مجدي أبو عميرة: المُعلِن سيطر على الدراما
تاريخ النشر: 15th, October 2023 GMT
سعيد ياسين (القاهرة)
أثرى المخرج مجدي أبو عميرة الساحة الفنية بالعديد من المسلسلات الناجحة، التاريخية والاجتماعية والاستخباراتية والرومانسية والكوميدية، وحصد العديد من الجوائز كأفضل مخرج من مهرجانات الإذاعة والتلفزيون، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2014، ونال عدداً من الألقاب، وفي مقدمتها «ملك الدراما العربية»، وحرص كبار النجوم من مختلف الأجيال على التعاون معه، كون اسمه على أي عمل اعتراف بجودته.
قرون استشعار
وقال أبو عميرة لـ«الاتحاد»، إن النجاح الفني والجماهيري لأعماله لم يأت صدفة، ولكن نتيجة تدقيق الاختيار، وأنه يمتلك قرون استشعار في اختيار مواضيع الأعمال التي تولى إخراجها، كما حدث في «المال والبنون»، و«ذئاب الجبل» بجانب حرصه على الاختيار الجيد لفريق العمل من ممثلين وفنيين، وعدم تقديم أي تنازلات.
وأوضح أنه اكتشف العديد من الوجوه الشابة الذين أصبحوا نجوماً، ومنهم حنان ترك في «المال والبنون»، وحلا شيحة وأحمد زاهر وأحمد رزق في «الرجل الآخر»، ومنة شلبي ومي عز الدين في «أين قلبي»، وأحمد عز في «ملك روحي»، وسمية الخشاب في «الضوء الشارد». أخبار ذات صلة
سيطرة الإعلانات
وأرجع أبوعميرة اختفاء كبار المؤلفين والمخرجين عن الساحة في السنوات الأخيرة، إلى ابتعاد الجهات الرسمية عن الإنتاج، مثل قطاع الإنتاج ومدينة الإنتاج الإعلامي وشركة صوت القاهره، وسيطرة المنتج الخاص على سوق الدراما، وما تبع ذلك من سيطرة الإعلانات، وبعدما كانت الكلمة الأولى للنص الجيد ثم المخرج وفريق الممثلين، أصبح المعلن يتحكم في كل شيء ويطلب ممثلين بأعينهم من دون نصوص مكتوبة، وهو ما يجعل المنتج يبتعد عن كبار المؤلفين والمخرجين من أصحاب الأجور العالية، لأنه يدفع النسبة الأكبر من ميزانية العمل للممثل المطلوب من المعلن، كما أن الكبار يرفضون تفصيل العمل على ممثل بعينه، وهو ما جعلهم ينسحبون بهدوء من المشهد الدرامي.
قص ولصق
وعن ظاهرة المسلسلات المأخوذة عن ورش سيناريو، قال أبوعميرة، إنه يؤمن بأن التأليف وجهة نظر واحدة خاصة بصاحبها، والورش كانت موجودة في أميركا فهي تتم وفق نظام وقواعد معينة، وأن ما يوجد لدينا ليس بالمعنى العملي والحرفي، ولكنها مجرد قص ولصق، تأتي نتيجة البدء في تنفيذ الأعمال قبل رمضان بوقت قصير، فيتم توزيع مشاهد الحلقة على عدد من المشاركين فيها لينتهوا منها في أسرع وقت.
ولفت مجدي إلى أنه رغم نجاح بعض مسلسلات الورش من خلال السوشيال ميديا فقط، إلا أن غالبيتها يتم نسيانه بمجرد عرضه، وهو ما يدفع القنوات لإعادة عرض المسلسلات القديمة التي تعيش في وجدان الجمهور.
ثلاثية الجنوب
وأعرب أبوعميرة عن اعتزازه بمسلسلاته الثلاثة التي تعاون فيها مع المؤلف محمد صفاء عامر، وتناولت مجتمع الصعيد، «ذئاب الجبل» و«الضوء الشارد» و«الفرار من الحب»، وأن عامر أعاد للشخصية الصعيدية هيبتها، وارتبط الجمهور بهذه الشخصيات التي اعتبروها أبطالاً حقيقيين.
وعن بدايته الفنية، قال مجدي إنه شارك في مسلسل «لا تطفئ الشمس» مع المخرج نور الدمرداش، ثم قام بإخراج عدد من برامج الأطفال لثلاث سنوات، حتى عمل مع مخرجين كبار وتعلم منهم الكثير، منهم أحمد طنطاوي وأحمد توفيق ومحمد فاضل، وقام بإخراج أول مسلسلاته «الإمام الطبري» تأليف طه شلبي، وبطولة عزت العلايلي عام 1987، وبعدها «المال والبنون» الذي كان نقطة تعارف بينه وبين الجمهور.
كبار النجوم
يعتبر أبو عميرة نفسه محظوظاً بالعمل مع كبار النجوم الذين كانوا يطلبونه خصيصاً ليخرج أعمالهم، ومنهم محمود عبدالعزيز الذي أخرج له «محمود المصري»، ونور الشريف في «الرجل الآخر»، ويحيى الفخراني في «جحا المصري» و«يتربى في عزو»، وصلاح السعدني في «القاصرات»، ويسرا في «ملك روحي» و«أين قلبي» و«أحلام عادية»، وليلى علوي في «التوأم»، وآثار الحكيم في «الفرار من الحب»، وإلهام شاهين في «أحلام لا تنام» و«قلب امرأة»، وصفاء أبو السعود في «اغتيال شمس».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدراما المسلسلات
إقرأ أيضاً:
شاركت في باب الحارة وعودة غوّار.. وفاة الفنانة السورية فدوى محسن
توفيت الفنانة السورية فدوى محسن أمس الاثنين عن عمر ناهز (84 عاما)، وفق ما أعلنه ابنها الممثل هامي البكار عبر حسابه على إنستغرام، كما نعتها نقابة الفنانين السوريين في بيان رسمي عبر صفحتها على فيسبوك، مشيرة إلى أن تفاصيل التشييع والعزاء ستُعلن لاحقا.
وكانت الفنانة الراحلة ولدت في 26 فبراير/شباط 1941 بمدينة دير الزور، وتعتبر واحدة من أبرز وجوه الدراما السورية، خصوصا في تسعينيات القرن الماضي وبداية الألفية، حيث لمع نجمها في أدوار الأم والمرأة الشعبية، لتصبح رمزا للبساطة والصدق في الأداء.
مسيرة فنية تمتد لعقودمسيرة محسن المسرحية انطلقت منذ ستينيات القرن الـ20 ضمن الفرق الجوالة، إلا أن انطلاقتها التلفزيونية الفعلية بدأت في أوائل التسعينيات من خلال مسلسل "طرابيش" سنة 1992، الذي شكل نقطة التحول في مشوارها الفني. ومنذ ذلك الحين، قدمت مجموعة واسعة من الأعمال التلفزيونية التي رسخت حضورها، منها "قلوب صغيرة"، و"ما ملكت أيمانكم"، و"أبناء القهر"، و"عصر الجنون"، و"عودة غوّار".
وكانت إحدى أبرز محطاتها الدرامية مشاركتها في الأجزاء الأولى من مسلسل "باب الحارة"، حيث جسدت شخصية "أم إبراهيم"، وهو الدور الذي أحبّه الجمهور السوري والعربي وأصبح مرادفا لاسمها في ذاكرة المشاهدين.
إعلانكما تنقلت محسن بين الدراما المعاصرة والكوميدية والتاريخية، وأتقنت اللهجات المختلفة ببراعة، مما أكسبها مكانة مميزة في قلوب جمهورها. وفي عام 2013، كان لها ظهور مؤثر في مسلسل "صرخة روح"، معززة بذلك تنوعها الفني.
حضور سينمائي ومسرحيولم تقتصر موهبة الممثلة السورية الراحلة على التلفزيون، بل شاركت أيضا في عدة أفلام سينمائية، من بينها "أمينة" سنة 2018 إلى جانب نادين خوري، والذي سلط الضوء على معاناة النساء في البيئات القاسية، و"رد القضاء- سجن حلب" سنة 2016، إضافة إلى أعمال سابقة مثل "سفر الأجنحة".
أما على خشبة المسرح، فقد تألقت في أعمال كلاسيكية خلال السبعينيات والثمانينيات مثل "الملك لير" و"الزير سالم"، حيث جمعت بين الحضور القوي والأداء الواقعي الذي تبنّته كمدرسة فنية.
محسن عرفت بآرائها الصريحة حول واقع الدراما السورية، حيث انتقدت في إحدى مقابلاتها غياب النصوص الجيدة ولجوء بعض الفنانين إلى الشهرة عبر وسائل التواصل على حساب الموهبة. وأكدت أن أصالة الفن هي الأساس لأي عمل درامي ناجح.