قالت دار الإفتاء المصرية، إن الشرع الشريف أمر المسلمَ بتطهير قلبِه وجوارحِه وبدنِه؛ فأمره بتطهير القلب من الآثارِ المذمومة والرذائلِ الممقوتةِ، وتطهير الجوارح من الذنوبِ والآثامِ، وتطهير البدن من النجاساتِ والأحداث.

الإفتاء توضح حد الوجه الواجب غسله في الوضوء الإفتاء توضح حكم تبديل النذر وإخراج القيمة

أضافت الإفتاء، أن تطهير البدن يكون برفع الحدث (طهارة حكمية)، وإزالة الخبث (طهارة حقيقية)؛ فإزالة الخبث أي إزالة النجاسة، ورفع الحدث يكون في الحدث الأكبر بالغسل، وفي الحدث الأصغر بالوضوءِ، وذلك عند إرادة الصلاة ونحوها؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾ [المائدة: 6]، وروى الشيخان في "صحيحيهما" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لَا تُقْبَلُ صَلَاةُ مَنْ أَحْدَثَ حَتَّى يَتَوَضَّأَ» وهذا لفظ رواية الإمام البخاري.

لا تكون الطهارة إلا بالماء المطلقالطهارة

أوضحت الإفتاء، أنه لا تكون الطهارة إلا بالماء المطلق؛ أي: الباقي على أصْلِ خلقته؛ أي: الماء المطلق الذي هو طاهرٌ في نفسه مُطهِّرٌ لغيره، وهو الذي يطلق عليه اسم الماء بلا قيد أو إضافة؛ مثل مياه البحار والأنهار والأمطار ونحوها؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فِي الْبَحْرِ: «هُوَ الطَّهُورُ مَاؤُهُ، الْحِلُّ مَيْتَتُهُ» رواه أصحاب السنن، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْمَاءَ طَاهِرٌ؛ إِلَّا أَنْ تَغَيَّرَ رِيحُهُ أَوْ طَعْمُهُ أَوْ لَوْنُهُ بِنَجَاسَةٍ تَحْدُثُ فِيهَا» رواه البيهقي في "السنن الكبرى".

قال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع": [فما يحصلُ به التطهير أنواعٌ: منها الماء المطلق، ولا خلافَ في أنه يحصلُ به الطهارة الحقيقية والحكمية جميعًا].

وقال الإمام المَرْغِيناني الحنفي في "الهداية في شرح بداية المبتدي": [باب الماء الذي يجوز به الوضوء وما لا يجوز: (الطهارة من الأحداث جائزة بماء السماء والأودية والعيون والآبار والبحار)؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا﴾ [الفرقان: 48]، وقوله عليه الصلاة والسلام: «الماء طهور؛ لا ينجسه شيءٌ إلا ما غيّر لونه أو طعمه أو ريحه»، وقوله عليه الصلاة والسلام في البحر: «هو الطهور ماؤه الحِلُّ ميتته» ومطلق الاسم ينطلق على هذه المياه. قال: (ولا يجوز بما اعتصر من الشجر والثمر)؛ لأنه ليس بماء مطلق].

وقال شهاب الدين بن عسكر المالكي في "إرْشَاد السَّالِك إلى أَشرَفِ المَسَالِك فِي فقهِ الإمَامِ مَالِك": [لا يرفع الحدثَ والخبثَ إلا الماءُ المطلق، وهو: ما كان على خلقته، أو تغير بما لا ينفكُّ غالبًا؛ كقراره، والمتولد منه].

وقال الإمام الشيرازي الشافعي في "المهذب": [فصل: وما سوى الماء المطلق من المائعات كالخل وماء الورد والنبيذ وما اعتصر من الثمر أو الشجر لا يجوز رفع الحدث ولا إزالة النجس به؛ لقوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا﴾ [النساء: 43]، فأوجب التيمم على من لم يجد الماء، فدلَّ على أنه لا يجوزُ الوضوءُ بغيره، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما في دم الحيض يصيب الثوب: «حُتِّيهِ، ثُمَّ اقْرُصِيهِ، ثُمَّ اغْسِلِيهِ بِالْمَاء» فأوجب الغسل بالماء؛ فدلَّ على أنه لا يجوزُ بغيره].

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "المغني": [قال أبو القاسم رحمه الله: (والطهارة بالماء الطاهر المطلق الذي لا يضاف إلى اسم شيء غيره مثل: ماء الباقلا، وماء الورد، وماء الحمص، وماء الزعفران، وما أشبهه، مما لا يزايل اسمه اسم الماء في وقت)].

