوبات على مرتكبي العدوان على اليمن أو أي دولة عربية أو إسلامية : تشير المصطلحات الواردة في هذه اللائحة إلى المعاني المبينة قرين كلا منها
1 – مرتكبي العدوان :
يشير إلى الدول أو الكيانات أو الأشخاص الذين ينخرطون في أعمال عدائية تشكل عدوانا ضد الجمهورية اليمنية أو أي دولة عربية أو إسلامية ، ويشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر.
1.1 – العدوان العسكري والأمني
1.1.1 – شن حرب أو غزو عسكري أو تنفيذ عمليات عسكرية مباشرة .
1.1.2 – احتلال أراض بالقوة العسكرية أو إرسال قوة عسكرية .
1.1.3 – تنفيذ عمليات عسكرية جوية أو برية أو بحرية ضد أهداف مدنية أو عسكرية.
1.1.4 – انتهاك المجال الجوي أو المياه الإقليمية.
1.1.5 – القصف باستخدام الطائرات، الصواريخ، الأسلحة المحرمة دوليا، أو أي وسائل أخرى تسبب دمارا واسعا.
1.1.6 – تنفيذ عمليات استخباراتية غير مشروعة، بما في ذلك التجسس، التخريب، أو اغتيال شخصيات بارزة.
1.1.7 – فرض حصار جوي أو بري أو بحري، يمنع الإمدادات الإنسانية والعسكرية.
1.1.8 – استخدام الأسلحة الكيمائية أو البيولوجية أو النووية.
1.1.9 – تمويل الجماعات المسلحة والإرهابية، وتقديم الدعم المالي واللوجستي.
1.1.10 – احتلال مناطق حدودية بالقوة العسكرية .
1.1.11 – إتاحة أراضي أو مجال جوي أو بحري لدولة أخرى لشن عدوان .
2 – العدوان الاقتصادي أو المالي
1.1.1 -حظر التبادل التجاري وتجميد الأصول.
1.1.2 -العزل عن النظام المالي أو المصرفي العالمي.
1.1.3 – تنفيذ حصار اقتصادي شامل أو جزئي يمنع تدفق السلع الأساسية والحيوية.
1.1.4 – فرض عقوبات تجارية أو مالية لتقييد النشاط الاقتصادي .
1.1.5 – فرض حضر تجاري وتعطيل حركة التجارة بشكل غير مشروع.
1.2.6 – التلاعب بالعملات وسوق الصرف وتنفيذ عمليات تستهدف استقرار العملة المحلية.
1.2.7 – الابتزاز الاقتصادي، واستخدام النفوذ الاقتصادي للضغط لتحقيق أهداف سياسية.
1.2.8 -الضغط على الشركات أو الدول الأخرى لسحب استثماراتها أو وقف التعاون الاقتصادي.
3 – العدوان السياسي والدبلوماسي
1.3.1 – تمويل أو تدريب جماعات معارضة لزعزعة الاستقرار السياسي.
1.3.2 -التخطيط أو دعم انقلابات عسكرية للإطاحة بالحكومة القائمة.
1.3.3 – التدخل، المباشر في صنع القرار التشريعي والسياسي.
1.3.4 -الاعتراف بحكومة أو كيانات انفصالية داخل الدولة لتقويض سيادتها.
1.3.5 – انتهاك السيادة الوطنية عبر دعم حركات انفصالية او تمردية.
1.3.6 – التحريض ضد الحكومة عبر دعم حركات معارضة مسلحة
1.3.7 -استخدام الدبلوماسية العدائية مثل طرد الدبلوماسيين أو استخدام إجراءات دبلوماسية عدائية بشكل غير مبرر.
4 – العدوان الإعلامي
1.4.1 – شن حملات إعلامية مضللة تهدف إلى تشويه صورة الدولة أو إثارة الفتنة الداخلية.
1.4.2 – التلاعب بمنصات التواصل الاجتماعي عبر حسابات وهمية لنشر الفوضى أو التأثير على الراي العام
1.4.3 -اختراق وسائل الإعلام المحلية لبث رسائل مضللة أو تحريضية.
5 – العدوان الالكتروني
1.5.1 -تعطيل الخدمات العامة مثل الإنترنت، أنظمة الاتصالات وغيرها.
1.5.2 – شن هجمات الكترونية على البنية التحتية الحيوية بما في ذلك المؤسسات المالية والمنشئات الحكومية.
1.5.3 -نشر البرمجيات الخبيثة، أو برامج الفدية لتشفير البيانات أو تعطيل الأنظمة.
1.5.4 – التجسس السيبراني واختراق أنظمة الدولة للحصول على معلومات حساسة.
6 – العدوان على المواطنين والمقيمين
1.6.1 -الاحتجاز غير القانوني للمواطنين أو المقيمين دون مبرر قانوني.
1.6.2 – الاعتداء على البعثات الدبلوماسية أو القنصليات أو العاملين فيها.
1.6.3 -التمييز ضد الجاليات اليمنية أو العربية أو الإسلامية المقيمة في الخارج عبر فرض قيود أو ممارسات تعسفية.
7 – العدوان البيئي
1.7.1 -تلويث البيئة الطبيعية مثل الأنهار أو الأراضي الزراعية أو غيرها.
1.7.2 -استغلال الموارد الطبيعية دون إذن أو تعويض
1.7.3 -تدمير الأراضي الزراعية أو مصادر المياه عبر أي وسائل صناعية أو عسكرية وغيرها.