شكلت فعاليات ” أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”، الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته العاصمة السُّعُودية الرياض، مؤخراً، عملية تأهل فاعلة للبلدان والمؤسسات والمنظمات للمشاركة في مؤتمر اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ “ cop28”، والذي تستضيفه دولة الإمارات في مدينة إكسبو دبي من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري.


وأكد المشاركون في “أسبوع المناخ” أن التمويل المشترك يجب أن يكون هو الأساس الذي ينطلق منه العالم، وأهمية توظيف التقنيات واستخدام الهيدروجين الأخضر والأدوات الكفيلة بالوصول إلى الأهداف المستقبلية العالمية، وضرورة عمل الدول المتقدمة على المشروعات التي من شأنها تخفيف الأعباء الناتجة عن الانبعاثات الكربونية، وتعاون الدول فيما بينها بالمشاريع التي تخص الطاقة النظيفة التي تُعد تقنية جديدة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الحرارية والحد من بصمة الكربون في كثير من العمليات فيها.
وسلط” أسبوع المناخ” الضوء على القضايا، والتحديات، والفرص المتعلقة بالتغير المناخي، وإبداء الآراء حولها، جماعياً، ما يمكن الاستفادة منها ضمن أول عملية تقييم عالمية للتقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاقية باريس للمناخ التي تم إعلانها في مؤتمر تغير المناخ “ cop21” الذي استضافته باريس عام 2015.
– العمل معا لـ “ cop28” .
أوضح صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة في المملكة العربية السُّعُودية أن “أسبوع المناخ” يتناول موضوعات تسريع العمل المناخي والمناهج الشاملة للتعامل مع التغير المناخي بما في ذلك الاقتصاد الدائري للكربون الذي يشجع على توظيف التقنيات المتاحة واستخدام أشكال الطاقة المختلفة ويدعم انتهاز جميع الفرص التي تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بما يعين على تحقق الأهداف المناخية.
وحول “cop28” الذي تستضيفه الإمارات، قال وزير الطاقة السعودي خلال افتتاح “أسبوع المناخ” : “ علينا العمل معاً من أجل أن يصبح “cop28” في دبي قمة ناجحة وتبقى في الذاكرة لدينا جميعاً”.
من جهته، قال معالي سهيل المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية : ” لا يمكننا أن نوقف نظام الطاقة الذي نتعامل معه اليوم، بل أن نبني نظاماً جديداً للمستقبل، وقبل أن تكون لدينا طاقة مستدامة”.
– مبادئ تشاركية.
من جانبه، أكد معالي سامح شكري وزير الخارجية المصري أن المخرجات التي تنتج عن “أسبوع المناخ” تحمل الكثير من المبادئ التشاركية وتقاسم المسؤوليات والتواُؤم مع الظروف المناخية.
بدوره، أوضح سايمون ستيل الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تقف عند مَفرِقِ طرق، فهي لا تواجه الآثار المدمرة لتغير المناخ فحسب، بل تواجه أيضاً التحدي المتمثل في تحويل اقتصاداتها لضمان الرخاء في عالم يتماشى مع ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية.
وفي ذات السياق، أشار عبد الله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير الإقليمي للدول العربية في برنامَج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أن تغير المناخ والتدهور البيئي وندرة الموارد تقوض بالفعل التقدم الإنمائي في منطقة الدول العربية، ما يؤدي إلى تفاقم عدم المساواة وتآكل التماسك الاجتماعي، وظهور تحديات وتهديدات جديدة للصحة العامة والسلام والأمن.
– بيان المناخ.
أصدر الوزراء المعنيون بشؤون المناخ في الدول العربية بياناً مشتركاً عقب اجتماعهم في الرياض على هامش “أسبوع المناخ “، أكدوا فيه تعاضدهم والتزامهم في معالجة التغير المناخي وآثاره وتحدياته، وتحقيق أهداف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي وتعزيز التنفيذ الكامل والفعال لاتفاق باريس.
وأكدوا دعمهم التام لاستضافة دولة الإمارات العربية المتحدة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين “ cop28” .
وأشاد البيان الوزاري بالركائز الأربع لـ “cop28” وهي : تسريع عملية التحول العادل والمنصف والمسؤول للطاقة وخفض الانبعاثات قبل عام 2030، وإحداث تحول بمسار تمويل المناخ من خلال الوفاء بالوعود القائمة ووضع إطار لتوافق جديد بشأن التمويل، ووضع الطبيعة والشعوب وسبل العيش في صميم العمل المناخي، وحشد الجهود من أجل مؤتمر أطراف يحظى بمشاركة الجميع، مبينين أن دولهم تؤكد أن المخرجات تتواءم مع مبادئ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي واتفاق باريس والظروف والأولويات الإقليمية والوطنية.
