الثورة نت:
2025-08-03@04:21:12 GMT

الحرب النفسية: اليمن يُعيد تعريف معادلة الصراع

تاريخ النشر: 28th, May 2025 GMT

 

في قلب الحروب الحديثة، قد تصبح الكلمة أكثر فتكاً من القذيفة. الحرب النفسية، التي كانت تاريخياً أحد أذرع القوى الكبرى، باتت اليوم في متناول الفاعلين غير التقليديين، ليس فقط كوسيلة ردع، بل كأداة لبناء توازنات معنوية وميدانية جديدة.

في هذا السياق، برز اليمن، خلال الأشهر الأخيرة من معركة الإسناد لغزة، كحالة لافتة في تطوير وتوظيف أدوات الحرب النفسية، ليس فقط عبر استنساخ أساليب العدو، بل عبر تنويعها وإعادة تشكيلها ضمن منظومة ردع متكاملة.

من أولى المؤشرات التي لفتت الأنظار في الأداء الإعلامي والعسكري للقوات المسلحة اليمنية كان استخدام أسلوب التحذير المسبق، بطريقة تعكس ما اعتادت إسرائيل فعله مع خصومها.

فبينما كانت تل أبيب ترسل رسائل تحذيرية عبر الناطقين باسم جيشها موجهة إلى سكان مناطق مثل غزة أو جنوب لبنان واليمن، بدأ الأخير بتوجيه تحذيرات مشابهة -شكلاً لا مضموناً- إلى مطارات ومواقع استراتيجية إسرائيلية، مثل مطار بن غوريون.

هذه الصيغة لم تكن مجرد محاكاة بل تمثل نقلة في الخطاب النفسي: تحويل التحذير من أداة تحييد إلى أداة تهديد. بذلك، لا يكون التحذير اليمني عملاً أخلاقياً بقدر ما يكون رسالة صلبة: نحن نملك القدرة على الإيذاء، ونمنحكم وقتاً للتفكير في العواقب.

من أدوات الحرب النفسية الأكثر بروزاً، اللجوء إلى تسمية العمليات العسكرية بأسماء ذات رمزية، كالإصرار اليمني على تسمية المدن والبلدات الفلسطينية بأسمائها الأصلية، لا تلك اليهودية، وهي خطوة تعكس رسالة محمّلة بدلالات دينية وتاريخية وسياسية.

من ناحية أخرى، وعلى الرغم من أن اليمن بما يمتلك من قدرات، إلا أنها ليست كافية -كقدرة نارية واسعة نتيجة البعد الجغرافي- للتأثير الفعلي الكبير على المرافق الحيوية في الكيان، ولذلك، كان استهداف البنية التحتية للملاحة الجوية الاسرائيلية خياراً عمليّاً، وبصاروخ واحد. وبهذا استطاعت صنعاء أن تثبت في وعي الاحتلال ومستوطنيه أن السماء لم تعد آمنة، وأن المعركة اقتربت من العصب الحيوي للكيان. وهنا تتضح القوة النفسية للتسمية: إنها تجعل من كل إعلان عن عملية، تهديداً مركّباً يتغلغل في الإدراك الجمعي للمستوطنين.

يُعد التوقيت في الضربات اليمنية أيضاً جزءاً من تكتيك الحرب النفسية، لا مجرد قرار عسكري. فقد اختارت صنعاء توقيتات دقيقة لتنفيذ ضرباتها، غالباً ما تكون متزامنة مع أحداث إسرائيلية داخلية أو تطورات إقليمية حساسة. في بعض الأحيان، كان التوقيت يحمل رسالة مبطّنة: «نحن نراقب، ونستطيع مفاجأتكم في اللحظة التي تظنون فيها أنكم في أمان».

هذا الاستخدام الذكي للتوقيت لا يسبب فقط أذى ميدانياً، بل يبني حالة من الترقب والقلق الدائم. كل ساعة تمر، هي احتمال لصفعة نفسية جديدة.

بيانات القوات المسلحة اليمنية تطورت خلال الأشهر الأخيرة لتصبح أداة حرب نفسية قائمة بذاتها. اللغة المستخدمة في هذه البيانات واثقة، حادة، تنطوي على تهديد مباشر ومدروس. لم تعد البيانات مجرد إعلانات بل رسائل موجهة لا إلى الداخل اليمني فحسب، بل إلى الحكومة الإسرائيلية، وإلى جمهورها، وإلى محيطها الإقليمي.

يضاف إلى ذلك نشر مشاهد مصورة للعمليات أو لمرحلة ما بعد التنفيذ، كتوثيق استهداف سفن في البحر الأحمر أو لقطات لطائرات مسيّرة في الأجواء. هذه الصور لا تكتفي بالإخبار، بل تبث رسائل ميدانية ذات طابع نفسي صارم: نحن نملك اليد، والعين، والسلاح.

من أكثر التحولات اللافتة في الحرب النفسية اليمنية، الاتجاه نحو مخاطبة الجبهة الداخلية الإسرائيلية مباشرة، أحياناً باستخدام اللغة العبرية أو رموز معروفة في الخطاب الإسرائيلي. هذا النوع من الخطاب يكسر الحاجز النفسي التقليدي بين المقاتل العربي والشارع الإسرائيلي، ويضعه وجهاً لوجه مع خصم يعرفه، ويخاطبه، ويهدده بلغته.

