يعرف بـ"أبو جعفر" وينحدر من مدينة جبلة الساحلية في سوريا، عمل في الحرس الجمهوري أيام الرئيس المخلوع بشار الأسد، واشتهر حينئذ بنشره صورا تظهر تنكيله بجثث المدنيين وقطع رؤوسهم، وهو متهم بارتكاب انتهاكات جسيمة وجرائم تعذيب ضد المعارضين لحكومة بشار، وبالاتجار بالمخدرات والخطف، وأسس عقب سقوط النظام مليشيا "لواء درع الساحل".

التجربة العسكرية

تطوّع مقداد لؤي فتيحة -وهو من الطائفة العلوية– في القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية، وانضم للحرس الجمهوري، كما قاتل في صفوف الفرقة 25 التابعة لسهيل الحسن الملقب بـ"النمر" ومبتدع البراميل المتفجرة، حسب ما أوردته صفحة أرشيف الثورة السورية.

ويُتهم فتيحة بارتكاب مئات الانتهاكات لحقوق الإنسان طوال فترة تطوعه بالحرس الجمهوري، خاصة عقب اندلاع الثورة عام 2011، وانتشرت له كثير من الصور ظهر فيها يقتل مدنيين ويمثل بجثثهم، بعضها وثقها بنفسه بالصوت والصورة، إلى جانب صور أخرى يجلس فيها قرب جثث مدنيين أحرقهم أحياء وبينهم أطفال، وأخرى يحمل فيها رؤوسا مقطوعة.

وتناقل ناشطون تغريدة له على موقع إكس نشرت عام 2021، يتباهى فيها بكونه لا يخاف من التهديدات، ويؤكد أنه لكثرة ما قتل ومثّل بالجثت فهو يعرف أعضاء جسم الإنسان أكثر مما يعرفها أطباء الطب الشرعي، ويقول إنه مثل بالجثث بقدر ما بث التلفزيون السوري من مسلسلات.

فتيحة يهدد إدارة الأمن العام السورية بشن هجمات (مواقع التواصل) "لواء درع الساحل"

استمرت عمليات فتيحة الإجرامية حتى بعض سقوط نظام بشار، لكنه وجهها لأول مرة ضد أبناء طائفته ممن رفضوا الانضمام له في العمليات والكمائن التي بدأ بشنها ضد قوات الأمن في الإدارة الجديدة.

إعلان

وأسس فتيحة لواء درع الساحل في فبراير/شباط 2025، وفي السادس من مارس/آذار ظهر في فيديو نشر على صفحة "مقداد فتيحة لواء درع الساحل الاحتياطية" يعلن التمرد على الحكومة السورية الجديدة.

وبعدها بأيام أعلن فتيحة تعاونه مع فصيل "جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا-أولي البأس" الذي أعلن عن تأسيسه في 4 مارس/آذار 2025، وقال إن "عملهم وقتالهم لتحرير الساحل السوري بدعم روسي".

وفي ليلة إعلان التأسيس، بدأت قوات درع الساحل وفلول النظام المخلوع، بشكل منظم وفي وقت واحد في مناطق عدة من الساحل السوري، استهداف عناصر من الشرطة وقوات الأمن الداخلي والعناصر التابعين لوزارة الدفاع، كما طال الاستهداف أي مدني يقود سيارة تحمل رقم محافظة إدلب.

وقتلت هذه القوات مع بداية العملية نحو 75 عنصرا من قوى الأمن الداخلي وعناصر الشرطة ومدنيين، وأسرت قرابة 200 عنصر وأصيب العشرات من قوات الدولة السورية والمدنيين بينهم صحفي.

وسيطر فلول النظام على معظم الساحل السوري ومواقعه الإستراتيجية والعسكرية، ووصلوا إلى قاعدة حميميم ومطار أسطامو والكلية البحرية واللواء 107، إضافة للجسور والمداخل والمخارج المؤدية إلى مدن الساحل، وانتشرت على طريق "إم 4" لقطع الطريق على القادمين من مناطق إدلب.

View this post on Instagram

A post shared by الجزيرة (@aljazeera)

وقد امتصت الحكومة السورية صدمة الهجوم المنظم من فلول النظام، وبدأت عملية استعادة المواقع التي سيطروا عليها من وحدات الأمن الداخلي، وبمساندة وزارة الدفاع في مدن اللاذقية وطرطوس وجبلة.

يُذكر أن النظام المخلوع كان قد حاول إعادة بناء الحرس الجمهوري عام 2015، عبر تشكيل لواء باسم "درع الساحل" للتركيز على الريف العلوي، وتقسيم المنطقة إلى مقاطعات طائفية.

