قال المبعوث الأممي الأسبق لسوريا الأخضر الإبراهيمي إن الرئيس السوري السابق بشار الأسد كان على معرفة تامة بما يحدث داخل سجونه. وأكد أن عملية "طوفان الأقصى" أحيت القضية الفلسطينية وفاقت توقعات المقاومة.

وخلال بودكاست "وسيط"، أكد الدبلوماسي الجزائري السابق -الذي عمل مبعوثا أمميا وعربيا لسوريا بين 2012 و2014- أن الأسد رفض لقاءه بفاروق الشرع، وهدد بمعاقبة الأخير إذا تم هذا اللقاء.

وكان الشرع رئيسا سابقا للوزراء في سوريا من 1984 حتى 2006 ثم تولى منصب نائب الرئيس الذي بقي فيه حتى عام 2014. وقال الإبراهيمي إن علاقته به بدأت عندما عمل مبعوثا إلى لبنان نهاية ثمانينيات القرن الماضي، حيث ساهم في إنجاز اتفاق الطائف.

وأوضح الدبلوماسي الجزائري السابق أنه كان يلتقي الشرع في الأمم المتحدة قبل أن يصبح الأخير نائبا لرئيس الجمهورية في سوريا، وقال إنه خضع للإقامة الجبرية منذ عام 2012 دون الإعلان عن ذلك رسميا.

وتحدث عن تفاصيل طلباته المتكررة للقاء نائب الرئيس السوري، والتي قال إنها جميعا قوبلت بالرفض من المسؤولين في دمشق، قبل أن يقرر الاتصال مباشرة ببشار الأسد الذي أكد أنه سيعاقب الشرع إذا تم هذا اللقاء.

الشرع رفض قصف المدنيين

وعزا المبعوث الأممي الأسبق لسوريا وضع الشرع في الإقامة الجبرية إلى رفضه قصف المدنيين بالطيران والبراميل المتفجرة، بالإضافة إلى ما كان يقال في الخارج من أنه يمكن أن يكون بديلا للأسد.

إعلان

وتطرق الإبراهيمي إلى تفاصيل مهامه المختلفة التي قاد فيها وساطات بين الأطراف المتنازعة في لبنان والعراق وأفغانستان وغيرها. وقال إنه كان يعتبر مهمته في سوريا "شبه مستحيلة" منذ البداية.

وقرر الإبراهيمي الاستقالة من منصبه بعد 6 أشهر فقط، لكنه أرجأ القرار بطلب من وزير الخارجية الأميركي آنذاك جون كيري، وكان يعمل في هذه المهمة كأحد أبناء المنطقة الذين يعرفون الكثير عن النظام وعن أطراف المعارضة، وفق قوله.

وأشرف الإبراهيمي على مؤتمري جنيف الأول والثاني (نهاية 2013- بداية 2014)، وقال إن مشاركة النظام فيهما "جاءت مجاملة لروسيا ولم تكن نابعة من رغبة في التفاهم مع من كان يسميهم بالإرهابيين (المعارضة)".

وتحدث الدبلوماسي السابق أيضا عن لقاءاته المتعددة مع رموز النظام السوري السابق بدءا من بشار الأسد وصولا إلى من قال إنهم "أشخاص آخرون ليست لديهم مناصب رسمية، لكنهم يمتلكون تأثيرا ونفوذا في صنع القرار"، مؤكدا أن الأسد "كان ملما جدا بالواقع السوري عكس ما كان يقال بما فيها الأوضاع داخل السجون".

وعاد الإبراهيمي بالذكريات إلى دوره الناجح في التوصل إلى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان عام 1989، قائلا إن الاتفاق "لم يبن لبنانا جديدا، ولم يكن الحل الأمثل، ولكنه كان أرضية تمكن اللبنانيون عبرها من إنهاء الحرب الأهلية".

وقال إن السوريين أبلغوه خلال وساطته في لبنان أن "حزب الله لم يكن جزءا من الاتفاق، وأن كل اتفاقات الطائف لا تنطبق عليه، لأنه أنشئ لمحاربة إسرائيل فقط".

الأخضر الإبراهيمي عمل مبعوثا أمميا لسوريا عام 2012 خلفا لكوفي أنان (الجزيرة) الوحدة العربية انتهت

وقال الإبراهيمي إن عصر الوحدة العربية بالمفهوم القومي والبعثي قد تجاوزه الزمن داعيا الدول العربية إلى الاستفادة من تجربة دول آسيوية مثل مجموعة "آسيان".

إعلان

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، قال الإبراهيمي إن طوفان الأقصى "أحيت القضية الفلسطينية، وكانت أنجح مما كانت تتوقعه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)".

وانتقد المبعوث الأممي السابق المواقف الغربية التي قال إنها "تؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكننا لم نسمع مطلقا أحدا منهم يقول إن من حق الفلسطينيين الدفاع عن أنفسهم". كما عبر عن تخوفه من الفشل في تشكيل عالم متعدد الأقطاب، قائلا إن هذا الأمر "قد يؤدي لاندلاع حرب بين القوى العالمية المتنافسة".

