قانونيون: توكيل المحامين شرط للترافع خطوة صحيحة لتخفيف أعباء المحاكم
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
أكد محامون ومستشارون قانونيون أن بدء وزارة العدل بمنع إصدار الوكالات فيما يتعلق ببنود "المطالبات والمحاكم" لغير المحامين أو الأقارب من الدرجة الرابعة، يمثل خطوة مهمة في تنظيم عمل إصدار الوكالات فيما يتعلق بالمطالبات والمحاكم، وحماية مهنة المحاماة من منتحلي المهنة.
وقال المستشار القانوني والمحامي ماجد قاروب، إن ذلك التعديل انتظره المجتمع بشكل عام والسلطة القضائية بشكل خاص والمحامين تحديداً، وذلك تأكيداً على قصر الترافع في المحاكم على المحامين دون غيرهم، مشيراً إلى أن النص كان معطلاً غير مفعل بصوره الكافية واللازمة، وبالتالي قديماً كانت تعطى الوكالة لأي شخص تمكنه من الترافع أمام المحاكم، مما أدى إلى نوع من العشوائية في العمل القانوني والقضائي والعدلي.
ماجد قاروب
حماية مهنة المحاماةوأشار إلى أن هذا أمر سيؤدي إلى تطوير العمل القانوني الذي يحتاج إلى ترسيخ الفكر الأساسي الأصيل للعمل القانوني وهو أنه يتم فقط من شركاء العدالة وهم القضاة في المحاكم والمحامين المرخصين فقط وذلك في إطار التطوير الشامل لإكمال منظومة التشريعات القضائية وتطوير قانون المحاماة وخدمات المحاماة الشريكة للعدالة.
وأوضح عضو الهيئة السعودية للمحامين المحامي بندر العمودي، أن قرار المنع يعتبر خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، حمايةً لمهنة المحاماة من منتحلي المهنة، وتعزيزًا لدور المحامي.
وبيّن أن أسباب المنع فهي لتنظيم عمل إصدار الوكالات فيما يتعلق بالمطالبات والمحاكم وكانت تحتاج لتنظيمها ليكون العمل مهنيًا في مجال المطالبات والمحاكم منضبطًا وعلميًا لضمان جودة العمل وتنظيمه وضبطه من الناحية الفنية والتنظيمية ولحماية ممارسة مهنة المحاماة وحصرها في المحامين المرخصين وتعتبر حماية لمهنة المحاماة.
بندر العمودي
محاسبة المقصروأكد المحامي والمستشار القانوني علي القرني، أن توكيل محامٍ يمثل ضمانة قانونية للموكلين، بحيث يمكنهم اللجوء مباشرة للإدارة العامة للمحاماة للمطالبة بمحاسبة المحامي المقصر، دون اللجوء للمحاكم في حالة الموكل العادي وهذا فيه اختصار للوقت والجهد والمال.
وقال المحامي محمد الدبيان، إن تحديث منصة ناجز خيارات اصدار الوكالات فيما يخص «المطالبات والمحاكم» يمثل بداية ليكون الترافع خاصاً بالمحامين المرخصين. فيمثلون القضاء الواقف فيتلقى القاضي الدعاوى وفقا للأنظمة والإجراءات القانونية وبذلك يحصل تخفيف على أعباء المحاكم وكما هو الان قد بدا في المحاكم التجارية بان يكون تقديم صحيفة الدعوى أو الترافع أو الاعتراض على الاحكام من قبل محامي مرخص فقط
المصدر: صحيفة اليوم
إقرأ أيضاً:
العواصف الكاسرة وسيناريوهات الخراب.. قراءة فيما حدث وما سيأتي!
لم تكن "عاصفة الصحراء" سوى أولى نُذر الإعصار الطويل الذي اجتاح الشرق الأوسط مع بداية الألفية الجديدة. ظنَّ البعض أنها ضربة خاطفة، فإذا بها تتحوّل إلى زمن ممتد من الفوضى وإعادة تشكيل الخرائط.
