صحيفة الاتحاد:
2025-12-13@03:41:16 GMT

مجدي أبو عميرة: المُعلِن سيطر على الدراما

تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT

سعيد ياسين (القاهرة)
أثرى المخرج مجدي أبو عميرة الساحة الفنية بالعديد من المسلسلات الناجحة، التاريخية والاجتماعية والاستخباراتية والرومانسية والكوميدية، وحصد العديد من الجوائز كأفضل مخرج من مهرجانات الإذاعة والتلفزيون، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2014، ونال عدداً من الألقاب، وفي مقدمتها «ملك الدراما العربية»، وحرص كبار النجوم من مختلف الأجيال على التعاون معه، كون اسمه على أي عمل اعتراف بجودته.


قرون استشعار
وقال أبو عميرة لـ«الاتحاد»، إن النجاح الفني والجماهيري لأعماله لم يأت صدفة، ولكن نتيجة تدقيق الاختيار، وأنه يمتلك قرون استشعار في اختيار مواضيع الأعمال التي تولى إخراجها، كما حدث في «المال والبنون»، و«ذئاب الجبل» بجانب حرصه على الاختيار الجيد لفريق العمل من ممثلين وفنيين، وعدم تقديم أي تنازلات.
وأوضح أنه اكتشف العديد من الوجوه الشابة الذين أصبحوا نجوماً، ومنهم حنان ترك في «المال والبنون»، وحلا شيحة وأحمد زاهر وأحمد رزق في «الرجل الآخر»، ومنة شلبي ومي عز الدين في «أين قلبي»، وأحمد عز في «ملك روحي»، وسمية الخشاب في «الضوء الشارد».

أخبار ذات صلة دانا مارديني.. «نحّاتة» موهوبة نبيلة عبيد.. «مذيعة» الذكريات مجدي أبو عميرة

سيطرة الإعلانات
وأرجع أبوعميرة اختفاء كبار المؤلفين والمخرجين عن الساحة في السنوات الأخيرة، إلى ابتعاد الجهات الرسمية عن الإنتاج، مثل قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهره، وسيطرة المنتج الخاص على سوق الدراما، وما تبع ذلك من سيطرة الإعلانات، وبعدما كانت الكلمة الأولى للنص الجيد ثم المخرج وفريق الممثلين، أصبح المعلن يتحكم في كل شيء ويطلب ممثلين بأعينهم من دون نصوص مكتوبة، وهو ما يجعل المنتج يبتعد عن كبار المؤلفين والمخرجين من أصحاب الأجور العالية، لأنه يدفع النسبة الأكبر من ميزانية العمل للممثل المطلوب من المعلن، كما أن الكبار يرفضون تفصيل العمل على ممثل بعينه، وهو ما جعلهم ينسحبون بهدوء من المشهد الدرامي.
قص ولصق
وعن ظاهرة المسلسلات المأخوذة عن ورش سيناريو، قال أبوعميرة، إنه يؤمن بأن التأليف وجهة نظر واحدة خاصة بصاحبها، والورش كانت موجودة في أميركا فهي تتم وفق نظام وقواعد معينة، وأن ما يوجد لدينا ليس بالمعنى العملي والحرفي، ولكنها مجرد قص ولصق، تأتي نتيجة البدء في تنفيذ الأعمال قبل رمضان بوقت قصير، فيتم توزيع مشاهد الحلقة على عدد من المشاركين فيها لينتهوا منها في أسرع وقت.
ولفت مجدي إلى أنه رغم نجاح بعض مسلسلات الورش من خلال السوشيال ميديا فقط، إلا أن غالبيتها يتم نسيانه بمجرد عرضه، وهو ما يدفع القنوات لإعادة عرض المسلسلات القديمة التي تعيش في وجدان الجمهور.
ثلاثية الجنوب
وأعرب أبوعميرة عن اعتزازه بمسلسلاته الثلاثة التي تعاون فيها مع المؤلف محمد صفاء عامر، وتناولت مجتمع الصعيد، «ذئاب الجبل» و«الضوء الشارد» و«الفرار من الحب»، وأن عامر أعاد للشخصية الصعيدية هيبتها، وارتبط الجمهور بهذه الشخصيات التي اعتبروها أبطالاً حقيقيين.
وعن بدايته الفنية، قال مجدي إنه شارك في مسلسل «لا تطفئ الشمس» مع المخرج نور الدمرداش، ثم قام بإخراج عدد من برامج الأطفال لثلاث سنوات، حتى عمل مع مخرجين كبار وتعلم منهم الكثير، منهم أحمد طنطاوي وأحمد توفيق ومحمد فاضل، وقام بإخراج أول مسلسلاته «الإمام الطبري» تأليف طه شلبي، وبطولة عزت العلايلي عام 1987، وبعدها «المال والبنون» الذي كان نقطة تعارف بينه وبين الجمهور.
كبار النجوم
يعتبر أبو عميرة نفسه محظوظاً بالعمل مع كبار النجوم الذين كانوا يطلبونه خصيصاً ليخرج أعمالهم، ومنهم محمود عبدالعزيز الذي أخرج له «محمود المصري»، ونور الشريف في «الرجل الآخر»، ويحيى الفخراني في «جحا المصري» و«يتربى في عزو»، وصلاح السعدني في «القاصرات»، ويسرا في «ملك روحي» و«أين قلبي» و«أحلام عادية»، وليلى علوي في «التوأم»، وآثار الحكيم في «الفرار من الحب»، وإلهام شاهين في «أحلام لا تنام» و«قلب امرأة»، وصفاء أبو السعود في «اغتيال شمس».

