دمج بين التقاليد والتكنولوجيا لتطوير الزراعة في الصحراء

ورش لابتكار حلول للتصحر على الصعيد العالمي

يشهد معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة إقبالاً كثيفاً منذ انطلاقه في الثاني من أكتوبر الجاري، وتتوافد الجماهير إلى المعرض للتعرف على المشاركات الدولية وآخر الابتكارات في عالم الزراعة الحديثة والتنمية المستدامة وحماية البيئة، وتشارك في المعرض نحو 80 دولة وهيئة ومنظمة غير حكومية وخبراء دوليين، بالإضافة إلى شركات من القطاع الخاص وجامعات ومختبرات بحث بهدف تطوير آليات ووسائل تدعم القطاع الزراعي في المناطق الصحراوية وتكرّس استخدام التقنيات الحديثة لاستدامة الموارد.

ويستمر المعرض لمدة 6 أشهر، ومن المتوقع أن يستقبل 3 ملايين زائر خلال هذه المدة.

فعاليات
ويتضمن المعرض فعاليات وتظاهرات كبرى وورشات لابتكار حلول على الصعيد العالمي لمشاكل التصحر والتغير المناخي وتحديات الاستدامة. ويعمل المعرض الدولي على الدمج بين التقاليد والتكنولوجيا الحديثة في الزراعة للوصول إلى استخدام متوازن للموارد لإنتاج غذاء مستدام لسكان العالم.
ويقام المعرض الدولي تحت شعار صحراء خضراء بيئة أفضل، ويركز على أربعة محاور رئيسية هي: الاستدامة والوعي البيئي والتكنولوجيا والابتكار والزراعة الحديثة. وفيما يلي تفاصيل كل محور وفق ما أوضحت مسؤولة التسويق في إكسبو الدوحة للبستنة:

الاستدامة 
يتطرق محور الاستدامة إلى ثلاثة عناوين رئيسية هي الركيزة الاقتصادية بإشارة إلى الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، والركيزة الاجتماعية لترسيخ الارتباط بين الإنسان والطبيعة وزيادة الوعي، وأخيراً الركيزة البينية لتحويل الأراضي الجافة والقاحلة إلى مناطق زراعية وغابات. ويهدف محور الاستدامة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي، مع الحاجة إلى استخدام المعرفة والتحضر للحفاظ على الأسلوب الحديث في الحياة.
 ويشير المحور إلى أن تحقيق ذلك غير ممكن إلا من خلال الموازنة بين الاحتياجات المختلفة على الصعيدين المحلي والعالمي. فالاستدامة تدل على مدى قدرتنا على التحمل كما تشير إلى الالتزام بترك مستقبل أخضر للأجيال القادمة. وبالتالي، فعلى الرغم من أن الاستدامة تحمل بين طياتها الشغف بالمستقبل، إلا أنها مصدر قلق حقيقي اليوم. ولذلك، يقع على عاتق الجميع مسؤولية تغيير أنماط حياتهم وممارسات الأعمال والسياسات الحكومية بأشكال تحترم الأجيال القادمة عن طريق الإقرار بالمشكلات البيئية العالمية ومعالجتها. كما يشير المحور إلى الحاجة للعمل بلا كلل أو ملل للتوصل إلى تقنيات جديدة وحلول مبتكرة سعيًا للحفاظ على الدعم الجماهيري للتغييرات الشاملة التي ستحدثها تلك التقنيات الجديدة. ويبرز الحاجة إلى الاتفاق على التوصل لتعريف جديد لما هو «حديث» أثناء إعادة مواءمة الممارسات التقليدية.
الزراعة الحديثة
يبرز هذا المحور تأثير الأسلوب الذي ينتهج في إنتاج الطعام على تصحر كوكب الأرض، ويشير إلى مسعى عنوان أو مبادرة صحراء خضراء.. بيئة أفضل كونه محوراً لا يمكن فصله عن ابتكار طرق أكثر تناغماً واستدامة لإنتاج الغذاء، من خلال الجمع بين الطرق التقليدية والتكنولوجيا الحديثة ابتغاء الاستخدام المتوازن للموارد. 
ويتطرق محور الزراعة الحديثة إلى ثلاثة عناوين رئيسية هي تحسين دور المزارع. حيث يمتلك المزارعون الخبرة والتجربة الزاخرة بالمشاهدات اليومية وهما صفتان قادرتان على إضفاء معنى وجوهر لحلول مكافحة التصحر وتعزيزها وتنفيذها. فالمزارعون هم الغارسون الحقيقيون لبذرة التغيير. وذلك بهدف مد جسور التواصل بين المعرفة والتكنولوجيا، كما يشير هذا العنوان إلى الحاجة لأن يتم دمج موارد المعرفة الأكاديمية والتقنيات الصناعية معًا وإيجاد حلول مبتكرة للاستخدام الفعال للموارد في الزراعة.
أما العنوان الثاني في هذا المحور فهو ضمان الحلول المنسقة، بالإشارة إلى متطلبات تبادل المعلومات بين الجهات المعنية الرئيسية في الزراعة الحديثة. مثل استخدام أساليب جديدة للتنسيق والتعاون. موضحا أن تطوير المعلومات المتعلقة بتقنيات دمج الابتكار مع الأساليب التقليدية وتبادل تلك المعلومات، سيسهم في مواجهة ظاهرة التصحر. 
أما العنوان الثالث والأخير فهو تعزيز زراعة الاستدامة. بالإشارة إلى الزراعة المستدامة كونها نهجا تكافليا وتعاونيا إضافيا يروج له لضمان استخدام الزراعة الحديثة. فهذا المفهوم يدمج الأرض والموارد والأشخاص والبيئة عبر جهود متبادلة المنفعة، وهو بذلك يقلد النظم المغلقة الخالية من النفايات الموجودة في النظم الطبيعية المتنوعة. 

