الخبر:
2025-05-14@21:15:56 GMT

التطبيع.. المعادلة المعكوسة

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

التطبيع.. المعادلة المعكوسة

توطئة هامة حتى لا تتغلب علينا العواطف الجياشة وهو أمر جد طبيعي أمام هول المجازر التي نشهدها.

إن الأتي في هذا النص هو محاولة لطرح واقعي بمقتضى القرارات المعترف بها دوليا وليس بمقتضى الحقوق التاريخية التي لا تنازل عنها أو تفريطا فيها على الأقل فكريا بأي حال من الأحوال.

لم يعد كافياً أن نقول بأن جذور القضية الفلسطينية هي احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية في عام 1967.

  حان الوقت لنقول الكلمات اللازمة وندين الصهيونية كأيديولوجية عنصرية في جوهرها وأيديولوجية مقيتة لا يمكن التعايش معها في القرن الواحد والعشرين.

هذه الأيديولوجية هي الشر الأصلي والمطلق الذي تعاني منه دولة إسرائيل منذ تأسيسها. فإنها الدافع والمحرك لاستمرار الاحتلال ومواصلة ضم الأراضي حتى بعد عام 1948. وباسم هذه الأيديولوجية، أنشأت إسرائيل نظام فصل عنصري أو ما يصطلح عليه بنظام آبارتايد  واضح و مفضوح حيث تستند إليه في تعريف الجنسية و الهوية الوطنية على اعتبارات دينية مما يجعلها دولة ذات أسس ثيوقراطية، و رغم ذلك يستمر الغرب  في وصفها بالديموقراطية بل في مديحها كالديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.

والأدهى والأمر أن هذه الأيديولوجية تجعل إسرائيل لا تكتفي بعدم الالتزام بأي قانون من قوانين القانون الدولي بل تعتبر نفسها فوق القانون الدولي.

لذا يجب أن نقول بصوت عال لكل المطبعين من سياسيين رسميين أو مفكرين ونشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أولائك الذين يقدمون التطبيع على أنه السبيل الوحيد لمساعدة الفلسطينيين: أن الأيديولوجيا الصهيونية التي بنية على أساسها دولة إسرائيل تجعل منها ورما سرطانيا مناف لأي وضع طبيعي، فبكل بساطة هي تمثل حالة لا طبيعية، والتطبيع مع هكذا كيان هو مجرد وهم، بل انه انحراف فكري لأنه يعكس المعادلة رأسا على عقب. على غرار ما نشهده اليوم من عكس وقلب للحقائق من طرف الغرب حيث يتحول الضحية إلى الجلاد والمعتدى عليه الى المعتدي.

والحقيقة أن المسؤولية تقع في المقام الأول على إسرائيل لاستعادة حالة من "الطبيعية" من خلال التخلي عن طابعها اليهودي المبني على أسس فكر صهيوني عفي عنه الزمن وبات من المستحيل تبريره بشكل دائم.  حينها وفقط حينها سيكون بالإمكان إيجاد صيغ واقعية للتعايش السلمي مع جيرانها في نطاقها الجغرافي.

وفيما يخصنا، يجب أن تكون لدينا الشجاعة الفكرية لطرح تصور عقلاني يجسد حلم تحرير فلسطين من النهر إلى البحر. وليكن هذا "نطاق جغرافي يتيح لكل ساكنته العيش بكرامة والاستمتاع بحقوق متساوية، دون أي شكل من أشكال التمييز على أسس دينية أو عرقية أو غيرها من الاعتبارات". مما يعني ديمقراطية حقيقية بكل بساطة، كما هو معرف في نصوص ومواثيق الغربيين أنفسهم. سواءً كان ذلك في إطار دولتين أو دولة واحدة.

ان الدول العربية، بما في ذلك الفلسطينيين وحماس نفسها، قد قبلوا بهذا الطرح في صيغة حل الدولتين.

وإسرائيل هي التي تتعنت وترفض أي حل مبني على أساس القرارات التي تم اعتمادها بشكل صريح من قبل الأمم المتحدة. وإنها لن توافق على أي تسوية فيها إنصاف ولو جزئي للفلسطينيين إلا تحت وطأة الضغط والإجبار، وذلك بسبب حاجز الأيديولوجية الصهيونية الذي يجب أن يسقط، تمامًا كما سقط جدار برلين.

فكفى قلبا للحقائق وعكسا للمعادلة، فلتطبع إسرائيل كيانه ثم حينها نتكلم عن التطبيع.

ودون ذلك وبعيدا عن الشعارات الجوفاء ان أي تطبيع وإسرائيل على طبيعتها الحالية وتحت سقف شروطها هو مجرد هرولة لتصفية القضية الفلسطينية وبيع لأوهام العيش في رفاهية دون أي اعتبار للكرامة.

المصدر: الخبر

إقرأ أيضاً:

مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل

شهدت منصات التواصل الفلسطينية والعربية تفاعلات واسعة مع تطور الأحداث في إسرائيل، فقد أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم الأربعاء عن اعتراض صاروخ أُطلِق من اليمن باتجاه إسرائيل، ليكون بذلك الصاروخ الثالث خلال 24 ساعة فقط، وهو ما يعد مؤشرا واضحا على تصاعد وتيرة الهجمات، خاصة بعد إعلان جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) استثناء إسرائيل من الاتفاق مع الولايات المتحدة.