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الدراما المسلسلات

إقرأ أيضاً:

حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته

شهدت مكتبة مصر العامة مؤخرًا ندوة مهمة بعنوان ًالدراما والإعلام وبناء الإنسان شاركتُ فيها كمتحدثة بدعوة كريمة من الإعلامي الكبير أيمن عدلي، وأدارها الكاتب الكبير أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، بحضور نخبة متميزة من النقاد والإعلاميين والكتّاب. وجاءت الندوة في إطار حوار جاد حول دور الدراما والإعلام في تشكيل وعي المجتمع، لا سيما في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في عصر السوشيال ميديا.
ناقشنا خلال الندوة كيفية تحقيق تكامل حقيقي بين الإعلام والدراما، بحيث يقدمان معاً محتوى يليق بالشعب المصري، ويستجيب للتحديات الثقافية والفكرية التي تواجه الجيل الجديد وفي ظل كثافة المعلومات وسرعة انتشارها عبر منصات التواصل الإجتماعي، أصبح الدور التنويري لكل من الإعلام والدراما أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ،ليس فقط لتثقيف الجمهور، بل  لتصحيح المفاهيم، ودعم الهوية الوطنية، وإبراز النماذج الإيجابية داخل المجتمع.
وجاءت الندوة متوافقة مع الإهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الدراما الهادفة ودورها في بناء الوعي المجتمعي؛ إذ يؤكد الرئيس دائماً على ضرورة تقديم أعمال فنية تعكس الواقع المصري بصدق، وتبرز حجم التنمية التي تشهدها الدولة، وتسلط الضوء على النجاحات التي تتحقق يوماً بعد يوم. كما تؤدي الدراما دوراً مهماً في دعم السياحة من خلال عرض الجوانب التاريخية والجمالية لمصر.
ومن واقع خبرتي ومتابعتي للمشهدين الإعلامي والدرامي، أؤمن بأننا أمام مرحلة تحتاج إلى إستراتيجية واضحة لصناعة محتوى يعيد للدراما دورها الأصيل بوصفها قوة ناعمة قادرة على التأثير والبناء. فالمطلوب اليوم ليس فقط أعمالًا تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، بل أعمالًا تحمل رسائل واعية وتُسهم في تشكيل وعي حقيقي لدى الأجيال الجديدة.
وأرى أن الدراما يجب ألا تكتفي بعرض المشكلات، بل ينبغي أن تقدم أيضاً الإلهام والأمل، وتسرد قصص النجاح التي تحفز الشباب وتعبر عن قدرة المصريين على التغيير وصناعة المستقبل. كما  والإعلام فدوره لا يقل أهمية، إذ يجب أن يكون شريكًا في التوعية، قادرًا على تبسيط القضايا المعقدة،
ومخاطبة عقل المواطن، وتعزيز ثقته في وطنه ومستقبله.
زأن يتجاوز حدود نقل الأخبار إلى تحليلها وتبسيطها وشرحها للمواطن، ليكون شريكاً فاعلاً في تعزيز الوعي، لا مجرد ناقل للأحداث.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر للمنتجين الذين تعاونوا مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تقديم أعمال درامية هادفة تحترم عقل المشاهد وتعكس القيم الأصيلة للمجتمع المصري؛ فهؤلاء يساهمون في رفع مستوى الدراما ويؤكدون أن الفن يمكن أن يكون راقياً ومؤثراً في آن واحد.
