من هذا الذي يصدق أن العرب وأمريكا والعالم عجزوا عن توقيف جرائم الصهاينة أو على الأقل إدخال المساعدات والأدوية لسكان القطاع، كل هذا العالم، وكل هؤلاء العرب، الذين دفعوا (لترامب التريليونات) عاجزون فعلا عن إيقاف حرب الإبادة بحق أهالي غزة وفلسطين؟ هل (نتنياهو) وحكومته وكيانه أكبر من كل هذا العالم؟
هذا الكيان الذي يقف عاجزا ومذلولا أمام المقاومة في غزة ويقف عاجزا أمام اليمن التي يمكن اعتبارها الجهة الوحيدة الصادقة مع فلسطين أمام خداع وتآمر العرب والمسلمين.
أكثر من 50 ألف شهيد غالبيتهم نساء وأطفال سقطوا في غزة وفي فلسطين ومائتي الف جريح، ومنذ أكثر من عام ونصف وهذا الكيان مهزوم ومصدوم من قدرة المقاومة بتسليحها المتواضع وهو المدجج بترسانة عسكرية مهولة ومع ذلك هزمته المقاومة عسكريا واستخباريا وإعلاميا، كما هزمت المقاومة بدماء أطفال ونساء غزة كل هذا العالم في مقدمتهم العرب والمسلمون، هزمتهم أخلاقيا وحضاريا وقيميا..
ذات يوم تداعت أنظمة الخليج لتقديم الدعم والإسناد لحيوانات حديقة لندن بعد خبر بثته إذاعة لندن عن عجز في موازنة الحديقة وان حيواناتها معرضة للموت جوعا إن لم يتم دعمها، فهرولت (الكويت» والسعودية» والبحرين» والإمارات» وقطر «لإغاثة حيوانات لندن» وحصلت إدارة الحديقة على تبرعات نقدية تغطي احتياجات حيواناتها لعشرة أعوام ولا زلت احتفظ بإرشيفي من «مجلة اليقظة» التي نشرت التحقيق..
لكن في» غزة» غابت النخوة وسقطت القيم والأخلاقيات فذهبت التبرعات لترامب بالتريليونات.
طيب في» غزة» ليس مطلوب جيوشاُ عربية ولا إسلامية تدافع عن أهلها، مع أن هذا واجب ديني وقومي، ولم تطلب غزة دعمها بالسلاح والعتاد، وهذا أقل واجب على العرب_ إن كانوا عرباً_ وعلى المسلمين_ إن كانوا مسلمين، غزة تطلب فقط فك الحصار عن الأطفال والنساء والشيوخ وإدخال المساعدات الإغاثية الإنسانية ليس أكثر.
لم يحدث هذا لعجز، ولا عن قلة حيلة، بل لأن الأمر لا يعني أحدا من العرب والمسلمين، بدليل أن من يناصر أهل غزة وفلسطين جزاؤه إما القتل، كما حدث» للشهيد حسن نصر الله،» وإما التآمر وإسقاط نظامه، كما حدث في سوريا لنظام الدكتور بشار الأسد، أو بالعدوان عليه وتدمير بنيته التحتية كما يحدث لليمن، فيما من يستعرض مفرداته عن غزة ومأساتها عبر وسائل الإعلام ليس أكثر من مجرد استعراض عابر، بل طغت» مدونات الصفقات» على» قوافل الشهداء» ، فبدت «غزة وفلسطين» وكأنهما ظواهر ثانوية لا تستحق الاهتمام، فهناك ما هو أهم من حرب إبادة وحشية يشنها عدو وحشي مجرم مجرد من الأخلاقيات والقيم والإنسانية، عدو أهان القانون الدولي ويسخر من كل أنظمة الكون ومن شرائع السماء والأرض، عدو لا يعطي اعتبارا لكل ما هو عربي أو إسلامي.
عدو يتحدى العالم ويدوس على كل قوانينه، ويرى كل من يقاومه إرهابياً والعالم الحقير يوافق على طرحه هذا، ومن ينتقده يصنف عدوا للسامية مع أن السامي هو العربي الفلسطيني الضحية وليس الجلاد الصهيوني..!
حقا «تف» عليها أنظمة خائنة وعميلة» عربية كانت، أو إسلامية، أو دولية، أنظمة تدين وتنتقد وتسوق أخباراً عبر الشاشات وشبكات التواصل كذبا وخداعا وتضليلا، لأن كل هؤلاء لا يقلّون عن» نتنياهو» إجراما وتوحشا وانحطاطاً وفاشية..
من يصدق أن هذه الأنظمة الحليفة لأمريكا والصديقة للصهاينة عجزت أن تقنع حلفاءها وأصدقاءها بإدخال المساعدات الإغاثية فقط، وهي ترى وتتابع أطفالاً ونساءً وشيوخاً يموتون جوعا..
أفتخر بموقف صنعاء في إسنادها لغزة وفلسطين، ولا يهمنا رد فعل العدو، فهذا ثمن لا بد أن ندفعه في سبيل قضية عادلة، وهي نصرة الأشقاء، لأن الغرب كله وبعض العرب والمسلمين يدعمون العدو الصهيوني سرا وعلانية، وإن تحدثوا عن فلسطين فحديثهم مجرد ذر الرماد على العيون.. «ترامب» يبتز حكام الخيانة والنذالة، يتظاهر بخصومة العدو، والعالم يدين ويستجدي وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات، ويوصف ما يجري ولكن لمجرد تسويق كلام لا يسمن ولا يغني من جوع، فكل هؤلاء لم يتمكنوا من إنقاذ طفل فلسطيني قضى جوعا.. «اللعنة على هذه الأمة» حكاما وشعوباً، و«اللعنة» على عالم منافق ومنحط ومجرد من كل القيم والمشاعر الإنسانية..!
