مباشر: أقر المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إعادة انتخاب المملكة العربية السعودية رئيساً للمجلس للعام 2024، وذلك خلال اجتماع المجلس التنفيذي 120 الذي عقد في مدينة سمرقند الأوزبكية.

وقال وزير السياحة السعودي رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية أحمد بن عقيل الخطيب - اليوم الجمعة: "كانت فترة الرئاسة الأولى للمجلس التنفيذي الذي قادته المملكة في عام 2023 حافلة بالمبادرات التي جمعت بين الشراكة والابتكار والتقدم، واعتمدت الإنجازات التي تحققت على الرؤية المشتركة والتعاون والالتزام الثابت بين جميع أعضاء المنظمة"، وفقا لوكالة أنباء السعودية "واس".

وأضاف: "لقد مهدنا جميعاً الطريق لبناء تصور لقطاع سياحي يتسم بالمرونة، ونحن نتطلع إلى مواصلة دورنا القيادي في عام 2024، ونستحضر تطلعات وآمال جميع الدول الأعضاء، وسوف نسعى جاهدين لتنفيذ المستهدفات بالشكل الذي يضمن استمرار القطاع السياحي في تحقيق التبادل الاقتصادي والتقارب الثقافي والإنساني بين دول العالم".

ونوه، بالدعم غير المحدود الذي تحظى به السياحة من القيادة في السعودية، مضيفًا أن هذا الدعم لا يقتصر على الداخل فقط إذ شمل ذلك تقديم مبادرات دولية مهمة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة ومن ذلك تأسيس المركز العالمي للسياحة المستدامة الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلال مبادرة السعودية الخضراء في أكتوبر 2021، وسوف يوفر المركز أفضل الممارسات لتلبية احتياجات القطاع بأكمله بما في ذلك الشركات الكبرى متعددة الجنسيات التي تمتلك أهدافًا واضحة وتجارب مميزة إضافة إلى المنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة التي تشكل 80% من القطاع، حيث أعلن المركز مؤخرا عن إطلاق مركز أبحاث دولي ليكون هيئة مرجعية رفيعة المستوى للأبحاث الهادفة إلى تسريع انتقال قطاع السفر والسياحة للحياد المناخي.

وأوضح وزير السياحة السعودي، أنه تأكيدًا لرؤية السعودية والتزامها بتشكيل مستقبل السفر العالمي، حققت السعودية أثناء رئاستها للمجلس في عام 2023 دوراً رائداً في قطاع السياحة، وإنجازات استثنائية، استندت إلى خطة واضحة تم تنفيذها بدقة، وأعطت هذه الرؤية الأولوية للتعاون العالمي، وشكلت أساساً للمبادرات الرائدة التي تهدف إلى إعادة تصور قطاع السياحة.

وأضاف، أنه استكمالًا لدورها الفاعل في قطاع السياحة العالمي، تستضيف السعودية فعاليات الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة لمنظمة السياحة العالمية في عام 2025 ضمن حدث استثنائي وتاريخي هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وتجسد هذه الاستضافة مكانة المملكة في المشهد السياحي العالمي، وجهودها لتعزيز السياحة المستدامة والتنمية العالمية الشاملة.

وكانت السعودية قد قامت بدور رائد في مبادرة فريق عمل إعادة تصميم السياحة من أجل المستقبل بالتعاون مع إسبانيا، حيث تسعى هذه المبادرة إلى تمكين منظمة السياحة العالمية من تلبية احتياجات قطاع السياحة الحيوي بشكل أفضل، مع التركيز على دورها المهم في تعزيز السياحة المستدامة والمسؤولة في جميع أنحاء العالم، فيما تواصل السعودية رفع المعايير في قطاع السياحة وتعزيز التعاون العالمي، بهدف تشكيل مستقبل أكثر تأثيرا لهذا القطاع خلال السنوات المقبلة.

للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

كلمات دلالية: لمنظمة السیاحة العالمیة المجلس التنفیذی قطاع السیاحة فی عام

إقرأ أيضاً:

السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi

عند الحديث عن تأثير أي نشاط تنموي أو اقتصادي، غالبًا ما يواجه المسؤولون – ولا سيما التنفيذيين منهم – سؤالًا جوهريًا: متى يبدأ التأثير الحقيقي بالظهور؟ وهل ما نقدمه من تحليلات هو مجرد تنظير بعيد عن الواقع، أم أنه قراءة قابلة للتطبيق يمكن قياس أثرها؟ وعند تأمل المشهد السياحي السعودي وما يشهده من حراك متسارع، يتضح أن تغير الانطباعات الدولية بات أمرًا ملموسًا، حتى من خلال أدوات بسيطة؛ كفيديوهات الأجانب الذين يشاركون تجاربهم داخل المملكة، أو التقارير الصحفية العالمية التي تتناول التحولات السعودية من زاوية السياحة وتجربة الزائر.

هذا المدخل يقود إلى ضرورة توضيح جوهر التحول؛ فالسياحة في المملكة أصبحت ركيزة مركزية في رؤية السعودية 2030، لا باعتبارها قطاعًا اقتصاديًا واعدًا فحسب، بل بوصفها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة السعودية عالميًا. وقد عمد المخططون في هذا السياق إلى وضع القطاع السياحي في قلب التحول الوطني، مستندين إلى تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي قادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم، وهو ما تؤكده مؤشرات الأداء المرتبطة بالرؤية.

ومن منظور اتصالي، يتضح أن “صورة الوجهة السياحية” ترتبط ارتباطًا مباشرًا بما يراه السائح، ويسمعه، ويعيشه خلال وجوده في أي دولة. وتجمع الدراسات على أن الصورة السياحية تُبنى من مزيج من العناصر: المعالم، البنية التحتية، مستوى التفاعل الثقافي، وقيمة التجربة نفسها. وهذه العناصر مجتمعة تُسهم في تشكيل الانطباع العام لدى الزائر، وتحمل أثرًا مباشرًا على صورة الدولة خارجيًا.

