مداهمات إسرائيلية محدودة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، أن قواته البرية نفذت مداهمات محدودة في غزة، فيما أكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأن بلاده سوف تشن هجوماً برياً في القطاع، قائلاً: «إنه سيكون هجوماً مشتركاً من البر والبحر والجو».
وجاءت تصريحات جالانت بعد تفقد منطقة قرب ساحل غزة مع البحرية الإسرائيلية. وأبلغ جالانت القوات، بحسب بيان صادر عن مكتبه، بأنه يتعين عليها أن تظل مستعدة للهجوم لأنه سوف يحدث.
ولم يتضح حتى الآن موعد شن إسرائيل اجتياحاً واسع النطاق على غزة، ولا يستطيع أي من الطرفين توقع ما يمكن أن يحدث تحديداً عند بدء الاجتياح.
وفي مؤتمر صحفي بثه التلفزيون بخصوص أحدث تحركات إسرائيل على الأرض، قال كبير المتحدثين باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إنه تأكد حتى الآن احتجاز 222 شخصاً كرهائن خلال الهجوم المباغت الذي نفذته فصائل فلسطينية عبر الحدود في السابع من أكتوبر.
وأضاف: «خلال الليل كانت هناك هجمات شنتها قوات المدرعات والمشاة»، واصفاً المداهمات بأنها دخلت في «عمق» غزة.
وأردف قائلاً: «هذه الغارات أيضاً لتحديد مواقع والبحث عن أي شيء يمكننا الحصول عليه فيما يتعلق بمعلومات استخباراتية عن المفقودين والرهائن».
وأجج هاجاري توقعات بشن هجوم بري واسع النطاق من القوات الإسرائيلية المحتشدة حول غزة، قائلاً: إن الاستعداد العملياتي للجيش يتحسن، ويتم تعزيزه «على مدار الساعة».
وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إنه ضرب خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية أكثر من 320 هدفاً في غزة، منها نفق ومواقع للقيادة والمراقبة.
وتقول إسرائيل إن حملتها العسكرية ستتجاوز أي تحركات سابقة لها.
واستناداً إلى ما حدث في التوغلات الإسرائيلية في عامي 2008 و2014، فإن المعركة ستدور بين القنابل الإسرائيلية الخارقة للتحصينات ودبابات ميركافا ذات التقنية العالية من جانب، وشبكة الأنفاق العميقة والمتشعبة والأفخاخ المتفجرة وأسلحة مثل صواريخ كورنيت المضادة للدبابات من جانب آخر.
وفي هذه الأثناء، اتفق خبراء وباحثون على أهمية وقف التصعيد والعنف في غزة، والعمل على عدم اتساع نطاق الصراع للحيلولة دون زعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة فلسطين الدكتور تيسير أبو جمعة: إن استمرار التصعيد العسكري وغياب الأفق السياسي الذي يمهد إلى سلام مستدام، يهدد المنطقة واستقرارها، ويجعلها عرضة لدوامات ودوائر مستمرة من العنف.
وأوضح «أبو جمعة» لـ«الاتحاد» أن إسرائيل تسعى لعدم امتداد الصراع إلى جبهات أخرى كالجبهة الشمالية في لبنان أو سوريا في الجولان ومناطق أخرى، لأن الأمر ربما يشعل المنطقة بأكملها، ويزيد من دائرة الصراع.
وتمنى أبو جمعة أن يبذل قادة العالم أقصى جهودهم لإيقاف الحرب الدائرة في غزة لكي لا يمتد الصراع.
وعدد أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الأميركية الدكتور نبيل ميخائيل السبل التي يمكن من خلالها منع امتداد الصراع، لافتاً إلى أنه حتى الآن لا تزال الحرب محدودة في قطاع غزة، مع بعض المواجهات على الحدود اللبنانية، ولابد من بذل الجهود الممكنة كافة لمنع اتساعها ووقف إطلاق النار.
