من غطاء رأس إلى رمز وطني.. تعرف على تاريخ الكوفية الفلسطينية ودلالات النقوش عليها
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
الكوفية الفلسطينية، المعروفة أيضًا باسم الحطّة، هي عبارة عن غطاء رأس من القطن أو كتان باللونين الأبيض والأسود، لكنها تحوّلت عبر الزمن من غطاء يحمي الرأس من أشعة الشمس إلى رمزٍ للكفاح الوطني الفلسطيني في وجه الحكم الاستعماري البريطاني في عام 1936.
اقرأ ايضاًغابت كلمة "الكوفية" عن القواميس العربية القديمة، باستثناء قاموس "تاج العروس"، الذي يعود إلى القرن الثامن عشر، والتي فسّرها مرتضى الزبيدي بأنها "شيء يُلبس على الرأس، سُمي بهذا الاسم لأنه ملفوف".
من الصعب تتبع تاريخ قطعة القماش الملفوفة على الرأس عبر الزمن، لكن من المعلوم أن الكوفية في فلسطين كانت شائعة فقط بين العمال الريفيين (الفلاحين) باعتبارها نافذة للهواء جعلتها وسيلة فعالة لحماية المزارعين من أشعة الشمس القاسية والعواصف الرملية، فيما كان يرتدي أهل المدينة قطعة من اللباد الأحمر يطلق عليها اسم طربوش.
مع انطلاق ثورة 1936 ضد الاحتلال الاستعماري البريطاني، تلثم الفلاحون الثوار بالكوفية لإخفاء ملامحهم لتفادي اعتقالهم أو الوشاية بهم، ولاحقًا توشح بها أبناء المدن لتمويه الإنجليز الذين بدؤوا باعتقال كل من يضع الكوفية على رأسه ظنًا منهم أنه من الثوار فأصبحت مهمة الإنجليز صعبة باعتقال الثوار بعد أن وضعها كل شباب وشيوخ القرية والمدينة.
وبعد أن حاولت السلطات البريطانية حظر الكوفية، بدأ المدنيون الفلسطينيون (بغض النظر عن طبقتهم الاجتماعية) في ارتدائها في خطوة تضامنية، مما جعل من الصعب على قوى المعارضة انتقاء زملائها الثوار من بين الحشود.
لكن على مدى القرن الماضي، أصبحت الكوفية ذات شعبية كبيرة بين المجتمع الفلسطيني عامة، ولم يعد يدل على الطبقة الاجتماعية، بل أصبحت بدلًا من ذلك رمزًا للهوية الفلسطينية والمقاومة.
إلى ماذا ترمز الكوفية الفلسطينية؟اكتسبت الكوفية شعبيتها لأول مرة خلال الثورة العربية ضد الحكم الاستعماري البريطاني في عام 1936.
في الستينيات القرن الماضي، وصعود حركة المقاومة الفلسطينية، عزز الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات هذا المعنى وراء الكوفية، وأصبحت العلامة التجارية الشخصية لعرفات حيث كان يلفها على كتفه الأيمن لتشبه خريطة فلسطين قبل عام 1948.
عرفات، الذي نادرًا ما كان يظهر بدون كوفيته، قام بنشرها على نطاق دولي، خاصة بعد أن منعت السلطات الإسرائيلية رفع العلم الفلسطيني لما يقرب من ثلاثة عقود (1967 – 1993)، أخذت الكوفية مكانها كتعبير عالمي عن الهوية الفلسطينية.
واليوم، أصبحت الكوفية تعبيرًا غير معلن عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، إذ يرتدي الكوفية نشطاء حقوق الإنسان والسياسيون ونجوم الرياضة وحتى المشاهير.
قماش الكوفيةتُصنع الكوفية عادة من القطن أو الكتان ومزخرفة بألوان عديدة أشهرها اللون الأحمر والأبيض والأسود والأبيض، مربعة الشكل.
الكوفية في الثقافة العربيةتعد رمزًا للرجولة والأناقة قديمًا، وخلال العصر العثماني تميز العامة بوضعها على أكتافهم وسكان الريف على رؤوسهم، بينما كان الأعيان يضعون الطربوش.
معاني نقوش الكوفيةنقشة شبكة الصيد: تمثل تاريخ البحارة الفلسطينيين والبحر الأبيض.
اقرأ ايضاًنقشة أوراق الزيتون: لأن فلسطين مشهورة بشجر الزيتون حيث يمثل المصدر الثاني للصادرات (حب+زيت)، كما أن الشجرة تعتبر دليلًا على الصمود والقوة والشجاعة.
الخط العريض: يمثل طرق التبادل التجاري مع التجار في الدول المجاورة لفلسطين.
الكوفية والموضةفي القرن الحديث، أصبحت الكوفية اليوم رمزًا للمتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في معركته أمام العدو الصهيوني، حتى أصبحت موضة حول العالم وظهرت على العديد من التصاميم والاكسسوارات.
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: التشابه الوصف التاريخ الكوفية الفلسطينية ياسر عرفات غزة الاحتلال الإسرائيلي طيران الاحتلال الإسرائيلي جيش الاحتلال الإسرائيلي دولة الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي العدوان الاحتلال الإسرائيلي سلطات الاحتلال الإسرائيلي الکوفیة الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
صدور العدد الجديد (17) من مجلة ريدان عن الهيئة العامة للآثار والمتاحف
الثورة/ خليل المعلمي
اصدرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف العدد الجديد رقم (17) من مجلة “ريدان” المحكمة والمتخصصة بنقوش المسند وآثار اليمن وتاريخه، متضمنة مجموعة من الدراسات الأثرية والتاريخية، تحت عنوان رئيسي (مدن الجوف).
