يمانيون:
2025-12-14@22:19:01 GMT

4 جبهات من الحرب أشعلها الجنوب

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

4 جبهات من الحرب أشعلها الجنوب

يمانيون – متابعات
يتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة رغم مرور أكثر من 12 يوماً. وما يجعله أكثر فظاعة عما سبق ليس العجز عن تعداد آلاف الشهداء والجرحى فحسب، وليس التدمير الممنهج للقطاع، المصحوب بخشية التطهير العرقي وحدوث نكبة ثانية لا تقل ظلماً ووحشية عن الأولى، إنما أيضاً تلك المباركة الغربية، وتحديداً من الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا.

هذه المباركة للقتل الجماعي لم تُشعل الغضب الشعبي عالمياً فحسب، إنما وضعت أيضاً القيم والمعايير الإنسانية التي يتشدق بها هذا الغرب المستعمر مع كل نفس على مقصلة الحكم الأخلاقي.

ولكن، وبرغم الوجع المعتق في نفوسنا، أصبح يمكننا القول إنَّ الأمل حاضر بقوة، وإنهاء هذا الكيان وجودياً ليس بالأمر المستحيل، فهذا الغرب اللاهث لطمأنة كيان “إسرائيل” لم يكن ليتجند قولاً واحداً لو أنه لم يرَ نفوذه ومصالحه وكيانه المسموم في خانة التهديد.

إنها “إسرائيل” صنيعته رآها تحترق في يوم السابع من أكتوبر كما لم يرَها يوماً أو ربما كما رأى بارجتها تحترق قبالة السواحل اللبنانية خلال عدوان تموز 2006، وهو مشهد لم ولن يمحى من ذاكرة العدو ومن يقف خلفه، ولكن هل يأتي هذا الاستنفار الغربي الرسمي ردَّ فعلٍ فقط على ما لقنته كتائب القسام من درس للاحتلال، مع أهمية وفرادة المواجهة التي أشعلتها المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، إلا أن الاستنفار الغربي بات حالة عامة يتجلّى الآن أحد أمثلته في فلسطين! إن الاستنفار الغربي هو تعبير طويل المسار عن تراجع القوة الأميركية وهيمنتها وتراجع وضعية القارة الأوروبية عالمياً.

منذ سنوات، وتحديداً منذ عامين، تزاحم الأزمات القديمة الجديدة بعضها بعضاً لتتصدر أخبار العالم. نبدأ من الحرب الروسية الأوكرانية التي دقت أول مسمار في نعش الأحادية العالمية.

وقفت روسيا في وجه الغرب الذي لم يتوقف يوماً عن تهديد أمنها القومي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي عبر تمدد حلف الناتو شرقاً. خاضت، ولا تزال، حرباً معه على الأراضي الأوكرانية. ألم يسمح بذلك الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي؟ أليس هو الذي استدعى الغرب وترسانته لمحاربة موسكو غير مكترث إلى ما آلت إليه كييف والأوكرانيون؟

في هذه الحرب، عاد وجه الغرب الحقيقي ليتكشف من جديد. وبعيداً من السياسة والعسكر، لا يمكن لأحد أن ينسى تجنيد دوله للإعلام والرياضة والثقافة لمحاربة موسكو وعزلها عن العالم حتى وصلت عنصريتهم وعقوباتهم إلى القطط الروسية.

لا ينسى أحد كيف خرج أحد مراسلي القنوات الأوروبية يستهجن رؤية لاجئين ذوي بشرة بيضاء وعيون زرقاء، فهو وأبناء جلدته لم يعتادوا إلا رؤية شعوبنا في الجنوب لاجئين وفي حالٍ يرثى لها.

الجبهة الثانية كانت في أميركا اللاتينية. على سبيل المثال، كان الانتصار التاريخي لليسار في كولومبيا عبر وصول غوستافو بيترو -رئيس بلدية العاصمة بوغوتا سابقاً- إلى الرئاسة، فأصبح أول رئيس يساري في تاريخ هذا البلد الذي يعدّ من حلفاء الولايات المتحدة التاريخيين، إلى درجة أن عدداً من الباحثين سمّاه “إسرائيل أميركا اللاتينية”.

ولم تقتصر المفاجأة على فوز بيترو، إنما في مواقفه، وتحديداً من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. بوضوح، رأى الرئيس الكولومبي أن ما تقوم به “تل أبيب” هو إبادة جماعية ممنهجة لسكان القطاع.

الجبهة الثالثة فُتحت من القارة الأفريقية. هزَّت مالي عرش فرنسا في القارة السمراء، فالتقطت بوركينا فاسو اللحظة التاريخية لتكون الركلة الأقوى لها من قبل النيجر.

