موقع 24:
2025-05-13@10:04:00 GMT

لماذا أوروبا؟

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

لماذا أوروبا؟

في الأحداث الكبرى تحضر المقارنات من تلقاء نفسها كمعيار يستشف به مآل المجريات الراهنة. لذلك سرعان ما شبّه البعض حرب غزة بحرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، وقال البعض الآخر إنها 11 سبتمبر (أيلول) غزّاوي. أما الذين مضى عليهم وقت أطول في واحات الشرق الأوسط، فلا بد لهم من 1967 ومن 1956 حرب السويس وفق الغرب، مع اعتداء بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وعارضته أميركا في إنذار شهير.

الآن تقف أوروبا للمرة الأولى في تأييد مطلق لإسرائيل، وتقف معها أميركا، أيضاً على نحو غير مسبوق: بريطانيا تضيء 10 دوانيغ ستريت بعلم إسرائيل، وأميركا ترسل أحدث وأهم الطائرات لحماية إسرائيل مرفقة بموقف من رئيسها، غير مألوف في سرعته وحدّتِه وإشهارهِ.
السرعة في اتخاذ الموقف الأوروبي تدعو إلى التساؤل: هل هو ضغط أميركي شديد؟ هل هو خوف من هزيمة إسرائيل في حوض المتوسط؟ ما الذي يجعل فرنسا، للمرة الأولى، منذ ديغول تتجاهل أهمية علاقاتها العربية، وماذا يحمِل إيطاليا على ذلك أيضاً، وهل أراد رئيس وزراء بريطانيا القول لشعبه وللعالم أجمع، إن ولاءه هو لِلعَلم «يونيون جاك» وليس للون بشرته.
حتى في اليوم الأول من حرب غزة اتضح أنها سوف تتفرع منها حروب كثيرة. أو إلى وحدة الساحات. غير أن المفاجأة الكبرى كانت الموقف الأوروبي الذي تجاوز كل التقاليد الأوروبية السابقة في علاقات القارة مع فرقاء المنطقة. وربما كان أحد أسباب هذا التحول تلازُم الوضع في غزة مع الحرب الأوكرانية وتأثيرها المباشر على القارة، ولا شك أن هذه قد غيرت حتى في طبيعة العلاقة بين أميركا وأوروبا، بحيث أصبحت الأخيرة معتمدةً أكثر من أي وقت مضى على القرار الأميركي وشراكة «الناتو».
من أجل التمعن في مدى الجزَع الأوروبي، لا بد من أن نلاحظ الخروج عن التقاليد الديموقراطية. فقد منعت بريطانيا، على سبيل المثال، المظاهرات المعادية لإسرائيل، وأضاءت برلين بوابتها الشهيرة باللون الأزرق، في خطوةٍ لها أكثر من مغزى في نوعية العلاقة بين ألمانيا وإسرائيل. ولم تتأخر النمسا في الانضمام إلى تظاهرة العلم الأزرق، وكأنما فريق الدول النازية السابقة يريد التشديد على وقوفه إلى جانب إسرائيل في الأزمات الوجوديّة.
قد لا تكون أوروبا الأكثر خوفاً من تداعيات حرب غزة التي لا تزالُ في بداياتها. لكنها بالتأكيد الأكثر حساسيةً لانعكاساتها، خصوصاً بسبب أعداد حاملي الجنسيات المزدوجة من الإسرائيليين، وكثيرون منهم بدأوا بالعودة إلى بلدانهم القديمة. والملفت أن موجةً من الأوروبيين تحمِّل نتنياهو مسؤولية الحرب، بالإضافة إلى موجة من الكتاب الإسرائيليين الذين قال أحدهم لصحيفة «هآرتس» أنه لا يجوز تحميل مصير الأمة إلى «غانجستر».

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

قادة بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا

طالب قادة العديد من الجماعات السياسية في البرلمان الأوروبي اليوم السبت، إسرائيل بالاستئناف الفوري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الذي يواجه المجاعة نتيجة الحصار الذي تفرضه عليه.

ودعا القادة في بيان إلى التحرك الفوري من جانب الحكومة الإسرائيلية، بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، لضمان الدخول غير المقيد للمساعدات الإنسانية الضرورية لسكان قطاع غزة.

ودعا البيان إلى التحرك الدولي الفوري والفعال لتخفيف الأزمة الإنسانية التي لا تُحتمل في غزة على خلفية الحصار الذي تفرضه إسرائيل ويمنع وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين الذين يعيشون في أوضاع غير إنسانية.

وأدان الموقعون على البيان "أي عمل من أعمال تسييس أو عسكرة المساعدة الإنسانية".

وفي الوقت نفسه، دعا زعماء الكتل البرلمانية الأوروبية الاتحاد الأوروبي إلى بذل جهود دبلوماسية استباقية لتحقيق هدنة دائمة في غزة وإعادة التأكيد على التزام البرلمان الأوروبي بحل الدولتين.

وأصدر البيان مانفريد فيبر، من كتلة حزب الشعب الأوروبي، وإيراتكس جارسيا من مجموعة الاشتراكيين والديمقراطيين، وفاليري هاير من كتلة تجديد أوروبا، وتيري رينتكه وباس أيكهوت من تكتل الخضر/ التحالف الأوروبي الحر، ومارتين شيردفان مناليسار.

إعلان

وكانت الأمم المتحدة حذرت في وقت سابق اليوم من استخدام إسرائيل للمساعدات في غزة كـ"طعم" من أجل إجبار الفلسطينيين على النزوح من مناطقهم، خاصة من شمال القطاع إلى جنوبه، مؤكدة عدم وجود "فشل" في توزيعها.

ووسط حصار خانق تفرضه إسرائيل على قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، سجّلت أسعار السلع الأساسية مستويات غير مسبوقة وصفت بالخيالية.

والأربعاء، أعلنت منظمة المطبخ المركزي العالمي، التي تقدم وجبات طعام لسكان غزة منذ بداية حرب الإبادة، أنها لم تعد قادرة على طهي وجبات جديدة جراء نفاد الإمدادات الغذائية وشحنات الوقود اللازمة لطهي الوجبات أو إعداد الخبز جراء الحصار الإسرائيلي.

كما أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى، قطاع غزة "منطقة مجاعة"، بفعل الحصار الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرة.

مقالات مشابهة

  • «أميركا أولاً» تشمل إسرائيل أيضاً
  • بريطانيا: قيود أكثر تشددًا على تأشيرات العمل
  • الذهب يتراجع أكثر من 2% بعد اتفاق أميركا والصين التجاري
  • لماذا خرج ريال مدريد بموسم صفري؟
  • لماذا أكثر أهل النار من النساء؟ .. الإفتاء تجيب
  • أميركا تبلغ إسرائيل بأن إفراج حماس عن محتجز أميركي سيؤدي للإفراج عن المزيد
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في احتفالية بعثة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة
  • لماذا الجهر بالدعاء في الأقصى يخيف إسرائيل؟
  • «أخبار سيئة» لريال مدريد بعد «الوداع الأوروبي» لبرشلونة!
  • قادة بالبرلمان الأوروبي يطالبون إسرائيل بإنهاء حصار غزة فورا