منذ أكثر من 50 عامًا، كنت عضوًا شابًا في مجلس الشيوخ عندما زرت إسرائيل لأول مرة بصفتي عضوًا حديثًا في مجلس الشيوخ، كان لدي اجتماعًا طويلًا مع غولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، في مكتبها قبل حرب يوم الغفران في أكتوبر 1973، خرجنا إلى الخارج ووقفنا هناك بصمت ناظرين إلى الصحافة. انحنت غولدا نحوي وهمست في أذني، قائلة: 'لا تقلق، يا سيناتور بايدن، لدينا سلاح سري هنا في إسرائيل، ليس لدينا مكان آخر نذهب إليه، هكذا عبر جو بايدن خلال خطابه الأخير عما ينتظر العرب من كوارث تجاه الصراع العربي الصهيوني.

بعد 50 عاما  لنا أن نتوقف ونتأمل لحظة في ما قالته "جولدا"، أن ليس هناك مكان آخر يمكن أن يكون مأوىًا لهم، إنهم ليس لديهم مكان آخر يمكن أن يكونوا فيه، وهم يؤمنون بهذا بقوة  لهذا السبب، ورغم القوة والتسليح الذي يمتلكونه، يخشون فكرة المغادرة عن فلسطين. فإلى أي مكان آخر سيذهبون؟ وإلى أي مأوى سيتجهون؟.

رغم ما تمتلك إسرائيل من قوة وعتاد، فإنهم يدركون أنه إذا تحققت نهاية معينة، فإن تشريدهم سيكون مصيرهم الحتمي والنهائي. لن تقبلهم دولة أخرى، ولن ترحب بهم منظمة عالمية. ولذلك، يبدو أنهم يلعبون دور المجنون الذي يقتل بشراسة وعدوانية، دون رحمة أو تفكير في العواقب، لأنهم يعتقدون أنها حرب من أجل البقاء أو الخروج.

تنويه: في نفس الخطاب، يقول بايدن: "إن وحشية حماس، وهذا التعطش للدماء، يذكر بأسوأ مظاهر داعش، هذا هو الإرهاب. لكن للأسف، بالنسبة للشعب اليهودي، هذا ليس جديدًا، هذا الهجوم يجلب إلى الذاكرة ذكريات مؤلمة وجروحًا خلفتها آلاف السنين من معاداة السامية والإبادة الجماعية ضد الشعب اليهودي".

لك أن تتخيل، عزيزي القارئ، كيف ستكون ردة فعل المحتل بعدما يستمع إلى هذا الدعم من قبل رئيس أكبر دولة في العالم، كيف ستكون ردة فعله، وما هي منطقية تصاعد هجومه بناءً على هذا الدعم؟.

نحن ندرك جميعًا أننا معروفون بأننا يواجهون كيانًا مُجرمًا بشعًا للغاية، لا يمتلك رحمة ولا شفقة تجاه أحد تحت وطأته، الساسة يطلبون منا الهدوء، وبعض الخبراء يلومون حماس، ويعتمدون على القوة الهائلة لإسرائيل. قد يكونون محقين، ونحن لا نرفض الحلول الدبلوماسية، لكن هل يمكن أن نسأل: ما رأيكم في الأمر التالي؟

"لدينا فلسطين المحتلة وإسرائيل المختلَّة"، فهل من لومٍ على المقاومة؟…

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: يوم الغفران حماس داعش مجلس الشيوخ معاداة السامية الصراع العربي مکان آخر

إقرأ أيضاً:

فلسطين: سحب تشيلي ملحقيها العسكرييْن من إسرائيل خطوة شجاعة

فلسطين – أشادت فلسطين، امس الأربعاء، بقرار تشيلي سحب ملحقيها العسكرييْن من سفارتها لدى إسرائيل؛ احتجاجا على استمرار الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب منذ 20 شهرا في قطاع غزة.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان، إنها ترحب “بقرار الرئيس التشيلي جابرييل بوريك سحب الملحقيْن العسكرييْن من سفارة بلاده لدى تل أبيب”.

وأضافت أن هذه الخطوة تأتي “احتجاجا على استمرار العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومنع إدخال المساعدات، وحرمان أكثر من 2 مليون فلسطيني من حقهم الإنساني من الحصول على الغذاء والدواء والخدمات الأساسية”.

