كونوا صوت المقاومة في زمن الصمت
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
كونوا صوت المقاومة في زمن الصمت
اكتبوا وتحدّثوا وانشروا كلمة فلسطين، وكونوا صوت المقاومة الصدّاح في زمن الصمت.
المعركة الآن، رغم قدسية الدم وفداحة الموت، هي معركة إعلام، يربحها غالبا من ينجح في إقناع العالم بوجهة نظره!
من خلال النشر، يتمكن أنصار قضية فلسطين نشر الحقائق وكشف الأكاذيب والتلاعب الإعلامي الذي يتعرّض له شعب فلسطين.
هل ستتحرّر فلسطين بالكلمات والقصائد والروايات؟ هل ستنقذ الأغاني المحاصرين تحت الأنقاض؟ وما قيمة الحبر إزاء أنهار الدم المسال في شوارع غزّة؟
يساعد النشر في توثيق الانتهاكات والجرائم التي يتعرّض لها الفلسطينيون تحت الحصار والاحتلال ونشر الشهادات، والتقارير، والمقالات، والمقاطع، والصور.
وسائل التواصل حوّلت كل من يملك حسابا فاعلا فيها إلى إعلامي حقيقي يستطيع المساهمة قدر استطاعته في إقناع من يصل إليه بكلماته وصوره ومنشوراته.
الكتابة المؤثّرة توجه الانتباه للمعاناة الفلسطينية وهي معاناة حقيقية وتاريخية والدعوة للتضامن والعمل لأجل إنهاء الظلم واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
تعزيز الوعي والتثقيف بشأن قضية فلسطين والتذكير بالقوانين الدولية، واستحضار التاريخ والثقافة الفلسطينية، من أجل فهم أعمق وأكثر شمولية لقضية فلسطين.
* * *
نشرتُ قبل يومين مزاوجة صوتية بين الحاجة الفلسطينية حليمة الكسواني (أم العبد) والفنان الكويتي نبيل شعيل في أنشودة "شدّوا بعضكم"، فعلّق أحدُهم متسائلا عمّا "إذا كنّا سنحرّر فلسطين، ونساعد المقاومة بالأغاني وتصميم الصور وكتابة التدوينات"، ساخرا من الفكرة ومقلّلا من أهميتها.
لم يكن هو الوحيد من علّق على هذا النحو، فهذا النوع من الأسئلة المشكّكة الساخرة تملأ فضاء منصات التواصل الاجتماعي: هل ستتحرّر فلسطين بالكلمات والقصائد والروايات؟ هل ستنجح الأغاني في إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض؟ وما قيمة الحبر إزاء أنهار الدم المسال في شوارع غزّة؟
يشكّك كثيرون في أهمية الكتابة والفنون بحسم نتيجة الحرب الشعواء التي تشنّ على غزّة وفلسطين كلها منذ احتلالها، وغالبا ما يتحوّل التشكيك الى نوع من السخرية تجاه من يحاولون المساهمة، ولو بشقّ كلمة، تحفيزا للفلسطينيين، ورفعا لمعنويّاتهم، وتذكيرا للعالم بما يجري من وجهة نظر أصحاب الأرض والحقّ والدم.
لكن علينا ألا نخضع لهذا النوع من التشكيك الساخر الذي أصبح يتّخذ لنفسه أشكالا وألوانا بقصد أو بغير قصد. فالمعركة الآن، رغم قدسية الدم وفداحة الموت، هي معركة إعلام، يربحها غالبا من ينجح في إقناع العالم بوجهة نظره!
والساحة الإعلامية لم تعُد حكرا على من يملك النفوذ السياسي والاقتصادي، فوسائل التواصل حوّلت كل من يملك حسابا فاعلا فيها إلى إعلامي حقيقي يستطيع المساهمة قدر استطاعته في إقناع من يصل إليه بكلماته وصوره ومنشوراته من خلال ما يلي:
أولا، نشر الحقائق: يعاني الشعب الفلسطيني من تشويه إعلامي وتضليل في وسائل الإعلام العالمية. من خلال النشر، يمكن للمدافعين عن قضية فلسطين نشر الحقائق وكشف الأكاذيب والتلاعب الإعلامي الذي يتعرّض له الشعب الفلسطيني.
ثانيا، توثيق الانتهاكات: يساعد النشر في توثيق الانتهاكات التي يتعرّض لها الفلسطينيون في ظروف الحصار والاحتلال، ومن خلال نشر الشهادات، والتقارير، والمقالات، والمقاطع، والصور، يمكن توثيق الجرائم والانتهاكات وإحضارها إلى الضوء العام دائما.
ثالثا، صناعة التأثير الإنساني: بواسطة الكتابة المؤثّرة، يمكن توجيه الانتباه إلى المعاناة الفلسطينية وهي معاناة حقيقية وتاريخية، والدعوة إلى التضامن والعمل من أجل إنهاء الظلم واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني.
رابعا، تعزيز التضامن الدولي: يسهم النشر في تعزيز التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني عبر نشر القصص والمقالات التي تعبّر عن العدالة وحقوق الإنسان، وتشجيع الدول والمجتمع الدولي على التحرّك، والعمل من أجل إنهاء الحصار والاحتلال وتحقيق السلام والعدالة في المنطقة.