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإفتاء التطهر دار الافتاء الشرع صلى الله علیه وآله وسلم قال الإمام لا یجوز

إقرأ أيضاً:

هل تجوز الإنابة في صلاة الاستخارة؟ وما كيفيتها؟ .. الإفتاء توضح

قال الدكتور محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الفقهاء أجازوا أن يؤدي الإنسان صلاة الاستخارة نيابةً عن غيره، سواء كان أخًا أو صديقًا، وذلك ردًا على سؤال ورد للدار بشأن مدى جواز صلاة الاستخارة عن الغير.

وبين الدكتور عبد السميع أن صلاة الاستخارة من السنن المستحبة التي يُلجأ إليها عند التردد في أمرٍ من أمور الحياة، وهي في جوهرها دعاء وتفويض لأمر الله تعالى. وقد استند العلماء في جواز أدائها للغير إلى حديث النبي ﷺ: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل"، فبذلك لا مانع أن يدعو الإنسان بالاستخارة لأخيه، طالبًا من الله أن يوفقه لما فيه خير.

حكم صلاة الاستخارة

من جهة أخرى، أوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية حكم صلاة الاستخارة وأسبابها وكيفية أدائها:

تعريف الاستخارة: هي طلب الخير من الله في أمرٍ يتردد فيه العبد.

حكمها: سنة مؤكدة، وقد ثبتت عن النبي ﷺ فيما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي كان يُعلم أصحابه الاستخارة في كل الأمور.

حكمتها: تفويض الأمر إلى الله تعالى، طلبًا لما فيه خير الدنيا والآخرة.

سببها: تكون في الأمور غير الواضحة كالسفر، الزواج، العمل، وغيرها من قرارات الحياة.

صلاة الضحى.. تصدق عن جسمك وكفر ذنوبك فى هذا اليوم المباركالإفتاء توضح حكم الترتيب بين صلاة الفجر وسنتهحكم صلاة الصبي المُميِّز في الصف الأول.. الإفتاء تجيبحكم الصلاة على النبي في الميكرفون آخر الأذانكيفية صلاة الاستخارة

ذكر الفقهاء لها ثلاث حالات، هي:

الحالة الأولى – الأكمل والأفضل أن يصلي المسلم ركعتين بنية الاستخارة، ثم يدعو بالدعاء المعروف، ويُسن أن يقرأ في الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة "الكافرون"، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة سورة "الإخلاص"، ثم بعد الصلاة يُقال دعاء الاستخارة.

الحالة الثانية: أن يدعو المسلم بدعاء الاستخارة عقب أي صلاة مفروضة أو نافلة 

الحالة الثالثة:إذا تعذر عليه الصلاة، فيمكن الاكتفاء بالدعاء فقط 

بعد أداء الاستخارة، لا ينبغي للمستخير أن يستعجل ظهور النتيجة، إذ ليس من الضروري أن يرى رؤيا أو يحصل على علامة واضحة، فقد يتجلى أثر الاستخارة في صورة راحة داخلية، أو تيسير في الأمور، أو انجذاب القلب نحو أحد الخيارين. ويُستحب تكرارها إلى أن يشعر بالطمأنينة واليقين.

كما يسن للمستخير أن يسلم الأمر كله لله، راضيًا بما يختاره له، على يقين بأن ما يقدّره الله هو الخير له، فـ"من استخار لم يندم، ومن استشار لم يخسر".

طباعة شارك الإنابة صلاة الاستخارة دار الإفتاء حكم صلاة الاستخارة مركز الأزهر للفتوى كيفية صلاة الاستخارة

مقالات مشابهة

  • هل يجوز صيام شهر المحرم بالكامل؟.. الإفتاء تجيب
  • العمل والسعي لطلب الرزق.. الإفتاء توضح مفهوم العبادة في الإسلام
  • هل تجوز الإنابة في صلاة الاستخارة؟ وما كيفيتها؟ .. الإفتاء توضح
  • هل يجوز قضاء صلاة العشاء الفائتة في الصباح .. دار الإفتاء توضح
  • هل يجوز قول عليه السلام بعد ذكر سيدنا الحسين؟.. الإفتاء توضح الحكم الشرعي
  • هل يجوز الجمع بين صيام عاشوراء والتمتع؟.. اعرف رأي الشرع
  • هل يجوز صيام يوم عاشوراء فقط إذا نسيت تاسوعاء؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز صيام عاشوراء دون تاسوعاء؟.. دار الإفتاء تجيب
  • الإفتاء توضح حكم الترتيب بين صلاة الفجر وسنته
  • هل يجوز صوم يوم عاشوراء فقط دون تاسوعاء؟.. الإفتاء توضح