في السعودية، اتسع نطاق القطاع ليشمل السياحة الثقافية، والترفيهية، والبيئية، وسياحة اليخوت الفاخرة، إلى جانب السياحة الدينية التي تظل ركنًا رئيسًا في سوق السفر العالمي. وتلعب الجهات الرسمية، وعلى رأسها الهيئة السعودية للسياحة، دورًا محوريًا في الاتصال المؤسسي الدولي عبر حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” وبرامج الترويج المستهدفة، التي تبرز الثقافة السعودية وتراثها الغني وتجارب الزوار المختلفة. كما تعمل الهيئة على إشراك الشركاء الدوليين، تنظيم الفعاليات العالمية، والتعاون مع المؤسسات الإعلامية لتوصيل رسالة المملكة كوجهة عالمية متنوعة. 

وخلال الفترة الماضية، حرصت على متابعة حملات العلامة التجارية “Visit Saudi” ورصد أدائها في مختلف الأسواق الدولية. وعلى الرغم من النجاحات الواسعة التي حققتها هذه الحملات بوصفها واجهة محورية لصورة السعودية السياحية عالميًا، فإن تطويرها يستدعي قراءة نقدية لبعض الجوانب التي يمكن تحويلها إلى عناصر قوة تعزز حضورها وتأثيرها.

ومن أبرز التحديات التي لاحظتها الحاجة إلى مزيد من التجانس في الرسائل البصرية والقصصية، ولا سيما في أسواق أمريكا الجنوبية والشرق الأقصى. فغياب هذا التجانس قد يؤدي إلى تفاوت الانطباعات بين جمهور وآخر. ويمكن تحويل هذا التحدي إلى فرصة عبر بناء هوية سردية موحدة تستند إلى القصص السعودية الأصيلة، مع القدرة على التكيّف مع خصوصيات كل سوق مستهدف.

كما أن الحملات – شأنها شأن العديد من الحملات الإعلامية العالمية – تعتمد في بعض الأحيان على محتوى دعائي مباشر دون إظهار كافٍ للتجارب الحقيقية للزوار، مما قد يحد من مستوى المصداقية. ويمكن تجاوز ذلك عبر تعزيز دور المحتوى التوليدي من المستخدمين (UGC)، وإبراز قصص الزوار الدوليين بوصفها شهادات حيّة داعمة للثقة، مع ضرورة تبني استراتيجية منظمة لدعم هذا النوع من المحتوى وجذب شرائح جديدة من الزوار المحتملين.

ويظهر كذلك جانب يحتاج إلى تطوير، ويتمثل في ضعف الربط بين الرسائل الاتصالية والقطاعات السياحية المتخصصة كالسياحة البيئية، وسياحة المغامرات، والتجارب الثقافية العميقة. ويمكن تحويل هذا الجانب إلى فرصة عبر تجزئة المحتوى وإطلاق حملات دقيقة تستند إلى البيانات السلوكية لكل فئة من السياح، إلى جانب الاستفادة من صناع المحتوى المحليين الذين يمتلكون فهمًا عميقًا لثقافتهم وقادرين على تقديمها بطريقة جاذبة للسياح.

أما التحدي المتعلق بالمنافسة الإقليمية القوية، فيمكن أيضًا تحويله إلى مساحة تميز من خلال إبراز الهوية السعودية المتفردة، وما تحمله من عمق ثقافي، وتنوع جغرافي، وضيافة أصيلة، وهي عناصر جوهرية يصعب تقليدها وتمنح المملكة ميزة تنافسية واضحة في سوق السياحة العالمي. وبهذه الخطوات، يمكن لحملات “Visit Saudi” الانتقال من الترويج التقليدي إلى اتصال مؤسسي دولي مؤثر يعزز مكانة المملكة عالميًا.

بقي القول، تمثل السياحة السعودية اليوم أكثر من مجرد قطاع اقتصادي؛ إنها أداة استراتيجية لإعادة تشكيل صورة المملكة عالميًا. ومع استمرار تطوير حملات “Visit Saudi” وتعزيز سرديتها وتخصيص محتواها، يمكن للسعودية ترسيخ حضورها كوجهة دولية أصيلة وحديثة في آن واحد. فالعالم يبحث عن تجارب جديدة، والمملكة تمتلك المقومات، والرؤية، والهوية القادرة على صناعة هذا التحول.

ـــ

أكاديمي ومتخصص في الاتصال المؤسسي

السياحة السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • مجموعة ICIS: الرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» يُعيد صياغة قطاع الكيماويات العالمي
  • وزير السياحة: التغير المناخي يهدد التراث العالمي ويتطلب تعاوناً دولياً
  • برلمانية: المتحف المصري الكبير يضع مصر في صدارة السياحة العالمية
  • عاجل.. إعادة انتخاب بن سُليّم على رأس الاتحاد الدولي للسيارات (فيا)
  • ديوان المحاسبة يدخل المجلس التنفيذي لـ الأرابوساي
  • محافظ الغربية يترأس اجتماع المجلس التنفيذي ويكرّم السكرتير العام المساعد
  • تكليفات جديدة.. تفاصيل اجتماع محافظ الغربية بالمجلس التنفيذي اليوم
  • مصدر مطلع:الحلبوسي ،السامرائي،العباسي، احدهم لرئاسة البرلمان المقبل
  • مكتب التربية يعقد اجتماع المجلس التنفيذي الخامس والتسعين
  • السياحة السعودية وتغيير الانطباعات الدولية: حملة Visit Saudi