حذر مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إسماعيل الثوابتة من كارثة صحية تهدد حياة عشرات آلاف الرضع في القطاع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في منع إدخال حليب الأطفال منذ أكثر من 150 يوما.

وقال الثوابتة -في تصريحات للجزيرة نت- إن الوضع الصحي للرضع بات "كارثيا للغاية"، ويهدد حياة أكثر من 40 ألف طفل لا تتجاوز أعمارهم عاما واحدا، محذرا من الموت البطيء وسوء التغذية الحاد وهزال النمو والاختناق الغذائي في ظل انعدام الرعاية الصحية والمكملات الغذائية.

وشدد على أن ما يجري يمثل "جريمة إبادة صامتة تمارس بدم بارد وسط صمت دولي مريب".

صمت دولي

وفي تعليقه على موقف المؤسسات الدولية، انتقد الثوابتة صمت هذه المؤسسات، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، قائلا إن هذا "الصمت لا يبرر إلا كتواطؤ مقنّع أو تخاذل مريب أمام جريمة مكتملة الأركان".

وأضاف أن "الرضّع لا يحملون سلاحا ولا ينتمون إلى أي فصيل، بل هم ضحايا سياسات انتقامية تقودها سلطات احتلال مدججة بالدعم الغربي"، محملا الصمت الدولي مسؤولية الشراكة في الجريمة.

ولتفادي الكارثة الإنسانية التي تحل بالقطاع وضع مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تصورا يتمثل في ما يلي:

فتح جميع المعابر الإنسانية من دون قيد. إدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية والدوائية فورا. ضمان تدفق المساعدات الإغاثية والطبية بشكل يومي وكافٍ. تشكيل لجنة دولية عاجلة لمراقبة تنفيذ هذه المطالب وضمان حماية المدنيين.

وشدد الثوابتة على أن هذه ليست مطالب سياسية، بل هي استحقاقات إنسانية عاجلة لإنقاذ أرواح بريئة من موت محقق، محملا "الاحتلال الإسرائيلي والدول المتواطئة معه والمجتمع الدولي كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية" عما يتعرض له أطفال غزة من تجويع وسوء تغذية.

إعلان

تواصل مستمر

وأكد مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن هناك تواصلا مستمرا مع جهات أممية وحقوقية ودولية، و"قد قُدّمت تقارير وبيانات موثقة بشأن خطورة الوضع".

لكن الثوابتة أشار في الوقت نفسه إلى أن "تجاوب تلك الجهات لا يزال دون المستوى المطلوب"، وهو ما دعاه إلى المطالبة بتحرك فوري يتجاوز الحسابات الضيقة، لأن "المعركة اليوم إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية أو أمنية".

وكان المكتب الإعلامي الحكومي أصدر بيانا في وقت سابق اليوم الاثنين حذر فيه من أن قطاع غزة على أعتاب كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرضع نتيجة منع إدخال حليب الأطفال منذ نحو 5 أشهر.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين، بينهم عشرات الأطفال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات دراسات المکتب الإعلامی الحکومی

إقرأ أيضاً:

الإغاثة الطبية: موت جماعي يهدد آلاف الرضع في غزة

حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة الدكتور محمد أبو عفش من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة آلاف الرضع في القطاع، وموت جماعي للأطفال الرضع جراء منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال حليب الأطفال إلى القطاع، مؤكدًا أن الوضع بات خطيرًا جدا وأن المنظومة الصحية أصبحت عاجزة عن تقديم أي شيء لهؤلاء الأطفال.

وتتجلى المأساة الإنسانية بوضوح مؤلم في المراكز الصحية المنتشرة عبر القطاع، حيث تشهد أعدادًا كبيرة من الأطفال الذين يصلون بحالة سيئة للغاية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأمم المتحدة: واحد من كل 3 فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيامlist 2 of 2منظمات دولية تحذر من مخاطر التجويع بغزة وتطالب بتسريع إدخال المساعداتend of list

ويعاني هؤلاء الأطفال من سوء التغذية الحاد ويأتون في حالة بكاء دائم، مما يشكل مأساة حقيقية تواجه الطواقم الطبية العاجزة عن تقديم العلاج المناسب.