وفي حديثه عن وساطته في أفغانستان، والتي تولاها مرتين بتكليف من مجلس الأمن الدولي في الفترة من (1997-199) ثم في الفترة (2001-2004)، كشف الإبراهيمي عن تحذير وجهه إلى مجلس الأمن في سبتمبر/أيلول 1999 من احتمال تفجر الأوضاع في وجه العالم إذا لم يتم مساعدة الأفغان على الحل، وقال إن هذا التحذير كان قبل سنتين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

كما كشف أنه نجح خريف 1998 في منع اندلاع حرب بين إيران وأفغانستان بعد لقائه لأول مرة بالملا عمر زعيم حركة طالبان يومها. وتحدث عن المترجم الأفغاني الذي قال إنه اكتشف لاحقا أنه كان سببا في إنجاح الوساطة.

واعتبر المبعوث الأممي السابق أن الغزو الأميركي لأفغانستان "كان انتقاما من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001″، وقال إن الأميركيين كانوا يستهدفون العراق وليس كابل.

وقال إنه اكتشف لاحقا أن الهدف من غزو العراق "هو حل الجيش العراقي"، وإن هذا "كان هدفا إسرائيليا وليس أميركيا"، وأشار إلى أن الحاكم العسكري الأميركي للعراق في ذلك الوقت، بول بريمر "رفض الاستماع لنصائح مستشاريه بعدم حل الجيش، وبرر ذلك بأنه يطبق تعليمات الرئيس جورج بوش الابن".

وأشار الإبراهيمي أيضا إلى "سيطرة إيران على المخابرات العراقية التي جاء بها الأميركيون بعد الغزو"، وقال إنه عندما عمل وسيطا للعراق بعد الغزو "فوجئ بالطبقة السياسية التي وجدها قد تغيرت رغم معرفته السابقة بالبلد".

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات المبعوث الأممی وقال إنه وقال إن قال إنه

إقرأ أيضاً:

مباحثات إيجابية وتفصيلية مطولة لخطة ترامب في الذكرى الثانية .. غزة تحت القصف.. والمقاومة صامدة حماس:طوفان الأقصى نقطة تحول تاريخية فضحت وعزلت اسرائيل

مصر.الأراضي الفلسطينية "رويترز":

أكدت "حماس" أن هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 كان "استجابة تاريخية" ردّا على ممارسات إسرائيل ونقطة تحول كبرى بدأت بفضلها عملية فضح وتجريم وعزل الاحتلال الصهيوني".

وقال القيادي البارز في حركة حماس فوزي برهوم في خطاب متلفز في الذكرى الثانية للهجوم الذي شنته الحركة على جنوب إسرائيل كان استجابة تاريخية لمؤامرات تصفوية للقضية الفلسطينية ولم يكن مجرد معركة كشفها جيش الاحتلال الموهوم، بل نقطة تحول كبرى بدأت بفضلها عملية فضح وتجريم وعزل الاحتلال الصهيوني".

وقصفت دبابات وزوارق وطائرات إسرائيلية مناطق في قطاع غزة اليوم لتستمر معاناة الفلسطينيين بلا هوادة في الذكرى السنوية الثانية لطوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة في الوقت الذي تواصلت فيه المباحثات بين الطرفين في مصر لوقف إطلاق النار بموجب مقترح للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكدت مصادر مطلعة أن المباحثات "الإيجابية"استؤنفت اليوم.

وقالت قطر إنه لا تزال هناك حاجة للانتهاء من الكثير من التفاصيل. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في مؤتمر صحفي "الخطة تتكون من 20 نقطة تقريبا. كل هذه النقاط هي بحاجة إلى تفسيرات تطبيقية على الأرض".وأضاف "مذكور نصا في الخطة أن تسليم الأسرى سيكون نهاية للحرب".

وقال شهود إن بعض السكان في خان يونس بجنوب القطاع وفي مدينة غزة في الشمال أبلغوا عن قصف مدفعي وجوي عنيف في الساعات الأولى من اليوم ، وأضافوا أن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق عدة من الجو والبحر والبر.

وأطلق مقاتلون من المقاومة في غزة مقذوفات عبر الحدود في وقت مبكر من اليوم ، مما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في تجمع نتيف هعسره السكني الإسرائيلي، وأعلن جيش الإحتلال أنه يواجه مقاومة ومعارك داخل قطاع غزة.

وتجمع إسرائيليون في الذكرى السنوية الثانية لهجوم حماس في عدد من المواقع التي تعرضت لهجوم طوفان الأقصى

وفي الذكرى السنوية للهجوم، قالت مظلة لفصائل فلسطينية تشمل حماس والجهاد الإسلامي وفصائل مسلحة أصغر "نؤكد أن طريق المواجهة وخيار المقاومة بكل أشكالها هو السبيل الوحيد للتصدي للإجرام الصهيوني".

وجاء في بيان صادر باسم (فصائل المقاومة الفلسطينية) أن "أي حديث عن نزع سلاح الشعب الفلسطيني هو محاولة لشرعنة وجود الكيان الصهيوني وجرائمه وطي صفحة المشروع الوطني للأبد فلا يحق ولا يجوزلأيٍ من كان الحديث عن نزع سلاحنا الذي سيبقى مشروعا لأن أرضنا فلسطين لن تحرر إلا بالمقاومة".

وتقول سلطات الصحة في غزة إن الحرب المستمرة منذ عامين أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وإن ثلث هذا العدد تقل أعمارهم عن 18 عاما.

وخلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي إلى أن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب في غزة.

وفي غزة، أعرب محمد ديب (49 عاما) عن آمال مماثلة في إنهاء الصراع. وقال "اليوم 7 أكتوبر، الذكرى مر عليها سنتين واحنا عايشين في خوف ورعب وتشريد ودمار، عايشين حياة يعني صعبة ومرار وبؤس الحياة اللي عايشينها، وبنتأمل في هذه المفاوضات الجديدة نوصل لوقف إطلاق النار ووقف الحرب نهائيا".

وعلى الرغم من استمرار العنف، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين "أصبح الإفراج الفوري عن جميع الرهائن ووقف إطلاق النار الآن في المتناول ويجب اغتنام هذه اللحظة لتمهيد الطريق لسلام دائم في المنطقة على أساس حل الدولتين".

وقال مصدر في حماس مطلع على المحادثات إن الحركة طلبت جدولا زمنيا واضحا للانسحاب الإسرائيلي وضمانات بانتهاء الحرب.

وقال مسؤول مشارك في خطط وقف إطلاق النار ومصدر فلسطيني إن مهلة 72 ساعة التي حددها ترامب لإعادة الرهائن قد لا يمكن تحقيقها بالنسبة لرفات الرهائن الأموات. وقد يحتاج الأمر تحديد موقع رفاتهم واستعادته من مواقع متناثرة.

وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي للصحافيين في القاهرة إن هذه المفاوضات "هدفها تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق من خلال العمل على تهيئة الظروف لاطلاق سراح الرهائن ونفاذ المساعدات واطلاق سراح أسرى فلسطينيين".

واعتبر أن ذلك "يتطلب إعادة انتشار القوات الإسرائيلية حتى نتمكن من العمل على تنفيذ هذه المرحلة".

وكان مصدر فلسطيني مقرب من مفاوضي حماس توقع ان تستمر المحادثات أياما، وأن تكون "صعبة ومعقدة في ظل نوايا الاحتلال لاستمرار حرب الابادة".

وفي هذا الإطار، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إلى "إطلاق سراح الرهائن، فورا دون قيد أو شرط... وإنهاء معاناة الجميع، ووضع حدٍ للأعمال العدائية في غزة وإسرائيل والمنطقة الآن".

وأسفرت الحرب عن استشهاد ما لا يقلّ عن 67,160 فلسطينيا في غزة، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في القطاع والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

أما على صعيد الخسائر المادية فقد سوّيت بالأرض مدن وأحياء بأكملها، ودُمّرت غالبية المستشفيات ودور العبادة والمدارس والبُنى التحتية وأعداد هائلة من المنازل والمباني السكنية.

ومنذ اندلاع الحرب يعيش مئات الآلاف الفلسطينيين بلا مأوى، في مخيّمات مزدحمة أو في العراء حيث يعانون من شحٍّ الطعام والمياه وانعدام إمدادات الصرف الصحّي.

مقالات مشابهة

  • غزوة بدر الكبرى وطوفان الأقصى
  • مباحثات إيجابية وتفصيلية مطولة لخطة ترامب في الذكرى الثانية .. غزة تحت القصف.. والمقاومة صامدة حماس:طوفان الأقصى نقطة تحول تاريخية فضحت وعزلت اسرائيل
  • "الأوقاف": الاحتلال اقتحم الأقصى 26 مرة ومنع الأذان بالحرم الإبراهيمي 92 وقتًا الشهر الماضي
  • فيديو مروع.. شاهدوا الحادث الذي أودى أمس بحياة رئيس بلدية سعدنايل السابق
  • 7أكتوبر.. يوم فلسطين الذي حقق المستحيل بعد 77 عاماً
  • شاهد.. “بقال” يهاجم قيادات “المليشيا” من جديد: (حميدتي أكبر كوز ولقبه عند الرئيس السابق “حمايتي” وكان يقول البشير في رأس أي زول وأنا حالياً قنعت من الدعم السريع ومشيت وتركته)
  • "طوفان الأقصى" الذي عرّى الاحتلال
  • الشرع: خطوة تتوافق مع المرحلة الانتقاليةتشكيل أول برلمان في سوريا بعد عهد الأسد
  • الشرع يكشف رد روسيا بشأن تسليم بشار الأسد
  • الانتخابات الأولى بعد الأسد وفي حكم الشرع.. سوريا تجري تصويتاً غير مباشر لاختيار نواب مجلس الشعب