كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": إن تمركز دوائر القرار الأميركية اليوم في المنطقة على اختلاف مستويات ممثّليها، في وقت كانت واشنطن أخلت المنطقة سياسياً منذ شهور وحتى سنوات، لا يترك انطباعاً بأن المقصود هو وقف حرب غزة وتبعاتها حصراً، إذ لا يزال توقيت عملية «حماس» محور متابعة غربية، وصلته بالموقف السعودي التطبيعي مع إسرائيل، في وقت تتكشّف تباعاً تفاصيل غير معلنة وتشابكات كثيرة، ليس بالضرورة أن تنتهي مع حرب غزة.
هذا يعني أن الحوار الإقليمي والدولي فُتح على عناوين تفاوض واسع أميركي - سعودي - إسرائيلي. أما دور إيران فيه، فبالنسبة إلى لبنان هو محوري، لأن أي تفاوض ستخوضه طهران، على أهمية «حماس» في موقعها الحالي، لا يمكن إلا أن يكون لبنان ورقته الأساسية، حيث لها النفوذ الأوحد. ومهما كان عنوان توحّد الساحات مركزياً، فلن تفرّط في دور الحزب في لبنان والمنطقة. ففي نهاية الأمر، هي ليست لاعباً أولَ في غزة التي لمصر فيها حضور من الدرجة الأولى، كما هي حال الأردن في الضفة الغربية، لا تشاركه فيه إيران أو قطر، مهما ارتفعت نسبة تورّطهما في غزة بحسب ما تمليه الظروف الموضوعية. لذا يمثل لبنان نقطة تفاوض إستراتيجية، ويثير ذلك خشيةً سياسية من أن يكون ورقة مقايضة مقابل غزة. والخشية من المقايضة تصبح مشروعة في وقت لا وجود للبنان الرسمي على طاولة التفاوض الحقيقية، ولا يمثله حتى الآن سوى إيران التي في حال قرّرت إجراء ترتيبات تتخطّى التفاهم الذي أبرمته مع السعودية قبل أشهر، فإن مصالحها الإستراتيجية تتعلق بالحفاظ على حزب الله أولاً وآخراً. هنا، يمكن الانتقال إلى المشهد السياسي الآخر، في حال تكرّست هذه المعادلة، برضى أميركي مقابل إعادة الاستقرار إلى الشمال الإسرائيلي، والذهاب بغزة إلى مشروع إقليمي جديد. فلبنان اعتاد هذه التسويات كما حصل بعد الطائف، والكلام الأميركي عن استقرار لبنان قد يعادله تأمين الاستقرار على مسافة كيلومترات من بيروت، في إطار أشمل. لذا يمكن الانتقال إلى توقّع ما يمكن أن تسفر عنه هكذا ترتيبات، من ترجمة عملية، واستطراداً كيف يمكن لخصوم حزب الله التعامل مع متغيّر كبير من هذا النحو لم يشهده لبنان منذ سنوات؟ فالانتقال من مقولة «حرب غزة ستطاول حزب الله حكماً، سلماً أو حرباً»، إلى مقولة «ترتيب غزة مقابل بقاء حزب الله»، سينتج تداعيات كثيرة، لا تجد حتى الآن صدى لدى القوى السياسية ولبنان الرسمي، إذ تقتصر مواكبة هؤلاء على الدعوات إلى عدم زجّ لبنان في الحرب. فيما النقاش الحقيقي يدور في أروقة أخرى.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله حرب غزة
إقرأ أيضاً:
بنعبد الله ينتقد استمرار ظاهرة العزوف السياسي والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف
انتقد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، استمرار ظاهرة العزوف السياسي في المغرب، والأحزاب التي لا يمكنها كسب مقاعد دون مال أو قفف. مشيرًا إلى أن أكثر من 19 مليون مغربي لا يشاركون في الانتخابات، مقابل 8 ملايين فقط يصوتون.
وأشار بنعبد الله، خلال لقاء تواصلي مع منتخبي حزبه بالرباط، السبت، إلى أن نسبة المشاركة في الانتخابات في المدن متدنية ولا تشرف.
وفقا لزعيم حزب الكتاب، فإن التحدي المطروح حاليًا هو إقناع الغاضبين والعازفين عن التصويت، خاصة في صفوف الشباب، للعودة إلى صناديق الاقتراع.
وقال المسؤول الحزبي، إن الأسماء الكبيرة جمعت 200 و300 ألف في مهرجان فني مثل مهرجان موازين، جزء من هؤلاء ساخطون على الوضع القائم، ولا يشاركون في الانتخابات، ويتركون المجال للذين يصوتون من أجل المال.
وأكد بنعبد الله أن حزبه سيبذل كل ما في وسعه لتقديم تعديلات على القوانين الانتخابية، قائلًا: « سنتقدم بمقترحات وسنقوم بواجبنا، لكن المعركة الحقيقية ستربح في الميدان ». وانتقد بعض الأحزاب التي تعتمد على شراء الذمم خلال الاستحقاقات، قائلًا: « رصيدهم السياسي فاشل، ولا يمكنهم كسب مقاعد دون مال أو قفف ».
كما سخر بنعبد الله من الحكومة الحالية، قائلًا إنها ترفع شعارًا « غير مسبوق »، وكأن كل برنامج تطرحه يعد إنجازًا استثنائيًا.
وأضاف، منتقدا، أن الحكومة تغض الطرف عن العديد من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية العميقة، وتكتفي بترديد عبارة « العام زين »، متجاهلة الواقع المعيش، الصعب، الذي يعيشه المواطنون.
كلمات دلالية الانتخابات الحكومة العزوف السياسي المهرجانات نبيل بنعبد الله