6 آلاف قطعة آثار تحكي تاريخ مصر القديمة والإسكندرية فى المتحف اليوناني الروماني.. المتحف ظل مغلقًا طوال 18 عامًا بهدف البدء فى مشروع ترميمه
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
منذ 18 عامًا والمتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية مغلق، وكم انتظر عشاق ومحبى الآثار والحضارة افتتاحه، ليتعرفوا على جوانب مهمة من تاريخ مصر وخاصة الإسكندرية عروس المتوسط، وهو ما حدث الأربعاء الماضي، بعد افتتاح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء للمتحف.
وكان المتحف اليونانى الرومانى قد أغلق فى عام ٢٠٠٥ بهدف البدء فى مشروع ترميمه، وبالفعل تم البدء فيه عام ٢٠٠٩ إلا أنه توقف عام ٢٠١١ لعدم توافر الاعتمادات المالية فى ذلك الوقت، واستؤنف العمل بالمشروع عام ٢٠١٨ حتى تم الانتهاء منه بالكامل وافتتاحه الأربعاء الماضي.
وخلال جولة قامت بها "البوابة" فى المتحف؛ تحدثت إلينا الدكتورة ولاء محمد مصطفى، مدير عام المتحف، عن فكرة إنشائه، فقالت إنها بدأت فى عام ١٨٩١م، عندما فكر عالم الآثار الإيطالى "جوزيبى بويت" فى تخصيص مكان يحتوى على الاكتشافات الأثرية، التى تم الكشف عنها بالإسكندرية، بما يعمل على الحفاظ على تاريخها الثقافي، خاصة بعد أن تم إيداع تلك المكتشفات بمتحف بولاق بالقاهرة.
ثم قام المهندس الألماني ديرتيش والمهندس الهولندى ليون ستينون ببناء مبنى المتحف الحالى عَلى طراز المبانى اليونانية، وافتتح المتحف لأول مرة فى عهد الخديوى عباس حلمى الثانى فى ٢٦ سبتمبر عام ١٨٩٥م.
ويضم المتحف المبنى الإداري، ويتكون من بدروم، ودور أرضي، و٣ أدوار متكررة، ومبنى المتحف يتكون من الباثيو، والدور الأرضي ويحتوي على ٢٧ قاعة تضم القطع الأثرية والتى تم ترتيبها وفقًا للرتتيب التاريخى بداية من ما قبل الإسكندر الأكبر(القرن ٥ ق.م و) حتى العصر البيزنطى (القرن ٦م)، بالإضافة إلى مخازن الآثار ومعامل ترميم الآثار العضوية وغير العضوية بالإضافة إلى دورات المياه.
والميزانين تتضمن ٤ قاعات وهى قاعة التربية المتحفية والأرشيف والتسجيل والجيبسوتيكا وقاعة للدراسة، والدور الأول تُعرض فيه القِطَع الأثرية فيه وفقًا للتصنيف النوعي Thematic فى ضوء مجموعة من الموضوعات، وهى قاعة النيل- الأجورا- اْلأرض المحمرة- الصناعة والتجارة- العملة- الفن السكندري- البوباسطيون- منطقة كوم الشقافة - المنحوتات السكندرية، بالإضافة إلى كافيتريات، ومطاعم، مكتبة للكتب النادرة، قاعة للمحاضرات، مخازن الآثار، ودورات مياه.
وتضمن مشروع تطوير المتحف أعمال دهانات الحوائط من الخارج والداخل وتدعيم الحوائط القديمة للمتحف بهيكل حديدي، وترميم واجهة المتحف الكلاسيكية، فضلا عن تطوير منظومتى الإضاءة والمراقبة، بالإضافة إلى تزويد قاعة يطلق عليها اسم (egypsotica) يعرض بها مجموعة من المستنسخات الجبسية والتى كان يعرض بعضها بالمتحف القديم، بالإضافة إلى قسم تعليمى وأرشيف متحفي، والمكتبة التاريخية، ومخازن، ومركز للترميم.
كما تضمن المشروع رفع كفاءة الخدمات المقدمة للزائرين بما يعمل على تحسين التجربة السياحية وجعلها أكثر جاذبية ويسرا، حيث تم تزويد المتحف بكافيتريات وبيت للهدايا، كما تم إتاحة المتحف لاستقبال السياحة الميسرة من ذوى الهمم حيث تم تخصيص دورات للمياه ومصاعد، وأماكن للتربية المتحفية لهم.
ويحتوى المتحف على ٦ آلاف قطعة أثرية تنوعت موضوعات العرض داخل قاعات العرض المتحفى عما سبق، وتغطية مساحات تاريخية من تاريخ مصر القديمة بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص، من خلال العرض الدائم لسيناريو المتحف اليونانى الرومانى وإعادة العرض المتحفى.
وطرح أقسام جديدة بالمتحف لخدمة الفكر المتحفى الحديث بما يجذب زوار المتحف المصريين وغير المصريين؛ لإبراز المزج الفكرى والفنى بين الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والبيزنطية.
