وزيرة الهجرة: لا يوجد أي مبرر لبقاء النازحين في المخيمات
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – محليات
دعت وزير الهجرة والمهجرين إيفان فائق، اليوم الأربعاء، لتكثيف الجهود لإعادة النازحين وإغلاق ملف النزوح بالكامل، مشيرة الى عدم وجود "مبررات" لبقائهم في الخيام.
وقالت الوزيرة في كلمةٍ لها خلال ورشة نظمتها الوزارة بالتعاون مع الأمم المتحدة لتطوير خارطة طريق لتسريع تنفيذ الخطة الوطنية لإعادة النازحين إن "أغلب المناطق المحررة شهدت حملة واسعة وبجهود حكومية مميزة لإعادة إعمار البنى التحتية"، مبينة ان "أسباب النزوح الواقعية انتهت ولا يوجد أي مبرر لبقاء أهلنا النازحين في المخيمات، حيث تم إغلاق جميع المخيمات التي تقع تحت سلطة الحكومة الاتحادية".
وأضافت الوزيرة، أن "العامل السياسي يلعب دورا كبيرا في عدم إعادة النازحين إلى مناطق سكناهم الأصلية"، مشددة على "ضرورة إبعاد ملف النزوح عن الصراعات السياسية كونه من الواجبات الأخلاقية والإنسانية".
وأشارت وزيرة الهجرة، الى "الجهود الحكومية متمثلة بالقرارات التي أصدرها رئيس مجلس الوزراء فيما يخص إعادة الاستقرار ودعم العائدين في مناطق العودة بقضاء سنجار"، داعية إلى "تكثيف الجهود على الصعيدين الدولي والوطني للإسراع بتنفيذ الخطة الوطنية لإعادة النازحين، مما يرسخ ويدعم الاستقرار في مناطق العودة وينهي ملف النزوح بالكامل".
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
هل يوجد هدف قومي للأمة؟
إسماعيل بن شهاب بن حمد البلوشي
في هذه المرحلة من الزمان، حيث تزدحم الصور وتضطرب الأصوات وتتشوش البوصلات، يحق لنا أن نتوقف قليلًا ونتساءل: هل يوجد هدف قومي حقيقي للأمة العربية؟ وهل لا نزال نتحرك نحو غاية جامعة تُوحِّد الفكر قبل الجغرافيا؟ أم أننا أصبحنا مجرد جزر منفصلة تتقاذفها المصالح والتنازعات الداخلية، في عالم لا يعترف بالضعفاء ولا يرحم المتفرّقين؟
إن ما نشهده من واقع عربي مشتّت، يعكس غياب رؤية موحّدة. بل قد يكون أخطر ما يواجه هذه الأمة ليس فقط العدو الخارجي، بل تآكل المشروع الذاتي من الداخل إن وُجد في الأساس، كما أننا نلاحظ تحول الكثير من الطاقات إلى أدوات تدمير ذاتي بدل أن تكون عناصر بناء وتكامل.
ولنا أن نتساءل أيضا: هل لا تزال إسرائيل العدو الذي يعيق تقدم الأمة كما اعتاد الخطاب القومي أن يردد لسنوات؟ أم أننا أمام معضلة أعمق تتمثل في غياب الهدف وانشغال العقول بسطحيات الإعلام والضجيج الافتراضي، بينما تبقى العقول الجادة في الظل صامتة ومهمشة، أو ربما اختارت الانكفاء لأنها لم تجد منصة تُصغي أو عقلًا يحتضن الرأي المختلف؟
تتنازع الدول العربية فيما بينها أكثر مما تتنازع مع خصومها الحقيقيين، وكأنها فقدت الشعور بالانتماء الجماعي وبالمصير المشترك. لا يخفى على أحد أن الانقسامات لم تعد فقط بين الدول، بل داخل المجتمعات ذاتها، وحتى داخل الأسرة الواحدة في بعض الأحيان. صراع أيديولوجي، طائفي، يغذيه الإعلام السطحي لإقصاء الفكر العميق واستبعاد العقلاء.
لكن هل الأمر قدر محتوم؟ وهل انتهى الأمل في صحوة فكرية تُعيد ترتيب الأولويات؟ الحقيقة أن التاريخ يُعلمنا بأن الأمم لا تموت إذا بقي فيها من يؤمن بأن الإنسان يستطيع أن يُعيد رسم مساره متى شاء، شريطة أن يتحرك من منطلق الوعي لا من باب الغوغائية، ومن منبر التفكير لا مجرد التلقين.
ما تحتاجه الأمة ليس شعارًا جديدًا، ولا تكتلًا آخر، بل "هدفًا جامعًا" يعيد للإنسان العربي ثقته بذاته وبأمته. هدفٌ يتجاوز حدود السياسة، ويخترق أعماق الثقافة والتعليم والقيم، ويضع الإنسان العربي في موقع الفاعل لا المفعول به.
ربما حان الوقت لنفكر بطريقة أخرى. أن نُدرك أن التقدم لا يعني بالضرورة تقاطعًا مع العالم، بل تفاعلًا معه. وأن العداء المطلق ليس مشروعًا، بل فهم الذات في سياقها الحضاري هو الذي يصنع التوازن. الأمة التي تؤمن بأنها جزء مكمل من العالم تستطيع أن تأخذ مكانتها، لا بتكرار الصراخ، بل بإنتاج الفكرة وصناعة الإنسان.
إن السؤال الجوهري الذي يجب أن يُطرح الآن ليس "من عدو الأمة؟"، بل: "ما هدف الأمة؟". فبدون هدف واضح، تبقى كل الطرق مباحة، وكل الاتجاهات مشوشة، وكل الأصوات مجرد حديث مستهلك لا مكان ولا فعل له.
ولذلك، أتمنى أن يخرج الفكر العربي من منصة الماضي التي تستدعي أمجاد كل طرف ومن كان له الأفضلية، والتركيز على هدف موحّد يرفع من شأن الأمة.
وأخيرا، ألتمس من عقلاء الأمة المشاركة وبقوة في زخم الإثراء الفكري بطريقة البناء وليس بفكر الغوغاء.
رابط مختصر