الضربة الأولى لم تأت من الداخل، بل من السماء، صواريخ ذكية، وطائرات من دون طيار، وأسطورة "الحرية والديمقراطية" التي امتطت ظهور حاملات الطائرات. سقطت بغداد، وتبعتها عواصم أخرى، بينما كانت الجغرافيا تُعاد رسمها فوق الرمال، والحكّام يُنقلون إمّا في توابيت، أو في طائرات إلى المنافي. الأعاصير الكبرى لا تكتفي بهز السطح، بل تُفتّت التربة، وتزرع بذورًا جديدة، ليس بينها ما ينبت.
ومع حلول العقد الثاني من القرن، كان الغبار قد غطّى كل شيء: الوعي، والتاريخ، والذاكرة. جاء ما سُمِّي "الربيع العربي"، فهللت له العناوين العريضة بوصفه موسمًا لسقوط "الطغاة". لكن الرياح التي هبّت من "عاصمة الياسمين" سرعان ما تحولت إلى عاصفة حمراء، أكلت الأخضر واليابس في ليبيا واليمن وسوريا، وتسللت إلى قلب الخرطوم، فيما نجت عواصم أخرى، لا بفعل القدر، بل بصفقات وتسويات.
لم تكن العاصفة بلا عقل، بل مسنودة بخططٍ دقيقة، قوى كبرى تُعيد ترتيب النفوذ، وأخرى تبحث عن موطئ قدم في مدن تتهاوى، ونخب هجينة تسارع لكتابة سرديات بديلة عن هوية جديدة تُبنى على أنقاض الذاكرة الجمعية. الخرائط تُقسم كما تُوزع الغنائم، على موائد تفاوض لا يجلس عليها أهل البلاد.
ليبيا تاهت بين العواصم، واليمن نُسي على قارعة الجغرافيا، وسوريا أصبحت صندوق رسائل مفتوحًا بين القوى الإقليمية والدولية. أما السودان، فقد أدخل في عاصفة جديدة، لا أحد يعرف من أطلق رياحها، لكنها حملت لعنة الانفصال وفتنة السلطة، حتى بات النيل يصرخ من وطأة الجفاف السياسي.
اللاعبون تغيّروا، لكن الأدوات بقيت: إعلام يروّج، مؤسسات تُهندس، منظمات تُمهد، وشباب يُقاد إلى المجهول بشعارات التحرر والخلاص. أما الشعوب، فهي بين منفى وركام، أو في حالة انتظار طويل لمعجزة لا تأتي.
لقد أدرك "الاستعمار الجديد" أن الهزيمة لا تُفرض بالدبابات فقط، بل تُزرع في العقول والرموز. يريدون وطنًا لا يعرف أبناؤه معنى السيادة، ولا يحفظون أسماء قراهم، ولا يميزون بين المحتل والمُخلّص. يريدونها أمة بلا ذاكرة، بلا خرائط، بلا وجهة.
ومع ذلك، وفي عمق الركام، ما يزال شيء ما يقاوم. لا شيء يثبت في هذه الأرض سوى جذور من حملوا الذاكرة كوصية، والأمل كقدر. في زمن العواصف الكبرى، لا ينتصر من يملك العدة والعتاد فحسب، بل من يصمد، من يدرك أن الرماد يخفي بذرة، وأن الغبار لا يدوم، وأن كل عاصفة، مهما بلغت شدتها، لا بد أن تنحني أمام شمس الحقيقة.
نحن الآن في عين الإعصار، لكن التاريخ علمنا أن بعد كل خراب يولد نظام جديد، وأن من فهم العاصفة، لا يسقط فيها، بل يعيد رسم ملامح الخريطة بعد أن تهدأ الريح!!
اقرأ أيضاًأيزنهاور وانتصار الحق: حين أنقذ موقف أمريكا حلم عبد الناصر في استعادة قناة السويس!!
أبو الغيط يفتتح مؤتمر ومعرض سيملس الشرق الأوسط بدبي
إيران والسعودية.. مساران متناقضان في الشرق الأوسط