ثلاثي عرف كيف يخرج السارق الفرنسي لخيراته وموارده من أرضه رغم كل الصعوبات والتحديات الأمنية، والنظرة إلى شعوب هذه القارة لا تقل بشاعة عن نظرة كيان “إسرائيل” إلى الفلسطينيين، فأفريقيا بالنسبة إلى الغرب هي شعوب بدائية ساذجة بلا حضارة، فلا بأس في سرقة الثروات وتثبيت الطغاة كحكام وإعطاء مساعدات إنسانية بربع قيمة ما سرقوه.

اليوم، نحن في زمن طوفان الأقصى، إذ قررت كتائب القسام الرد على جرائم كيان “إسرائيل” التي لا تعد ولا تحصى، بدءاً بالاحتلال، ومروراً بحصار القطاع، وليس انتهاء بالاستفزازات والانتهاكات المتواصلة في الضفة الغربية والقدس وفي المسجد الأقصى ومخطط هدمه لبناء الهيكل المزعوم.

رغم كلّ الدمار الذي تلحقه كيان “إسرائيل” بالقطاع بشراً وحجراً، فإن ذلك لن يمحو الذل الذي لحق بها في السابع من أكتوبر. هذا الانكشاف الأمني وضع قادة الاحتلال في حالة من الجنون، وجنونهم وصل بهم إلى محاولة استغلال العملية للسير في مخطط إفراغ القطاع من أهله عبر مجازر لا تتوقف على مرأى كل العالم.

لا يمكن لأحد أن يستشرف مآلات المرحلة، ولكن التاريخ دوّن السابع من أكتوبر في سجله، وخلاصة التدوين هو أن القطاع المحاصر انتقل من مرحلة المفعول به إلى مرحلة الفاعل، والسبحة ستكر بلا شك. فمن التالي؟ من سيتسلم دفة هزّ أسس هذا العالم الأحادي القطب لتخليص الشعوب من القتل على الهوية؟

من روسيا إلى أميركا اللاتينية وأفريقيا، وصولاً إلى “قلب العالم” في غزة، الحرب تبدأ من الجنوب هذه المرة.

موقع الميادين نت / رانا أبي جمعة

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف

علق الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، على هجوم سيدني، قائلا إنه رغم رفض القيادة الفلسطينية لمثل هذه الأعمال، والتزامها بمبدأ «لا تزر وازرة وزر أخرى»، فإن الاحتلال الإسرائيلي يظل المسؤول الوحيد عما يجري على أرض فلسطين.

عضو التجمع اليساري الأسترالي: هجوم سيدني الأول من نوعه زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي: حكومة نتنياهو أخفقت في حماية المجتمع اليهودي

وأوضح الهباش، خلال مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، في برنامج «منتصف النهار»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، أن تحليل ما وقع أو ما قد يقع مستقبلًا من أحداث مماثلة يشير بوضوح إلى جهة واحدة تتحمل مسؤولية جرّ العالم إلى مربع خطير، هو مربع الانتقام والكراهية القائمة على أسس عرقية ودينية، محذرًا من أن الاحتلال الإسرائيلي يدفع بالأوضاع نحو هذا المسار.

وأكد أنه لطالما تم تحذير الاحتلال من الاقتراب من هذه المربعات الخطرة، ومن السعي إلى تفجير حرب دينية أو جرّ العالم إلى أتون صراع قائم على الكراهية الدينية أو العرقية، من خلال الجرائم التي تُرتكب في فلسطين، ولا سيما انتهاك حرمة المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.

وأشار مستشار الرئيس الفلسطيني إلى أن هذه الممارسات تجعل الاحتلال مطالبًا بتوقع ردود فعل لا تقتصر على المسلمين وحدهم، بل تمتد إلى كل أحرار العالم الذين تؤرقهم مشاهد الجرائم والانتهاكات المستمرة، لا سيما في قطاع غزة.

https://www.youtube.com/shorts/RYW5q1yMKrA

مقالات مشابهة

  • عبد الحليم قنديل: الحرب الروسية الأوكرانية تتحول لأزمة عالمية نتيجة دعم الغرب لـ كييف
  • الهباش: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في فلسطين تزيد موجة العنف
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بفلسطين تزيد من موجة العنف
  • كل حاجة وعكسها.. تصفيات إفريقيا للمونديال والكان مليئة بالمفاجآت والفشل
  • من هو رائد سعد القيادي في "حماس" الذي أعلنت إسرائيل اغتياله؟
  • من رجل القسام الثاني الذي اغتالته إسرائيل؟
  • إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
  • من هو رائد سعد الذي اغتالته إسرائيل بعد 35 عاما من المطاردة؟
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • غارات إسرائيل على لبنان استهدفت مناطق مفتوحة ولم تُسجل خسائر بشرية