التكنولوجيا والابتكار 
يعرف هذا المحور نفسه بأنه وسيلة من وسائل حلول المستقبل الخضراء، مع الحرص على لعب دور مهم وحيوي في تغيير الاتجاه السائد في استخدام الوقود الأحفوري، وإيجاد حلول ناجحة للقضاء على التلوث الصناعي الحضري وطرح بدائل للزراعة التي تعتمد على استخدام الكيماويات بكثافة. وفي هذه النسخة من المعرض التي ستستضيفها البلاد سيركز هذا المحور بصفة خاصة على 4 مواضيع رئيسية هي الخبرة العملية، في دعوة لتوفير الوسائل التكنولوجية للمزارعين، سيصبح المستقبل أفضل ويزدهر بشكل أكثر استدامة. أما الموضوع الثاني فهو تجميع مياه الأمطار، بهدف الحصول على أفضل النتائج من المياه الطبيعية، حيث يمكن استخدام مياه الأمطار التي يتم جمعها لسقاية الماشية والري، كما يمكن توجيه مياه الأمطار التي يتم جمعها من الأسطح لتعزيز مستوى المياه الجوفية وزيادة المساحات الخضراء في المناطق الحضرية. والموضوع الثالث هو حلول الطاقة البديلة، الذي يؤكد أنه لا يمكن الاعتماد على استخدام الوقود الأحفوري إذا كنا نرغب في التصدي لظاهرة التصحر. ولذلك، فإن استخدام وتبني الأنظمة الجديدة، كمصادر الطاقة والري البديلة هي من أولوياتنا القصوى.
 والموضوع الرابع هو المساحات الخضراء في المناطق الحضرية والزراعة الحضرية، ويشير هذا الموضوع إلى أن المدن أرض خصبة للتغيير. وبينما تساعد المساحات الخضراء في المناطق الحضرية في السيطرة على تلوث الهواء، فالزراعة الحضرية تحد بشكل كبير من البصمة الكربونية، ليس فقط بتقليص الحاجة إلى نقل الطعام بل وأيضًا بالاستخدام الفعال للمساحة والطاقة والمياه.
 
الوعي البيئي 
يشير هذا المحور إلى الحاجة للوعي البيئي لتحقيق الاستدامة، مع إيضاح الحاجة للتغير  في سلوكيات البشر؛ كما يوضح أن التغيير المتواصل أمر غير ممكن إلا لو تغيرت الأولويات، إذ لابد أن يكون الأشخاص على استعداد لتغيير أنماط حياتهم ولكي يقوموا بذلك يجب أن يؤمنوا أولًا بنموذج الصحراء الخضراء. إضافة إلى ذلك، سيساعد ارتفاع الوعي البيئي في تعزيز الدعم الجماهيري، وبالتالي فهو جزء لا يتجزأ من مبادرة «صحراء خضراء... بيئة أفضل». ويتناول هذا المحور 3 مواضيع أيضا هي الانتماء إلى جانب التعليم والبصمة الغذائية والبستنة المستدامة. 

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر إكسبو 2023 الدوحة حماية البيئة الزراعة الحدیثة فی المناطق هذا المحور

إقرأ أيضاً:

فعالية "التواصل الثقافي" تسلط الضوء على الابتكارات التكنولوجية الصينية

بكين- فيصل السعدي

شارك الموظف العماني بشركة الاستكشاف الجيولوجي الصينية، سامي سالم الهنائي، في فعالية بعنوان: "التواصل الثقافي مع الصين الوطنية للبترول"، والتي أقيمت خلال الفترة من 20 إلى 26 مايو 2025، بحضور عدد من الضيوف الأجانب لاستكشاف الابتكارات التكنولوجية والقوة الصناعية الصينية.