ولفت نبيل ميخائيل لـ«الاتحاد» إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة لمفاوضات سلمية تهدف لحل الدولتين، مشدداً على أن استقرار الشرق الأوسط مصلحة عالمية، والعمل على تعزيز السلام فيها مسؤولية دولية على الجميع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الجيش الإسرائيلي إسرائيل فلسطين قطاع غزة غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
وزير إسرائيلي يشيد بثبات العلاقات مع الإمارات رغم الحرب في غزة (شاهد)
قال وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، رون ديرمر، إن لدى إسرائيل "شركاء إقليميون يدركون أهمية محاربة التطرف"، ذاكرا دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية بقيادة ابن سلمان، على حد تعبيره.
وأشاد الوزير بما اعتبره "ثباتا لافتا" من قادتهما تجاه استمرار العلاقات مع تل أبيب رغم تصاعد المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي تصريحات عبر أحد برنامج البودكاست٬ أشار ديرمر إلى أن "كثيرين لا يُقدرون بما فيه الكفاية مواقف بعض القادة في المنطقة"، مضيفًا: "أكنّ تقديرًا كبيرًا لقيادة دولة الإمارات، لمحمد بن زايد، وعبدالله بن زايد، وغيرهم".
Inside Israel’s War Cabinet: Ron Dermer on the Battles That Changed Everything!@DavidM_Friedman sits down with @AmbDermer at the Prime Minister's Office and unpack it all.
Exclusively on the @onejewishstate podcast, available wherever you get your podcasts.
(00:00) Preview… pic.twitter.com/g09ef099Rf — One Jewish State (@onejewishstate) July 24, 2025
ورغم اعترافه بوجود "بعض التصريحات القاسية من وزارات الخارجية" في دول الخليج، إلا أن ديرمر اعتبر أن "الالتزام المستمر من قِبل هذه الدول تجاه الشراكة مع إسرائيل يبقى أمرًا مثيرًا للإعجاب"، بالنظر إلى ما وصفه بـ"حجم الصور الصادمة التي تُعرض على شاشات التلفزة"، في إشارة إلى مشاهد الدمار والمجاعة والمجازر في غزة.
وأضاف: "مع الأخذ في الاعتبار ما يحدث فعليًا على الأرض في غزة، فإن استمرار هؤلاء القادة في التزامهم يُظهر بوضوح مدى إدراكهم لخطورة التطرف وضرورة مواجهته".
وفي محاولة لتبرير الأرقام الصادمة للضحايا والشهداء في قطاع غزة، قال ديرمر إن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني خلال قرن من الزمن لم يشهد هذا العدد من القتلى.
وأوضح: "قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كان عدد القتلى في مجمل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني على مدار نحو مئة عام يقارب 22 ألف شخص من الطرفين، دون الخوض في تحديد من كان محقًا ومن كان مخطئًا"، وتابع: "أما الصراع الإسرائيلي-العربي بشكل أوسع فقد أسفر عن نحو 125 ألف قتيل".
وحرص ديرمر على الإشارة إلى أن "الأرقام الحالية في غزة باتت توازي، وربما تتجاوز، أعداد القتلى في قرن من الصراع"، في ما بدا تلميحًا لتبرير حجم العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على القطاع المحاصر.
تمجيد لـ"ضبط النفس الخليجي"
وتتزامن تصريحات ديرمر مع تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مجاعة وشيكة تهدد أكثر من مئة ألف طفل، في ظل الحصار الإسرائيلي الكامل على دخول الغذاء والدواء، واستمرار القصف اليومي الذي أودى بحياة أكثر من 59 ألف فلسطيني، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
وتثير الإشادة العلنية من جانب ديرمر بقادة الخليج، لا سيما الإمارات والسعودية، تساؤلات حول مدى استمرار التعاون غير المعلن في مجالات التنسيق الأمني والتطبيع السياسي، في وقت تتصاعد فيه الأصوات الشعبية والحقوقية المطالبة بوقف كافة أشكال العلاقة مع دولة الاحتلال.