كتاب حول الحجاج فـي مناظرات القرآن الكريم
تاريخ النشر: 24th, October 2023 GMT
الجزائر ـ العُمانية: تدرسُ الباحثة د. وهيبة خبيل في كتابها (الحجاج في مناظرات القرآن الكريم)، الصادر عن دار ميم للنشر بالجزائر، موضوع الحجاج من منظور معرفيّ، ينقلُ تكوُّن الحجج من اللّغة إلى الذّهن الذي يكون أوّل موطن لها. وبحسب ما تذهب إليه المؤلّفة بناءُ أيّ حجّة، تنطلق من مختبر رئيس، وهو ذهن المحاجج الذي يبحث في المعنى الذي يناسب مقام التّناظر، ويحدّد قوّة أو ضعف الحجّة التي سيبنيها تصوّرُه الذّهني بمراعاة الجوّ الثّقافيّ، والاجتماعيّ لبيئة التّناظر، والذي هو عنصر فعّال فيه، وفي بناء الحجّة في مختبر الذّهن يستوجب إعطاء أولويّة للقصديّة المبتغاة وراء إنتاج الحجّة الذّهنيّة، والتي ستُجسّدها اللّغة لحظة الإعلان عنها، نطقا وتبليغها، للخصم.
وتضيفُ المؤلّفة بالقول (ورغم ذلك، تبقى الأفكار والحجج الموجودة في الذّهن، والقابعة في مختبر الدّماغ، أكبر بكثير، ممّا يُمكن لنا إنجازُه عبر اللّغة. وقد جسّد أولو العزم من الرّسل أهمّ جانب من ذلك، وأعظم تمثيل للحجج الذّهنيّة قياسًا باللّغة المعبّرة عنها فهم رسلُ الله المبلّغون لرسالته الإلهيّة العظيمة الكاملة لا لرسالتهم البشريّة، ثمّ إنّهم استدعوا العواطف في حجاج أقوامهم بناء على حقيقة إنسانيّة مفادُها بأنّ الإنسان يتأثّر بوجدانه أكثر ممّا يتأثّر بعقله، خاصّة إذا كانت هذه الحجج العاطفيّة لا ترمي إلى مصلحة خاصّة يهدف إليها المتكلّم، في ظلّ التّهذيب بنوعيه، الإيجابي والسّلبي، والذي يعدُّ نشاطًا ذهنيًّا منبثقًا عن الأرضيّة الذّهنيّة المترسّخة لدى العارض أو المعترض). وتؤكّد الباحثة د. آمنة بلعلى، في تقديم هذا الكتاب، على أنّ هذا الإصدار (يُشكّل فتحًا جديدًا في مجال الدراسات القرآنيّة التي يتجاوزُ بها الباحثون الجزائريُّون اليوم أساليب قرائيّة ظلّت تجترُّ كثيرًا من تقاليد المقاربات التقليديّة التي ترتهن إلى معطيات النصّ، وتوظّفُ آليات، وإن تنوّعت، لكنّها لم تصل إلى تقديم مقاربة جديدة تأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التداوليّة للنصّ القرآني، وبخاصة جانبه المعرفي الذي يشهد اليوم، اهتمامًا كبيرًا، هو نتيجة طبيعيّة للمسار الذي قطعته الدراسات التداوليّة في الجامعة الجزائرية، منذ تسعينات القرن الماضي، حين تمّ الانتباه إلى محدودية دراسة استعمال اللُّغة بمعزل عن تمثُّلات مستعمليها الذهنيّة، فتصبح كلُّ تجربة خطابيّة هي بالأساس نتاج عمليات ذهنيّة، تستند إلى حالات قصديّة، وعاطفيّة مسؤولة عن مسارات استعمال اللُّغة).
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
وزارة الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية "الثانية والثلاثين "للقرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
اختتمت وزارة الأوقاف، فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم، في حفل مهيب أُقيم بمسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور عدد من الوزراء والقيادات الدينية والتنفيذية وممثلي السفارات.