الرئاسة الفلسطينية وصفت قرار تشيلي بـ”الخطوة الهامة والشجاعة، التي تعبر عن الرفض الدولي لما تقوم به سلطات الاحتلال من إجرام وقتل وتدمير وتجويع بحق الشعب الفلسطيني”.

وتابعت قائلة: “خطوة إضافية للضغط على سلطات الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا”.

ودعت إلى “مواقف دولية جادة وفورية لإجبار دولة الاحتلال على وقف حربها الدموية في قطاع غزة، واعتداءاتها في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وامتثالها لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي”.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

والأربعاء، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية: “وجَّه رئيس تشيلي غابرييل بوريك بسحب الملحقيْن العسكرييْن لبلاده من إسرائيل”.

ووصفت هذه الخطوة بأنها “تصعيد جديد في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ اندلاع حرب غزة، والاتهامات الموجهة لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب”.

وقالت الخارجية التشيلية على موقعها الإلكتروني، إن سفارتها أبلغت السلطات الإسرائيلية “سحب الملحقين العسكريين والدفاعيين والجويين، اللذين كانا يؤديان مهامهما في بعثتنا في تل أبيب”.

وأرجعت القرار إلى “الحالة الإنسانية البالغة الخطورة التي يعيشها السكان الفلسطينيون في قطاع غزة، نتيجة للعملية العسكرية غير المتناسبة والعشوائية للجيش الإسرائيلي”.

كما أرجعته إلى “العقبات المستمرة التي تحول دون السماح بدخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية”.

ومنذ 18 عاما تحاصر إسرائيل غزة، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع مجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.

ودعت تشيلي إسرائيل إلى “وقف عمليتها العسكرية في الأرض الفلسطينية المحتلة، والسماح بدخول المعونة الإنسانية، واحترام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي”.

ووفق “يديعوت أحرونوت” كان لدى تشيلي ثلاثة ملحقين عسكريين للبحرية والبر وسلاح الجو، إلا أن “أحدهم سُحب قبل أشهر أما الآن، فقد تم سحب الاثنين المتبقيين بشكل نهائي”.

وقبيل خطاب بوريك السنوي للأمة الأحد المقبل، قدرت مصادر دبلوماسية إسرائيلية “أن هناك احتمالا كبيرا أن يعلن الرئيس قطع العلاقات تماما مع إسرائيل”، حسب الصحيفة.

وتابعت المصادر: “هذه الخطوة الجديدة تُعد تصعيدا إضافيا في العلاقات، بعد أن أعلن الرئيس التشيلي في 31 أكتوبر 2023 استدعاء السفير التشيلي من إسرائيل”.

والخميس الماضي، قال بوريك عبر منصة “إكس”، إن “الحكومة الإسرائيلية تقوم بتطهير عرقي في غزة، ووصل الأمر إلى حد أن آلاف الأطفال قد يموتون في الساعات القادمة لأن إسرائيل لا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية”.

وأكد أن “من يقومون بهذا ومن يغضون الطرف عنه، مجرمو حرب وستحاسبهم الإنسانية بطريقة أو بأخرى، وتمارس تشيلي الضغوط اللازمة على جميع المنابر لوضع حد لهذه الوحشية”.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الإعلام يحجز مكانًا جديدًا
  • ليلة رعب في إسرائيل.. اليمن يستهدف تل أبيب ب 16 صاروخا خلال شهر
  • ماذا نعرف عن مشروع التهويد الأخضر الذي تنفذه إسرائيل؟
  • الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
  • فلسطين: سحب تشيلي ملحقيها العسكرييْن من إسرائيل خطوة شجاعة
  • الأردن يدين قرار إسرائيل بالموافقة على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
  • محللون: غزة لن تتبخر وإسرائيل خسرت أمورا لا يمكن تعويضها
  • بن جامع يُلقي كلمة حول الوضع في فلسطين المحتلة
  • فلسطين تطالب بتحرك دولي: الاحتلال يتعمد تأجيج الأوضاع في الضفة
  • إسرائيل تصادق على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة