العريش "أ.ف.ب ": ما أن تطفئ الطائرات العسكرية محركاتها إثر هبوطها بمطار العريش بشمال سيناء حتى يهرع العاملون لتفريغ شحنات المساعدات المرسلة إلى قطاع غزة المحاصر والمعرض للقصف اليومي منذ أسبوعين.

وبين جلبة إصدار الأوامر وهدير الرافعات تُحمل الشحنات القادمة من بلدان عدة وتضم الغذاء والدواء على شاحنات تتوجه بعد ذلك إلى معبر رفح الحدودي، منفذ قطاع غزة الوحيد على العالم الخارجي غير الخاضع لسلطة الاحتلال الاسرائيلي الذي اغلق كافة معابره وفرض حصارًا مطبقًا على القطاع منذ هجوم حماس المباغت في 7 أكتوبر.

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس أن حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع تخطت الخمسة آلاف شهيد، معظمهم مدنيون، وبينهم 2055 طفلا.

من جهتها، اكدت الأمم المتحدة إلى أن سكان غزة يحتاجون إلى 100 شاحنة يوميا بشكل عاجل من المعونات والمساعدات الانسانية، في وقت تشدد فيه الدولة العبرية حصارها على القطاع منذ بدء الحرب مع حماس، فهي تقوم بقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود والغذاء.

ومن اجل تخفيف معانة سكان غزة، سارعت عدة دول عربية واجنبية في ارسال طائرات شحن الى مطار العريش الذي خصصته مصر لتلقي المساعدات المرسلة إلى غزة ويبعد نحو 45 كيلومترا من المعبر الحدودي.

واليوم الاثنين، قال وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة إن تركيا أرسلت طائرتي شحن إلى مصر تحملان معدات وإمدادات طبية لغزة، مضيفا أنه سيتم إرسال طائرتين أخريين محملتين بمزيد من الإمدادات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر أرسلت تركيا ثلاث طائرات تحمل مساعدات لغزة. وأرسلت امس أيضا فريقا طبيا وإمدادات إلى مصر، وقالت إنها مستعدة لعلاج الجرحى الفلسطينيين في تركيا، إذا لزم الأمر، وإنشاء مستشفى ميداني في مطار العريش المصري ومعبر رفح الحدودي.

وفي منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس (تويتر سابقا)، قال قوجة إن طائرتي الشحن تحملان أدوية ومولدات وإمدادات طبية وحضانات للأطفال والمعدات والآلات المستخدمة في العلاج الضوئي وحفاضات وأغذية للأطفال.

وأضاف وزير الصحة التركي أن من بين الإمدادات الطبية معدات للاستخدام في حالات الطوارئ وطاولات عمليات وأجهزة تنفس صناعي وأجهزة العلاج بالموجات فوق الصوتية ومستلزمات علاج إصابات العظام.

ومضى قائلا "سيتم إرسال (محتويات) طائرات المساعدات الطبية الأربع المزمعة إلى غزة في شكل مساعدات من مصر إلى غزة عبر الطرق السريعة".

ورفح هو المعبر الرئيسي للدخول والخروج من غزة الذي لا يقع على الحدود مع إسرائيل. ومنذ أن حاصرت إسرائيل القطاع ردا على هجوم شنه مسلحو حماس في السابع من أكتوبر، أصبح معبر رفح محور الجهود المبذولة لتوصيل المساعدات.

وبدأ تسليم المساعدات الإنسانية عبر رفح يوم السبت بعد خلافات بشأن إجراءات فحص المساعدات وبعد أن علقت مواد الإغاثة في مصر بسبب القصف الإسرائيلي على جانب غزة من الحدود.

وحتى الآن، دخلت ثلاث قوافل تحمل مساعدات إلى غزة من رفح لكنها لا تحتوي إلا على جزء صغير من الكمية التي يقول مسؤولو الأمم المتحدة إنها ضرورية لتلبية الاحتياجات الأساسية للقطاع الذي يقطنه 2.3 مليون شخص.

في هذه الاثناء، عبرت قافلة مساعدات جديدة من مصر إلى غزة اليوم الإثنين، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة فرانس برس، هي الثالثة تتجه الى القطاع المحاصر منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.

وقال مسؤول في منظمة الهلال الأحمر المصري لفرانس برس إن قافلة "تضم 20 شاحنة وتتبع التحالف الوطني للعمل التنموي"، وهو تحالف مصري يضم العديد من جمعيات واتحادات العمل الأهلي.

وأشار الى أن هذه الشاحنات محمّلة بـ"الماء والمستلزمات الطبية والمواد الغذائية الجافة".

وتضاف القافلة الجديدة الى اثنتين دخلتا القطاع يومي السبت والأحد، إذ "تم خلال اليومين الماضيين إدخال 34 شاحنة مساعدات إنسانية على دفعتين عبر المعبر"، على ما أفاد مسؤول الهلال الأحمر المصري.

وفي وقت سابق، اضطر العديد من الشاحنات للانتظار أياما أمام المعبر أو في مدينة العريش قبل أن يُفتح معبر رفح السبت لأول مرة بعد 15 يوما من الحصار الكامل وقطع الماء والغذاء والكهرباء عن القطاع الذي يقطنه 2,4 مليون شخص.

وخلال امس، وفي أقل من ساعة هبطت بمطار العريش طائرتان وطائرة سارع العشرات من العاملين بمنظمة الهلال الأحمر المصري لتفريغها.

ومن بين الشاحنات التي تحمل المساعدات عبرت شاحنتان فقط معبر رفح في اتجاه غزة حتى امس، وتأمل الدول التي ارسلت المساعدات ان يتم دخول جميع الإمدادات، بدون تأخير الامر الذي سينعكس عبور المساعدات المكدسة في العريش ورفح.

وقال إن المساعدات في الدوحة "جاهزة للإرسال في أي وقت".

ووصف منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة مارتن غريفيث، عبر حسابه على منصة إكس، المساعدات التي يتم تسليمها إلى غزة بأنها "بصيص أمل صغير"، وأكد على أن سكان القطاع "يحتاجون إلى المزيد والمزيد".

من جهته، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو توافقا على أن "تستمر" المساعدات بالتدفق إلى قطاع غزة.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: معبر رفح إلى غزة عبر رفح

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: الاتفاق السياسي هو السبيل الوحيدة لإنقاذ سكان غزة

قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة هشام مهنا إن القطاع يغرق في بحر من الأزمات التي لا يمكن الخروج منها إلا باتفاق سياسي يضمن إدخال كافة احتياجات الناس بشكل آمن ومستمر.

وأكد مهنا -في مقابلة مع قناة الجزيرة- أنه لم يعد هناك أي مسوغ أخلاقي أو قانوني لمواصلة الحرب التي تقتل النساء والأطفال والرجال جوعا أو خلال سعيهم للحصول على حفنة من الطعام ربما يفقدوا حياتهم بسببها.

ولم يتوقف المستشفى الميداني التابع للصليب الأحمر في غزة عن استقبال الشهداء والمصابين الذين يصلون من مناطق توزيع المساعدات، وفق مهنا الذي قال إن قدرات المستشفى قد استنزفت كغيره من المستشفيات والمؤسسات المتبقية في القطاع.

وتتواصل اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع كافة الأطراف من إسرائيل إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والدول المؤثرة من أجل وقف الحرب وإدخال احتياجات الناس بشكل آمن.

واعتبر مهنا أن الحديث عن إدخال عدد من الشاحنات سواء وصلت أو سرقت لا يمكن ترويجه لحل لما يعيشه القطاع من احتياج شديد لكل شيء، وقال إن غزة تغرق في بحر الأزمات وإن الحل يكمن في إغراقها بالمساعدات.

وتشمل الاحتياجات العاجلة للقطاع الوقود والمواد اللازمة لإعادة تأهيل البنى التحتية للمياه والصرف الصحي إلى جانب الطعام والدواء، كما يقول مهنا.

انتقادات غربية

وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– وأخبره أن عليه "تغيير طريقته" فيما يتعلق بالحرب على غزة، مؤكدا أن سكان القطاع الفلسطيني "يتضورون جوعا".

كما تحدث قادة غربيون عن ضرورة إدخال المساعدات ووقف إطلاق النار، وذلك بعدما انسحبت إسرائيل والولايات المتحدة بشكل مفاجئ من المفاوضات الأسبوع الماضي.

ووصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا إلى مستويات غير مسبوقة في الآونة الأخيرة وفق تقارير محلية ودولية إذ تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 147 شهيدا بينهم 88 طفلا وفقا للمصادر الطبية في القطاع.

إعلان

وأمس الأحد، سمحت إسرائيل بإدخال عدد قليل جدا من شاحنات المساعدات كما قامت بعض الدول بإنزال مساعدات جوا، لكن الأمم المتحدة أكدت إن الحل الوحيد يكمن في فتح المعابر وإدخال المساعدات بشكل كامل ومن دون قيود.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: سكان غزة يواجهون كارثة إنسانية بأبعاد مروعة
  • مصر وقطر والأردن والسعودية تتوحد على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لدعم وقف النار وإعادة إعمار غزة
  • مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية: القطاع يحتاج إلى 1000 شاحنة يوميا لتجاوز المأساة الراهنة
  • غزة – 87 شاحنة مساعدات دخلت القطاع اليوم
  • وزير الخارجية النرويجي: يقتل في المتوسط صف دراسي من الأطفال يوميا في غزة
  • الصليب الأحمر: الاتفاق السياسي هو السبيل الوحيدة لإنقاذ سكان غزة
  • نتنياهو يهاجم الأمم المتحدة.. وأوتشا والأونروا تكشفان عراقيل الاحتلال في غزة
  • الرئيس السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات يوميا
  • الأمم المتحدة: سنستخدم الهدنة للوصول أكبر عدد ممكن من سكان غزة
  • نتنياهو يتوعد حماس ويهاجم الأمم المتحدة