وتواجه المنظومة الصحية في غزة أزمة مركبة تتجاوز نقص حليب الأطفال لتشمل نقصًا حادًّا في جميع المواد الطبية الأساسية.

وأوضح أبو عفش أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من نقص كبير في أبسط المستلزمات الطبية، بما في ذلك الشاش والمحاليل وأدوية الجراحة والغرز، مما يجعل التعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى والمرضى مهمة شبه مستحيلة.

وتبقى الكميات القليلة التي تدخل عبر منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الأخرى غير كافية على الإطلاق لتلبية الاحتياجات الضخمة، ولا يكفي حتى لعمل أيام قليلة في المستشفيات التي تكتظ بأعداد متزايدة من الجرحى والمرضى.

وتفاقمت الأزمة الصحية مع ظهور مشاكل سوء التغذية على نطاق واسع، والتي تتطلب كميات كبيرة من المحاليل الطبية التي نفد معظمها من المستشفيات والمراكز الصحية، وفقا لأبي عفش.

ويمثل هذا الوضع الصحي المتدهور ضغطًا إضافيا على منظومة صحية لا تستطيع بالأساس التعامل مع الأزمات الحالية، وتجد الطواقم الطبية نفسها في موقف لا تحسد عليه، حيث لا يوجد أي شيء يمكن تقديمه للمجوّعين الذين يعانون من سوء التغذية وما ينتج عنه من مضاعفات صحية خطرة.

إعلان

أزمة المياه تنذر بكارثة

وتزداد المخاطر الصحية تعقيدًا مع تفاقم أزمة المياه في قطاع غزة، حيث يشهد القطاع نقصًا شديدًا في المياه الصالحة للشرب، وتوقفت العديد من آبار المياه عن العمل، مما يلقي بعبء إضافي على المواطنين ويزيد من مخاطر انتشار أمراض جديدة.

ونبه أبو عفش إلى أن خطر انتشار أمراض مثل الكوليرا وغيرها من الأمراض المنقولة بالمياه الملوثة يلوح في الأفق، خاصة في ظل وجود تلوث في المناطق المكتظة داخل قطاع غزة، وأن المنظومة الصحية المنهارة بالفعل غير قادرة على تحمل أي أمراض جديدة، مما ينذر بكارثة صحية شاملة قد تشمل جميع سكان القطاع.

وفي غضون ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن سوء التغذية يسلك منحى خطيرا في غزة، ويظهر ذلك في الارتفاع الحاد في عدد وفيات الشهر الجاري.

وأشارت المنظمة إلى أن ما يقارب واحدا من كل 5 أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا، وأضافت أن ارتفاع حالات سوء التغذية يثقل كاهل المراكز الطبية ويدفع النظام الصحي نحو الانهيار.

مقالات مشابهة

  • الإغاثة الطبية: موت جماعي يهدد آلاف الرضع في غزة
  • الإعلامي الحكومي:غزة على أعتاب كارثة إنسانية تهدد حياة عشرات آلاف الأطفال الرُّضَّع
  • منع الاحتلال إدخال حليب الأطفال يهدد حياة آلاف الأطفال بغزة
  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: المجاعة مستمرة وتزداد توحشا
  • المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القطاع يحتاج إلى 600 شاحنة إغاثية يوميا
  • كارثة صحية تهدد أطفال اليمن: نحو 4 آلاف حالة سوء تغذية حاد خلال 5 أشهر فقط!
  • الإعلامي الحكومي:100,000 طفل في غزة يوجهون خطر الموت الجماعي
  • غزة على حافة كارثة إنسانية: تحذير من مقتلة جماعية تهدد حياة 100 ألف طفل
  • الإعلامي الحكومي:100,000 طفل في غزة يواجهون خطر الموت الجماعي