خامسا، تعزيز الوعي والتثقيف: يمكن للكتابة وغيرها من وسائل التعبير الشخصي أن تلعب دورًا هامًا في تعزيز الوعي والتثقيف بشأن قضية فلسطين. من خلال التذكير بالقوانين الدولية على هذا الصعيد، واستحضار التاريخ والثقافة الفلسطينية، من أجل فهم أعمق وأكثر شمولية لقضية فلسطين.
صحيح أن التعبير الشخصي وحده لن يقوى على حلّ قضية فلسطين، لكنه أداة قوية ومجانية وسهلة ومتوفرة بأيدي الجميع في مجال المناصرة والتوعية بتفاصيل ما يحدُث حاليا.. ودائما.
ولذا، لا ينبغي على أحد التقليل من شأنها بحجّة أو بأخرى، ويكفي للتأكّد من أهمية أثرها أن نتذكّر التحيّة التي وجّهها الناطق الإعلامي باسم المقاومة في غزّة قبل أيام لكل من ساهم ولو بكلمة أو قصيدة أو صورة أو تدوينة أو أغنية في سبيل الإضاءة على الحدث الآن ودائما، فمعركة فلسطين عانت كثيرا من الشياطين المتربصين بها، ولا تحتاج شياطين خرسان يحجمون عن القول، لأنهم غير مؤمنين بأهمية ما يمكن أن يقولوه في سبيلها!
فاكتبوا وتحدّثوا وانشروا كلمة فلسطين، وكونوا صوت المقاومة الصدّاح في زمن الصمت.
*سعدية مفرح كاتبة صحفية وشاعرة كويتية
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: فلسطين طوفان الأقصى قضية فلسطين التضامن الإنساني وسائل التواصل صوت المقاومة الشعب الفلسطینی صوت المقاومة قضیة فلسطین فی إقناع من خلال من أجل یتعر ض
إقرأ أيضاً:
“إيفانتي” تطلق ميزة “النشر المرحلي” لتعزيز مرونة الأمن السيبراني في دول الخليج
أعلنت شركة “إيفانتي”، المتخصصة في أنظمة تكنولوجيا المعلومات الآمنة والذكية، عن إطلاق ميزة “النشر المرحلي” (Ring Deployment) ضمن منصتها “إيفانتي نيورونز” لإدارة التحديثات، في خطوة تُعد تحولاً نوعياً في كيفية تعامل المؤسسات في دول مجلس التعاون الخليجي مع التهديدات السيبرانية والاستجابة لها.
الميزة الجديدة تمنح فرق تقنية المعلومات مرونة وتحكماً أكبر من خلال تمكينهم من توزيع الأجهزة على مراحل استراتيجية منظمة. ويسهم هذا النهج في اختبار التحديثات ونشرها بكفاءة عبر الإدارات أو الفروع المختلفة، مع تقليل المخاطر والانقطاعات التشغيلية، في ظل ازدياد تعقيد مشهد التهديدات السيبرانية على مستوى المنطقة.
وتواجه المؤسسات في الخليج ارتفاعاً ملحوظاً في الهجمات السيبرانية المعقدة وهجمات الفدية، إلى جانب ضغوط مستمرة للتعامل مع تحديثات الأمان الدورية والعاجلة مثل إصلاحات “يوم الصفر” وتحديثات المتصفحات. وهنا تبرز أهمية “النشر المرحلي” الذي يتيح آلية منظمة لتقليل الثغرات الأمنية وضمان تجربة سلسة للمستخدمين وامتثال أفضل لمعايير الأداء الداخلية.
وقال حسني حمود، المدير العام لشركة “إيفانتي”، التي تدير عملياتها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عبر “آي في إم إي إم إي”: “طورنا خاصية النشر المرحلي استجابة للتحديات الحقيقية التي تواجه فرق تقنية المعلومات، خاصة في منطقة تسير بخطى متسارعة نحو الرقمنة وتوسيع بنيتها التحتية الحيوية. الحل يتيح لعملائنا في المنطقة معالجة الثغرات بسرعة وكفاءة دون التأثير على الأداء التشغيلي”.
من جانبه، قال علي إكرام، المدير الفني في “إيفانتي” – الشرق الأوسط: “توفّر عملية النشر المنظم إطاراً لضمان اختبار التحديثات والتحقق من فاعليتها قبل تعميمها، مما يقلل من أوقات التعطل ويضمن الاستمرارية التشغيلية. بالنسبة للقطاعات الحيوية مثل المالية والرعاية الصحية والحكومة، يُعد هذا الحل أداة لا غنى عنها لتحقيق توازن بين الحماية والأداء”.
وتعتمد “إيفانتي” في منصتها على مقياس “تقييم خطر الثغرات ” (Vulnerability Risk Rating – VRR)، الذي تم تطويره داخلياً، لتحديد أولويات التحديثات بناءً على البيانات الواقعية للتهديدات، وليس فقط درجة خطورتها. وعلى عكس المؤشرات التقليدية مثل CVSS، يعتمد هذا التقييم على احتمالية الاستغلال الفعلي، ما يمنح المؤسسات الخليجية تصوراً أدق لمستوى المخاطر الفعلي.
وتتيح المنصة إمكانية الترقية التلقائية أو اليدوية للتحديثات عبر مراحل متعددة، بما يضمن عمليات نشر آمنة ومنظمة، ويمنح فرق تقنية المعلومات رؤية آنية وتحكمًا كاملاً في كل مرحلة.