وقال الأستاذ/ عُباد بن علي الهيَّال رئيس الهيئة في افتتاحية المجلة:
بخطى وئيدة نمضي في سبيل جمع مصادر التاريخ اليماني القديم ودراستها وفي مقدمتها النقوش المكتوبة بخطي المسند والزبور.
كنا قد فتحنا ملف مَحْرم بـِلقِيس المعروف في النقوش باسم معبد (أ و م) فدرسنا زهاء مائة وخمسين نقشاً ووثقنا بالصور نقوشاً أُخرى كان قد درسها باحثون منذ سنوات طويلة بلا صور، وكنا قد درسنا تلك النقوش وفق ذكر المُلُوك فيها.
ثم توافرت لنا صور نقوش بحوزة ورثة عبدالملك السياني وبحوزة محمد الذماري فوجدنا أكثرها من بلاد الجوف؛ من مدنه وممالكه القديمة: “نشّان ونشق وقرناو ويثل”، فكان أن استعنا بالله وعزمنا على دراستها وفق ذكر هاتيك المدن / الممالك.
وأضاف: لقد وجد باحثونا في هذه النقوش مادة مكنتهم من معرفة مُلوك مدن الجوف معرفة أوسع كما في قائمة ملوك نشّان ومنهم من يذكر هنا للمرة الاولى، ووجدنا أيضا ملكاً سبئياً لعل اسمه هنا يرد للمرة الأولى، ومكنتنا النقوش من الوقوف على جوانب من علاقة هذه المدن بملوك سبأ، وعلى وجوه من أنشطة أهل تلك المدن الدينية والاقتصادية والاجتماعية. (ويجدر بنا أن نذكر أن النقوش الزبورية التي بلغت عشرة آلاف عُود والتي فتحت لنا الباب واسعاً للتعرف على وجوه شتى من الحياة الاجتماعية لليمانين القدماء، تلك النقوش كان مصدرها مدن وادي الجوف خاصة الخربة السوداء المعروفة قديماً باسم نشّان).
زد على ذلك أننا وجدنا في هذه النقوش مفردات جديدة أو ورد ذكرها وروداً نادراً وقد جاءت هنا في سياقات أكثر وضوحاً ولا ينفي هذا أن منها مفردات ما زال تفسيرها قلقاً وتتطلب مزيداً من النقاش للوصول إلى المعنى الدقيق.
إن مضامين نقوش الجوف وما ظهر من مآثر تلك المدن وما وصل إلينا من آثاره أو رأيناه هنا في داخل اليمن أو في خارجه لتدل على مدن حضرية كان أهلها يمارسون أنواعاً من الأنشطة فكيف لو قُدّر لنا الكشف عن مدينة كاملة من هذه المدن! هذا من جهة،
ومن جهة أخرى فقد خشينا أن تُستنزَف هذه المدن بالنبش والنهب فطلبنا من قيادة الدولة تأمينها وهو ما تم لنا بمرابطة حاميات عسكرية في ثلاث مدن هي معين والسوداء والبيضاء، فتداركناها قبل أن يأتيَ عليها السُرّاق والجهلة، ونسأل الله أن تبقى هذه الحاميات في أماكنها بل نأمل أن نتمكن من تأمين بقية المدن والمواقع لكن ذلك يبدو عملاً صعب المنال لإتساع بلاد الجوف ولكثرة مآثرها، وإن لم يستشعر الأهلون هناك أهمية الآثار شواهد التاريخ فقد يأتي يوم نجدها قاعاً صفصفا.
وتابع: إننا في”ريدان” نهدف من هذه الأبحاث والدراسات أن تنهج منهاجاً واضحاً يصل بنا إلى قراءة سليمة نصحح بها تاريخنا أو نقوّض ما ليس له أساس متين، وقد سبقتنا إلى ذلك أقسام التاريخ والآثار في الجامعات اليمنية وعلى رأسها جامعة صنعاء.
واختتم بالقول: إن هذا الجهد منا ومن جامعاتنا هو جهد حديث العهد فقد سبقنا المستشرقون الغربيون الذين جمعوا نقوشنا منذ عقود طويلة لكننا لم نطلع على كل ما كتبوه ولا ندري عما كتموه.!
وتضمن العدد الدراسات والأبحاث التالية:
-نقوش جديدة من مدينة نشَّان.. للباحثة ساره محمد النوم.
-نقوش من عهود ملوك نشَّان القرن (٨_٧ قبل الميلاد)، للباحث علي محمد الناشري.
-دراسة لغوية وتاريخية لثلاثة نقوش من محافظة الجوف للباحث علي ناصر صوال.
-نقوش جديدة من مدينة نشق، للباحثة هديل يوسف الصلوي.
-نقوش سبئية جديدة من مدينة نشق، (دراسة وتحليل) للباحث فيصل محمد إسماعيل البارد.
-ثلاثة نقوش سبئية من محافظة الجوف للباحث يحيى عبدالله داديه.
-نقشان سبئيان من معبد شبعان في مدينة نشق (البيضاء) بالجوف، (دراسة في دلالاتهما التاريخية والدينية)، للباحث عبدالله حسين العزي الذفيف.
-دراسة عن نشَّان في نقوش الزبور المنشورة، للباحث أحمد علي صالح فقعس.
وتضمن العدد تقريران الأول بعنوان نقوش جديدة من ملاحا مديرية المصلوب – محافظة الجوف، للباحثين عادل يحيى الوشلي وعلي ناصر صوال.
والثاني بعنوان الأعمال العلمية الأثرية التي اجريت بمديرية صرواح – محافظة مأرب، للباحث مانع ناجي الناصري.