ووفقا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، توقفت حركة الملاحة الجوية في مطار بن غوريون الدولي أثناء اعتراض الصاروخ، وسط حالة من الاستنفار الأمني الواسع، مشيرة إلى أن الصاروخ اليمني كان قريبا من الوصول إلى هدفه قبل نجاح عملية الاعتراض.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن عمليتي استهداف مطار اللد "بن غوريون" بصاروخ باليستي "ذو الفقار" وصاروخ باليستي آخر "فرط صوتي" يُعدّ الصاروخُ الثالثُ خلال أقلّ من 24 ساعة – 14 مايو 2025م pic.twitter.com/ax9ujzQnkN

— العميد يحيى سريع (@army21yemen) May 14, 2025

وأدى الهجوم إلى تعليق مؤقت لعمليات الهبوط والإقلاع في مطار بن غوريون، في أجواء مشحونة بالقلق والتأهب، لا سيما بعد تكرار هذه الضربات خلال فترة قصيرة.

سماء القدس قبل قليل
صاروخ يمني pic.twitter.com/Yz3XcWeILv

— همام شعلان || H . Shaalan (@osSWSso) May 14, 2025

إعلان

 

وتفاعلا مع استهداف إسرائيل -للمرة الثالثة- بصواريخ يمنية، قال مدونون "نحن أهل غزة، لقد نصرنا الله بجند اليمن. لم يثبت معنا في الميدان إلا جند اليمن. ثلاثة صواريخ عربية يمنية في 24 ساعة زلزلت كيان العدو الإسرائيلي".

نحن أهل غزة لقد نصرنا الله بجند اليمن
ولم يثبت معنا في الميدان إلا جند اليمن
ثلاثة صواريخ عربية يمنية في 24 ساعة، زلزلت كيان العدو
ولا غالب إلا الله

— د. فايز أبو شمالة (@FayezShamm18239) May 14, 2025

كما أوضح مدونون أن مأساة غزة منسية عالميًا، في حين تضرب صواريخ اليمن في عمق وكر عصابة الإجرام الإسرائيلي، وكان تأثيرها أشد وقعًا على مجرم الحرب نتنياهو من أي ضغط دبلوماسي أو اقتصادي.

صواريخ اليمن عندنا بالقدس!
هلا باليماني! pic.twitter.com/vEkSHnrsGm

— CosmoTrade | تجارة الكون (@Cosmos_politic) May 14, 2025

وأشار آخرون إلى أن صواريخ القوات المسلحة اليمنية تجاوزت حدود الجغرافيا، فضربت عمق إسرائيل المكشوف، وأربكت اقتصاده ومجتمعه، وفضحت هشاشة منظوماته الأمنية التي تباهى بها لعقود، كما أحرجت قيادته أمام الداخل الإسرائيلي.

صواريخ القوات المسلحه اليمنية تجاوزت الجغرافيا، فضربت عمق الكيان الصهيوني المكشوف، وأربكت اقتصاده ومجتمعه، وفضحت هشاشة منظموماته التي تباها بها عقود وكذلك اربكت قيادته أمام شعبه..

— جنود الله (@KungStar370074) May 13, 2025

وقال أحد المغردين "اليمن وصواريخ اليمن تثير ذعرا كبيرا في إسرائيل، ومطارات إسرائيل تحت قصف الصواريخ اليمنية".

صواريخ اليمن تزمجر في سماء فلسطين المحتلة

ثلاثة صواريخ خلال 24 ساعة

— مصطفى الخطيب (@mustafa_khatiib) May 14, 2025

وأجمع نشطاء على أن اعتراض الصاروخ اليمني في أجواء مطار بن غوريون لا ينقص من نجاحه، بل يعد في المفهوم العسكري "ضربة دقيقة" لما خلفه من خسائر اقتصادية وإرباك وهلع وإصابات بسبب الشظايا وحالات التدافع نحو الملاجئ، وهي تأثيرات تُعادل تمامًا وصول الصاروخ إلى هدفه.

إعلان

ويستهدف الحوثيون إسرائيل بالصواريخ -بحسب قولهم- نصرة للفلسطينيين في غزة، ويقولون إنهم مستمرون في ذلك طالما تواصل إسرائيل حرب الإبادة في القطاع الفلسطيني.

والأحد الماضي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع الحوثيين، بعد وساطة قادتها سلطنة عمان، وهو ما وصف في إسرائيل بـ"المفاجئ". غير أن الحوثيين أكدوا أن الاتفاق مع واشنطن لا يشمل إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الشرع وافق على التطبيع مع إسرائيل بعد لقاء ترامب
  • ترامب يقول إن الشرع أبدى تجاوبا حيال مسألة التطبيع مع إسرائيل
  • ترامب والشرع ..التطبيع مع إسرائيل خطوة في صالح الاستقرار الإقليمي
  • ترامب يطلب من الشرع الانضمام إلى اتفاقات التطبيع مع إسرائيل
  • مغردون يرحبون بصواريخ الحوثي التي ضربت إسرائيل
  • متى تُعلن السعودية التطبيع مع إسرائيل؟.. ترامب يُجيب
  • التفكيك ونشر الفوضى خيار إسرائيل بسوريا بدل التطبيع معها
  • الجولاني يعرض التطبيع مع “إسرائيل” وثروات سوريا مقابل رفع العقوبات
  • رئيس مجلس النواب اللبناني: التطبيع مع إسرائيل خيانة ولن يحدث على الإطلاق
  • طموحات ترامب الاقتصادية في السعودية تطغي على ملف التطبيع مع إسرائيل