أما فلسطين فإنها سوف تنتصر بدماء أطفالها ونسائها ستنتصر، بآهات ودموع الأمهات الثكالي، سوف تنتصر على الباطل، الذي لا يمكن أن ينتصر على الحق، فالله هو الحق.. و» الله» لا ولن يخذل أصحاب الحق، ولن يترك المظلوم فريسة للظالمين..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
12 يوما تهز البنتاغون.. حرب الاحتلال وإيران تفضح أنظمة الدفاع الأمريكية
كشفت المواجهة العسكرية بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، التي اندلعت في 13 حزيران/ يونيو الماضي واستمرت 12 يومًا فقط، عن أزمة حقيقية في القدرات الدفاعية الأمريكية، بعدما استهلكت كميات ضخمة من الصواريخ الاعتراضية في وقت قياسي، في مشهد أثار صدمة داخل وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون).
بحسب تحقيق نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن البنتاغون اضطر إلى نشر نظامي دفاع صاروخي من طراز THAAD داخل الاحتلال الإسرائيلي، وهو أمر غير مسبوق، حيث لم يسبق أن تم استخدام نظامين من هذا النوع في منطقة واحدة.
وقال المسؤول السابق عن سياسة الشرق الأوسط في البنتاغون، دان شابيرو، إن هذا الانتشار يعكس حجم التهديد الذي واجهته "إسرائيل"، لكنه في الوقت ذاته كشف مدى هشاشة المخزون الأمريكي.
ووفقًا لمسؤولين أمريكيين تحدثوا للصحيفة، أطلق الجنود الأمريكيون أكثر من 150 صاروخا اعتراضايا من طراز THAAD خلال تلك الأيام، وهو ما يعادل نحو ربع المخزون الذي تم شراؤه منذ 2010، الأمر بلغ حدًا دفع المسؤولين إلى دراسة نقل صواريخ اعتراضية كانت مخصصة لدولة حليفة أخرى – لم يكشف عن اسمها – إلى "إسرائيل"، رغم المخاطر التي كانت تهدد منشآت تلك الدولة النفطية خلال نفس الفترة.
ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد، فقد اضطرت البحرية الأمريكية إلى إرسال سبع مدمرات من طراز "آرلي بيرك" إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر، لإسقاط الصواريخ الإيرانية باستخدام صواريخ SM-3، لكن سرعان ما استنفدت الذخائر من هذه السفن، واضطرت للعودة إلى الموانئ لإعادة التسلح، في ظل غياب نظام لإعادة التحميل في عرض البحر، وهو ما وصفه الأدميرال جيمس كيلبي أمام الكونغرس في حزيران/ يونيو الماضي بأنه "نقطة ضعف حرجة في الجاهزية العملياتية".
وبحسب مصدرين في البنتاغون، للصحيفة فإن أداء صواريخ SM-3 كان أقل من المتوقع، حيث لم تتمكن من تدمير عدد كبير من الأهداف، ما زاد من القلق حول كفاءتها القتالية، كما واجهت الوحدات البحرية الأمريكية صعوبات في التنسيق مع الدفاعات الإسرائيلية، بسبب اعتماد الطرفين على الاتصال الصوتي، وهو ما أدى أحيانًا إلى تكرار إطلاق الصواريخ على نفس التهديد.
من الناحية الاقتصادية، تبرز خطورة هذا الاستنزاف بصورة أوضح، فتكلفة الصاروخ الواحد من طراز THAAD تصل إلى 13 مليون دولار، بينما يتراوح سعر صاروخ SM-3 بين 8 و25 مليون دولار، وفقًا لوثائق الميزانية الرسمية.
وتشير تقديرات الباحث لويس رومباو من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) إلى أن إعادة بناء مخزون THAAD فقط سيكلّف ما بين 1.5 إلى 2 مليار دولار، وسيستغرق أكثر من عام، علمًا بأن شركة "لوكهيد مارتن" لا تنتج أكثر من 100 صاروخ سنويًا.
وتعاني أنظمة THAAD أيضا من ضغط تشغيلي كبير، إذ إن خمسة من أصل سبعة أنظمة موجودة حاليا في الخارج: اثنان في "إسرائيل"، وواحد في السعودية، وآخر في جزيرة غوام، وآخر في كوريا الجنوبية، ما يضع وحدات التشغيل تحت عبء متواصل، ويمنعها من الحصول على فترات الراحة أو التدريب اللازمة، بحسب ضابط في وحدة الدفاع الجوي الأمريكي.
وفي ضوء هذه التطورات، حذر مدير برنامج الدفاع الصاروخي في CSIS، توم كاراكو، من أن تكرار مثل هذا السيناريو يمثل خطرًا لا يمكن تحمله، قائلًا: "الولايات المتحدة تستيقظ متأخرة على حقيقة أنها بحاجة إلى شراء كميات ضخمة من الذخائر الدفاعية... فالعالم الآن لا تحكمه الطائرات النفاثة فقط، بل وابل من الصواريخ الرخيصة التي يمكنها إنهاك أي ترسانة متقدمة".