والتى تنقسم إلى الموضوعات التالية: الدولة الحاكمة، والحياة السياسية فى مصر خلال العصر البطلمى والرومانى، وعرض شكل الحياة اليومية اليونانية والرومانية بالإسكندرية، وعرض فكرة الديانة والعبادات فى العصرين اليونانى والرومانى Cults & Religion من خلال مجموعات المتحف اليونانى الرومانى المعروفة والمميزة، مثل: مجموعة الرأس السوداء ومجموعة أرض المحمرة، وعرض معبد التمساح ـ سوبك.
وعرض فكرة الإسكندرية والمعرفة والعلوم الفكرية، حيث كانت الإسكندرية منارة للعلوم والثقافات الحضارية المختلفة، وكانت قبلة يحج إليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تأثير ثقافى وحضاري، وعرض التطور العقائدي الجنائزي فى العصرين اليونانى والرومانى من خلال والمومياوات والتمائم والأواني الكانوبية وشواهد القبور الجانئزية وبورتريهات الفيوم والتوابيت عبر العصور المختلفة التى مرت بها الإسكندرية بوجه خاص ومصر بشكل عام.
وعرض الفن البيزنطي والفن القبطى من خلال البقايا المعمارية المميزة (أفاريز، زخارف السقوف، قواعد الأعمدة، تيجان، نسيج، عملات)،وعرض فكرة التجارة والتبادل التجارى والحرف المصرية،مثل ( العاج، العظم، الحلى، الفيانس)، والمنتشرة فى أرجاء مصر المعمورة فى العصور القديمة والتى تم تبادلها مع بعض الدول الصديقة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المتحف اليونانى الرومانى بالإسكندرية وزير الأثار بالإضافة إلى من خلال
إقرأ أيضاً:
وزيرا الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتفقدان متحف الأمير وحيد سليم لبحث الشراكة في مشروع تطوير ورفع كفاءة المتحف
تفقد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، متحف الأمير وحيد سليم بالمطرية، والتابع لقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش.
وذلك بهدف الوقوف على الحالة الراهنة للمتحف ومقتنياته، تمهيدًا لإطلاق مشروع شامل لتطويره ورفع كفاءته باستخدام أحدث سبل العرض التكنولوجية واستثماره كأحد الروافد الحيوية للفن ولثقافة المصرية.
متحف الأمير وحيد سليمحيث تفقد الوزيران القصر الممتد على مساحة 14000 متر مربع، ويضم حديقة واسعة يتوسطها مبنى القصر، وتزين الحديقة تماثيل رخامية تستقر على قواعد برونزية، وتفضي إلى استراحة فسيحة تعلوها خمسة أعمدة رخامية.
ويضم القصر مكتبة ضخمة تحوي العديد من الكتب النادرة، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من التحف الفنية الفريدة، كما يحتوي المتحف على مسرح كبير في الحديقة، التي تضم مجموعة من النباتات النادرة، بالإضافة إلى نافورة تقع على الجانب الأيمن من القصر، والعديد من التماثيل النحتية الكبيرة
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أن "متحف الأمير وحيد سليم" يمثل كنزًا فنيًا وتاريخيًا يستحق كل الاهتمام والرعاية، لافتًا إلى أن الشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مشروع تطوير ورفع كفاءة المتحف ستسهم في تحويله إلى مركز إشعاع ثقافي وفني يواكب أحدث المعايير العالمية، ويستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة فريدة للزوار، بما يعزز مكانة مصر على خريطة الفن والثقافة العالمية، حيث يأتي هذا المشروع تفعيلًا لرؤية وزارة الثقافة إزاء تعظيم الاستفادة من كنوزنا التراثية والفنية، وجعلها في متناول الجمهورمحليًا ودوليًا
ويُعد متحف الأمير وحيد سليم صرحًا تاريخيًا وفنيًا فريدًا، حيث كان في الأصل قصرًا للأمير يوسف كمال، الذي استخدمه كاستراحة خلال رحلات الصيد في منطقة المطرية التي كانت تتميز بحدائقها ومساحاتها الزراعية الشاسعة في مطلع القرن العشرين. وقد أهدى الأمير يوسف كمال هذا القصر للأميرة شويكار، والدة الأمير محمد وحيد الدين سليم، كهدية زواج، وخضع القصر لعملية إعادة بناء وتجديد واسعة في أربعينيات القرن الماضي بتكلفة بلغت نحو 150 ألف جنيه، وعند عودة الأمير وحيد سليم من فرنسا عام 1939، حيث كان يدرس هناك، أهدته والدته الأميرة شويكار القصر، كما قام الأمير بإثراء القصر بالعديد من التحف النادرة والتماثيل الفنية التي جعلت منه تحفة معمارية مميزة.
نشأة الأمير محمد وحيد الدين سليم
وبعد ثورة يوليو، تم تأميم القصر، وعاش الأمير محمد وحيد الدين سليم، فيه لسنوات عديدة كساكن فقط، على أن تؤول ملكية القصر للدولة بعد وفاته، وفي أعقاب وفاة الأمير في 19 ديسمبر 1995 عن عمر يناهز 75 عامًا، صدر قرار جمهوري رقم 376 لسنة 1996 بتحويل القصر إلى متحف عام 1998، ليصبح تابعًا لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة.