“أوبن إيه آي” تبني أداة لكشف الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
تقوم “أوبن إيه آي” (OpenAI)، الشركة المصنّعة لروبوت الدردشة الشهير “تشات جي بي تي” (ChatGPT) ومولّد الصور “دالي” (DALL-E)، ببناء أداة لاكتشاف الصور التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي “دقيقة بنسبة 99%”، بحسب ميرا موراتي، كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، والتي كشفت أنه يجري حالياً اختبار الأداة داخلياً قبل الإصدار العام المخطط له، من دون تحدّد جدولاً زمنياً لذلك.
موراتي كانت تتحدث أثناء حضورها مؤتمر “تك لايف” (Tech Live) الذي تنظمه صحيفة “وول ستريت” في لاغونا بيتش بولاية كاليفورنيا الأميركية، ومعها الرئيس التنفيذي للشركة سام ألتمان.
الأدوات المتاحة غير فعّالة
هناك بالفعل عدد من الأدوات التي تدّعي اكتشاف الصور أو المحتوى الآخر الذي تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، ولكنها قد تكون غير دقيقة. على سبيل المثال، أصدرت “أوبن إيه آي” في يناير أداة مماثلة تهدف إلى تحديد ما إذا كان النص قد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، ولكن وُضعت جانباً في يوليو لأنها كانت غير دقيقة. وقالت الشركة إنها تعمل على تحسين هذا البرنامج، وإنها ملتزمة بتطوير طرق لتحديد ما إذا كان الصوت أو الصور قد تم إنتاجها باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً.
الصين تعتقل مستخدم “ChatGPT” لكتابته أخباراً مزيفة
تتزايد الحاجة إلى أدوات الكشف هذه حيث يمكن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي للتلاعب أو تلفيق التقارير الإخبارية للأحداث العالمية. يمثل منشئ الصور “فاير فلاي” (Firefly) التابع لشركة “أدوبي” (Adobe) جانباً آخر من التحدي، من خلال وعود بعدم إنشاء محتوى ينتهك حقوق الملكية الفكرية للمبدعين.
تلميحات حول “جي بي تي 5”
قدّم المسؤولون التنفيذيون في “أوبن إيه آي” يوم الثلاثاء تلميحاً حول نموذج الذكاء الاصطناعي الذي سيتبع “جي بي تي 4” (GPT-4)، دون أن يذكروا الاسم الذي سيحمله، إلا أن الشركة قدمت طلباً للحصول على حقوق العلامة التجارية لاسم “جي بي تي – 5” (GPT-5) لدى مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأميركي في يوليو.
لجنة التجارة الفيدرالية تحقق مع “أوبن إيه آي” حول أضرار “تشات جي بي تي”
روبوتات الدردشة مثل “تشات جي بي تي” التي تستخدم “جي بي تي 4” والنموذج السابق “جي بي تي – 3.5” عرضةٌ لاختلاق الأشياء، والمعروف أيضاً بالهلوسة. وعندما سُئلت موراتي عما إذا كان نموذج “جي بي تي 5” لم يعد ينشر الأكاذيب، قالت: “ربما”.
أضافت: “دعنا نرى. لقد أحرزنا الكثير من التقدم في مسألة الهلوسة مع (جي بي تي 4)، لكننا لسنا في المكان الذي يجب أن نكون فيه”.
هل تصنّع “أوبن إيه آي” شرائحها الخاصة؟
كما تناول ألتمان إمكانية قيام “أوبن إيه آي” بتصميم وتصنيع شرائح الكمبيوتر الخاصة بها لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي التابعة لها، بدلاً من استخدام تلك التي تقدمها شركات مثل “إنفيديا” (Nvidia) التي يُنظر إليها حالياً على أنها الشركة الرائدة في السوق.
قالت موراتي: “من المؤكد أن الخطط الحالية لا تشمل هذا الأمر، لكنني لا أستبعده أبداً”.
بلومبرغ
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الذكاء الأصطناعي الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی جی بی تی
إقرأ أيضاً:
ديزني تدخل عالم المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي عبر بوابة OpenAI
في خطوة تُعيد رسم مستقبل صناعة الترفيه العالمي، أعلنت شركتا ديزني وOpenAI عن اتفاقية ترخيص تمتد لثلاث سنوات، تُتيح لأكثر من 200 شخصية من عالم ديزني — بما في ذلك شخصيات Marvel وPixar وStar Wars — الظهور داخل تطبيق Sora ومنصة ChatGPT. هذه الشراكة تُعد أول تحرك فعلي من ديزني نحو دمج الذكاء الاصطناعي في منظومتها الإبداعية، تنفيذًا لوعد رئيس مجلس إدارتها والرئيس التنفيذي بوب إيغر بتقديم محتوى مُولّد بالذكاء الاصطناعي لجمهور Disney+.
وبموجب الاتفاق، سيتمكن مستخدمو OpenAI من إنشاء صور تستند إلى الملكية الفكرية لديزني، سواء كانت أزياء أو بيئات أو مركبات أو مشاهد كاملة من أي عمل شهير. إلا أنّ الاتفاق يستثني الأصوات وصور الشخصيات الحقيقية، ما يعني أن المستخدم لن يتمكن من إنشاء مقاطع فيديو تُجسّد ممثلين معروفين مثل سكارليت جوهانسون في شخصية Black Widow. التركيز سيكون على النسخ المصورة أو المتحركة للشخصيات فقط، مثل Captain America وHan Solo وDarth Vader وغيرهم من الأبطال الذين كوّنوا ذاكرة أجيال كاملة.
ومن المنتظر أن يبدأ مستخدمو Sora وChatGPT في استخدام هذه الإمكانات مطلع عام 2026، في حين تخطط ديزني لعرض مقاطع مختارة من إنتاج المستخدمين على منصة Disney+، في خطوة تؤكد توجه الشركة نحو فتح الباب أمام الإبداع الجماعي وإشراك الجمهور بشكل مباشر في العملية الفنية.
سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـOpenAI، عبّر عن حماسه للتعاون، مؤكدًا أن ديزني تمثل “المعيار الذهبي العالمي في سرد القصص”، وأن الشراكة ستفتح آفاقًا جديدة لخلق محتوى يتجاوز حدود الخيال، مع الحفاظ في الوقت نفسه على القيم الإبداعية واحترام حقوق الملكية.
لكن خلف هذا الحماس الكبير، لم يمر الإعلان دون إثارة قلق بعض الصناعات الإبداعية، خصوصًا قطاع السينما والتلفزيون. إذ عبّرت نقابة الكتّاب الأمريكية (WGA) عن استيائها من الاتفاق، معتبرة أنه “يسمح لدیزني بالتنازل عن قيمة أعمال المؤلفين لصالح شركة تكنولوجية بنت أرباحها على إنتاجات تعتمد أساسًا على أعمال الكتّاب”. وأكدت النقابة أنها ستجتمع مع ديزني لمراجعة تفاصيل الاتفاق، خصوصًا ما يتعلق باستخدام مقاطع الفيديو المُنشأة عبر Sora والتي قد تستند إلى أعمال كتّابها. وشددت على استمرارها في حماية حقوق أعضائها أمام التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وعلى الجانب الآخر، جاء موقف نقابة ممثلي الشاشة (SAG-AFTRA) أكثر هدوءًا. إذ أوضحت النقابة أنها تلقت تطمينات من كل من ديزني وOpenAI بشأن التزامهما الكامل بالقوانين والعقود التي تحمي حقوق الفنانين، مشيرة إلى أنها ستراقب تنفيذ الاتفاق لضمان عدم المساس بحقوق الصورة والصوت والشخصية.
وتتضمن الصفقة كذلك جانبًا استثماريًا ضخمًا، حيث ستضخ ديزني مليار دولار في OpenAI، مع إمكانية شراء أسهم إضافية مستقبلًا. كما ستعتمد الشركة على واجهات برمجة التطبيقات الخاصة بـOpenAI لبناء أدوات وتجارب جديدة في منصاتها وخدماتها الترفيهية، في خطوة تعكس استراتيجية تحديث شاملة وتعزيز التفاعل الذكي عبر منصاتها الرقمية.
وتأتي هذه الشراكة في وقت تستعد فيه OpenAI لمرحلة جديدة بعد إعادة هيكلتها لتعمل بشكل أقرب إلى الشركات الربحية التقليدية، مما يفتح الباب أمام طرحها للاكتتاب العام خلال الفترة المقبلة.
في النهاية، يجمع هذا الاتفاق بين اثنتين من أكبر القوى في مجالي التكنولوجيا والترفيه، في تحالف قد يعيد صياغة كيفية إنتاج المحتوى ومشاركته عالميًا. وبينما يرى البعض في الخطوة مستقبلًا واعدًا للإبداع التشاركي، يخشى آخرون على مصير حقوق المبدعين في عصر تتوسع فيه قدرات الذكاء الاصطناعي بسرعة غير مسبوقة، ما يجعل السنوات المقبلة مهمة لرصد تأثير هذه الشراكة على الصناعة بأكملها.