وأوضح الوزراء أن المنطقة تواجه تحديات عدّة تشمل التغير المناخي، والتصحر، وشح المياه، وتدهور الأراضي والمحيطات، وحرائق وفقدان الغابات، وصعوبة التشجير، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث، والفيضانات والعواصف الرملية، وذلك يتطلب أخذ خطوات ملموسة لمعالجة هذه التحديات، منوهين بدور المنطقة المهم في معالجة التغير المناخي وآثاره.
كما تناول الاجتماع عدداً من القضايا المناخية حول التخفيف والتكيف والتمويل والاستثمار والحصيلة العالمية، والإستراتيجيات اللازمة للدفع بالعمل المناخي مع ضمان أمن والنمو والازدهار الاقتصادي في المنطقة، وتبادل الأفكار والخبرات ووجهات النظر حول هذه القضايا المناخية.
– وزراء الطاقة.
على هامش فعاليات أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عقد وزراء الطاقة والبترول لدول أوبك بلس، (البحرين والعراق والكويت وعمان والمملكة العربية السُّعُودية والإمارات العربية المتحدة والأمين العام لمنظمة أوبك) اجتماعاً في الرياض تناول مراجعة ظروف السوق والاتفاق على مواصلة التشاور مع جميع دول أوبك بلس، من خلال الآليات المتبعة بما في ذلك اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الإنتاج (JMMC) والاجتماعات الوزارية للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المشاركة من خارجها (ONOMM).
وأكد المشاركون في الاجتماع التزامهم بالقرارات المعلنة في 5 يونيو 2023 (الاجتماع الوزاري الـ 35 للدول الأعضاء في منظمة أوبك والدول المشاركة من خارجها)، بالإضافة إلى تعديلات الإنتاج الطوعي الجماعي والفردي.
– ثلاث مبادرات.
أطلق “أسبوع المناخ” ثلاث مبادرات تضمنت : آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري في المملكة العربية السُّعُودية، وخارطة الطريق لهدف مبادرة “السُّعُودية الخضراء” المتمثل بزراعة 10 مليارات شجرة، ومبادرة تمكين إفريقيا المبنية على مبادرة حلول الطهي النظيف لتوفير الغذاء.
تعدّ مبادرة “السُّعُودية الخضراء” واحدة من أكبر مبادرات إعادة التشجير في العالم بهدف زراعة 10 مليارات شجرة بنسبة 1% من هدف التشجير العالمي، و(20%) من هدف زراعة 50 مليار شجرة التي حددته مبادرة “الشرق الأوسط الأخضر”.
– آلية السوق.
أعلنت اللجنة الوطنية لآلية التنمية النظيفة في المملكة العربية السُّعُودية، مبادرة “تفعيل آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري، وذلك ضمن جهود المملكة لمواجهة تحديات تغيّر المناخ وتمكين المؤسسات من تقليل انبعاثاتها بما يحقق مستهدفات الاستدامة البيئية في رؤية السُّعُودية 2030.
جاء الإعلان عن هذه المبادرة، تطبيقًا لمبادرة طرح آلية السوق المحلية التي أعلنتها المملكة خلال مبادرة “السُّعُودية الخضراء” على هامش مؤتمر الأطراف السابع والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي “ cop27” الذي استضافته جمهورية مصر العربية بمدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022.
وذكرت السُّعُودية أن آلية السوق لتعويض وموازنة غازات الاحتباس الحراري ستكون متاحة لجميع الجهات داخل المملكة، حيث تعد حافزاً لتطوير أنشطة خفض الانبعاثات وإزالتها؛ لتحقيق مستهدف المملكة الطموح للوصول إلى الحياد الصفري بحلول 2060.
– تمكين أفريقيا.
أوضحت وزارة الطاقة السُّعُودية في بيان صحفي أن مبادرة “تمكين إفريقيا”، تقوم على مبادرة حلول الطهي النظيف لتوفير الغذاء، الذي يعدّ عنصراً رئيساً في مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، كما أن المبادرة التي ستمكن المجتمعات في جميع أنحاء إفريقيا، تُمثل خطوة مهمة في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين حياة الملايين.
كما تقدم المبادرة حلولًا مستدامة على مستوى العالم، التي يواجه كثير منهم أضرارا هائلة بسبب ممارسات الطهي التقليدية الخطرة، مثل استخدام الفحم والخشب، ويمكن لحلول الطهي النظيف إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح من خلال التخفيف من المخاطر المرتبطة بهذه الممارسات التقليدية.
أقيم”أسبوع المناخ” في الرياض من 8-12 أكتوبر الجاري بمشاركة 9 آلاف شخص يمثلون 127 جنسية في أكثر من 240 جَلسة حوارية، ضمن الأسابيع الإقليمية الأربعة التي تنظمها الأمم المتحدة بشأن المناخ خلال عام 2023.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التغیر المناخی أن تغیر المناخ أسبوع المناخ الشرق الأوسط آلیة السوق المناخ فی ع ودیة

إقرأ أيضاً:

“القناة 12” العبرية: إسرائيل على مشارف أسبوع من القرارات والحسم بشأن غزة

#سواليف

أفادت “القناة 12” العبرية مساء امس السبت، بأن #إسرائيل على مشارف أسبوع من #القرارات و #الحسم في ما يتعلق بالحرب على #غزة.