وظهر فتيحة في فيديو مصور ثان في 13 مارس/آذار 2025 يرتدي لباس الأمن العام ويهدد قوات وزارة الدفاع والأمن بما سماه المرحلة الثانية من المعركة إذا لم تنسحب من قرى الساحل، وهدد بتفخيخ الطرقات وإعدام الأسرى واغتيال العناصر.

إعلان

وقد تداول رواد التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا آخر نسب لفتيحة أواخر مايو/أيار 2025، يهدد فيه الحكومة بسلسلة هجمات واعتقالات في حال لم تفرج عن المعتقلين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الساحل السوری

إقرأ أيضاً:

هذه أول إشارة من القسام قبل عشرة أشهر من وقوع هجوم 7 أكتوبر

سلطت صحيفة "معاريف" العبرية، الضوء على وصفته أول إشارة من مسؤول كبير في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، قبل عشرة أشهر من وقوع هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل عشرة أشهر من الهجوم، أصدر قائد لواء غزة في "القسام" بيانا صريحا يفيد بأن الحملة العسكرية القادمة لن تكون ردا على الاعتداءات الإسرائيلية، بل إن حماس هي من ستبدأ الحرب.

وأوضحت أنه "في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2022، نشرت صحفة مراسل كتائب القسام عبر تيلغرام، بيانا لعز الدين الحداد قائد لواء غزة، صرّح بأن الشباب سيدخلون الأراضي المحتلة من تحت الأرض وفوقها، وحماس ستضرب الأهداف الإسرائيلية من البحر والجو والبر".

وأشارت إلى أن الحدد قال في بيانه إن الاحتلال الإسرائيلي كان يعلم أن الحملة العسكرية الأخيرة كانت نزهة مقارنة بالحملة العسكرية القادمة، وذلك في إشارة للحرب الإسرائيلية على غزة عام 2021.

ولفت الحداد إلى أن حماس طورت أسلحتها "عشرات المرات" مقارنة بالحرب السابقة، والحملة العسكرية القادمة لن تكون ردا على العدوان الإسرائيلي، بل ستبدأها حماس بنفسها، وكتب: "استعدوا لهذا اليوم، والأيام كفيلة بإثبات ذلك".



ونوهت الصحيفة إلى أنه "في 25 أيار/ مايو 2022، أي قبل نحو سبعة أشهر من إعلان كانون الأول/ ديسمبر، نشرت صفحة إذاعة الأقصى التابعة لحماس على تليغرام رسالة فيديو من الحداد، قائد لواء غزة وعضو المجلس العسكري المصغر لحماس".

وبيّنت أنه "في هذه الرسالة، حذّر الحداد من أن إسرائيل سترى في الحملة العسكرية القادمة ما تفعله حماس. وادعى أنه إذا ظنت إسرائيل أن القضاء على قادة ومهندسي الإنتاج العسكري سيوقف تطوير حماس للصواريخ، فإنها "واهمة وستُفاجأ بدقة وقوة وتأثير هذه الصواريخ". وأعلن الحداد: "سندخل أرض الإسراء، نحن قادمون".

وختمت "معاريف": "في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أي قبل يوم واحد من الهجوم ، صدر أمر استعداد للقادة لهجوم "طوفان الأقصى"، بتوقيع قائد لواء غزة. ونص الأمر على أن تُعقد جلسة إرشادية للقوات في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الساعة 4:30 صباحًا. وكانت الأهداف المحددة في الأمر: الاستيلاء على مواقع الجيش الإسرائيلي والكيبوتسات في محيط غزة، واختطاف جنود ونقلهم بسرعة إلى قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • الإمام العياني.. نجم بزغ في سماء اليمن وقائد جمع بين السيف والقلم
  • هدم أجزاء من منزل في الأغوار الشمالية بعد انهياره فجأة
  • اللواء 444: الإطاحة بآمر مليشيا في غريان
  • «حملت منه سفاحًا».. التحقيق مع أسرة «قاصر» اعتدى عليها شقيقها بالمرج
  • الكونغرس يمهد لإلغاء قيصر… تحوّل مفصلي في الملف السوري
  • انتهاكات مستمرة.. قوات الاحتلال تتوغل في الجنوب السوري وتعتقل شابا
  • وزير الخارجية السوري: لا يمكن إغفال التحدي الخطير للاعتداءات الإسرائيلية
  • اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض
  • كيف تظهر تسريبات بشار الأسد أسلوب عمل النظام السوري المخلوع؟
  • هذه أول إشارة من القسام قبل عشرة أشهر من وقوع هجوم 7 أكتوبر