وشهد الحفل حضور كل من: المهندس محمود عصمت - وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور شريف فاروق - وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس - محمد إبراهيم شيمي - وزير قطاع الأعمال، والسيد محمد جبران - وزير العمل، والسيد محمد عبد اللطيف - وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور نظير عياد - مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور إبراهيم صابر - محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار - محافظ الجيزة، والمهندس أيمن عطية - محافظ القليوبية، وسماحة السيد السيد محمود الشريف - نقيب الأشراف، والشيخ عبد الهادي القصبي - شيخ مشايخ الطرق الصوفية، واللواء ناصر فوزي - رئيس جهاز استخدامات أراضي الدولة، والمهندس خالد عباس - رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة، والأساتذة المحكمون، وضيوف مصر من جميع أنحاء العالم.
وألقى الدكتور زياد الحج - عضو لجنة التحكيم بالمسابقة، كلمة بالنيابة عن المحكمين، أعرب فيها عن تقديره العميق لما شهده من مستويات رفيعة للحفظ والتجويد والأداء، ناقلًا تحيات دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ومفتي لبنان.
وأشاد بالدور المصري الرائد في خدمة القرآن الكريم ورعاية فرق الحفظ والتلاوة، مؤكدًا أن ما تقدمه مصر من تنظيم محكم وبيئة علمية راقية يعكس مكانتها الرفيعة بين دول العالم الإسلامي. كما ثمّن جهود وزارة الأوقاف في احتضان المتسابقين، ورعاية أهل القرآن، وتيسير كل السبل لإنجاح هذه الدورة التي شهدت مشاركة متنافسين من سبعين دولة، مشيرًا إلى أن جميع المشاركين فائزون بشرف الانتساب إلى كتاب الله وحمل رسالته.
وفي كلمته، التي ألقاها الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، نقل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة للمسابقة وبرنامج دولة التلاوة، مؤكدًا أن هذه الرعاية تعكس المكانة التي توليها الدولة للقرآن الكريم وحملته.
وزير الأوقاف برنامج "دولة التلاوة" جاء ليكشف عن المواهب القرآنية المصرية الأصيلة،
واستعرض وزير الأوقاف ما تحقق خلال هذه الدورة، موضحًا أن برنامج "دولة التلاوة" جاء ليكشف عن المواهب القرآنية المصرية الأصيلة، وأن المسابقة العالمية أسهمت في جمع نخبة من أهل القرآن من مختلف أرجاء الأرض في واحة إيمانية وعلمية تُجسد رسالة مصر الحضارية.
كما أوضح دلالة شعار المسابقة "نور وكتاب مبين"، مبينًا أن القرآن يقود الإنسانية دومًا إلى الأكمل والأقوم والأطهر، ويمنح العقل القدرة على الإبداع والبناء وصنع الحضارة.
وقدم الوزير الشكر لشركاء النجاح من الوزارات والهيئات الوطنية وشركات الدعم والرعاة، وعلى رأسهم شركة العاصمة للتنمية العمرانية، ومؤسسة درة للمقاولات والتطوير العقاري، والمصرف المتحد، والمجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف، كما وجّه تحية خاصة للمشرف العام على المسابقة الدكتور عبد الله حسن على جهوده المتفانية، وللدكتور أسامة فخري الجندي - نائب المشرف العام على المسابقة، ولكل أبناء وزارة الأوقاف من القيادات والعاملين على تفانيهم وعملهم الدؤوب ليخرج هذا العمل المشرف إلى النور.
وخلال الاحتفالية، كرّمت وزارة الأوقاف الفائزين في فروع المسابقة الثمانية، وقد عبّر الوزير عن اعتزازه بجميع المشاركين، مؤكدًا أن هذه المسابقة تُهدى إلى شعب مصر العظيم وإلى الأمة الإسلامية كافة، وأن وزارة الأوقاف ماضية في مسيرتها لخدمة أهل القرآن وتجديد الخطاب الديني، سائلًا الله تعالى أن يحفظ مصر وفلسطين والمسجد الأقصى وأن يبسط على أرض الكنانة بساط الرخاء والأمان والعافية.
واختتم الحفل بتلاوة عطرة لفضيلة الشيخ محمود الشحات أنور، تكريمًا لعطاء والده الكريم فضيلة الشيخ الشحات محمد أنور والتي حملت المسابقة اسم والده، ثم عزف السلام الوطني.