الوطن:
2025-12-12@23:20:06 GMT

الجامع الأزهر: الإلحاد من أخطر المعارك الفكرية

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

الجامع الأزهر: الإلحاد من أخطر المعارك الفكرية

عقد الجامع الأزهر اليوم الندوة الثالثة من الموسم السابع من البرامج الموجهة للمرأة تحت عنوان «التربية والتحديات المعاصرة»، وحاضر في الندوة إلهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة، والأمين العام المساعد بمجمع البحوث الإسلامية لشئون الواعظات، وحنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، استشاري صحة نفسية والإرشاد الأسري، وأدارت الندوة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

معركة الإلحاد

وبحسب بيان عن الجامع الأزهر قالت الدكتورة إلهام شاهين إننا نخوض الآن معركة من أخطر المعارك الفكرية، وهي معركة الإلحاد الذي يؤجج الحرب في اليقين بالله والشك في عدله -سبحانه وتعالى- ومن ثم التشكيك في وجود الله أصلا -عياذا بالله- فعلى الأم أن تنتبه لهذا حتى لا يقع أطفالها في براثن مثل هذه الأمور، وعليها أن تربي أبناءها على أن الدين هو اليقين بالله سبحانه وتعالى، وإخلاص العبادة لله عز وجل للعبادة، مؤكدة  أن أداء الفرائض هي حائط الصد الأول للوقاية من مثل هذه الأفكار الهدامة، فعلى الزوجة أن تحفز زوجها وأولادها للذهاب إلى المسجد للصلاة وتحفيزهم على فعل الخيرات بالكلام الطيب، فالكلمات الطيبة لها أثرها الطيب في النفوس.

اللغة العربية

وأضافت إلهام شاهين: «هناك أمر نريد أن ننتبه إليه وهو تحدٍ هام تواجهه اللغة العربية للقضاء عليها، فهناك حرب شعواء قامت على لغتنا العربية - لغة القرآن، فكان للأزهر دوره البارز في مواجهة هذا التحدي والنهضة بالتعليم على مدى القرون وفي معظم بلدان العالم، فهو ثاني أقدم الجامعات التي عرفها العالم ومنه انبثقت البعثات العلمية التي كانت بمثابة مشاعل نورٍ أضاءت سماوات الجهل، وإلى أروقته وفد طلاب العلم من شتى بلدان العالم لينهلوا من معينه الصافي».

وتابعت مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: «خُصصت الأروقة بأسماء تلك البلدان التي لازالت موجودة حتى الآن شاهدة على دور الجامع الأنور، مثل رواق المغاربة ورواق الأتراك والشوام وغيرها من البلاد الإسلامية التي بعثت بطلابها ليتعلموا أمور الدين وشرائعه وينطقوا لغته العربية الصحيحة، ويعودوا إلى أهلهم وينشروا العلم الصحيح، وقامت محاولات فاشلة لسلب اللغة العربية، بدعوى أنها لغة ثقيلة، والاستيعاض عنها باللغات الأخرى مثل الإنجليزية والفرنسية، زعما أنها لغة التحضر والمدنية، ثم ما لبثت أن قوبلت هذه الدعوى برفض شديد جدا من علماء الأزهر الذين كان لهم دور بارز سُطر بماء الذهب في هذا الصدد».

دور الزوجة في التربية

من جهتها، بينت د. حنان مصطفى مدبولي، أن التربية ليست دورًا تقوم به الزوجة وحدها، بل على الآباء مراقبة أبنائهم في استخدام مواقع الإنترنت وعدم الانشغال عنهم، لابد أن يكون الأبوان قدوة حسنة لأولادهم، وأن يعلموا أولادهم كيفية التفكير الإيجابي والنقد البنّاء والاستماع إليهم وإنشاء حوار مشترك بين الأولاد وبينهم، وتعليمهم المشاركة داخل الأسرة لأنه بهذا سيتعلم المشاركة مع الآخرين في الخارج، وتعليمهم الثقة بالنفس في ضوء تعاليم القيم الإسلامية.

وشددت على أنه لا بد من الحرص على التمسك باللغة العربية، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم، على تعليم اللغات الأخرى، لكن بعد ترسيخ اللغة العربية لدينا فهي لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة، فبدونها لن يفهم الأولاد دينهم ولا عقيدتهم.

وأوضحت د. حنان مصطفى، أن اللغة العربية تهاجَم بشكل غير مباشر بتعلم اللغات الأخرى عن طريق انتشار مدارس اللغات من مرحلة الطفولة إلى ما بعد الجامعة، وأصبح بعض أولياء الأمور ينهون أبناءهم عن التحدث باللغة العربية في المنزل، وأحياناً بعض الأسر تهاجر خارج البلاد من أجل التهرب من اللغة العربية.

تحديات تربية الأبناء

وأضافت: «تتعدد التحديات التي تواجهنا في تربية الأبناء، فقديما كان يقوم بتربية الأبناء الآباء والأجداد والمدارس ودور العبادة، أما الآن فنحن نواجه في تربية أبنائنا العديد من التحديات منها ماهو ثقافي أو فكري أو قيمي أو تكنولوجي، وكلٍ يؤثر بدوره في التربية الثقافية والفكرية والقيمية».