وقالت إن رئيس الأركان المقدم إيال زامير سيجتمع يوم الأحد مع المجلس الوزاري السياسي والأمني ​​المصغر، ليؤكد أن الجيش يحقق الأهداف التي حددها “الكابينيت”.

ومن المتوقع أن يُكمل الجيش الإسرائيلي خلال أيام قليلة تقدمه نحو الخطوط التي حددت له في عملية “عربات جدعون”، وهي العملية الجارية حاليا في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة طلبة التوجيهي مرتاحون لامتحان الرياضيات / الورقة الثانية 2025/06/29

وفي الواقع، سيسيطر جيش الدفاع الإسرائيلي عسكريا على ما يقرب من 75% من أراضي قطاع غزة.

وذكرت القناة العبرية أن القيادة الجنوبية تستعد لتخصيص المزيد من القوات للحملة في إطار الاستعدادات وإمكانية استمرار العملية.

ووفق المصدر ذاته، سيعرض #الجيش_الإسرائيلي جميع البدائل والاحتمالات، وسينتظر في الواقع قرار القيادة السياسية إما استكمال احتلال القطاع وهو أحد الخيارات، أو التوصل إلى اتفاق، مشيرا إلى أن الخيار الآن هو حكم عسكري في القطاع.

وأوضحت القناة العبرية أن ضغطا كبيرا يمارس على رئيس المكتب السياسي لحركة #حماس في غزة، رئيس الوفد المفاوض خليل الحية، حيث يُطالبه مقربوه بالتوصل إلى اتفاق الآن لأنه متروك وحيدا بلا دعم وليس لديه من يساند حماس، كما كان قبل العملية الإسرائيلية في إيران.

كما تطلب إسرائيل من الولايات المتحدة الضغط على قطر، ومن ثم على #حماس، ليحدث اختراقا، وفق المصدر ذاته.

ويبين المصدر أنه ومع ذلك، تمارس الولايات المتحدة ضغوطا أيضا على رئيس الوزراء #نتنياهو إذ تستخدم جميع أدواتها للدفع نحو اتفاق.

ولفتت في السياق إلى أن الوقت حان لاتخاذ قرارات قيادية جريئة.

وقدّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل وحماس على وشك التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة، حيث قال: “أعتقد أننا قادرون على التوصل إلى وقف إطلاق نار خلال الأسبوع المقبل”.

وفي الأيام الأخيرة، جرت مناقشات محمومة سعيا للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، ويسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير رون ديرمر إلى تفعيل الاتفاق بينما يعزز القطريون أيضا مشاركتهم ويضغطون على حماس.

وقال مصدر إسرائيلي: “بعد العملية في إيران، ازدادت فرص التوصل إلى اتفاق.. لم تعد حماس تحظى بالدعم الإيراني ولم يعد لها حزب الله.. لم يبق لها سوى القطريين والضغط يتصاعد من الداخل أيضا.. حماس تريد حقا وقف إطلاق النار لمنع انهيار النظام”.

هذا، ولا يزال الجدل قائما حول صفقة الرهائن بسبب مطالبة حماس إسرائيل بموافقتها على إنهاء الحرب في غزة كجزء من الصفقة، فيما يحاول ويتكوف مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط إيجاد صيغة متفق عليها.

مقالات مشابهة

  • “مسام” ينزع (1.493) لغمًا في الأراضي اليمنية خلال أسبوع
  • تقرير أممي يدعو لتجريم التضليل المناخي وفرض تعويضات
  • أعربت عن قلقها من تقويض العجز لقدرة “النامية”.. المملكة تدعو لالتزام دولي بتمويل العمل المناخي
  • دورة “الثقافة السياحية لبلدياتنا” تعزز التعاون بين المدن السياحية
  • في مجلس حقوق الإنسان.. المملكة تدعو لالتزام دولي عادل في تمويل العمل المناخي
  • “الفوسفات” تعزز مكانتها بالحصول على شهادة ايزو عالمية لأمن المعلومات
  • سقطرى على حافة الخطر.. التغير المناخي والسياحة العشوائية يهددان “جنة اليمن”
  • “القناة 12” العبرية: إسرائيل على مشارف أسبوع من القرارات والحسم بشأن غزة
  • البيئة تترأس اجتماع لمشروع تعزيز دور مصر القيادي في ابتكار التكنولوجيا النظيفة للعمل المناخي
  • البيئة تترأس اجتماع مشروع الابتكار المناخي بدعم من اليونيدو وGCF