البوابة نيوز:
2025-05-28@23:25:54 GMT

أحاديث الإخلال بمعادلات أمن المنطقة!

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

مع كل أزمة عسكرية أو سياسية تمر بها القضية الفلسطينية تظهر إلى السطح تأثيرات الوضع المعقد لدول المنطقة.. على هامش الكارثة الإنسانية التى يتعرض لها سكان قطاع غزة بعد محاصرتهم ومنع إمدادات الغذاء والماء والوقود والكهرباء؛ أنكرت بعض الأطراف حق الفلسطينيين المحاصرين فى المقاومة، رغم أنه من المعلوم بالضرورة أن جميع الصهاينة جنود فى جيش الاحتلال، وأن جميع قطعان المستوطنين مسلحون وهاهم خرجوا فى الضفة الغربية يقطعون الطرق ويحرقون السيارات ويطلقون الرصاص على المدنيين العزل من سكان مدن وقرى الضفة.

من حيث المبدأ الإنسانى والأخلاقى لا يمكنك إنكار حق مقاومة المحتل على أى طرف حتى لو كان اختلافك الأيديولوجى معه جذريًا؛ وحين يرفع سيفه فى وجه عدوه المغتصب لأرضه المستحل لدمائه ليس بوسعك إلا احترامه وتقديره ودعمه إن استطعت إلى ذلك سبيلًا.

الآن يظهر للجميع أن كل خطط التنمية الاقتصادية وما تسمى باتفاقات السلام لا تساوى ثمن الحبر الذى كتبت به؛ طالما لم يسع الكيان الصهيونى ليكون دولة محترمة يمكن قبولها إقليميًا ضمن دول المنطقة.

حتى بدون اتفاق يهدف لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيونى لا يمكنك وضع استراتيجيات وخطط للتنمية الاقتصادية تكتسب صفة الاستدامة؛ فها هى الحرب الدائرة فى غزة، فبوارج البحرية الأمريكية تضع المنطقة بأسرها على حافة حرب إقليمية؛ بل إن بعض تلك الخطط باتت تواجه عراقيل بمجرد اشتعال فتيل الصراع المسلح.

وربما بات على الحكومات فى منطقة الشرق الأوسط ربط استدامة استراتيجياتها بحل الصراع الفلسطينى الإسرائيلى؛ حيث لا يتعين عليك أن تنتظر ممن احتلت أرضه واغتصب حقه فى الحياة أن يضع ضمن حساباته خططك واستراتيجياتك وأمنك واستقرارك عندما يشرع فى مهاجمة العدو.

لم يعد حديث اليوم مقصورًا على الصراع الفلسطينى الإسرائيلى فهاهو يمتد إلى احتمالات افتعال أزمة على حدود مصر الشرقية؛ فقد بات واضحًا للجميع حقيقة المسعى الصهيونى إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

قالها الصهاينة بوضوح: إذهبوا الى مصر إن أردتم الأمان والحفاظ على حياتكم وحياة أبنائكم، فلما كشرت مصر عن أنيابها، أعلنوا فى وقاحة غير مسبوقة حصار قطاع غزة ومنعه من سبل الحياة كافة، وأخذوا يكثفون بحجم هجماتهم على كل مناطق ومحافظات غزة، واستهدفت طائراتهم الحربية معبر رفح بالقذائف والصواريخ حتى يتم تدمير الطرق التى قد تستخدمها الشاحنات المصرية لنقل المساعدات والإمدادات الطبية والغذائية إلى سكان القطاع.

مفهوم أن الخطوة اللاحقة الضغط بشدة على المدنيين عبر القصف العشوائى ثم الاجتياح بنحو 350 ألف عنصر صهيونى ما سيدفع عشرات وربما مئات الآلاف للنزوح نحو معبر رفح ما سيشكل ضغطًا سياسيًا وأخلاقيًا على الدولة المصرية.

هذه البوارج والطائرات الحربية الأمريكية لم تأت فقط لمنع تدخل أطراف إقليمية وإنما للمساعدة فى تنفيذ هذا المخطط الذى مهد له الرئيس الأمريكى جو بايدن فى حديثه مع رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو حول إنشاء ممر آمن فى معبر رفح.

المؤكد أن فى جعبة الدولة المصرية ما تفعله لإفشال المخطط الأمريكى الصهيونى المعروف بالمصطلح سيىء السمعة (صفقة القرن)؛ لكن ماذا لو نجح ولن ينجح؟! من يدفع كلفة استضافة مئات الآلاف من اللاجئين؟! من يضمن أى نوع من الاستقرار الأمنى والسياسى لكل دول المنطقة المحيطة؟!.

هبت أوروبا من وراء زعيمتها أمريكا لدعم الكيان الصهيونى ومنحته رخصة دولية لارتكاب أكبر مجزرة فى تاريخ هذا الصراع؛ فليس أقل من أن تهب دول المنطقة لحماية الشعب الفلسطينى للدفاع عن مصالحها وحماية أمنها القومى بالدرجة الأولى.

تلك التى لا تربطها حدود جغرافية مع الكيان المحتل وأبرمت معه اتفاق سلام أمامها فرصة لاستخدام هذه الورقة لوقف القصف العشوائى ومنع مخطط الاجتياح البرى لقطاع غزة.

وأظن أن لدى دول المنطقة أوراقا اقتصادية وسياسية -أقلها ورقة البترول والغاز- للضغط على أوروبا وأمريكا ليكونوا أكثر تحفظًا فى دعمهم للعدو الصهيونى.

غير أن هذا الدور المفترض لابد أن يمتد إلى الداخل الفلسطينى بحيث تلعب الدول العربية دورًا حاسمًا فى لملمة شتات القوى والفصائل الفلسطينية لإبرام مصالحة شاملة وعادلة بين حركتى فتح وحماس ليصبح الجميع تحت مظلة سلطة سياسية موحدة؛ فعلى الأقل لتحتذى تلك الفصائل المتفرقة حذو عدوها الصهيونى الذى إئتلفت أطرافه المتصارعة فى حكومة وطنية على وقع ضربات المقاومة المهينة لجيش العدو فى مستوطناته الاستعمارية.

هذا وقت الدروس وظنى أن جميع حكومات المنطقة مطالبة بمراجعة سياساتها وبرامجها الاقتصادية الداخلية وتعمل على تقوية بعضها البعض، فهاهو العدو الصهيونى وحلفاؤه فى الغرب يراهنون على ضعف وتضعضع البنية السياسية والاقتصادية لبعض الأطراف فى تنفيذ مخططاتهم الشيطانية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أزمة عسكرية الكارثة الإنسانية دول المنطقة

إقرأ أيضاً:

الهند توافق على برنامج لتصنيع أكثر المقاتلات الشبحية تطورا وسط الصراع مع باكستان

(CNN)-- أعلنت وزارة الدفاع الهندية، الثلاثاء، أن وزير الدفاع وافق على إطار عمل لبناء أكثر الطائرات الشبحية المقاتلة تطورا في البلاد، وسط سباق تسلح جديد مع باكستان، بعد أسابيع من النزاع العسكري بين الجارتين.

وأضافت وزارة الدفاع الهندية أن وكالة تطوير الطيران الهندية الحكومية، التي تنفذ البرنامج، ستدعو قريبا شركات الدفاع إلى العمل على تطوير نموذج أولي للطائرة الحربية، التي سيتم تصميمها لتكون مقاتلة من الجيل الخامس ذات المحركين.

ويعتبر هذا المشروع بالغ الأهمية للقوات الجوية الهندية، التي انخفض عدد أسرابها، والتي تتكون في الأساس من طائرات روسية وسوفيتية سابقة، إلى 31 من قوامها المعتمد البالغ 42 مقاتلة. في حين تعمل الصين القوة المنافسة لها على توسيع قوتها الجوية بسرعة. وتمتلك باكستان واحدة من أكثر الطائرات الحربية الصينية تطورا في ترسانتها، وهي J-10.

وتواجه جيشا الهند وباكستان الجارتين المسلحتين نوويا، في أربعة أيام من القتال خلال الشهر الجاري، والذي شهد استخدام الطائرات المقاتلة والصواريخ والطائرات بدون طيار والمدفعية من قبل الجانبين، قبل أن يعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وقف إطلاق النار.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجانبان طائرات بدون طيار على نطاق واسع، وتخوض القوتان الآسيويتان الآن سباق تسلح بالطائرات بدون طيار، وفقا لمقابلات أجرتها وكالة "رويترز" مع 15 شخصا، بينهم مسؤولون أمنيون ومديرون تنفيذيون في قطاع الصناعة ومحللون في البلدين.

وذكرت وزارة الدفاع الهندية في بيان، أن الهند ستشترك مع شركة محلية في برنامج مقاتلات الشبح، ويمكن للشركات تقديم عروضها بشكل مستقل أو كمشروع مشترك، وأوضحت أن باب تقديم العطاءات سيكون مفتوحا للشركات الخاصة والحكومية.

وفي مارس/آذار الماضي، أوصت لجنة دفاع هندية بإشراك القطاع الخاص في تصنيع الطائرات العسكرية لدعم قدرات القوات الجوية الهندية، وتخفيف العبء عن شركة "هندوستان أيرونوتيكس المحدودة" المملوكة للدولة، والتي تقوم بتصنيع غالبية الطائرات العسكرية الهندية.

وسبق أن انتقد قائد القوات الجوية الهندية، المارشال عمار بريت سينغ شركة "هندوستان أيرونوتيكس" لبطء تسليمها طائرات "تيجاس" القتالية الخفيفة، وهي مقاتلة من الجيل 4.5، والتي ألقت الشركة اللوم في ذلك على شركة جنرال إلكتريك (GE.N) لتباطئها في تسليم المحركات، بسبب المشاكل في سلسلة التوريد التي تواجهها الشركة الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • أهمية بحر الصين الجنوبي في الصراع الأمريكي الصيني (1-3)
  • ماكرون: فرنسا تؤيد حل الدولتين لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني
  • سوريا.. لقطة تأثر أحمد الشرع وما سببها بخطاب حلب يثير تفاعلا
  • الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع
  • سباق تسلح جديد بين الهند وباكستان: الطائرات المُسيّرة تدخل ساحة الصراع
  • الحركات الأزوادية تهاجم الجيش المالي بمسيّرات.. تحول جديد في الصراع
  • الكرملين: أوروبا تواصل انخراطها غير المباشر في الصراع في أوكرانيا
  • الهند توافق على برنامج لتصنيع أكثر المقاتلات الشبحية تطورا وسط الصراع مع باكستان
  • استهداف عمق الكيان بصاروخ يمني
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