وأوضحت حياة العيسوي، أن الحكم التشريعي نبهنا إلى أن صاحب الالتزام بالمنهج، يطمئن إلى لقاء ربه ويطمئن إلى جزائه، فعمل الرجل الصالح ينعكس على أولاده من بعده، واقرأ قوله سبحانه وتعالى: {وَلْيَخْشَ الذين لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُواّ الله وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً}، ولنا في الخليل إبراهيم عليه السلام، حينما ابتلاه الله -سبحانه وتعالى- في بداية حياته بالإحراق في النار، ولأنه قوى الإيمان؛ فقد جعل الله النار برداً وسلاماً، وابتلاه الله في آخر حياته برؤيا ذبح ابنه، ولعظم إيمانه؛ امتثل لأمر الرحمن الذي افتدى إسماعيل بكبش عظيم. 

واسترسلت: «الإنسان في العمر المتأخر يكون تعلقه بأبنائه أكبر من تعلقه بنفسه، وهكذا كان الترقي في ابتلاء الله لسيدنا إبراهيم عليه السلام، فالحق سبحانه يريد من عباده أن يؤمّنوا على أولادهم بالعمل الصالح، قال الله عز وجل في سورة الكهف {وَأَمَّا الجدار فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي المدينة وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً}، فكان صلاح الأبوين سببا في الحفاظ على ميراث الأولاد».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الأزهر اللغة العربية الجامع الأزهر اللغة العربیة سبحانه وتعالى

إقرأ أيضاً:

الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بمرسى مطروح

 يواصل الرواق الأزهري تقديم باقة متكاملة ومتنوعة من الأنشطة العلمية والتعليمية والملتقيات الفكرية والفقهية والمجتمعية التي تستهدف كافة فئات المجتمع، مؤكداً دوره الريادي في نشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز الهوية الإسلامية والعربية الصحيحة.

أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوة الإنسانيَّة يزورون الجامع الأزهر الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع

وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف.

يُقدم الرواق الأزهري أنشطته عبر عدة محاور أساسية، تشمل: رواق القرآن الكريم للأطفال والكبار، حيث يوفر برامج متقدمة لحفظ وتجويد القرآن الكريم، ويستهدف فئتي الأطفال والكبار، لضمان نشأة الأجيال على كتاب الله واستمرار ارتباط الكبار به.

ورواق العلوم الشرعية والعربية، والذي يمثل النواة الأساسية، حيث يوفر دروساً ومحاضرات متخصصة في الفقه، والتفسير، والحديث، والسيرة النبوية، واللغة العربية، بهدف ترسيخ المعارف الدينية واللغوية لدى الدارسين.

والملتقيات العلمية والنوعية: تتجه هذه الملتقيات بشكل مباشر نحو معالجة القضايا المجتمعية والتحديات العصرية، وتستهدف بشكل خاص: الطفل، من خلال برامج تهتم بالبناء الأخلاقي والتربوي والوطني، والمرأة: بملتقيات تركز على دورها الحيوي في الأسرة والمجتمع، وقضايا الوعي بالفكر الوسطي، والأسرة المصرية لتقديم الدعم المعرفي والنفسي والاجتماعي اللازم لبناء أسر متماسكة ومستقرة، انطلاقاً من المبادئ الإسلامية السمحة.

أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأروقة الأزهرية، أن هذه الأنشطة تأتي في إطار رسالة الرواق الأزهري للنهوض بمستوى الوعي الديني والثقافي والمجتمعي، وتوفير تعليم أزهري معتمد ومتاح للجميع، بما يسهم في بناء مواطن صالح ومجتمع قوي ومثقف.

وصرح الدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن الرواق الأزهري هو الملاذ الآمن لطالبي العلوم الشرعية والعربية والملجأ للحريصين على معرفة أمور دينهم ودنياهم، وبفضل توجيهات فضيلة الإمام الأكبر ووكيل الأزهر، نحن حريصون على تقديم منهج متكامل يربط النشء والأسرة بالقرآن الكريم والسنة النبوية، ومعالجة القضايا المعاصرة عبر ملتقياتنا النوعية التي تستهدف الطفل والمرأة والأسرة المصرية، لنشر العلم الوسطي من منبعه الأصيل."

مقالات مشابهة

  • في مشهد مهيب بأسيوط.. تكريم 200 فائز في مسابقة بني عدي الكبرى لحفظ القرآن
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من رحاب الجامع الأزهر الشريف
  • مدرسة التربية الفكرية بأسيوط تشهد تطوير شامل وتحسين الخدمات التعليمية
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بالبحر الأحمر
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية بمرسى مطروح
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية قالون.. اليوم
  • تعليم أسيوط يتابع التشطيبات النهائية لأعمال تطوير مدرسة التربية الفكرية
  • علي جمعة يوضح الفرق بين القلب والفؤاد..فتعرف عليه
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
  • الرواق الأزهري يُواصل رسالته العلمية عبر باقة متنوعة من الأنشطة العلمية