الرئيس الإيراني: مأساة غزة وصمة عار للدول المطبعة مع العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
يمانيون../ اعتبر الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، أن المأساة المؤلمة والجرائم ضد الإنسانية التي تجري اليوم في قطاع غزة بفعل العدو الصهيوني ودعم مباشر من الأمريكان، تبعث على الخزي والعار بالنسبة لتلك الأنظمة التي تهرول وراء تطبيع العلاقات مع هذا الكيان العنصري المجرم.
وبحسب وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” جاء ذلك في تصريح للسيد رئيسي خلال مراسم استلام أوراق اعتماد السفير التونسي الجديد لدى إيران “عماد الرحموني”.
وقال السيد رئيسي: إن إيران استطاعت رغم الحظر والتهديدات، أن تعزز طاقاتها وتكتسب تجارب مميزة، وهي على استعداد لتشارك هذه المنجزات مع دولة تونس الصديقة والشقيقة.
وثمّن مواقف دولة تونس المتمثلة في المتابعة بجدية لحقوق الشعب الفلسطيني، وخص بالذكر “المواقف الحازمة والإنسانية والإسلامية” لنظيره التونسي حيال مخطط التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
وأكد على ضرورة التماسك بين الدول الإسلامية، “لقطع أيدي المستكبرين عن الأمة وتحقيق مصالح الشعوب المسلمة، بمن فيه الشعب الفلسطيني الذي يمرّ هذه الأيام وبفعل العدو الصهيوني ودعم أمريكي مباشر، بمأساة مؤلمة تبعث على الخزي والعار بالنسبة لتلك الأنظمة التي تهرول وراء تطبيع العلاقات مع هذا الكيان المجرم”. #إيران#الدول المطبعة مع الكيان#فلسطين الحتلةُ#قطاع غزةً#كيان العدو الصهيوني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العدو الصهیونی
إقرأ أيضاً:
الجمهورية الإسلامية في إيران.. بين ثبات الموقف وفائض الفعل
خاضت الجمهورية الإسلامية في إيران مواجهة هي الأخطر والأكثر دلالة واثرا وتداعيات على صعيد الداخل الإيراني وكذلك المنطقة.. ذلك أن هذه المواجهة جاءت في هذا المنعطف التاريخي الذي تمر به المنطقة التي يطلق عليها أمريكيا الشرق الأوسط.. وبعد حرب الإبادة التي لا تزال تشن على الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة.. وحرب الاستيطان وضم الأرض في الضفة.. وبعد المواجهة مع حزب الله في لبنان. وبعد سقوط النظام السوري.. وفي أجواء المواجهة مع اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.. وهو ما جعل رئيس وزراء العدو الصهيوني يتحدث مرارا وهو يباهي بإنجازاته ووهمه أنه غير وجه الشرق الأوسط.. يريد بهذا أنه أخرج ساحات محور المقاومة من المعركة..
إن معركة الاثني عشر يوما التي خاضتها إيران هي الأهم على المستوى الاستراتيجي.. وأخطر وأعمق في معطياتها من حرب السنوات الثمانية مع العراق…لماذا؟
لأن الحرب مع العراق فرضت على إيران من دون أن تكون في مركز المنظومة الأيديولوجية للثورة الإسلامية.. ودون أن تكون أحد شعارات الثورة ولا هدف من أهدافها.. إذ لم يكن العراق في يوم من الأيام نقطة استقطاب للمشروع الثوري الذي نادى به الإمام الخميني على الرغم من رأيه وموقفه من سلطة البعث هناك.. وهو الذي عاش في العراق سنين عددا…
لقد كان شعار «اليوم إيران وغدا فلسطين «من أبلغ وأهم الشعارات التي رفعتها الثورة الإسلامية.. ولم تتأخر في وضع هذا الشعار وغيره مثل «إسرائيل غدة سرطانية ويجب إزالتها» ومثل «الموت لأمريكا- الموت لإسرائيل «موضع التطبيق.. ودخلت الثورة من يومها الأول في صدام مع المشروع الصهيوني في إيران والمتمثل بالثالوث (الشاه الطاغية.. أمريكا.. إسرائيل) دون تفريق بين أطراف هذا الثالوث.. ولعل أحد أهم الأسباب لاندلاع الحرب مع العراق كان بدفع أمريكي لإيقاف المد الثوري والحيلولة دون انتشاره في المنطقة التي تحكمها أنظمة لا تختلف في بنيتها وسلوكها عن نظام الشاه في إيران..