وفي 21 مايو، أُقيم حفل افتتاح الفعالية في شركة الصين الوطنية للبترول، حيث عبّر الضيوف من مختلف الدول عن توقعاتهم من الفعالية، وأعربوا عن أملهم في أن يتمكنوا من خلال تجربتهم الشخصية من فهم مسؤوليات شركات النفط الصينية في صناعة الطاقة العالمية، والإحساس بمساهمة الشركات الصينية في مجال الطاقة العالمي.

وفي نفس اليوم، زار سامي سالم الهنائي والضيوف الدوليون معرض البترول الجيولوجي، ومركز GeoEast للتصور، وأكبر مركز حوسبة عالية الأداء في آسيا، خاصة في مركز  GeoEast، وقام سامي بتجربة عرض بيانات المسح الزلزالي ثلاثي الأبعاد باستخدام تقنيات  AR/VR، وكان شديد الإعجاب بالابتكارات والإنجازات التي حققتها الصين في مجال البحث العلمي الرقمي.

وفي 22 مايو، توجهت مجموعة الفعالية إلى موقع العمل في شانشي، حيث زاروا مشروع جمع الزلازل في الجبال الذي تشرف عليه فرع الشمال الصيني لشركة الاستكشاف الجيولوجي. وفي الموقع، جرب سامي وبقية الضيوف تطبيق تقنيات الطائرات بدون طيار المتقدمة. وقال: "إن تطبيق هذه التقنيات العالية جعلني أؤمن أكثر بأن الابتكار التكنولوجي هو المفتاح لدفع العمل للأمام، خاصة في بيئات العمل المعقدة والمتطرفة مثل هذه."

ثم انتقلت المجموعة إلى كورلا في شينجيانغ لبدء زيارة مثيرة إلى حوض تاريم، وفي فرع تاريم لشركة الاستكشاف الجيولوجي، تعرف سامي مع الضيوف الدوليين على الجهود التي بذلها عمال النفط الصينيون في بيئات قاسية لضمان أمن الطاقة الوطني.

وأثناء زيارة "نصب تذكاري لفتح صحراء تاكلماكان"، قال سامي: "لقد عملت في مشروع استكشاف النفط العماني في BGP لعدة سنوات، وكان هناك تشابه بين بيئة العمل في عمان وهنا، لقد سمعت عن البطولات التاريخية التي خاضها عمال النفط الأوائل في صحراء تاكلماكان، ولكن عندما أتيت إلى هنا مع أصدقائي الأجانب، ورأيت هذا النصب التذكاري المهيب، وفهمت الروح القتالية في تاكلماكان، أدركت عظمة هذا العمل. وأنا فخور بأن أكون جزءًا من هذا المشروع."

وفي اليوم الأخير من الفعالية، زار الضيوف المحطة الأولى لمشروع "نقل الغاز من الغرب إلى الشرق"، حيث شعر سامي بشكل عميق بدور الصين الحيوي في إمدادات الطاقة العالمية. وقال: "عندما وقفت هنا ورأيت هذه الأنابيب الضخمة والضواغط، فهمت بشكل أفضل التزام عمال النفط الصينيين بتلبية احتياجات وطنهم."



 

مقالات مشابهة

  • جامعة الإمارات تستعرض مشاريعها البحثية في «المؤتمر والمعرض الزراعي الإماراتي»
  • وزير الصحة: نهتم بتطوير الأداء الطبي من خلال استخدام التقنيات الجراحية الحديثة
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد فعاليات «المعرض العالمي للمرافق 2025»
  • خالد بن محمد بن زايد يشهد جانباً من فعاليات المعرض والمؤتمر العالمي للمرافق 2025
  • «ماستر كلاس»: التقنيات الحديثة تعزّز الحضور والتأثير
  • سياح الغردقة يحتفلون باليوم العالمي للبرجر وسط أجواء بهجة وإقبال كبير
  • فعالية "التواصل الثقافي" تسلط الضوء على الابتكارات التكنولوجية الصينية
  • هزاع بن زايد: اعتماد أحدث الممارسات في الزراعة ينقلها إلى المستقبل
  • منصور بن زايد وهزاع بن زايد يشهدان انطلاق المعرض الزراعي الإماراتي في العين
  • سفير إيطاليا في سوريا: معرض “بيلدكس” حدث كبير للتعاون الاقتصادي