دشن مركز جامع الشيخ زايد الكبير “الدليل”، وهو جهاز وسائط متعددة، يقدم لمرتادي الجامع، جولات ثقافية استثنائية، موظفا التقنيات المبتكرة للواقع الافتراضي المعزز؛ من خلال المقاطع الحسّية الحيَّة، والمؤثرات الصوتية والبصرية المصاحبة، والخرائط التفاعلية التي تظهر عناصر الجامع تلقائيا بالتزامن مع مسار الزيارة، وحزمة ألعاب وأنشطة تفاعلية للأطفال، مقدمًا محتواه بـ 14 لغة عالمية شاملًا فئات أصحاب الهمم من المكفوفين والصم، ليطلعهم على الرسالة الحضارية للجامع، الداعية للتسامح والتعايش والمستلهمة من نهج قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وعلى رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وتاريخ تأسيسه وتصميمه المعماري الفريد، من خلال سردٍ تفاعليٍ شائقٍ.

 

اللهجة الإماراتية

ومما تجدر الإشارة إليه أن إسم “الدليل” استلهم من اللهجة الإماراتية المحلية، ويعني من يدل الناس ويوجههم، ليعبر الإسم بذلك عن الهوية الوطنية لمجتمع الإمارات وما يتمسك به من قيم نبيلة ومفاهيم عليا ظلت نهجا يواكب مسيرة البناء وتتوارثه الأجيال.

 

تجربة مبتكرة

ويعد “الدليل”، إضافة نوعية، لمنظومة خدمات المركز؛ حيث تم تصميمه، لتقديم جولات ثقافية بأساليب مبتكرة، كما أنه لا يُلزم مستخدميه بالتقيد بالأوقات المحددة في الجامع للـ”جولات العامة”، ويتميز بتبنيه تقنية الواقع الافتراضي المعزز، وبعناصر تثري تجربة مستخدميه كخريطة الجامع التفاعلية ثلاثية الأبعاد، والأنشطة الافتراضية التي تضفي على التجربة تأثيرًا وزخمًا، كعرضه مراحل امتلاء الصحن بالمصلين ليلة 27 من رمضان، ومشهد شعائر الجمعة، ما يمنح المستخدم شعورًا حيّا بالأجواء والروحانيات التي تسود الجامع خلال أداء الشعائر، وعرضه أزهار البهو الشرقي وهي تنمو كما لو كانت حية بصورة حسية يستشعر مستخدم “الدِّلِيل” من خلالها العمل الإبداعي المتقن في تصميمها على أرض الواقع، ومن تلك الخصائص إتاحة الجهاز فرصة التفاعل مع حائط القبلة والمحراب بالضغط على الجزء المطلوب للحصول على المعلومات حوله، إضافة إلى إتاحته فرصة التعرف عن قرب على أجزاء الثريا وما يتعلق بها من حقائق؛ وزود “الدليل” بتقنية الاتصال اللاسلكي بعناصر الجامع ومقتنياته، فبمجرد المرور بها يقدم للزائر شرحاً تلقائيا مفصلًا حول الجزء المحدد من تصاميم الجامع وجمالياته.

وانطلاقا من كون الجامع وجهة عالمية يقصدها الزوار من مختلف أنحاء العالم، حرص المركز على تقديم الجولات الثقافية عبر جهاز “الدليل” بـ 14 لغة عالمية هي: العربية والإنجليزية والكورية واليابانية والصينية والإيطالية والأوردو والإسبانية والألمانية والبرتغالية والروسية والأوكرانية والفرنسية والعبرية، إضافة إلى جولات لغة الإشارة وجولات المكفوفين، وجولة العائلة بلغتها المبسطة للأطفال.

ومما تجدر الإشارة إليه أن تصميم محتوى الدليل تم على يد كفاءات متخصصة دأبت على إخراجه بالمستوى الذي يرقى للتطلعات ويحقق الأهداف، حيث تم رفده بالأنشطة الإثرائية، والمقاطع المصورة، والمؤثرات الصوتية المصاحبة، بصورة مدروسة ومتقنة، وحرصا على تحقيق أعلى معايير الجودة تم تسجيل المحتوى الثقافي للدليل بلغاته المختلفة في استوديوهات عالمية، من قبل فنانين ومتخصصين في الأداء الصوتي من مختلف أنحاء العالم.

 

 

“جولات استثنائية”

وتحقيقا لتطلعات المركز في نشر رسالة الجامع الحضارية عالميًا، على أوسع نطاق؛ فقد دأب على بناء محتوى الدليل مستندًا في ذلك على دراسات ومقارنات معيارية وتجارب، لإنتاج محتوى يقدم تجربة ثرية غامرة تصل بفاعليتها وتأثيرها لكل الأعمار والفئات وفق احتياجات كل منها.

 

“جولات أصحاب الهمم”

 

وخصص “الدليل” جولات ثقافية استثنائية لأصحاب الهمم، وظف خلالها الحواس والمؤثرات والتقنيات، لمنحهم تجربة متكاملة في رحاب الجامع، إيمانًا بدورهم الفاعل والمؤثر، كجزء أساسي في نسيج المجتمعات فجاء من تلك الجولات؛ الجولة الوصفية الصوتية (للمكفوفين)، التي صُممت من قِبل متخصصين، على درجة عالية من الكفاءة والخبرة في احتياجات هذه الفئة؛ قاموا بدراسة الواقع ووضع تصور لأساليب توظيف الحواس والتقنيات بالصورة المثلى، من خلال اللغة والمفردات المستخدمة والمؤثرات المصاحبة، بحيث تحقق عمق التأثير، للحصول على تجربة متكاملة في الجامع، تحقق أعلى درجات الفائدة والمتعة، كما تمت تجربة المخرج الأولي للجولة، من خلال أحد المكفوفين للتحقق من كفاءته، وأخذ الملاحظات والمقترحات بعين الاعتبار، للتحسين والتطوير، إلى أن وصل المركز بالمخرج النهائي الذي يرقى للمستوى المطلوب.

وبالإضافة إلى جولة لغة الإشارة التي صممت لفئة الصم من أصحاب الهمم، فقد تمت دراسة تصور محتوى الجولات وأساليب طرحها من قبل متخصصين، بهدف تقديم جولات متكاملة، تم خلالها توظيف المؤثرات والمقاطع التي تم تصويرها بحرفية.

 

“المستكشف الصغير”

وضمن رسالته الحضارية ودوره في غرس القيم لدى الأجيال والناشئة، خصص الدِّلِيل جولات للعائلة والأطفال، تحت إسم “المستكشف الصغير”، قُدمت من خلال “سلطان” و”موزة” وهما (شخصيتان كرتونيتان) مستلهمتان من هوية برنامج “الدليل الثقافي الصغير”، وتم تسجيلها بصوتي طفلين من خريجي البرنامج، روعي في هذه الجولة لغة الطرح المبسطة والمناسبة للأطفال، كما روعيت طبيعة هذه المرحلة العمرية وحاجتها للتنويع والتشويق بتوظيف الأساليب التفاعلية من خلال حزمة من الألعاب والألغاز والأنشطة التي صممها عدد من ذوي الموهبة والخبرة، بصورة مدروسة تحقق أهداف الجولة بمنح الطفل فهمًا أعمق وفرصة للتأمل في عناصر عمارة الجامع ورسالته.

 

الجولة العامة

وهي نسخة مختصرة من الجولة الغامرة، تُقدم نظرة عامة تركز على عمارة الجامع، وقد صُممت مراعاةً لظروف بعض الزوار ممن لا يتسع وقتهم وظروف زيارتهم للجولة الغامرة مع رغبتهم بالتعرف على الجامع.

 

مكتبة الجامع

وتجدر الإشارة إلى أن المحتوى الثقافي المتكامل للدليل يشمل محتوى “مكتبة الجامع” المتخصص في علوم الحضارة الإسلامية وفنونها، إذ يأخذ مستخدميه في جولة استكشافية للتعرف على أقسام المكتبة، كما يقدم نبذات لعدد من الكتب النادرة وإصدارات المركز.

ويتيح المركز لمرتاديه الحصول على “الدليل” بسهولة من خلال الحجز المسبق عبر الموقع الإلكتروني للمركز

https://www.szgmc.gov.ae/en/ أو من خلال زيارة (مكتب سعادة المتعاملين) في مركز الزوار؛ وبمزاياه المتعددة ولغاته المتنوعة، يجسد الدليل دور الجامع في رفد الحركة الثقافية للدولة، إضافة إلى نشره قيم المركز ورسالته الداعية للتسامح والتواصل الحضاري مع الجميع على أوسع نطاق.وام

 

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

شجرة الزيتون ووحدة المصير في رسالة البابا ليون الرابع عشر.. تعليق خاص من إمام الجامع الكبير بروما

تواجد اليوم فضيلة الإمام الدكتور نادر العقاد، مستشار الشؤون الدينية والإفتاء لدى مسجد روما الكبير، على شاشة قناة "تيلي باتشي" (Telepace) التابعة للفاتيكان، حول الزيارة التاريخية لقداسة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان.


وقال الامام العقاد في تعليق خاص لصحيفتنا "إنها زيارة تتجاوز الأبعاد الدينية والكنسية لتصبح نداء عالمياً للسلام ومثالاً حياً على مسؤولية القادة الروحيين تجاه الشعوب، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تتوق إلى الاستقرار".


لقد كان اللقاء المسكوني والحوار بين الأديان في ساحة الشهداء في بيروت هو ذروة هذه الزيارة، وهو المكان الذي يحمل رمزية عميقة للتضحية وولادة الدولة اللبنانية. وعندما يقف قادة الطوائف والمذاهب المختلفة في هذا المكان، فإنهم يعلنون أنهم ورثة التاريخ وجزء من مستقبل موحد.


وقال الامام "لقد استمعنا إلى رسالة قداسة البابا، وهي رسالة غنية بالإشارات الروحية والتاريخية، وشدني منها بشكل خاص النقاط التالية التي تتفق مع رؤيتنا الإسلامية للحوار:


أن لبنان هي جزء من الأرض المباركة ومهد الأديان: فقد أشار البابا في كلمته إلى لبنان كـ "أرض مباركة" و"مهد الأديان الإبراهيمية"، حيث "صدى الكلمة لم يسقط أبداً في الصمت". هذا اعتراف بقيمة هذه الأرض المقدسة التي سار عليها الأنبياء، وهو ما نؤمن به جميعاً.


كما أكد البابا على أهمية الحوار، مستشهداً بسلفه البابا بندكتس السادس عشر، بأن الحوار بين المسيحيين والمسلمين "لا يمليه في المقام الأول الاعتبارات البراغماتية، بل يرتكز على أسس لاهوتية". وهذا هو جوهر ما ندعو إليه كمسلمين؛ فالحوار ليس مجرد ضرورة سياسية، بل هو أمر إيماني ينبع من فهمنا للآية الكريمة: وَجعلناكم شُعُوباً وَقَبَاَئِلَ لِتَعَارَفُوا (الحجرات: 13).


ثم وصف البابا ليون في كلمته حال المآذن والأجراس فقال هي لحن الإيمان الواحد و عبر عن المشهد الفريد في لبنان حيث "المآذن وأبراج الكنائس تقف جنباً إلى جنب"، متمنياً أن يندمج كل جرس وكل أذان في ترنيمة واحدة لتمجيد الخالق الرحيم و "للتضرع بصدق للحصول على هبة السلام الإلهية". هذه الصورة البديعة تلخص حقيقة التنوع الإيجابي.


كما ركز البابا ليون الرابع عشر في كلمته على أن لبنان، رغم الصعوبات، يمثل "مثالاً قوياً" للعالم وشدد على أن الخوف وعدم الثقة والتحيز "ليس لها الكلمة الأخيرة هنا"، وأن الوحدة والمصالحة والسلام ممكنة دائماً.


وذكر البابا أن مهمة لبنان هي ان يلهم الشعوب بالحقيقة الخالدة "بأن المسيحيين والمسلمين والدروز وغيرهم يمكنهم العيش معاً، وبناء بلد موحد بالاحترام والحوار". وهذا يمثل جوهر العقد الاجتماعي والسياسي في هذا البلد العزيز.


وقال الامام العقاد إن وجود كبار القادة المسلمين، وعلى رأسهم القيادات السنية والشيعية، إلى جانب البطريرك الماروني والبطريرك السرياني الكاثوليكي، هو التأكيد العملي على أن اللبنانيين هم من يختارون العيش المشترك.


وقال الامام العقاد "كان لفتة بالغة الأهمية ما اختتم به البابا خطابه حول شجرة الزيتون ثم قام مع القادة الدينيين بزرع شجرة الزيتون، مشيراً إلى أنها رمز للمصالحة والسلام ومُثنَى عليها في نصوصنا المقدسة. إنها شجرة تمثل "الصمود والأمل" وقدرتها على الازدهار في أصعب البيئات ترمز إلى التزامنا الدائم بتنشئة التعايش السلمي".


وفي ختام تعليقه على الزيارة قال الامام العقاد: "نحن نرحب بهذه الزيارة التاريخية وندعم بكل قوة الرسالة التي أطلقت من بيروت. إن الإسلام يعلّمنا أن الرحمة هي أساس المعاملة بين الناس، وأن الحوار هو وسيلة للتعارف لا للمغالبة. فلنجعل من شجرة الزيتون، التي غُرست اليوم، رمزاً لالتزامنا بأن نكون بُناة للسلام و نبراساً للنور في كل مكان. وعلى خطى ما أشار إليه البابا، يجب علينا نحن في العالم العربي وأوروبا أن نعمل على "مواجهة التعصب والتغلب على العنف ونبذ الإقصاء".


وأنهى الامام حديثه لصحيفتنا فقال "ندعو الله أن يبارك لبنان ويحفظه، وأن يجعلنا جميعاً، مسلمين ومسيحيين، شهوداً صادقين للعدل والمحبة، حتى يتدفق السلام والمصالحة 'مثل الجداول المتدفقة من لبنان' (كما جاء في نص البابا)، حاملاً الأمل والوحدة للجميع."

ليلشسلشسيي لشسييسيشسلي شلسيسش يلسيسيسلش بيبسش بسيبيسب سببسي شسبسيبشسب

مقالات مشابهة

  • شجرة الزيتون ووحدة المصير في رسالة البابا ليون الرابع عشر.. تعليق خاص من إمام الجامع الكبير بروما
  • طالبة من جامعة البترا تحصد المركز الثالث في بطولة “زين” للرياضات الإلكترونية
  • مركز جامع الشيخ زايد الكبير يحيي ذكرى «يوم الشهيد»
  • افتتاح جامع النور بولاية الخابورة
  • المركز الوطني للأمن السيبراني يطلق حملة “أنت البطل” التوعوية للأطفال
  • معرض “الهند.. نسيج الزمن” في موسكو: رحلة عبر 300 تحفة نسجية و30 فعالية ثقافية
  • رسائل التضامن مع فلسطين تتجسد في مختلف أنحاء العالم في اليوم العالمي للتضامن
  • بالفيديو.. بابا الفاتيكان يزور الجامع الأزرق في إسطنبول
  • «العين: واحة تنبض بالحياة».. تجارب ثقافية ومغامرات استثنائية
  • زين الأردن تحصد جائزة “أفضل مبادرة للتحوّل الرقمي في قِطاع الاتصالات” عن مبادرتها المُبتكرة (Agentic AI)