أن هذه المواجهة الأخيرة جاءت تتويجا للمواقف الإيرانية من القضية الفلسطينية وبسبب رفضها ومقاومتها لسياسة التبعية والاستسلام للإرادة الصهيوأمريكية..
ومن الضروريات المعلومة أن كل المقاومات في المنطقة تتعاطى مع إيران كمرجعية ثورية ملهمة.. وفي نفس الوقت كظهير وداعم لها على كافة الصعد والمستويات.. وأنه منذ العام 1982 وهو عام الاجتياح الإسرائيلي للبنان وإخراج قوات الثورة الفلسطينية من هناك وبدء النشاط المقاوم لحزب الله.. ثم ظهور حركتي الجهاد الإسلامي وحماس.. ومن ذلك التاريخ والى اليوم ارتبطت كل أشكال المقاومة المسلحة في لبنان وفلسطين بإيران التي كانت الداعم الوحيد لجميع قوى المقاومة التي تسميها أبواق أمريكا وإسرائيل بزعمهم أذرع ووكلاء إيران..
لم تتخلل فترة الخمسة عقود من العلاقات المتوترة والعدائية بين كل من أمريكا وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى ولا لحظة هدوء أو توافق.. بل كانت على الدوام حالة الصراع هي السائدة.. والثقة منعدمة.. وهذا هو الوضع الطبيعي نظرا لطبيعة النظام هنا وهناك…فأمريكا وإسرائيل اللتان هما وجهان لشيء واحد يريان في إيران شرا مستطيرا يهدد مصالحهما ويوتر المنطقة ويرعى (الإرهاب) بمعنى أنه يرعى قوى المقاومة.. ويرفض سياسة الهيمنة ويقاوم التطبيع.. ويرفض الوجود اليهودي في فلسطين..
وإيران ترى في أمريكا الشيطان الأكبر وراعية الاستكبار.. ومسعرة الحروب وترى في إسرائيل جرثومة الفساد والغدة السرطانية التي يجب استئصالها..
وعليه…فإن الحرب الهجينة التي تخوضها إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل أخذت أشكالا مختلفة ومتعددة.. من الحرب الناعمة إعلاميا وثقافيا.. إلى الحرب الاقتصادية من خلال الحصار وما يسمى فرض العقوبات إلى محولات اختراق المجتمع الإيراني وإيجاد جماعات وقوى وظيفية تعمل لمشروع إسقاط النظام.. إلى الحرب التكنولوجية والسيبرانية واستهداف العلماء والبنية التحتية.. وصولا إلى المواجهة العسكرية التي شنت بتنسيق وشراكة كاملة بين أمريكا وإسرائيل لتحقيق أهداف ثلاثة:
تدمير المشروع النووي رغم أن إيران أعلنت على لسان مرشدها أنها ليست بصدد امتلاك أسلحة نووية.. وتدمير مشروع القوة الصاروخية… وإنهاء الدور الإيراني الفاعل في الإقليم…
هذه هي الأهداف الثلاثة للحرب.. وأضيف لها هدف رابع في لحظة نشوة العدوان وهو هدف تغيير النظام بإسقاطه أو بتغيير سلوكه..
كل ذلك كان يجري في ظل صمت وتواطئ دوليين..
أن أهمية هذه المواجهة بالنسبة لإيران أنها أظهرت بجلاء لكل العالم ولا سيما المشككين والمرجفين في بلادنا قيمة الدور والوزن الإيراني.. ومصداقية الطرح.. وثبات الموقف.. وصوابية التصور.. ومستوى الإعداد لمثل هذه المواجهة الكبرى.. فليس قليلا ولا سهلا تخيل أن إيران تواجه بمفردها قوى..
وسقط في أيدي أصحاب نظرية (المسرحية).. وراعهم رؤية الصواريخ وهي تنهال على المدن والتجمعات الصهيونية بهذه القوة والدقة وبشكل غير مسبوق إطلاقا في تاريخ الصراع…حيث شهدت فلسطين المحتلة معركة حقيقية على أرض فلسطين وكانت من قبل تسمع بها ولا تراها…
هذه المواجهة التي تدل على ثبات الموقف.. وفائض القوة.. ومستوى الصبر والإرادة والشجاعة والإعداد يمكن فهمها على أنها نموذج ومقدمة ومثال مصغر لم هو آت من مواجهات..
والى أن يكون ذلك فلتكن الأولوية لبناء القوة وامتلاك المزيد من أسلحة الردع وتحضير أمة الجهاد للمواجهة الحتمية مع الشر المحض الذي تمثله أمريكا وإسرائيل..
«ولينصرن الله من ينصره أن الله لقوي عزيز»..
*كاتب وباحث فلسطينيt