إنها رسائل قصيرة، لكنها موجّهة بدقة: «نحن نراكم»، أو «نحن نعرف مفاتيح التأثير عليكم». وهذا النوع من التواصل يشكل ضغطاً على القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية التي تجد نفسها ملزمة بالرد أمام جمهور بات يشعر أن جبهته الداخلية لم تعد بمنأى عن الخطر.

في معركة الإسناد لغزة، أثبت اليمن أن الحرب النفسية ليست فقط سلاحاً تكميلياً، بل ركيزة استراتيجية في بناء معادلة ردع جديدة. لقد تجاوزت صنعاء مرحلة استنساخ أدوات العدو إلى مرحلة إعادة إنتاج أدوات نفسية متعددة الوظائف: تهدد، وتربك، وتحفّز، وتخترق.

وإذا كان ميزان القوى العسكري ما زال يميل لصالح إسرائيل، فإن المعركة النفسية باتت مفتوحة، وقابلة للتطوير، وبعيدة عن الحسم. في هذا السياق، يمثل اليمن اليوم مختبراً متقدماً في الحرب النفسية السيادية، يعيد تعريف معادلة الصراع في المنطقة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط التسجيل في معادلة كليات الزراعة والمواعيد

كتب- عمر صبري:

أعلنت أمانة المجلس الأعلى للجامعات، عن فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات والمعاهد الفنية للعام الجامعي 2025/2026 للطلاب الحاصلين على الشهادات الفنية (نظامي الثلاث والخمس سنوات والمعاهد الفنية السنتين) وفقًا للشروط والقواعد للقبول بكليات الزراعة وذلك من اعتبارًا من يوم الجمعة الموافق 1/8/2025.

وأضافت أمانة المجلس الأعلى للجامعات، أنه سيتم غلق الموقع الإلكتروني قبل موعد الامتحانات بخمس أيام وفقًا لجداول الاختبارات المعلنة.

ويمكن للطلاب، التقدم من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي للمجلس الأعلى للجامعات، اضغط (هنا)

وفي وقت سابق، أعلنت أمانة المجلس الأعلى للجامعات فتح باب التقدم لاختبارات الدبلومات الفنية للعام الجامعي 2025/2026 للطلاب الحاصلين على الشهادات الفنية (نظامي الثلاث والخمس سنوات) وفقًا للشروط والقواعد للقبول بإحدي كليات الحاسبات والذكاء الاصطناعي، اعتبارًا من غدٍ الجمعة على أن يتم غلق الموقع الإلكتروني قبل موعد الامتحانات بخمسة أيام وفقًا لجداول المدارس ومواعيد الاختبارات المعلنة.

اقرأ أيضاُ:

دعوى قضائية تطالب "التعليم" بنشر نماذج إجابات الثانوية العامة قبل التظلمات

تنسيق الثانوية 2025.. كل ما تريد معرفته عن برنامج الوسائط المطبوعة بـ"فنون تطبيقية حلوان"

مليون طالب في برنامج وطني للقراءة والكتابة.. والتعليم تعلن التفاصيل

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

المجلس الأعلى للجامعات كليات الزراعة تنسيق الدبلومات الفنية 2025

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

إعلان

أخبار

المزيد أخبار مصر تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط التسجيل في معادلة كليات الزراعة والمواعيد جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج الوراثة والمناعة التطبيقية بعلوم حلوان أخبار مصر 3000 جنيه.. حقيقة إلغاء حافز التميز للعاملين بالسكة الحديد أخبار مصر خاص.. مجلس "الأزهر" يوافق على إنشاء جامعة أهلية اقتصاد سعر الذهب المعلن بموقع البورصة المصرية 31 يوليو 2025

الثانوية العامة

المزيد جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج الوراثة والمناعة التطبيقية بعلوم حلوان تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي بـ"فنون التنسيق لطلاب الدبلومات.. المحتوى العلمي لامتحان معادلة كليات الهندسة 2025 جامعات ومعاهد جامعة أسيوط الأهلية تستعد لعامها الدراسي الجديد بـ 17 برنامجًا أكاديميًا مدارس طبيعة اختبارات القبول للطلاب المتقدمين لمدارس التكنولوجيا التطبيقية

إعلان

أخبار

تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط التسجيل في معادلة كليات الزراعة والمواعيد

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

القاهرة تسجل 34 درجة.. انكسار الموجة شديدة الحرارة على هذه المناطق وزير السياحة: الأهرامات تحظى بخطة تطوير شاملة للإعلان كامل للإعلان كامل 37

القاهرة - مصر

37 26 الرطوبة: 25% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • تعرف على عادتين بسيطتين تحسنان صحتك النفسية
  • بين الرشاقة والاكتئاب.. دراسة تربط الحميات القاسية بتدهور الحالة النفسية
  • الدبلومات الفنية 2025.. روابط التسجيل في معادلة الهندسة والحقوق والتجارة والحاسبات
  • كانسيلو يرد بابتسامة بعد تعريف البليهي بـ”ثيو هيرنانديز .. فيديو
  • حسام موافي: التعلل بالحالة النفسية لا يبرر الوقوع في براثن المخدرات
  • معاريف: الأمراض النفسية للجنود وباء صامت يقوّض المجتمع الإسرائيلي
  • تنسيق الدبلومات الفنية 2025.. رابط التسجيل في معادلة كليات الزراعة والمواعيد
  • صباح غالب فقدت ولديها على جبهتي الحرب في اليمن
  • الضربة قبل وصول الشحنة.. استخبارات المقاومة الوطنية ترسم معادلة جديدة في اليمن
  • اليمن يرسخ معادلة جديدة بعد قلب الموازين في المنطقة