وأرجو منهم الإستمرار في هذا النهج الواعي، والإبتعاد عن الأعمال التي تروّج للعنف، أو تقدم صورة مشوهة عن المرأة، أو تُسيء إلى قيم المجتمع. فالدراما مسؤولية أخلاقية وثقافية قبل أن تكون مشروعاً فنياً، وتأثيرها المباشر في الجمهور يفرض على الجميع من منتجين وكتّاب ومخرجين  أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية الوطنية.
كما أتمنى أن يسهم المنتجون في التعاون مع قطاع الإنتاج بماسبيرو لإنتاج أعمال درامية جديدة تعيد إليه روحه ودوره التاريخي. فهذا القطاع العريق كان له فضل كبير على أجيال من صنّاع الدراما، واحتضن أعمالاً شكّلت وجدان الجمهور المصري والعربي لعقود طويلة واليوم حان الوقت ليقف المنتجون إلى جانبه، حتى يعود ماسبيرو شريكاً فاعلاً في صناعة الدراما الوطنية الراقية، ويستعيد مكانته التي يستحقها كأحد أهم روافد الفن والإعلام في مصر.
لحظات إنسانية مُلهمة داخل الندوة
وكان من دواعي سعادتي خلال الندوة حضور والدة ووالد الشهيد البطل هشام شتا، الذين حمل وجودهم معنى عميقاً للتضحية والوفاء، وذكّرونا جميعاً بأن هناك من قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن ليحيا المجتمع في أمن وإستقرار. كما تشرفت بوجود اللواء محمد عبد القادر، أحد أبطال نصر أكتوبر، الذي يجسد جيلاً من الأبطال الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن وقدموا نموذجاً خالداً للشجاعة والإنتماء. لقد أضفى وجودهم قيمة إنسانية ووطنية مميزة على الندوة، وأثرى الحوار بروح العطاء والتضحية.
لقد كانت مشاركتي في هذه الندوة تجربة ثرية ومُلهمة، عززت قناعتي بأن الدراما والإعلام ليسا مجرد أدوات للترفيه أو نقل الخبر، بل شريكان أساسيان في بناء الإنسان، وتشكيل الوعي، وتقديم صورة حقيقية لمصر بكل ما تحمله من تحديات وإنجازات وطموحات.

مقالات مشابهة

  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • من خارج هوليود.. أفضل المسلسلات غير الأميركية لعام 2025
  • مجدي أحمد علي: استعد لتقديم فيلم سينمائي عن سعاد حسني
  • أحمد السعدني يتصدر تريند المسلسلات قبل عرض "لا ترد ولا تستبدل"
  • مجدي عبد الغني: اختيار حلمي طولان خطأ .. والمنتخب ودع كأس العرب بفضيحة
  • حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته
  • قرار جمهوري بتعيين مجدي حسين صلاح الدين خفاجي رئيسًا لمحكمة استئناف قنا
  • تُسيطر على السكر وتحمى القلب .. اكتشف فوائد نوع خضار شهير
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا
  • الثورة الصناعية .. تحولات في الفكر والعمل والإنتاج